الشعب لا يريد إسقاط أحد

بشفافية

الشعب لا يريد إسقاط أحد

حيدر المكاشفي

مع الاحتفاظ لرافعي شعاري الشعب يريد إسقاط النظام الذي نجح في تونس ومصر ومايزال مرفوعاً في بلاد أخرى، وشعار الشعب يريد أسقاط المعارضة الذي إجترحه بعض مناصري النظام الحاكم عندنا هنا في السودان، الشعب يريد إسقاط المعارضة، بحقهم فيما يرفعون، نتساءل ببراءة وطنية خالصة عن مدى إمكانية إفتراع شعار ثالث مؤداه، الشعب لا يريد إسقاط أحد، وإنما يريد أن يأتلف الجميع ويلتقوا في رحاب الوطن الكبير، ويجمعوا على كلمة سواء تستوعب الكل بلا إسقاط لأحد أو إقصاء لآخر، وذلك بأن يتوافقوا على برنامج حد أدنى يلملم شتات البلاد أولاً ويعصمها من الانزلاق إلى مآلات مؤلمة، إنزلقت اليها بعض دول الجوار، ويستجيب ثانياً للمطلوبات الأساسية التي تحتاجها عملية بناء أمة هي بكل المقاييس لاتزال تحت التكوين وبناء دولة تحتاج الكثير حتى تقف على رجليها كتفاً بكتف مع من سبقنها في مجالات التطور والبناء، وهذه مهمة شاقة حتى ولو توافر عليها الجميع بروح النفير دعك من جماعة واحدة مهما إدعت من قدرات وملكات، فالحاجة الحقيقية والماسة التي تحتاجها البلاد بأعجل ما تيسر ليست هي بأية حال الصراعات والاستقطابات والمكايدات والمماحكات والتكتيكات والتلاعب بالشعارات، بل الحاجة إلى أن نوجد أولاً هذا الوطن المتماسك بوحدته الوطنية والقوى ببنيته الاساسية، لا أن ينخرط السياسيون وينغمسوا في صراع وملاسنات حول لا شيء، فما يسود الساحة السياسية ويسوّد المشهد الوطني الآن من هرج ومرج واختلافات وإنشقاقات حتى بين أهل التوجه الواحد والتنظيم الواحد والحزب الواحد، في الوقت الذي تفتقر فيه البلاد لأبسط الخدمات الضرورية والتي إن وجدت لن يجد الكثيرون المال الذي يوفرها لهم، فذلك لا يبني وطناً بقدرما يهدم حتى القليل الموجود…
وبرنامج الحد الأدنى المطلوب صياغته والإلتفاف حوله ليس شيئاً عصياً إذا ما خلصت النيات وتوفرت العزائم وخلت النفوس من الأطماع الحزبية والتطلعات الشخصية، وليس هو مما يمكن أن يثير حفيظة أحد أو يتسبب في تحفظ جهة، وإنما بالعكس تماماً فهو برنامج يشكل البؤرة التي يلتقي حولها الجميع، فمن ذا الذي يعارض أو يتحفظ على برنامج تقوم سداته على مشاركة الجميع في حكم وإدارة شؤون بلادهم، ويجعل أي مواطن يشعر بأن نظام الحكم القائم يمثله وله فيه نصيب، ولحمته التنمية والنماء والتطور وحل المشاكل التي أضحت مزمنة منذ عهد الاستعمار، وإجتثاثها من جذورها، وليس أدلّ على الخيبة التي نعيشها، من هذه المشاكل المتكررة بذات اسمها مع الزيادة المضطردة في حجمها عاماً تلو عام منذ عام «56» والى الآن، وكأنما قدر هذه البلاد أن تظل تراوح مكانها وتدور في حلقة مفرغة، ومن بعد الفراغ من هذه المهمة الوطنية الجليلة والعظيمة فليطبق من شاء البرنامج الذي يشاءه محمولاً بإرادة الجماهير وليس مجنزرات الدبابات، فهل هذا عصي أو عسير أم أنه برنامج طوباوي خيالي مثالي لا حظّ له إلا في دولة من الملائكة؟، هذا ما يفترض أن تجيب عليه جلسات الحوار التي ما فتئت تنعقد وتنفض منذ مدة، مرة مع حزب المؤتمر الوطني ومرة مع مستشارية الأمن، ومرة بشكل ثنائي ومرة بشكل جماعي، ولا ندري على ماذا تتفاوض مختلف ألوان الطيف السياسي المنخرطة في هذا الحوار إن لم يكن على مثل هذا البرنامج؟..

