الإبداع والسلطة: الضحك الهدّام (1-4)

لإبداع والسلطة: الضحك الهدّام (1-4)

1-السوداني العربي المسلم: عبوس قمطريرا

(نص الورقة التي عرضتها بالندوة الفكرية لملتقى شركة زين لجائزة الطيب صالح في فبراير الماضي وموضوعها “الإبداع والسلطة”)

عبد الله علي إبراهيم

أريد بهذه الورقة توسيع معنى “السلطة” و”الإبداع” لندخل في دائرتهما سلطاناً وإبداعأ غير ما يخطر على بالنا للوهلة الأولى. فقد تواضعنا أننا نعني بالسلطة الحكومة القائمة لزمننا. وهذا منحى كيفته أوضاع سياسية منذ استقلالنا كنا فيه، وما نزال، في حرب ضروس مع الحكومات المتعاقبة. فممن على هذا الرأي محمد المهدي بشري الأكاديمي والروائي. فعرّف السلطة بأنها هي القوة الحاكمة السياسة والإدارية وما يتصل بها وهي دائماً ما عنت الحكومة التي اتصفت بالمركزية عندنا. وجاء تعريفه هذا في سياق نقده لمثقفين لم تمنعهم استنارتهم من ممالاة حكومات شمولية تعاقبت، ودعمها[1].

وحجب هذا التعريف عنا (أو أخر فهمنا ل) سلطات أخرى لها شراستها الكامنة في المجتمع المدني مثل الأسرة، والحزب، والطائفة، والقبيلة، والنقابة وهملجرا. وكان أسعد هذه السلطات المحجوبة الحزب السياسي المعارض الذي “دجن” المثقف الكاتب من فرط توظيفه له كعرضحلجي في ملمات الصراع ضد الحكومة كالمستودع النهائي للشوكة. فنشأ من ذلك ضبط وربط تعارفنا على تسميته ب”الإلتزام” (أو قيده) للحزب والعقيدة اللتين مقاليدهما في يد الكادر السياسي والمنبري والتنظيمي. فالكاتب ملزم بنقد الحكومة ولكنه غير مأذون له مؤاخذة الحزب، متى استحقها. فنقد الحزب مُحرم شرعاً طالما تخطفته الحكومة. فحسابه يوم حساب يأتي ولا يأتي بعد زول حكومة الوقت. وبلغ من هوان الكاتب من هذا النهج أن سميته بنهج “ملازمة الفروة” المأثور عن الخليفة عبد الله يداوم أهل النظر فروته من “دغش الصبح إلى غبش المساء”. وساءت الملازمة أكثر في ظرفنا حتى وصفتها ب”إشكع” يكون بها الكاتب كلب حراسة الحزب الذي يسلطه على هوهوة الحكومة.

واستفدنا من مفهوم الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو في نظرنا لتوسيع السلطان لأبعد من الحكومة ليشمل كيانات غيرها من مستودعات الشوكة. فهو قد “حل” الشوكة التي رهناها طويلاً بالدولة لننظرها في تلك الكيانات المدنية أيضاً ونسائلها مساءلتنا لسلطان الحكومة في نفس الوقت بغير تأجيل أو رحمة. وأصل تعريف إدوار سعيد للمثقف كمن يصدع بالحق للسلطان بغير فرز في مفهوم فوكو للشوكة. فحين يفكر فوكو في آليات الشوكة فهو إنما يفكر في أشكال وجودها كشعيرات دقيقة تنفذ إلى ذات كيان الناس، تمس جسدهم، وتنفذ في افعالهم وميولهم، وفي خطابهم، وسبل تلقي معارفهم، وكل صور حياتهم اليومية. فهي ليست مملوكة لطبقات معينة أو أفراد يمكن القول إنها “حقتهم”، ولا هي مجرد أداة بوسعهم استخدامها بشكل ما متى أرادوا. ففوكو يركز على كيفية تنظيم علاقات الشوكة والأشكال التي تتخذها والتكنيكات التي تعتمد عليها أكثر من تركيزه على الجماعات والأفراد الغالبين بها أو المغلوبين من جرائها. فالشوكة في قول فوكو صفة فاشية في الحياة الاجتماعية غير قاصرة على السياسة الرسمية أو الصراع المكشوف. ويمكن لنا أن نفكر فيها على غير ما أتفق لنا من أنها كابحة فحسب. فهي منتجة أيضاً من حيث أثرها طالما كانت هي التي تشكل فعل الأفراد فتعمل من خلالهم لا ضدهم وتعين على تشكيلهم لأنهم حملتها[2].

