تجار التجزئة هم الضحية

نفذت محلية الخرطوم، حملة لإزالة المئات من المحال الصغيرة، في موقف مواصلات جاكسون، بعد أن ألغت عقد تشغيل السوق، الذي مُنح لإحدى الشركات التابعة لقيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وكان معتمد الخرطوم، أحمد أبو شنب، قد استبق عملية الإزالة، واتهم اليسع عثمان، رئيس اتحاد الشباب الوطني السابق، بامتلاك ألف محل تجاري في السوق، وأن العقد المُبرم بين شركته وسلطات الولاية السابقة تشوبه? أخطاء إدارية ومالية?. ودافع اليسع عن العقد، وقال إنه يدفع شهرياً ما قيمته 400 ألف جنيه للمحلية وأن مدة العقد تسري لعشر سنوات. وقال إنه سيصعد القضية ?لجهات عليا?، مضيفاً أنه ?واثق من أن المحلية ستتراجع عن قرارها?.
ولكن صراع الجبابرة بين أبو شنب واليسع الذي شغل الرأي العام خلف ضحايا لا ناقة لهم ولا جمل، فهم فقط دفعت بهم ظروف الحياة للعمل في السوق.. حيث اشتكى بعض تجار التجزئة من وقوعهم ضحية للخلافات بين المسؤولين، ومن تفشي الفساد بعد أن أقدمت السلطات على هدم متاجرهم الصغيرة. وقالوا أن حملة الإزالة داهمتهم، دون سابق إنذار، وأن الآليات جاءت أثناء عطلة العيد تحت حماية الشرطة، وقامت السلطات المحلية بإزالة الترابيز والمحال الصغيرة، مع أنهم ملتزمون بدفع كل الجبايات للمحلية والإيجارات للشركة.
ما ذنب هؤلاء حتى تدمر كل مصادر رزقهم دون تعويضٍ مجزٍ أو بدائل مقنعة، فحتى لجنتهم التي كونت في السابق تم حلها وما عرض عليهم من تسوية زهيد لا يعوض خساراتهم ماذا فعل هؤلاء المساكين حتى يكون جزاؤهم جزاء سنمار وهم يعملون وفق الضوابط والقانون؟.
وفي كل مرة تتم فيه مثل هذه الإزالة نسمع بالعديد من المبررات والوعود بأن القادم (أحلى) والتنظيم سيعود وما أن ينشغل الناس حتى تبدأ ذات المحلية في إعادة ذات المشهد لأنها في أمس الحوجة للإيرادات، ونخشى أن تكون حرب أبو شنب على اليسع نهاياتها عودة الطبالي ليسع جديد ما دام أن هذا السيناريو مكرور ويحدث كل عام وبذات التفاصيل.
إذا كانت المحلية تريد تحسين صورتها فعليها أولاً بقيادة حملة للنظافة التي أقرت بفشلها وعجزها التام، تاركة أرتال القمامة تحدثنا عن حقيقة القصور الواضح والعجز التام، ما يعكس حقيقة أن كثيراً من الأمور تنفذ دونما تخطيط أو دراية ودونكم شارع السيد عبدالرحمن فوزارة البنى التحتية والمحلية فشلا في الصيانة وقبل أن يكملاها سارعت المحلية بإزالة أصحاب الطبالي، والمدهش أنه وفي ذات المحلية تخرج النساء من أحد الأحياء محتجات على قطوعات المياه ولا يعقد المعتمد مؤتمراً صحفياً وربما لم يزورهم.
وحتى ننظر إلى حملات المعتمد بين الرضا لا بد أن يتواضع للضحايا أصحاب الطبالي فهم مؤجرون من اليسع وليسو بشركائه، وبالتالي يجب أن يتم تعويضهم تعويضاً مجزياً بدلاً عن تركهم للعنات والدعاء على الظلمة المستجاب من الرحمن بإذن الله.
الجريدة
______

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..