اليوم تمر ذكري اول عملية اغتيال في “بيوت الاشباح”-علي فضل

١-
***- اليوم الثلاثاء ٢١ ابريل الحالي ٢٠١٥ تمر الذكري الخامسة والعشرين علي حادثة اغتيال الدكتور علي فضل نتيجة التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له خلال فترة إعتقال دامت 23 يوماً منذ اعتقاله من منزل اُسرته بالديوم الشرقية مساء الجمعة 30 مارس 1990، ونقلِه إلى واحد من أقبية التعذيب التي أقامها نظام الجبهة غداة استيلائه على السلطة في 30 يونيو 1989. وهناك في احدي (بيوت الاشباح) باشر اللواء طبيب الطيب محمد خير (سيخة) التحقيق مع علي فضل وبعدها قام بتعذيبه في سادية من ضرب مبرح كعوب البنادق وحرق اعقاب السجائر وتجويع وامتناع عن تقديم مياه الشرب او تقديم العلاج اللازم له ، ولما ساءت حالته تمامآ، نقل الي قسم الحوادث في المستشفى العسكري باُمدرمان، وهناك توفي في صبيحة 21 أبريل 1990.

٢-
من هـو الدكتور علي فـضل؟!
******************
(أ)-
***- كان علي فضل يدرس بجامعة الخرطوم كلية الطب، وفي نفس دفعة الطيب (سيخة)، ولكن الطيب (سيخة) كان يكن كراهية شديدة لزميله علي فضل، بسبب انتماؤه السياسي للجبهة الديمقراطية، عكس (سيخة) الذي كان اسلاميآ متشددآ يستخدم (السيخة) لضرب الطلاب الديمقراطيين، لذلك تم اطلاق لقب (سيخة) عليه، وما بارح سلاحه (السيخة) طوال وجوده بفناء الجامعة او اثناء النقاشات الطلابية حتي اكمال الدراسة بالجامعة.

(ب)-
***- بعد التخرج من كلية الطب، اختار علي فضل العمل بالمستشفيات المدنية، بينما اختار الطيب (سيخة) العمل بالسلاح الطبي. وعندما وقع انقلاب 30 يونيو 1989، كان للواء الطيب (سيخة) دورآ بارزآ فيه لا بحسب رتبته العسكرية العالية وانما لولائه الحزبي للجبهة الأسلامية، وتم تعيينه وزير بالأمانة العامة لمجلس الوزراء والمسئول الأول فيها.

(ج)-
***- وما ان ألت كل مهام الامانة العامة لمجلس الوزراء اليه، حتي راح ويشرع في اعداد قوائم الموظفيين الكبار والصغار في جهاز الخدمة المدنية والعسكرية، والسفراء والدبلوماسيين في السلك الدبوماسي، والمهندسيين بالطيران المدني، والنقل النهري، وكبار مدراء المصالح والمؤسسات الحكومية المتعددة، والبنوك، والفنادق، واساتذة جامعة الخرطوم، وكبار الضباط والصغار بوزارة الدفاع والداخلية تمهيـدآ الاطاحة بهم للصالح العام، واحلال اخرين اسلاميين مكانهم. بلغ عدد الذين احيلوا للصالح العام والطرد من الخدمة في كل مديريات السودان بنحو ٧٠ ألف في جهازي الخدمة المدنية خلال الفترة من يوليو ١٩٨٩ وحتي عام ٢٠٠١ .

(د)-
***- راح الطيب (سيخة) ويشرف بنفسه البحث عن اعداءه القدامي بالجامعة، والذين ناصبوه العداء وقتها، وتلاسن معهم بالكلام (والسيخة). كان يدخل الوزارات والمصالح الحكومية علي غفلة وبدون اذن الوزراء ومعة مجموعة من الحرس الاسلاميين المدججين بنادق (الكلاشينكوف)، وما ان يقع نظره علي خريج قديم من جامعة الخرطوم وكان ينتمي للجبهة الديمقراطية وقتها، الا ونزل فيه سبآ باللعنات القبيحة علي مرأي من بقية الموظفيين والموظفات. ويطلب منه اخلاء مكتبه علي الفور واعتباره مطرود من الخدمة المدنية!!، وظف الطيب (سيخة) عددآ من موظفيه الاسلاميين مهمة البحث شخصيات محددة تخرجوا من جامعة الخرطوم، كانوا ينتمون للحزب الشيوعي، ان يعرفوا اين هم يعملون؟!!.

