الديمقراطية البرجوازية ام الديكتاتورية البروليتارية..وضعية لصراع خفى قائم

(الديمقراطية البرجوازية ام الديكتاتورية البروليتارية..وضعية لصراع خفى قائم)
يتساءل ميلان كونديرا في كتابه (كائن لا تتحمل خفته)
هل الثقل حقيقة فعل سيئ !! وان كان كونديرا لا يعرف إجابة لسؤاله لكن لمح لفكرة مخفية لكن إجابة نفس السؤال عند كثير من السودانين معروفة بل مجزومة لكنهم يجيبون علي السؤال بطريقة مقتضبة(الثقل جيد) فالنسبة لهم وذلك يرى في التاريخ السياسي الحديث بصورة واضحة فالنسبة لهم (الدكتاتورية البلوتارية أفضل لهم من الديمقراطية البرجوازية) لنمسك بهذة الفكرة هنا ونذهب بعيدا لدول أخرى امريكا الجنوبية مثلا التي عانت من نفس الصراع الذي جعل الشعب يؤيد المؤسسة العسكرية في بعض الأزمان ضد حكومات منتخبة اعتبرها الشعب حكومات برجوازية فهم يرون في ضابط الجيش شخصا يشبههم ويجدون فيه كل صفاتهم كذلك الحال في السودان ان ارتكب الحاكم العسكري جرما فذلك يرجع للشخصية الوطنية العادية وان فعل خيرا يشابههم فيه تماما . ففي السودان كثيرا تسمع ايضا ان ذلك الرئيس (سوداني) واللفظ لم يطلق علي البشير ولكن علي النميري وحتي عبود فالضابط في السودان لا يشترط أن يكون من عائلة معينة او حال اجتماعية معينة فقط كل ما يلزمه اجادة عمله الشاق وذلك يدل علي الفصل التام عندهم بعكس الساسة السودانية الذي كانت نسبة كبيرة منهم تنتمى لعائلات طائفية او حالة اجتماعية معينة والأمثلة كثيرة فالصادق المهدي رأس الدولة لفترتين ديمقراطيتين وأحمد الميرغني لفترة والصديق المهدي في مجلس الدولة انتهاء بالشريف حسين وحتى صانع الاستقلال الأزهري ينتمى لعائلة البرجوازية الصوفية الشيخ الولي . لكن حتى يقال الحق الصوفية لا تمثل برجوازية لكن طائفة الأنصار والختمية تمثل شكلا مشهوها من البرجوازية. فكلاهما لاقت دعم الاستعمار المالي اللوجستي والعكس ايضا ودرس أبناءها في جامعات ومدارس انكليزية وكانت مجموعة خدمات مردودة عندما يتولى هؤلاء الأبناء الحياة السياسية في البلاد . ولكن الصراع بين البرجوازية والبولتارية في السياسة السودانية قديم ظهر في المهدية وفي الحركات الوطنية ما قبل الاستقلال الحد الذي تم فيه وصف شخص كعلي عبد اللطيف بأنه “ليس الوجه الأمثل لتمثيل وقيادة السودان لما السودان من طوائف وقبائل وطرق معروفة” حتي صراعات الافندية داخل الاحزاب مع أبناء البرجوازية الطائفية كمثال الاميرال عبد الله وصراع المحجوب والصادق المهدي الذي انهزم فيه إرادة وعقلانية الافندية امام همج وطموحات البرجوازية انتهاء بالانقسامات القاسية التي عاني منها الحزب الاتحادي في سنوات سابقة وما زالت قائمة-الصراعات- كل تلك العوامل السابقة جعلت شريحة كبيرة من السودانين تؤيد ديكتاتورية عسكرية والسبب بسيط أنها أقرب إليهم من المتحزبين من رجال الاحزاب لأن المؤسسة العسكرية هي من صلب المجتمع العادي تشبههم من تصرفاتها واهتماماتها وحالتها الاقتصادية والفكرية وتنتمى للطبقة الوسطي…كل هذة التشابهات جعلت كثير من السودانين حتى في قمة فداحة اخطاء المؤسسة العسكرية يقفون مع المؤسسة فالنسبة لهم أفضل من ذلك البرجوازي الغريب في افعاله وتطلعات الذي يقف ف انتظار سقوط المؤسسة لينقض علي السلطة (عشان تجيب الصادق !) لعل السؤال يتعدى شخص الصادق ليصل لكل سياسي من سياسى الاحزاب الطائفية والترضيات السياسية العرقية. ولعله سؤال جوهري يحتاج لإجابة من قبل علماء السياسة والعلوم الإنسانية نفس التساؤلات تجعلنا نفكر في سبب اختيار مزارع أمريكي ليكون رئيسا لدولة ضخمة(كارتر_امريكا) وحتى بوش الابن والأب في دورات لاحقة كل ذلك جعل الامريكين يرون في رئاسة دولتهم من يشبهم في الصواب والخطأ وبعض العنجهية ولعل دونالد ترامب يجعل السؤال محيرا حقيقة في انتظار التمحيص فيها وتحليلها من قبل سياسى السودان . علي العموم نجد هذا الصراع ليس في السودان وحده بل في دول كثيرة فصاحب مقولة(ديمقراطية برجوازية) هو لينين نفسه حين وصف ديمقراطية أروبا الغربية بالبرجوازية فيجب علي المرشح ان يكونِ من احدي العوائل الغنية ليمول حملته او دعم أحد الأسر الكبيرة والمعروفة لعامة الشعب وانتقدها للحد الذي جعله يصفها ببديل لسياسات الإقطاع وحتى أفلاطون في (جمهوريته) وصف ذلك الصراع الطبقي في الوصول للسلطة في الأخير قرأت مجموعات كبيرة من الكتب والمقالات لكتاب سودانين لكن لم اجد احد ينظر ويشخص الصراع من هذا الناحية , فمعظهم يصنف الصراع لصراع نخب وعامة وهامش ومركز ..الخ لكني في الاخير كلي امل حقيقة في ان يحاول بعض الكتاب والمؤرخين في وضع هذا الصراع-برجوازية×بلوتاريا- في اعتبارهم في أبحاثهم وكتاباتهم القادمة لعل نصل لاس السم الذي أصاب بلادنا منذ فجر الاستقلال .

مصادر :
(كائن لا تحتمل خفته)ميلان كونديرا
(الأعمال الكاملة للينين)
(الجمهورية ) أفلاطون
(النخب السودانية وادمان الفشل) منصور خالد
(..سلسلة قراءان من أجل التغيير ) عادل عبد العاطي

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..