احتجاج الحكومة وقطار الحوار القاسي

زيارة وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى السودان التي وصفها الأستاذ محمد لطيف قبل يومين بأنها زيارة غامضة، جاءت جلسة الاستماع اللاحقة التي عقدها مجلس السلم والأمن بوفد نداء السودان لتزيل بعض الغموض الذي بدا للطيف حول تلك الزيارة، باعتبار أن هناك خطوات أو خططا جديدة يسعى بها الاتحاد الأفريقي وأجهزته لإحداث اختراق في المشهد المتجمد لعملية الحوار مع المعارضة..
الحوار الذي تريد الحكومة الآن مضطرة تحريك قطاره بعدد قليل من الركَّاب الذي لا يغطي تكاليف الرحلة..
ما المشكلة في عقد مجلس الأمن الأفريقي جلسة استماع لهذه القوى المعارضة طالما أن كل خطوط الحكومة معها تفشل في عملية الاتصال والاستماع والإقناع لأسباب كثيرة بعضها يتعلق بشبكة تلك الاتصالات وآلياتها..؟
هل المشكلة هي فقط تلك المخالفة الإجرائية المتعلقة بلوائح وأعراف الاتحاد الأفريقي التي تنص على أن يستمع مجلس السلم والأمن الأفريقي للدولة وليس للجماعات المعارضة لها..؟ أم أن هناك مخاوف أخرى ترتبط بنشاطات مجلس السلم وتحركاته التي قد لا تأتي متسقة مع توقعات الحكومة.
إذا كانت الحكومة والمؤتمر الوطني الذي أصدر تصريحاً يعبر فيه عن ارتياحه بتمليك وفد المجلس الحقائق في زيارته الأخيرة لدارفور إذا كان الوطني برغم ذلك التصريح لا يثق في أجندة الاتحاد الأفريقي وأجهزته تجاه ملف الحوار والتفاوض فلا يجب أن تبدد الحكومة وقتها في صولات وجولات وخطوط طيران ساخنة ووفود غامضة ومكشوفة ووعود وقصص وحكايات..
أما إذا كان موقف الحكومة من جهود الاتحاد الأفريقي هو ذلك الموقف المعلن من جانبها والموقف الذي عبر عنه المؤتمر الوطني بتأكيد حرصه على علاقته بالاتحاد الأفريقي وأجهزته وتثمينه لجهود الآلية الأفريقية فلا داعي للغرق وإغراق تلك الثقة في شبر مياه بمحاصرة نطاق تحركات أجهزة الاتحاد الأفريقي بين ميدان الأزمة في السودان واللقاء بجميع أطرافها في أديس أو غيرها.
الحكومة تحتاج للمزيد من المرونة حتى تنجح جهود الوسطاء في إحداث اختراقات طال انتظارها.. وليست هناك مشكلة في جلسة استماع مجلس السلم الأفريقي لوفد نداء السودان.. طالما أن بيان المجلس يؤكد على نفس توجهات الحكومة العامة مع اختلاف مكان الحوار على ما يبدو لكنها توجهات مبدئية ودعوات يمكن الأخذ والرد حولها ودراستها وتطويرها وتكييف أفكارها بحسب الثوابت ومقاييس النفع والمصلحة الوطنية لو كانت نتيجتها هي ملء مقاعد قطار الحوار وإنجاح رحلته.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..