العيد في زمان الوجع – قصيدة

تلهج السنة الدعاة ناقدة
والرعاة من خلفهم
ها ذا عيدك جاءك يزحف وامنياتك عطشى امام ناظريك
ماذا يعني احتفاؤك ذاك يا صاح
بالعيد ذات صباح وما الجديد ؟
هل ذلك النبض الرابض في خافقيك
يتوارى خجلا ام يفصح عن بعض الفرحة
خشية احباط ..
وتلهج السنة الدعاة ناقدة
تحسس قلبك خلسة يأتيك الرد كفاحا
ان لا لقيا ان لا عناق ولا امنيات لتستريح
من مشوار الهجرة من اعماق الماضي
المسكون حنينا
الى حيث دموع اللهفة بمقلتيك
اللهفة للقيا الفجر القادم من عمق جب مهجور
قبرت فيه اماني الحالمين
نزعت لديه حمائم السلام اجنحتها خوف ان تقض
مضاجع الطغاة
الناس تفور ليلة اعلان العيد
تراخت ايدي العابرين المهنئين
وتدلت السن تتلو على استحياء تعاويذ فجر العيد
في ذلك الصباح توهج لهب الشمس كغير العادة
زادت حرقة اعين الصائمين على امتداد ثلاثين
ولا تزال
بلا ارادة
بلا صد ولا احتجاج على الرصيف
لا رغيف
ولا ضياء
ولا ماء
بل دماء
طابور اشلاء وهياكل لا تقوى على الوقوف
وتلهج السنة الدعاة ناقدة
عيد وما الجديد
في الافق الاخر لاح شبح الطائر الطريد
المحلق بأجنحة الخيال
اصطفت جحافل الطيور كافة رافضة
ان يحط قبالتها
هاجت جموعها ثم في خور بات مستسلم بعضها
من عصف رياح الجوع الكافرة
والبعض الاخر حائر وسط ضباب الرؤيا
يا طائر الشؤم عليك نعي خيالك للفضاء
وبكاء اطلال المجد المزعوم
انتزع لكرامة ابنائك لحظة بوح سافرة
ساعة هجر للعناء
متى الوفاء
حتام يصدر الرعاء
الى متى تغمر الافاق ريح الموت
وينشر الجوع حباله اوسط حقلنا المجدب
ويصطاد بلا اتفاق ولا اختيار من يصادف
ورفيقه الاخر المرض
يمد لسانه ساخرا من فريقنا الصحي العتيد
يبشر يوما بفوز
والاخر بالشرور وعظائم الامور
الدواء الفاسد سد افاق النجاة
وتلهج السنة الدعاة ناقدة
ومن خلفهم الرعاة
خمس او خمسين عاما لتلحق جيوبكم غول الغلاء ؟
لا تحلموا .. هكذا خبرونا
من اعلى المنابر هر يحاكي اسدا
قل لهم يا حامل لواء الفجر المستحيل
الخبز يا جناة يا لئام الخبز صار مستحيل
الوعظ في جموع الموتى الاحياء حرام
الوعد بلا استحقاق الموعود حرام

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..