(هـ)-
***- جاءته القوائم المطلوبة وعلم منها، ان اغلب خريجي كلية الطب يعملون في القطاع الخاص، وقد امتلكوا عيادات خاصة بهم. عندها بادر الطيب (سيخة) العمل علي الغاء تراخيص كل العيادات التي يمتلكونها او يعملون فيها، ومنع الاطباء من ممارسة العمل فيها، اصدر ايضآ توجيهاته الصارمة بعدم تعيينهم في اي قطاع طبي بالسودان، ووضع اسماءهم في قائمة سوداء بالمطارات حتي يحرمهم من العمل بالخارج.

(و)-
***- استغرب الناس كثيرآ من سكوت جنرالات (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ) بقيادة العميد عمر البشير علي تصرفات الطيب (سيخة) الرعناء، والسياسة الادارية التي وجهها بقصد قطع ارزاق الناس، وتشريد احسن كفاءات البلد بلا اسباب مقنعة.

***- لكن كل ماكان قام به الطيب (سيخة) ، وما قام به النافع علي النافع وقتها من تعذيب واغتيالات في (بيوت الاشباح)، وان ما صدر من تصرفات استفزازية وارهاب كان يقوم بها الرائد ابراهيم شـمس الدين، ايضآ ما بدر من الرائد يونس وهجومه السافر علي بعض البلدان العربية وحكامها…كانت كلها توجيهات واجبة النفاذ من الجبهة الاسلامية التي زعمها الترابي!!

٣-
***- بعد نجاح انقلاب الجبهة الاسلامية، اصدر (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ) وقتها بيان عسكري يحظر فيه الناس من الاضراب عن العمل، او الدعوة له، وان من يخالف نص البيان يعرض نفسه للمحاكمة تصل العقوبات فى هذه القضية إلى حد الإعدام.

٤-
***- في النصف الثاني من عام 1989، وبعد مرور خمسة شهور مريرة حاقت بالأطباء، قرروا الدخول في اضراب عن العمل بغية لفت الانظار الي الحالة المتردية في المستشفيات نتيجة الاساليب اللقمعية التي كانت تمارس ضدهم من قبل الأدارات الحكومية. كان للإضراب الذي نفذه الأطباء السودانيون إبتداء من يوم الأحد 26 نوفمبر 1989 أثراً قوياً في كسر حاجز المواجهة مع النظام. أثار بالمقابل هذا الاضراب ردود فعل وسط سلطات النظام ،الذي بدأ حملة ملاحقات قمع وتنكيل شرس وسط النقابيين والأطباء على وجه الخصوص. وفي غضون أيام قليلة فقط جرى اعتقال عشرات الأطباء، الذين نقلوا إلى بيوت الأشباح التي كان يشرف عليها في ذلك الوقت “جهاز أمن الثورة”، وهو واحد من عدة أجهزة أمن تابعة لتنظيم الجبهة الإسلامية.

٥-
***- الدكتور علي فضل كان عضوآ بارزآ في لجنة تنظيم اضراب الاطباء ، لذلك كان مطلوب بشدة القبض عليه حيآ او ميتآ من قبل السلطات الأمنية. لجأ علي فضل الي الاختفاء تمامآ عن العيون، وظلت دوريات الحراسة تبحث عنه في مكان، وفي كل مرة ترجع خائبة لقواعدها.
امر الطيب (سيخة) القبض علي شقيق الدكتورعلي فضل واعتقاله في احدي (بيوت الاشباح) حتي يسلم علي فضل نفسه للسلطات الأمنية، والا يبقي قيد الحبس الي الابد.عندها قام علي فضل بتسليم نفسه للسلطات الأمنية، وكان هذا يوم الفرح والسرور عند الطيب (سيخة)!!

