يا جماعة أحسن تباركوها !؟!

الأنا الداخلية للروزا .. عالم قائم بذاته .. ففى داخله تجد الرجل الكريم والرجل أخو الأخوان .. كذلك نجد المأمون على بنوت روزتو .. وتجد الشهم الذى يحجز كرسى للجكس وهى لسة ما طلعت من البيت .. ” بيتو لى مدرستو ” .. وكذلك نجد فى داخله الر جل المأزوم والمكلوم الما بنوم .. كل واحد من هولاء له سايكولوجيته الخاصة به والتى لا يتبرع بها إلا بعد الصعود على ظهر الروزا .. دى روزا ولاقطر كريمة .. كذلك تجد فى داخل الروزا من يقوم بترتيب دخول وجلوس الركاب ميمنة وميسرة .. ومنهم من يقول : إنت كان جيت بى جاى أحسن عشان الراجل دا يقعد جنب مرأتو فى كرسى واحد .. يا أخوى دى روزا ولاكوشة .. ولاتجيك واحدة متوسطة العمر كبيرة الحجم ” ودى موضة جديدة ” – لزوم الوسطية المريحة . . أقعد بى هنا انا نازلة قريب .. وآخر يأتى للروزا محملا والغريبة تلقاهو تاجر بالكراتين معجون وفرش أسنان وأندومى , وعكش البنات , من حلق لى غويشات لى أحفظ مالك .. التيمان إنتوا .. وتبدأ دراما شارعية بينه وبين الكمسارى بغية رفع أجرته فى الروزا وبغية تسويق بضاعة التاجر كذلك يعنى دعاية مجانية حتى لى أصناف ممنوعة من التداول .
– يا حاج ما فى طريقة ..
– يا ولدى كلهن أربعة كرتونات , بدفع ليك فيها حق كرسيين ما تخاف أصلح ليك الفردة بتاعتك .. ويتبرع احد الركاب فى الدخول فى المناقصة ..
– يا حاج إنت ما تركب ليك ركشا ..
– بتاعين الركشات بقوا يتعززوا علينا .. ما بتعززوا مالم , إن كان سهير عبد الرحيم بتكتب عنهم فى الراكوبة . وكذلك تجد فى داخل الروزا من يحفظ خارطة الطريق كما لم يحفظها أحد من قبل .. المحطة دى .. لا .. والتانية والتالتة لا .. بعد محطتين منها دى بس محطة بت مسيمس .. خريطة طريق فى روزا عضو برلمان إنت ولاكيف ؟ .. آخ يا حاج عصرتنى فى رجلى .. لابس كدارة ولاشنو فى كراعك .. لا إستحميت بى صابونة غسيل عدة . طيب ما تشوف قدامك . .
الميلودراما دى كلها ولسة الفيلم ما بدأ .. عند تحرك الروزا وصعود الكمسارى فوق الأرجل ليطقطق فردة الروزا ..
ساعدونا بالفكة يا جماعة .. طبعا دا مدخل لبداية الحوار أقصد الصراع .. ما بين الكمسارى وجماهير الروزا . . وبعد أول طقطقة تبدأ المسرحية :
– يا حاجة تعريفتى إتنين جنيه
– والله جنيه ونص بس , إن طرت ما أزيدك منها
– يا حاجة والله كرهتونا أنا من تحت قليى ماكلنى عشان كدا قلت إتنين جنيه
– ما يأكلك إن أكلك .. ما يأكلك إلا فى خمسين قرشى أنا .. وبعد تدخل جماعة الأمن الداخلى للروزا من مقدمة ومؤخرة الروزا .. تتنازل الحاجة عن قسمها الغليظ وتدفع ما تبقى من تعريفة . . وأخرى ? مسرح على الروزا ولاشنو الحكاية ..
– جنيه تانى
– طالب
– البطاقة
– ليه إنت حرس جامعة .. ما عندى
– يا أبو الشباب يا ورينى البطاقة ولا أدفع الجنيه ولا أنزل
– واحدة من التلاتة ديل ما بعملها .. إلا أن تتدخل الدبلوماسية الهادئة وتقلل من حدة الإحتدام الروزى , يا اخينا الراجل واضح من شكلو طالب , إتعاملوا مع الناس كويس ..
– خليكم منصفين دا طالب دا ..
– يا جماعة أحسن تباركوها !!؟
– ح اكون شنو يعنى ؟ سواق تركتر ..
