مقالات سياسية

أنا بكره اسرائيل

أنا بكره اسرائيل يا بتنا عبير سويكت!

? تم نشر هذا المقال في يناير 2016 و أود نشره حالياً رداً على مقال الأستاذة/ عبير سويكت حول موضوع تطبيع العلاقات مع اسرائيل.. و لا أود أن أفند ما جاء في مقالها عن “… لان السودان شعبا ودولة واحزابا قادرا علي ادارة سياسته الداخلية والخارجية.. “.. و كلنا نعلم أن الأمر ليس كذلك! و لا أريد أن أقول لها أن ( المشكلة) دينية بشكل سافر.. فلا تزال اسرائيل تطالب الفلسطينيين أن يعترفوا ب(يهودية) اسرائيل يا بتنا عبير.. و إليكم المقال:-
? أجرى أخونا بكري الصائغ إستفتاءً ضم ٣٠٠ سودانياً في ١٧ دولة حول: (ما رآيك في التطبيع) مع اسرائيل؟! و أنا هنا أصوت ضمن رافضي التطبيع ، لعلمي أن السياسة الخارجية شجرة بانٍ تحركها رياح مصالح البلدان.. و علمي أن سياستنا الخارجية الحالية تحركها أطماع نظام الانقاذ في البقاء على سدة الحكم.. و أحلامه في الديمومة السرمدية.. و ما يؤكد ذلك بشكل أكثر وضوحاً هو هرولة النظام إلى عاصفة الحزم.. ثم قطع العلاقات فجأة مع إيران.. و أخيرا- و ليس آخراً- تسريب موضوع التطبيع مع إسرائيل إلى لجنة العلاقات الخارجية بالحوار العبثي في قاعة الصداقة..
? عشنا عقوداً من شيطنة الاعلام العربي لإسرائيل.. و عقوداً من صلف قادة اسرائيل و شيطنتها هي لنفسها بنفسها.. حتى صار اسمها مرادفاً للشرور و الآثام في قلب معظم المسلمين قبل كل العرب.. لأنها صهيونية الفكر و التطبيق.. و الصهيونية وجه لعملة الارهاب التي على الجانب الآخر منها
داعش.. و لذلك ” أنا بكره إسرائيل!”.. وقوفاً مع الفنان الشعبي الشعبولي..
? قادة إسرائيل صهاينة ينصاعون للصهاينة اليهود الأكثر تشدداً في كل الأوقات.. لكن اليهود في عمومهم شيئ آخر.. شيئ آخر تماما.. فمنذ تفتحت عيناي في مدينة ( واو) الجميلة، تفتحت على بعض مشاهير المدينة.. و من بينهم العم/ بغدادي، و ًبغدادي هذا من اليهود الشرقيين،.. لكنه ناصع بياض البشرة كالإسكندنافيين.. و لبغدادي أبناء سمر و بيض من زوجته السودانية.. و منهم من كان في عمرنا و بعضهم أكبر منا.. و كنا ندخل بيته كما ندخل جميع بيوت معارفنا خاصة أيام الأعياد.. كان طيباً و عطوفاً للغاية، لكنه كان قليل الكلام..
? و قد تعرفت إلى أسرة إحدى بنات بغدادي.. و رب الأسرة برهاني الطريقة و يقيم بالخرطوم.. و سلالة العم/ بغدادي منتشرة في السودان كله… و ربما التقاك أحدهم، و تحادثت معه، فحسبته من سودانيي حي المسالمة الأقباط .. و ربما التقيت آخر فحسبته من سودانيي مروي أو الفاشر.. أو بورتسودان.. و ربما لم تفكر في أي هوية له، فهو سوداني فحسب!
? و هناك يهودية تعرفت إليها في مدينة ( أتلانتا) الأمريكية.. كنت أبحث عن جهاز راديو قصير الموجة ليصلني يومياً بأم درمان في أوائل عام 1997.. و كنت و قتها حديث عهد بالمدينة.. و أثناء البحث علمت بأن ثمة متجر يبيع ذاك النوع من الأجهزة في المحطة الوسطى.. ذهبت إلى المتجر.. قابلتني في ترحاب و بشاشة.. كانت يهودية سودانية من مدينة عطبرة.. ضيَّق الرئيس لسابق/ نميري سبل كسب العيش على أسرتها فتركت السودان كله و استقرت في أمريكا.. و لا زالت المرأة تحمل ذكريات الطفولة و الصبا معها أنَّى ذهبت.. و أخبرتها بأني أعرف عطبرة جيداً لأني كنت أعمل في الانتاج
الصناعي.. و أن أسمنت عطبرة كان الأجود من أي أسمنت تم انتاجه في السودان أو استورد من الخارج.. كانت تحب عطبرة لدرجة الفرح من أي خبر سعيد عن المدينة.. و قد تآنسنا لبعض الوقت.. و ظللت ألتقي بها من وقت لآخر..
? في مترو الأنفاق التقيت شاباً اسرائيلياً من يهود الفلاشا في القطار.. حسبته سودانياً أو فرداً من القرن الأفريقي.. قال لي إنه يهودي اسرائيلي.. تآنسنا- مسافة السكة- كان يحمل إحساساً طيبا عن السودانيين.. و افترقنا في آخر محطات المترو..
? البروفيسير/ روبرت، يهودي سوداني.. صهيوني الفكر، التقينا في جامعة الخرطوم في أواخر ستينيات القرن الماضي حيث كان يدرس في كلية العلوم.. و أنا أدرس في كلية الاقتصاد.. و كان لا يجالس الطلبة العرب.. و كثيراً ما جمعتني و إياه مجالس الطلبة الجنوبيين الذين أعتبر نفسي واحداً منهم.. و كان، إلى كراهيته للعرب، يكره الاسلام و المسلمين جداً. و تمر الأيام فإذا بي ألتقيه على صفحات صحيفة ( سودان_ لاين) الاليكترونية التي كان يحررها البروفيسير/عبدالمنعم يونس، ابن شقيقة لي.. و كان روبرت يبث سمومه على الصفحات بشكل راتب.. و كنت، و معي آخرون، نتصدى له بشدة.. ذاك الروبرت هو الوجه الحقيقي لإسرائيل.. وجه غير إنساني البتة..
? و مع أن عقولنا قد تمت برمجتها على كره اسرائيل ، إلا أن ذلك لا يعني أن نكره عموم اليهود حتى و إن كانوا إسرائيليين.. و فرق كبير بين اليهودي الاسرائيلي العادي و بين اليهودي الإسرائيلي الصهيوني.. و لزام علينا أن نكره الصهيونية التي تحاول اسرائيل السيطرة على العالم وفق منهجها التلمودي..
? فكرة التطبيع مع اسرائيل ظاهرة اختلقها النظام و سربها إلى لجنة العلاقات الخارجية.. و ملأ الحديث و سائل الاعلام! بعد أن جاء على لسان السيد/ إبراهيم سليمان عضو لجنة العلاقات الخارجية في تصريحات صحفية المركز الإعلامي للحوار، أن غالبية أعضاء اللجنة يدعمون الرأي القائل بضرورة إقامة علاقات طبيعية مشروطة مع الدولة العبرية باعتبار أن جامعة الدول العربية تدعم هذا الاتجاه..
? أما أنا شخصياً.. فأنا بكره إسرائيل كراهية التحريم.. و دائماً ما تمر بخاطري قصيدة الشاعر نزار قباني ( الحب و البترول) ذائعة الصيت.. و فيها يلوم العرب على لا مبالاتهم بما يجري في فلسطين عامة و القدس على وجه الخصوص.. و يؤنبهم على اهتمامهم بالملذات في باريس:- ” كهوف الليل في باريس قد قتلت مروءاتك، فبعت القدس.. بعت الله.. بعت رماد أمواتك”
? و أنا معه حيث يوجه حديثه للمتخمين اللاهين من العرب:- ” كأن حراب إسرائيل لم تجهض شقيقاتك.. و لا راياتها ارتفعت على أشلاء راياتك!”
? نزار قباني لم يشهد عصر الانبطاح العربي العام.. و لا الصمت الاسلامي المتدثر بدثار ( الحكمة ضالة المؤمن ) و اسرائيل تلاعبت، و تتلاعب، بالعرب قبل المسلمين حين احتلت أرضهم قهراً.. و أقبلت تهين المسلمين منذ بدأت تدنيس ثالث الحرمين بكعوب أحذية جنودها دخولاً إلى المسجد الأقصى و خروجاً منه كما تشاء.. و تمنع المصلين من الصلاة داخل المسجد.. و تحفر الأخاديد حوله لهدمه بحثاً عن هيكل سليمان المزعوم.. و لا زالت عملية الحفر متواصلة.. و لن يهدأ لها بال إلى أن تسقطه تماماً لتقيم على أنقاضه هيكل سليمان المفترى عليه..
? لا تحدثني عن جامعة الدول العربية و لا عن العرب المنبطحين الذين ( سووها و لا يخافون عقباها)، فأنا مسلمٌ لا يهمه موقف العرب.. و اسرائيل تستفزني في كل الأوقات.. لذلك أنا بكره إسرائيل!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا استاذي مع تقديري واحترامي من حقك ان تكره اسرائيل كمسلم او عربي ولكن ليس من حقك ان تكره اسرائيل كسوداني لان اسرائيل لم تخطيء في حق السوداني وكل ما فعلته في السودان كان رد فعل مع الرافة وبأقل كثير من ماتستطيع لفعل ابشع من حكومة السودان.