٦-
***- اعتُقل الشهيد علي فضل مساء الجمعة 30 مارس 1990، ونقل على متن عربة بوكس تويوتا الى واحد من أقبية التعذيب، وبدأت حفلة التعذيب علي يد الطيب (سيخة)، وابراهيم شمس الدين وبكري حسن صالح. واخرين. واتضح في وقت لاحق ان التعذيب قد بدأ في نفس الليلة التي وصل فيها الي المعتقل. وطبقاً لما رواه معتقلين اخرين كانوا في نفس (بيت الاشباح)، الذي نقل إليه، اُصيب علي فضل نتيجة الضرب الوحشي الذي تعرض له مساء ذلك اليوم بجرح غائر في جانب الرأس، جرت خياطته في نفس مكان التعذيب.

٧-
***- إستمر تعذيب علي فضل على مدى 23 يوم بلا توقف منذ اعتقاله مساء 30 مارس 1990 حتى استشهاده صبيحة 21 أبريل 1990 يثبت بوضوح إنه هزم جلاديه، الذين فشلوا في كسر كبريائه وكرامته وتمسكه بقضيته. ومع تزايد وتائر التعذيب البشع اُصيب علي فضل بضربات في رأسه تسببت في نزيف داخلي حاد في الدماغ أدى الى تدهور حالته الصحية. وحسب التقارير الطبية التي صدرت في وقت لاحق، لم يكن على فضل قادراً على الحركة، كما حُرم في بعض الأحيان من الأكل والشرب وحُرم أيضاً من النظافة والإستحمام طوال فترة الإعتقال.

٨-
***- نُقل الشهيد علي فضل فجر يوم السبت 21 أبريل الى السلاح الطبي وهو فاقد الوعي تماماً، وصف واحد من الأطباء بالمستشفى هيئته قائلاً: “إن حالته لم تكن حالة معتقل سياسي اُحضر للعلاج وإنما كانت حالة مشرد جيء به من الشارع…. لقد كانت حالته مؤلمة… وإنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق قضائي يتقرر إجراؤه”!!

٩-
***- العاملون بحوادث الجراحة في المستشفى العسكري اضطروا للتعامل مع حالة علي فضل كمريض عادي دون التزام الإجراءات القانونية المتعارف عليها وذلك بسبب ضغوط رجال الأمن الذين أحضروا علي فضل بخطاب رسمي من مدير جهاز الأمن، وأيضاً بسبب تدخل قائد السلاح الطبي، اللواء محمد عثمان الفاضلابي، وضعت الحالة تحت إشراف رائد طبيب ونائب جراح موال للجبهة الإسلامية يدعى أحمد سيد أحمد!!..

***- فاضت روح الطبيب علي فضل الطاهرة حوالي الساعة الخامسة من صبيحة السبت 21 أبريل 1990، أي بعد أقل من ساعة من إحضاره الى المستشفى العسكري، ما يدل على أن الجلادين لم ينقلوه إلى المستشفى إلا بعد أن تدهورت حالته الصحية تماماً وأشرف على الموت بسبب التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له. بعد ظهر نفس اليوم أصدر طبيبان من أتباع تنظيم الجبهة، تقريراً عن تشريح الجثمان أوردا فيه ان الوفاة حدثت بسبب “حمى الملاريا”، واتضح لاحقاً أن الطبيبين أعدا التقرير إثر معاينة الجثة فقط ولم يجريا أي تحليل أو فحص. وجاء أيضاً في شهادة الوفاة (رقم 166245)، الصادرة من المستشفى العسكري باُمدرمان والموقعة بإسم الطبيب بشير إبراهيم مختار، أن الوفاة حدثت بسبب “حمى الملاريا”.