من الناحية الأخرى رغبت في الورقة أن أوسع التعبير الإبداعي ليتخطى الأثر المكتوب كالرواية أو القصيدة إلى تعبيرات لسواد الناس اشتهرت ب”الفلكلور”. وهو مصطلح جعلها إبداعاً من الدرجة الثانية وما هي كذلك. فسبق لي القول إنه لا يولد عمل ما فولكلوراً. فلم يكن الحاردلو يعد نفسه منتج فلكلور حتى نشأت تعبيرات صفوية مدينية “فاكه الخط” (أي مكتوبة) جعلت من مساديره الغراء فلولكوراً لا يدها ولا كراعها. وأردت، متى وسعت معنى الإبداع هذه التوسعة، أن أقف على حيل تعبيرات غمار الناس لمساءلة السلطان وحربه. واستصفيت من هذه الحيل وسيط الضحك الذي تستثمره تلك التعبيرات لتهزأ بالسلطان الذي الصرامة والقحاحة أس بأسه الشديد.

ويقع البحث في إطار نظر نقدي لخطاب الحداثة السودانية كَلِفت به منذ عهد قديم. فخرج علينا المسلم العربي السوداني من هذا الخطاب كسمج كئيب وخال من التفكه. وللخطاب تفسيرات شاطحة لهذا “العبوس” السوداني المزعوم. فهو يستعين، في غير ما حاجة، بسلم النشوء في علم المجتمع، الذي يدرس طبقات إرتقاء الأمم من البدائية إلى مدارج الحضارة، لبحث أسباب جدية السودانيين وجفاف حسهم بالفكاهة. فقرأت لحسبو سليمان، النطاسي النفساني المشهور، ومن المعتقدين في سلم التطور المذكور الذي تتكافأ فيه درجة التحضر طردياً مع الطلاقة في الضحك، ليرد عجز السودانيين في مادة الضحك لبداوتهم وبلههم الريفي[3]. وهناك من يُحَمِّل الإسلام وحده قمع الحس الفكاهي في المسلمين السودانيين[4]. ورأينا حتى مذ عهد قريب عالماً أنثربولجياً يرد صعود نجم الأصولية الإسلامية ونجاحاتها السياسية إلى كآبة السودانيين العرب المسلمين وتعسهم[5]. فالأصوليون وفق هذا التحليل يبدون كفاقد فكاهي[6]. وأذكر مبتدأ تداخلي مع علم اجتماع نقص الفكاهة هذا إلى مقالة نشرتها ب “الحياة” الأسبوعية في نحو 1970. واستفدت من جنس شعر شعبي فكاهي هجائي اسمه “الطِري” (من طرى، ذكر)، وهو نقد لاذع ساخر للمسئين في أداء اجتماعي ما، لأجادل بأنه لا تشوب حس هذه الجماعة من السودانيين بالفكاهة شائبة.

فزَعمُ خطاب الحداثة أنه لم يسبق للسودانيين الضحك لأسبابهم الموصوفة محض سلطنة من ذلك الخطاب القابض وعر التأويل. فأخضع لمشيئته المخيال الاجتماعي، في قول محمد أركون، المتصف بالحرية والتلقائية والتغيير والمكر[7]. فمتى نزعت الضحك من الناس نزعت منهم بذرة للتمرد ووسيلة للهزء بالسلطان ونظمه العابسة. فأعجبني من والدتي دائماً قولاً مصاغاً في قالب الحديث النبوي (ومثله كثير) يقول: “النفس الكارة والجبهة الصارة خروج روحها للنار”. وهذا القول الذائع بين النساء ربما قصدن به صرامة وجوه الرجال الموصوفة بأنها “خناجر” في البيت غيره. وفي القول إذنٌ عريض للمخيال الاجتماعي ليضحك ما شاء. بل جعل المزاح فرضاً من لم يقم به كان مصيره جهنم وبئس المصير.

[1] [url]https://www.youtube.com/watch?v=Q1UtHxSAMO8[/url] [2] Steven Lukes, Power: A Radical View (New York: Palgrave, 2005), 88-98.

[3] الصحافة 22 أغسطس 1983.

[4] محمد المكي إبراهيم، الرأي العام 15 ديسمبر 1963.

[5] حيدر إبراهيم، أزمة الإسلام السياسي (القاهرة: مركز البحوث العربية، 1991)، 123-145.

[6] The New York Times, September 2, 1992.

