التراجيوكوميديا في مسلسلات السياسة السودانية؟

التراجيوكوميديا في مسلسلات السياسة السودانية؟
عندما يتبارى الثوار في الاحتفال بتحالف العنصريين والقتلة ؟
لا تسامح ولا تنسيق مع تحالف من قياداته العنصري الطيب مصطفى؟
عادل علي صالح
ليسمح لي المهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر باقتباس عنوان هذه المقالة من افتتاحية مقالته الموسومة ( اي غفران يرتجى ) .
لان مسلسل تراجيوكوميديا السياسة السودانية وصل الى حلقاته الاخيرة وهي الأكثر تراجيدية وكوميدية او المضحك المبكي في يوم الثلاثاء 23 فبراير 2016
اذ إلتأم مؤتمر صحفي للإعلان عن مولد له جلد أفعى ( الاخوان المسلمين ) ونظامهم الحاكم في الخرطوم. سُمي ( قوى المستقبل للتغيير ) … وهو كما قال المهندس عمر الدقير ( محاولة ( أهل النظام ) لغسل الأيدي من الظلم والخطايا واستجداء العفو والغفران عبر انشقاقات وانسحابات واعتذارات يرافقها خطاب إعلامي يتَّسم بالتعميم والتعويم والتعمية، بحيث يختلط حابل الظالم بنابل المظلوم وتسود المقولة الشهيرة عن البقر الذي كله أسود في الليل، كي تُطوَى ملفَّات الظلم والخطايا وتُوارَى تحت غبار النسيان. )
هذه الخدعة لن ولم تنطلي على كل المتابعين ، خاصة قيادات الأحزاب والحركات حاملة السلاح والناشطين. يقفز السؤال محتارا ، لماذا تهافتت ( الثورية ) بشقيها وبعض الأحزاب لتهنئة ( جلد الأفعى ) بل وذهبت بعض الأحزاب الى إرسال مناديب لحضور مؤتمر الخديعة؟
من المؤسف ان تعيد قيادات المعارضة مواصلة السير على ذات درب التاكتيك المتعرج والذي قاد الى محطات الفشل وينتهي باستيعاب ضعاف النفوس في النظام وتترك الطريق الاستراتيجي القويم . المؤدي الى قلع النظام من الجذور .
القيادات المعارضة تعرف جيدا ان تحالف قوى مستقبل النظام هدفه الإبقاء عليه. وغير معني باسقاطه مهما وضع من مساحيق لتجميل وتزييف حقيقته ، فهو تجميع لرموز قيادية شاركت في كل جرائمه عمليا بصورة مباشرة او غير مباشرة . واتخذت من إصلاح النظام اسما و معنى . ومتابعة نشاطها منذ ان أعلنت تنصلها وتخرطها تؤكد ذلك. لم يسجل لها موقف واحد مشرف في مواجهة النظام . لم تشارك حتى في مظاهرة او وقفة احتجاجية او ساهمت بتقديم اي دعم لنضالات الشعب السوداني.؟ ولكنها كانت اول الحضور الى قاعة الصداقة للمشاركة في حوار وثبة القتلة ( اخوانهم ) تسبقهم بسماتهم الصفراء . وتم تعميدهم ممثلي للمعارضة في محاصصة 7+7.
ما هي الارضيّة الاخلاقية التى تقف عليها بعض قيادات المعارضة للتهنئة ناهيك عن التنسيق مع تحالف ( جلد الأفعى ) الذي يضم حزب الاخوان المسلمين العنصري الذي يسمى منبر السلام العادل بقيادة العنصرى البغيض الطيب مصطفى الذي يمتشق سيف عنصريته ويلوح به صباح مساء ممزقا ما تبقى من وحدة وطنية وناهشا لحم النسيج الاجتماعي السوداني بمخالب الكراهية والبغضاء .