١٠-
***- بعد اجتماعات متواصلة لقادة نظام الجبهة ومسؤولي أجهزته الأمنية، إتسعت حلقة التواطؤ والضغوط لاحتواء آثار الجريمة والعمل على دفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية اللازمة. مارس نائب مدير الشرطة، فخر الدين عبد الصادق، ضغوطاً متواصلة لحمل ضباط القسم الجنوبي وشرطة الخرطوم شمال على استخراج تصريح لدفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية المعروفة، فيما فتحت سلطات الأمن بلاغاً بتاريخ 22 أبريل بالقسم الجنوبي جاء فيه ان الطبيب علي فضل أحمد توفي وفاة طبيعية بسبب “حمى الملاريا”. العميد أمن عباس عربي وقادة آخرون في أجهزة الأمن حاولوا إجبار اُسرة الشهيد على تسلُّم الجثمان ودفنه، وهي محاولات قوبلت برفض قوي من والد الشهيد واُسرته التي طالبت بإعادة التشريح بواسطة جهة يمكن الوثوق بها.

***- ويقول شاهد عيان:( الساعة 9.45 مساء وصلنا و شاهدنا حركة غير عادية و نحن نرقب منزل الشهيد من بعد و لمحت المدعو “عباس عربي” رجل استخبارات و أمن نظام القتلة يدخل و يخرج متوترا ، و هو يسعى جاهدا لإقناع العم فضل أحمد باستلام جثمان ابنه و دفنه سريعا على قاعدة الإسلام التي تقول ” الميت أولى بالدفن و إكرام الميت دفنه” ناسيا عن عمد ما جاء في محكم التنزيل معنى و دلالة ” بأن الذين إن أصابهم البغي فهم ينتصرون.. و السن بالسن و الجروح قصاص”)،

١١-
***- إزاء هذا الموقف القوي، اُعيد تشريح الجثة بواسطة أخصائي الطب الشرعي وفق المادة 137 (إجراءات اشتباه بالقتل) وجاء في تقرير إعادة التشريح ان سبب الوفاة “نزيف حاد بالرأس ناجم عن ارتجاج بالمخ نتيجة الإصطدام بجسم حاد وصلب”.

١٢-
***- وبناء على ذلك فُتح البلاغ رقم 903 بالتفاصيل الآتية: –
المجني عليه: الدكتور علي فضل أحمد-
المتهم: جهاز الأمن ?
المادة: 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 (القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد)…لم تتمكن (العدالة) من النظر في القضية وأوقفت التحريات نتيجة الضغوط المتواصلة والمكثفة من نظام الجبهة ورفض جهاز الأمن تقديم المتهمين الأساسيين للتحري، أي الأشخاص الذين كان الشهيد تحت حراستهم ، وهم المتهمون الأساسيون في البلاغ.

١٣-
***- اليوم تمر ذكري اول عملية اغتيال في “بيوت الاشباح” وكان ضحيتها الشهيد الدكتور علي فضل في يوم ٢١ ابريل ١٩٩٠. الشهيد واري جثمانه الثري وانتقل الي رحمه الله..والاسرة المكلومة ما زالت تأمل في قصاص عادل يطال القتلة واولهم الطيب محمد خير (سيخة)، الذي يقال – والعهدة علي الراوي-، ان الله تعالي قد انتقم شر انتقام منه، وهل هناك عقاب اقسي من الاصابة بالجنون؟!!

بكري الصايغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الله يـمهل ولا يــهمل
    ***********
    ١-
    انعقدت المحكمة المكونة برئاسة العقيد احمد محمد حسن رئيس القضاء العسكري ، والمقدم منير حمد جلستها في تمام الساعة الثانية بعد ظهر يوم الثلاثاء 27 يوليو1971 لمحاكمة عبدالخالق محجوب بعد فشل انقلاب هاشم العطا. وتولى الادعاء المقدم محمد حسين طاهر والمقدم عبد الوهاب البكري . لم تستمر الجلسة المهزلة طويلا وتم اعدام الاستاذ عبد الخالق سريعا بعد تعرضه للضرب في يوم ٢٨ يوليو ١٩٧١ في سجن كوبر.

    ٢-
    ***- رئيس المحكمه احمد محمد الحسن كان مصري الجنسية، سافر علي فور عائدآ الي بلد بعد المحاكمات وصدور احكام الاعدامات التي جرت في معسكر “الشجرة”،. وهناك في القاهرة قضي بقية حياته في حاله ذهول تام ودروشه، ظل يجاور جامع “الحسين” ليل نهار، ويبدو ان ضميره قد استيقظ بعد جريمة قتل عبدالخالق.