[7] Leonard Binder, Islamic Liberalism (Chicago: University of Chicago Press, 1988). Mohamme Arkoun, Imaginaire Social et leaders dans le Monde Musulman Contemporain. Arabia 35 (1988):18-35;

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. #1293365 ‏[ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ‏]
    06-27-2015 05:43 AM
    *】 ﺍﻟﺘﺤﻮﻁ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻔﻨﻲ ‏( ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﺍﻹﺫﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‏) ﻋﻦ ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺰﻣﺖ، ﺇﻟﻰ ﺭﺻﻴﺪ ﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﺑﺎﻟﻠﺠﺎﻥ ﻭﻣﺴﺌﻮﻟﻲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻛﺒﺪﻳﻞ ﻣﺴﺘﻮﻑ ﻟﻠﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻭﻕ، ﻭﻳﺮﻫﻒ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻳﺴﻤﻮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ، 【
    ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻫﺬﻩ _ ﻓﻲ ﺭﺍﺋﻴﻲ _ ﺍﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻫﺬﻩ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺘﺮﺡ . ﻟﻨﻨﻈﺮ ﺍﻟﻲ ﺑﻌﺾ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻭﻧﺴﺎﻝ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺎﻣﺎﻧﺔ ﺍﺫﺍ ﻛﻨﺎ _ ﻛﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ _ ﻣﺆﻫﻠﻮﻥ ﻻﻧﺘﺎﺝ ﻭﺗﺬﻭﻕ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻫﺬﻩ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ‏( ﺩﻭﻥ ﺭﻗﻴﺐ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻣﺰﺭﻭﻉ ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻳﻨﻨﺎ ‏) ، ﺍﻡ ﺍﻧﻨﺎ ﺷﻌﺐ ﻣﻌﻮﻕ ﺍﻭ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺍﻭ ﻓﻘﻴﺮ ﺍﺑﺪﺍﻋﻴﺎ _ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺩﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻋﺸﻨﺎ ﺍﻭ ﺩﻳﻤﻴﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ‏( ﺍﺫﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﺮﺟﻮﺓ ‏)
    .1 ﺍﻟﺸﻌﺮ ‏( Poetry ‏) : ﺍﻗﺪﻡ ﻭﺍﻛﺜﺮ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؛ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻟﻪ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻟﺤﺪ ﻛﺒﻴﺮ ‏( ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺜﻨﻴﻨﺎ ﻫﻮﺱ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺣﻤﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺀ ﺿﺪ ﺷﻌﺮ ‏( lyrics ‏) ﺑﻌﺾ ﺍﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺜﻼ . ‏)
    .2 ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ‏( Music ‏) : ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﻛﻤﺘﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻌﺪﻣﺔ =) ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ ‏) ﻛﻔﻦ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﺔ ‏( ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ ﺑﺸﻴﺮ ﻋﺒﺎﺱ ﻭ ﺑﺮﻋﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ‏) . ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﻣﻦ ﻓﺮﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ _ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﻂ ﻓﻘﺮﺍﺀ .
    .3 ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ‏( singing ‏) : ﺍﻗﺪﻡ ﻭﺍﻛﺜﺮ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؛ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻟﺤﺪ ﻛﺒﻴﺮ ‏( ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺜﻨﻴﻨﺎ ﻫﻮﺱ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺣﻤﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺀ ﺿﺪ ﺍﺷﻌﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻏﺎﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﺍﺷﺮﺕ ﺍﻋﻼﻩ ‏) . ﻟﻢ ﺗﺘﺨﻄﻲ _ ﺭﻏﻢ ﺍﺛﻴﺮﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ _ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ، ﺍﻭ ﺍﺣﺴﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ‏( ﻭﺭﺩﻱ، ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ، ﺍﺑﻮ ﻋﺮﻛﻲ، ﺳﻴﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ‏) ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ . ﻓﻨﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩﻭﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲ .
    .4 ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺧﻴﺎﻟﻴﺔ
    ‏( fiction & non-fiction writing ‏) :
    ﻣﻦ ﺍﻗﺪﻡ ﻭﺍﻛﺜﺮ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؛ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻟﺤﺪ ﻛﺒﻴﺮ ‏( ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺜﻨﻴﻨﺎ ﻫﻮﺱ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻭﺣﻤﻼﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺿﺪ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻻﺩﺑﻲ ‏( ﻣﺜﺎﻝ ﻟﺬﻟﻚ ﺣﻈﺮ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ‏) . ﻟﻢ ﺗﺘﺨﻄﻲ _ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ _ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ، ﺍﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﺣﺴﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ . ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ
    .5 ﻭﺍﻟﻨﺤﺖ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ
    ‏( Painting ، Sculpture, drawing & Photography ‏)
    : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺿﺎﻣﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﺣﺴﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﻭﻭﻋﻲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻃﺒﻘﺎﺗﺔ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﻃﻔﻴﻔﺔ . ﻭﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﺷﻜﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ‏( ﻛﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ‏) ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ، ﻓﻬﻮ ﻣﻌﺮﺽ ﻻﻥ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﻭ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺖ ﻭﻓﺮﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ‏( ﻻﻱ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻭ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻟﻪ ‏) ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻮﺱ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻭﺣﻤﻼﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺀ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ _ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛﺎﻧﻮ ﺍﻭ ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .
    .6 ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ
    ‏( Theatre, cinema & dance ‏) : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻳﻀﺎ ﺿﺎﻣﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﺣﺴﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﻭﻭﻋﻲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻃﺒﻘﺎﺗﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﻃﻔﻴﻔﺔ . ﻭﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ‏( ﻣﺜﻼ : ﺧﻄﻮﺑﺔ ﺳﻬﻴﺮ؛ ﺍﺣﻼﻡ ﻭﺁﻣﺎﻝ؛ ﺗﺎﺟﻮﺝ؛ ﻋﺮﺱ ﺍﻟﺰﻳﻦ ‏) ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ‏( ﻛﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ‏) ، ﻓﻬﻲ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻻﻥ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻭﺗﺴﺘﻌﺪﻱ ﻭ ﺗﻌﺎﻧﻲ ‏( ﺍﻓﺮﺍﺩﺍ ﻭﺍﻋﻤﺎﻻ ‏) ﻣﻦ ﻋﻨﺖ ﻭﻓﺮﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ‏( ﻻﻱ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﺍﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺍﻭ ﻋﺮﺿﻬﺎ، ﺍﻭ ﺍﻱ ﺗﻄﻮﺭ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻟﻬﺎ ‏) ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻮﺱ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻭﺣﻤﻼﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺀ، ﺑﻞ ﺍﻳﺼﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ _ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﻛﺎﻧﻮ ﺍﻭ ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .
    ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻻﻣﺮ ﺑﻌﺪ 100 ﻋﺎﻡ ? ﺭﺑﻤﺎ !