الصحافة

تعليق واحد

  1. الشعب يريد اسقاط النظام والمعارضة — انتهى زمن الكنكشة لا نريد فساد ولا مفسدين لذلك نريد اسقاط النظام اما المعارضة لانها استوهتها الحكومة لان تتحاور وكيف تتحاور مع ظالم ومفسد فلذلك تسقط — — نريد ناس حادبين على الوطن همهم السودان لاحزب ولا قبيلة ولا ولا —

  2. نعـــم يا أستاذ حيدر

    لماذا لانتبنى شعاراً مغايراً عن نسخ ولزق (Copy/paste) عما حدث ويحدث من حولنا….بس دي طبعاً بتحتاج تنازلات من الجميع للإلتقاء فى منتصف الطريق

    نعم هناك مد وجزر وتخوين وعدم ثقة وأمور مختلف عليها..

    هناك وضع قائم متمثل فى حكومة تؤمن بشرعيتها وبالمثل هناك من يرى بأنه غير مشارك فى الوطن
    إذاً عوضاً عن الصدام .يجب على الحكومة من منطق الإستقواء أن تقبل الجلوس والتفاكر مع الأطراف الأخرى من منطق الوجود والعيش المشترك

    واللا شنو يا فردة!!!

  3. لا يا خوى نحن نريد اسقاط النظام من علو جبل افيريست عشان الكيزان تتكسر وتتفجخ وتانى اشطر سمكرى فى الدنيا ما اصلحها

  4. يااستاذ حكومه بتتعامل مع شعبها وكانه الخطر الاكبر الذي يهددها وتخاطبه بلغة العضلات من اعلي مسئول فيها لأصغر إنقاذي ويقولوا الراجل يطلع الشارع ! والداير يشيل الحكومه دي يقوي ضراعه ! هل حكومه تديرها عقليات من العصور الوسطي يمكن ان تفكر بحكمه ولو للحظه ؟ ام انه يمكن انيرجي من محاورتها مايفيد وينقذ البلاد والعباد ؟ ما اوخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة 

  5. الاخ/ حيدر

    السلام عليكم ورحمة الله

    الشعب يريد اسقاط النظام – الشعب يريد اسقاط النظام

    هذا يعني ياعزيز الفاضل كنس الفساد و الظلم و الجور و اعادة الحرية و الكرامة وتوزيع الثروة والسلطة .

    هل برنامج الحد الادني سوف يعيد لنا الاموال المنهوبة و الظلم الذي وقع علي شعبنا من فصل للصالح العام و اعتقالات سياسية وتهميش.

    اخي حيدر هذا خط احمر كيف نتوافق مع من ازاقونا طعم الجوع و المرض و الفاقة والعطالة اخي حيدر هل نسيت سياسة التمكين.
    اذا انت نسيت نحن لم ننسى

    يا اخي ابحث عن شعار اخر غير هذا

    قال ايه قال حد ادنى

    مع السلامه

  6. البرنامج الذي يريده الشعب السوداني :
    – حكومة انتقالية
    – تعقبها اتنخابات حرة ونزيهة
    -الغاء الدستور الحالي وعمل دستور انتقالي يحكم الفترة الانتقالية
    – يعرض هذا الدستور على البرلمان المنتخب ويتم استفتاء الشعب السوداني عليه للمصادقة عليه ليتحول الى دستور دائم للبلاد
    – يحدد الدستور واجبات الجيش في حماية الديموقراطية حتى لا ينطلنا فيها عسكري تاني – من الفاقد التربوي
    – الاجهزة الامنية تكون الى جانب المواطن وليس لقمعه والتجسس عليه
    – محاسبة سارقي قوت الشعب والمعتدين على الاراضي
    – محاسبة الذين قتلوا ضباط رمضان والذين ارتكبوا الفظائع بدارفور وغيرها
    – استرجاع اموال الشعب المنهوبة
    – التعليم والصحة مجانا لكل المواطنين
    – قومية مؤسسات الدولة والتوظيف للمواطنين حسب الكفاءة وليس حسب الولاء
    – لا نريد عفى الله عما سلف نريد رد كافة المظالم
    – هذا البرنامج لا يرتضي به المؤتمر اللاوطني باخوي واخوك ولكن لابد ان ينتزع منهم انتزاعا
    – لايوجد طريق ثالث — يوجد طريق واحد الخلاص من هذا الكابوس الذي لم يرعى للشعب السوداني اي مصالح –فهذا النظام الليئم لا يصدر قرار الا وهو عكس مصلحة المواطن والله بتمنى ان يطلع قرار واحد ونقول والله رئيسنا طلع القرار لمصلحة شعبه –لك الله يا وطني الجريح .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..