  2. بكري الصايغ

    Thank you for keeping up in your crusade in reminding the masses about all these tragedies. Your

    graphic narration method is perpetuating all these hideous crimes committed by this ruthless mob. Keep it up lad.

  3. سيظل دم الشهيد الإنسان الراقي يطارد القتلة المتوحشين منعدمي الضمائر إلى يوم الدين … سيأتي يوم تتحقق فيه العدالة … المجد و الخلود للبطل علي فضل و من صموده و أمثاله نستمد العزيمة للنضال .. شكرا يا حبوب لتذكيرنا بعلي فضل .

  4. المجرمون الكبار الذين يحملون وزر هذه الجرائم وسوف يحاسبهم الله عليها يوم الحساب ابتداءا من الخروج على الحاكم الذى بويع من الشعب( الأنتخابات ) وتشريد وقطع ارزاق الناس وترويعهم ونسائهم واطفالهم وتعذيبهم وسجنهم وقتلهم هم الروؤس والقادة لهذا النظام ( الترابى ومن والآه وساعده ) من دبروا هذا الأنقلاب وحكموا البلاد طيلة هذه السنين. يا ويلكم من ذلك اليوم الذى يختم الله فيه على افواهكم وتتكلم ايديكم وتشهد ارجلكم بما كنتم تكسبون من الظلم والعدوان على الشعب .

  5. استاذي الفاضل بكري (ود الدهب قلم الدهب)
    صبحك الله بالخير وامدك بالصحة والعافية
    رحم الله الدكتور علي فضل وتغمده بالرحمة والمغرة وادخله فسيح الجنان ، كما نسأل الرحمة لكل سوداني قتل او عذب علي يد جلاوزة عصابات الإنقاذ ونسأله الانتقام العاجل في الدنيا قبل الأخرة .
    انا علي يقين من الموت يحاصرنا من كل حدب وصوب طالما ظلت هذه العصابة علي رأس السلطة .
    الموت لكل معارض داخل بيوت الاشباح
    الموت علي الطرق الرديئة الجودة والمواصفات
    الموت عند الاحتجاجات السلمية
    الموت باستمرار الحروب
    الموت بالجوع والفقر والمرض
    الموت داخل حفر البحث عن الدهب
    الموت في الصحاري عبر الهروب الجماعي ومحاولة الدخول لإسرائيل ودول الجوار
    و أخيرا الموت بالضحك.
    اخوك ليلة البارحة قرب يركب التونسية من شدة الضحك ، عندما قرأت جزئية من مقال بقلم(ام السودان )الدكتورة سعاد إبراهيم عيسى بعنوان الشعب السوداني يسجل الهدف الثالث في ابريل ومازال المقال موجود أعلي صفحات الراكوبة والجزئية تقول:- (ان الأجهزة الأمنية ألقت القبض علي مواطن وضع حبوب مخدره علي حافظة مياه موظفين الانتخابات )
    وعلي فكرة انا اطلق علي هذه المهزلة الانطباخات (دائماً ما تذكرني بطبخ حلة العذابة القطر قام)
    هل هذا المواطن يمتلك جناح جبريل ليطوف علي كل مراكز الانطباخات ليضع الحبوب المخدرة لموظفيها علي امتداد مساحة السودان ويستمر مفعول هذه الحبوب النوم مدة اربعة أيام طيلة فترة الانطباخات؟؟!!
    أربعة أيام نوم نتسأل هل هذه حبوب مخدرة ام ذبابة تسي تسي؟؟!!
    وهل نفس هذا الموطن تسلل لكل منازل شعب السودان منزلاً منزلاً وضع لهم المخدرات وجعلهم ينامون أربعة أيام لتفوت عليهم فرصة التصويت في الانطباخات؟؟!!
    ولماذا لم يفكر هذا المواطن بالذهاب الي القصر ليضع حبوب المخدرة لسيادة المشير وزمرته حتي نتمكن من القبض عليهم ويحصل التغيير بدون إراقة دماء ونربطهم بالحبال ونضعهم داخل السجون وانتظار المحاكمات
    مهزلة تجعلك تموت بالضحك فعلاً

  6. ***- نُقل الشهيد علي فضل فجر يوم السبت 21 أبريل الى السلاح الطبي وهو فاقد الوعي تماماً، وصف واحد من الأطباء بالمستشفى هيئته قائلاً: “إن حالته لم تكن حالة معتقل سياسي اُحضر للعلاج وإنما كانت حالة مشرد جيء به من الشارع…. لقد كانت حالته مؤلمة… وإنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق قضائي يتقرر إجراؤه”!!