الواجب ان تدين هذه القيادات السياسية بأغلظ العبارات هذا العنصرى المدعو الطيب مصطفى وتنظيمه واتخاذ موقف صارم يسحب على ما يسمى قوى المستقبل بدلا من بيانات التهاني . ان عدم اتخاذ الموقف الاخلاقي والوطني المسؤول والحاسم والمطلوب ، واستبداله بالتساهل والتهاون والتسامح مع القيادات العنصرية وتنظيمها وقوى المستقبل لانهم رفعوا شعار تغيير النظام على أسنة الرماح. يعد وصمة عار في جبين القيادات التى احتفلت بهذا المسخ . وفي ذات الوقت تغض الطرف وتنظر الى ظلال بعضها البعض بدلا عن سجل بعض قيادات ” قوى المستقبل ” الحافل بالخزي والعار في حق الشعب السوداني.
ان ضبابية مواقف بعض قيادات المعارضة وترددها وتبريرها ( الانتهازي ) لاحتضان عراب النظام المجرم حسن الترابي وتنظيمه ( المؤتمر الشعبي ) في قوى الاجماع الوطني لم تتعلم منه شئيا ، وتعيد الكرة الفاشلة هذه المرة ايضا يمهد لها ،وان كانت في شكل احتفاء يتبعه العزف على نغمة توحيد قوى المعارضة ؟ ومن ثم الدخول الى نداء السودان تحت رايات توسيعه ؟! كل ذلك لمساعدة القتلة غسل أيديهم من دماء الشهداء وضحايا بيوت الاشباح..
وهناك من القيادات يتكلمون بطرفي افواههم لإطفاء اليقين بالشك.كل ذلك
يوضح لماذا فقد الشعب السوداني الثقة والامل في قيادات المعارضة التى ينتهي نضالها بوظائف عند النظام عبر المتاجرة بالقضايا الوطنية التى لا تقبل القسمة وعلى حساب الشعب السوداني ، كرامته وعزته لذا لا يبالي بما تفعله ويضعها بصورة عامة في ذات خانة النظام الذي ظل جاثما على صدر الوطن لأكثر من ربع قرن يعمل آلته للفتك واستباحة الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
الجرائم العنصرية البغيضة التى يرتكبها النظام وبعض رموز ما يسمى بقوى المستقبل لا بمكن اعتبارها فعلا وحراكا سياسيا
يمكن السكوت علية وتكتفي قيادات المعارضة بتصغيره والاستهانة به للدرجة التى لا تجد في نفسها حرجا من تهنئية العنصري الطيب مصطفى وتلبس فعله ثياب الوطنية، التبريرات الهشة التى يستند عليها لهثان بعض القيادات للاحتفال بهذا التحالف لا تستوي على سوق الحق باي حال من الأحوال.
وإنما تدل على انه بات في حكم المؤكد ان بعض قيادات المعارضة تعيش مع الذئب وتبكي مع الراعي .
قال الشاعر:
أهل الحفيظةِ الا ان تجربهم …
وفي التجارب بعد الغي ما يزعُ.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرًا عادل علي صالح علي هذا المقال الرائع .يقوم النظام بتنفيذ سياسة خبيثه وهي ذَر الرماد علي العيون ومحاولة دغمسة جرائمه حتي ينتهي مؤتمر الحوار بتفريق دم الشعب السوداني بين القبائل ويخرجوا هم من المسئوليه التاريخية ثم يعيدو انتاج أنفسهم . هيهات ان القصاص لقريب

  2. نعم صدقت ان كل من يسمى نفسه معارضه ويشارك بمهزله الحوار الوطنى فهو انما يساهم فى تملص الانقاذ من المسئوليه التاريخيه عن انهيار وتشظى وتشرزم واحد من اقوى دول افريقيا.
    لم يبقى فى السودان غير اهله الصابرين ذهب الاقتصاد وذهبت الاخلاق. واى مشاركه للانقاذ فى حكم السودان المستقبلى سوف يكون بداية التملص. لا نريد حكومه قوميه يشارك فيها من قتلنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..