– مسيخ كدا .. وكلك دقن
– عايزنى أكون كلى عاطفة وحنان ? جنيه بس
بعد هذه الوصلة الدرامية المحتدمة , تطل جماعة علم النفس الروزى , بإلله عليك دا اسلوب طالب دا حليل أيام زمن كنا طلبة الكمسارى دا ذاتو لابنشوفو ولا بيشوفنا .. ليكم حق ما يشوفكم الكمسارى إن كان بصات زمانكم عندها بابين تركب بى هنا وتنزل بى هناك .. أسع باصات الوالى المخصخصة دى عندها باب واحد فى النص ” تركب ? تدفع ? تنزل ” غير كدا ما بتنزل لو قافل .
– الباقى يالكمسارى
– ما تصبر يعنى ح اطير بى باقيك
– أنا سألتك من الباقى بتاعى .. ما سألت إلحافا ..
– الخمسة فيها كم ..
– تلاتة
– جنيه تانى
– ليه نحن راكبين من اللفة
– إن شاء الله تختى كراعك فى باب الروزا وتنزليها يا حاجة النفر إتنين جنيه
– ليه سفريات هدى الرحمن ? هاك .. بالساحق والماحق .. وهنا تثار حفيظة الإنتلجنسيا السودانية التى تنبرى للموقف بحكنة الساسة , ناس البلد دى لسة متخلفين .. فى العالم كلو ما فى حاجة إسمها كمسارى .. تقطع التذكرة من تحت وتطلع فى البص ولا الحافلة . . وآخر من ذوى الياقات البيضاء يتنبذ ركنا قصيا من الروزا .. يعنى أسع الكمسارى واقف يحاجج فى الركاب أكتر من نص ساعة .. وأحد المصعدين للروزا : ونص الساعة دى فى الدول التانية الناس بتنتج فيها ما يساوى الملايين من الدولارات .. لحظتها تنبرى القوى النقابية التى لاتقبل أن يدور النقاش فى الشأن العاممن حولها وهى تلزم صمت القبور : لكن هناك فى تكنجة .. وهنا فى كنكشة .. يعنى لو ختوك فى وظيفة مرموقة تكنكش فيها .. وتجيب أهلك يتشعبطوا لما يكنكشوا هم كمان .. ” بردانين الناس دى ولاشنو ؟ الكنكشة دى سمعنا بيها قاعد تجئ مع البرد .. يقول ليك واقف ليك نص ساعة قربت أكنكش من البرد .. ربما يكون الأمر على سبيل الإستعارة المكنية .. ” كنكشنى العبير ” ..
– إنت يا أب عمة الهناك
– مالك
– مالى شنو ? حقى
– حقك أنا وزارة الرعاية الإجتماعية .. ولا معهد سكينة
– ما دفعت ليك
– ما دفعت
– اقول ليك دفعت ليك .. يعنى بكذب عليك بى عمتى الكبيرة دى !؟
– يا إبن العم انا إتجاه واحد .. ما دفعت لى
– وأنا ستة إتجاهات .. دفعت ليك
– يا معلم وقف الحافة .. يا تدفع يا تنزل ..
– ما بنزل والدايرو سويهو ولو عايز تطالعنى وقف الروزا وطالعنى .. سواق الروزا كان داير يقيف .. شاف أب عمة بالمرايا .. وعمل ليها نمرة خمسة سايرين طوالى يعنى .. حقيقة الراجل أب عمة ما بيطالع ولاشئ , والله لو كتاب ما بيقدر الكمسارى والسواق الإتنين يطالعوه ..
دفعت .. دفعت
وآخر الميلودراما الدور جاء على أنا ولا إنتلجنسيا ولا راسمالية وطنية ح أكون شنو غير فنتازيا سودانية
– إنت يا أبو بدلة .. لابس بدلة وراكب روزا
– دفعت يازول .. و بعدين إنت مالك علىّ ألبس بدلة ولا ألبس توب سرتى إنت دخلك شنو ؟؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. د. فايز ابراهيم سوميت هل انت الاستاذ فايز سوميت الذي عملنا معه في بداية التسعينات من القرن المنصرم في ام درمان شارع الاربعين (معهد سهولي)؟؟؟ مع استاذ اللغة الانجليزية المميز استاذ عثمان حماد ؟؟؟ كانت لنا ايام جميلة

  2. د. فايز ابراهيم سوميت هل انت الاستاذ فايز سوميت الذي عملنا معه في بداية التسعينات من القرن المنصرم في ام درمان شارع الاربعين (معهد سهولي)؟؟؟ مع استاذ اللغة الانجليزية المميز استاذ عثمان حماد ؟؟؟ كانت لنا ايام جميلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..