    رحم الله الشهيد د علي فضل رحمة واسعة والهم |آله وذويه ومعارفه الصبر والسلوان

    نعم تمر اليوم ذكراه ومازال الوطن مسجونا بل صار وطنان ولا ندري مايخبئه القدر غدا

    ضحي د علي فضل بروحه من اجل السودان ارضا وشعبا ومثلا وقيما وتقاليد

    اين زملائه اليوم واين الخدمات الصحية

    التحية والتجلة والتقدير والاحترام للدكتور الشهم الشجاع صلاح الدين الكردي الذي قال لحظتها

    ن حالته لم تكن حالة معتقل سياسي اُحضر للعلاج وإنما كانت حالة مشرد جيء به من الشارع…. لقد كانت حالته مؤلمة… وإنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق قضائي يتقرر إجراؤه”!! نكرر له التحية والتجلة فقد كان موقفه بطوليا رجوليا شجاعا

  7. قال تعالى في سورة إبراهيم:
    ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)﴾، صدق الله العظيم
    الا نلاحظ بأن معظم كوادر الإنقاذ ممن قضى نحبه مات (قتلا) سواء بتحطم طائرة أو حادث سير أو بالرصاص ،،،
    الا نلاحظ بأن جميع الاحياء منهم مصابون بأمراض عضال وسوف تفتك بهم فردا فردا كل يوم بإذن الله، ناهيك عن الهوس وجموح الاستئثار بالسلطة الذي يسيطر عليهم ويجعلهم في عزلة عن هذا الشعب الذي يرفع بيديه إلى الله في كل لحظة بأن ينكبهم بنكبة ﻻ انتعاش معها ، وبعثرةٍ إقالة منها ، ويبوح حريمهم ، وينغّص نعيمهم ، ويريهم بطشته الكبرى ، ونقمته المثلى ، وقدرته التي هي فوق كل قدرة ، وسلطانه الذي هو أعزّ من سلطانهم ،ويغلبهم بقوّته القوية ( آمين)

  8. كان الشهيد على فضل مثالا للخلق الرفيع و دماثة الفعل و القول و الصدق مع النفس وبذل وقته و جهده و أخيرا روحه من أجل المواطن و الوطن. ولا يمكن أن يلتقيه أحد للمرة الأولى إلا ويفارقه و هو صديق له.
    وفعلا الموت دائما ما يختار أخيارنا و كان هو من أخيارنا
    اللهم أرحم عبدك على فضل و أجعل الجنة مثواه مع الصديقين و الشهداء و أجعل رقاده بردا وسلاما عليه و أفرحه فى الآخرة بزوال من تسبب فى مقتله.

  9. الله يرحمه دكتور علي فضل … ولكن القصاص أتي أتي مهما طال الزمن…..

    ما عندي أكثر من كده أعلق

  10. رحم الله الدكتور علي فضل وجعل البركة في ذريته ،،، وليك الف تحية استاذ بكري على هذا التتبع والتذكر لسيرة رجال صدقوا ما عاهدوا انفسهم عليه من حب للوطن ،،، الآن قدر الله نفذ في المجرمين ،، فهاهو الطيب سيخة حي ميتأما الدكتور علي فضل فلا زال حياً في ضمير ووجدان كل محب للعدل والحرية ،،، ولعل بقية من شاركوا في هذه الجريمة البشعة انتقم الله منهم بطريقة ما لا نعلمها ،،، دولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة،،

  11. الحساب بدأ في الدنيا قبل يوم الحساب
    ربنا جعلهم في غيهم يعمهون فهم يطوعون ايات الله ليبررو افعالهم ويتخبطون في قراراتهم ليل نهار
    واوكلو الى شيطانهم فهم من فعل قبيح لفعل اقبح

    رحم الله الدكتور .