  2. يا برف عودا حميدا اولا وثانيا شخصيا اؤيد توسيعك لماعون الابداع فالذين ربطوا صرامتنا بابداوة والاسلام هؤلاء ما غاصوا مثلك في باطن طبقات ارض المجتمع بل كبير انهم هم انفسهم كانوا صارمين لعهد شوكة المستعمر قليل الفكاهه في صفوتهم وتقعرهم ولكن لمثلك الذي يغوص يعرف ان مجتماعتنا فيها من الضحك ما يملا دواوين سوي رجز او شعر فكاهي فرحا او هجا او رثاء هذه فقدت كباية عزيزة في زمن ندرة ظهور الكبابي فارجزت تمنح والناس تضحك (كبايتي كباية البوش تمنا عشرة قروش ) و(كباية شن لومه لقوها عن ناس حلومه ) لمناحة طويلة اسرجت ليل القرية بالضحك واخري تحذر دجاجها من السرقه (الدجاجة لات مرقي الدنيا بقت سرقي والدجاجة لات كاكي بت الناس زاكاكي ) وقذ ذهل شعراء لبنان حين قراوا اشعار الحرلادلو وعده بعضهم من فحول الشعراء القوميين ومثل فيه اطنان بل وصل بهم المرح انهم يهجون من صوت الهواء من مخرجه بغير ارادة بل لدينا قبيله تموت من الضحك اذا سمع ذلك ختي لو من بهيمه بل احدهم من الضحك قطع صلاة الجمعه وخرج يتلوي علي الرمله من الضحك بل احدهم من الضحك علي ابنته التي صوتت لما ضربها اورنيك البيت في السحور فظلوا يضحكون حتي فاتهم السحور واشاعوا ذلك في القرية فحبست البنت نفسها حتي ماتت في اسبوع وكانت وحيدتهم وهلم جرا لنا خارج المدن كنز ضخم في الحياة لكنه شفاهي وانظر لاغاني الحصاد بالشمال والسمر في التايات والانادي وشكرا

  3. إفادة و إمتاع .. لكن لماذا جعلته هداماً , و غيرنا جعل الفوضى خلاقة ؟ يعزز تساؤلي أن الدراسة ذاتها تشير إلى دور “بناء” للضحك في نقد السلطة .. أتحفظ على العنوان و لو عنيت يا بروف أنه هدام للسلطة .. و لك كل التقدير .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..