  12. السيخة قتل على فضل و نفذ اغتيال الزبير ووفده وما اخفى اعظم
    لكن جنونه سببه تصوير ناس الأمن له عدة مرات يمارس الرزيّلة داخل القصر الجمهورى و فى مكتبه

  13. الرحمة لكل شهداء الحرية والعدالة والمساواة ! ، واللعنة لكل الجبناء الذين تنمروا داخل الغرف المغلقة ومعهم حراسهم ومسدساتهم ! .

  14. والله قصة تحزن ده غير شنق مجدى محجوب وجرجس واركانجلو وضباط رمضان الاعدموا بدون محاكمة !!!!
    يا جماعة الخير هل انا غلتان لمن اقول ان الحركة الاسلاموية السودانية بت كلب وبت حرام وعاهرة وداعرة وان لا احد فيها البتة يستحق اى احترام او تقدير بل اقسم بالله كل تحقير ؟؟؟
    مع انى ضد عبد الناصر الانقلابى الديكتاتورى لكن عفارم عليه الاعدم سيد قطب وغيره من شذاذ آفاق الاخوان المتاسلمين الذين قتلوا القاضى الخازندار والنقراشى باشا وغيرهم لمن جا البوليس المصرى البطل وقتل راس الحية المدعو حسن البنا لانه هو المسؤول عن كل هذه الجرايم من خلال التنظيم السرى بقيادة عبد الرحمن السندى وللمعلومية الاخوان هم البدأوا العنف والقتل قبل هلاك البنا وقطب وغيرهم من شذاذ الآفاق ديل لا عندهم اخلاق اسلامية ولا انسانية واصلاح حال بلاد المسلمين يبدأ بالقضاء عليهم السفلة الاوغاد ووالله اننى لا شيوعى ولا اؤمن بفكرهم بل انسان عادى مسلم وسطى اؤمن بالديمقراطية والفكر الليبرالى ودولة القانون والدستور والمؤسسات وعدم ادخال الدين الحنيف فى الصراع السياسى بالعكس يجب دعم الدين من الدولة برعاية الدعاة والفقهاء والعلماء والمساجد وحتى الكنائس وتمكين الدين فى المجتمع بمنظمات المجتمع المدنى وليس بقوة الدولة لان فى النهاية علاقة الانسان بربه هو شان خاص اما الاساءة للدين واخلاق المجتمع والقيم فى العلن فالقانون موجود وكذلك القضاء المستقل!!!
    الحركة الاسلاموية هى دمار للمجتمع والدين والوطن والله على ما اقول شهيد الله ياخذهم اخذ عزيز مقتدر السفلة الاوغاد!!!!!

  15. و أول المجرمين ود عثمان إزيرق الغراب الحقير العنصري الذي يتعقد من شكله. و عمره كله قضاه في الفتن و المؤامرات حتى تآمر على شيخه الذي أخرجه من قاع المجتمع، من قاع حديقة الحيوانات و زوج له بنت المهدي، و بعد دا كله غير الحقد و التآمر ما حفظ لشيخه أي حاجة!
    و دا سبب كل بلاوي السودان، و جبان لا يواجه.
    و حتى مذكرة العشرة هو مهندسها لكنه لم يوقع عليها عشان لو المؤامرة ضد شيخه فشلت هو يقول أنا ما وقعت عليها. شفت الجبن و الخساسة كيف؟!

  16. من المشاهد التي لن تنسى ابدا على مر التاريخ خروج سكان حي الديوم الشرقية عن بكرة ابيهم فتيانا وفتيات نساءا ورجالا شيبا وشبابا لتشييع الفقيد الى مثواه الاخير في موكب هادر مهيب لم تفلح سلطات الانقاذ القمعية الشرسة من منع تراص صفوفهم وانتظامهم في ذلك الموكب التاريخي الذي قادجثمان الفقيد الطاهر الى مقابر فاروق حيث ووري الثرى واكتفت اجهزة امن الانقاذ بمراقبته عن بعد امام صلابة وجسارة وتصميم مواطني الديوم الشرقية للمضي بالموكب المهيب تحديا لسلطات واجهزة امن الانقاذ التي حاولت منع خروجهم بشتى الطرق والاساليب التي خابت كلها بالفشل الذريع .
    ستبقى ذكراك حية في القلوب شهيدنا د. علي فضل .. وحتما سيأتي يوم القصاص مهما طال الزمن .. والشكر موصولا للاستاذ بكري الصائغ الذي ايقظ الاذهان بهذا المقال الرائع… ورحم الله فقيدنا د، علي فضل واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .

  17. المدعو عباس عربي حاليا سفيرا بتشاد والاخر السفاح عوض ابنعوف سفيرا بسلطنة عمان انها مكافات نهاية ما بعد الخدمة الدموية كفاية ولا ازيدك اكيال فيلة

  18. لك التحية استاذ بكري و الرحمة و المغفرة لكل من تسببت الانقاذ في رحيله عن هذه الحياة , قبل عامين تقريبا و في احدى الدول الخليجية جمعتني الاقدار بشاب سوداني في قمة الادب و الرقي و كنا نلتقي من وقت لاخر و كثيرا ما كنا نخوض في السياسة و اوضاع البلد و في احدى المرات ذكر لي بانه من اقرباء الطيب سيخة , وما يقال عن جنونه مجرد اشاعات و ذكر لي اسم المنطقة التي يقيم فيها حاليا .و قرات له حوارا صحفيا و لا يبدو لي ان الرجل فاقد للعقل , عموما اتمنى و ادعو الله ينتقم منه بما يستحقه من عذاب و جحيم…

  19. شكرا اخي المواظب في ذكر المظلومين طيبي الذكر ممن رفعوا اسم السودان بطيب خلقهم وبياض سريرتهم بكري الصايغ انت بكتاباتك تؤكد ان كل اوغل نظام عصابة الانقاذ في الاضرار والفتك بهم كانو من اصحاب الفضل على مجتمعاتهم رجال ونساء سادو السودان بما قدموه للوطن لا بمانهبوه من الوطن لقد اصبح السودان كئيبا حتى في الافراح والاتراح فلا تكاد تذهب لاناس ملبيا لدعوة او معزيا الا وتواجد اولئك اللصوص بصفاتهم النتنة التي مرغت السودان في الوحل
    وجنو على مجتمع كان يسوده الامان والاطمئنان
    فاصبح المجرمون واللصوص بقدرة قادر من قدوات الاجيال المغيبة

    والله انهم ضائعون فمن يحج بيت الله كل سنة باموال منهوبة من الغلابة والمساكين الذين تدمع اعينهم شوقا لبيت الله وزيارة قبر نبيه ولايستطيعون اليه سبيلا
    فالشيطان اولى به.

  20. Salamat Bakri and thank you very much for the information about the unjust killing of Dr Ali fadl.I was outside the country and still.I am a graduate of Khartoum 1975 .I do remeber Eltayib Sikha but unfortunately I dont remember Dr Ali Fadl.I think those criminals should be prpsecuted like the Nazis and I balieve you live in Germany.I will be ready to support any action you suggest.Will keep in touch inshallah.

  21. وصلتني رسالة كريمة من أخ عزيز، وكتب:
    (لك التحية أخي الأستاذ بكري و أنت تعض على قضية الوطن بالنواجز، أسمح لي أن أصحح معلومة صغيرة .و لكنها هامة، الشهيد الدكتور علي فضل لم يدرس في كلية الطب بجامعة الخرطوم بل درس بجمهورية مصر العربية تم إعتقاله ثم تعذيبه ثم إغتياله أثناء تحضيره للدراسات العليا بشعبة طب المجتمع بكلية الدراسات الطبية العليا بكلية الطب .بجامعة الخرطوم. ،مع جزيل شكري و تقديري)-

    ***- الف الف شكر لك يا حبيب. واعتذر عن التاخير في الرد علي رسالتك المقدرة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..