    اما بخصوص البروفيسير/ روبرت، يهودي سوداني .. يا استاذي طالما هناك مسلمين وعرب وهم الاغلبية يحملون فكر متطرف لامنطقي نحو اسرائيل وطالما المسلمين والعرب يشيطنون اليهود كل اليهود بالحق والباطل إذا من حقه البروف ان يكره العرب ويحمل فكر متطرف نحوهم وهو حق الرد بالمثل.

    بالمناسبة أنا ضد التطبيع مع اسرائيل فقط لانها دولة دينية بشعة لايمكن ان تعرف للحق طريق ولكن لستو ضد الشعب اليهودي في كل مكان فمن حق الجميع ان يعتقد كما يشاء وفيما يشاء ان شاء الله في حجز. وثانيا ارفض التطبيع مع اسرائيل لانها حل للحكومة وهي ترى حل مشاكلها في تل ابيب ولكن مشكلة الشعب السوداني حلها في الخرطوم وليس في تل ابيب او اديس ابابا.

    وسلم لي على عبدالواحد محمد نور

  2. اسرائيل دولة كانت السودان من اوائل الدول التى اعترفت بها كدولة عندما ضمنت جوازات سفرها عبارة ” كل الدول عدا اسرائيل ” و كان ينبقى لها ان تكتب بدلا من هذه العبارة ” كل الدول عدا فلسطين المحتلة ” عموما هذا امر قد انقضى سواء من كان منوط بهم تصميم جوازات السفر السودانية قد وضعوا هذه العبارة بخبث و دهاء ام وضعوها بغباء لان كلمة ” عدا اسرائيل ” تعنى ان هناك دولة قائمة اسمها اسرائيل .
    واليوم نحن مع حقيقة قائمة امامنا اسمها اسرائل عجزنا عن اقتلاعها من منطقتنا و نحن مجتمعون فكيف لنا ان نقدر عليها و قد اصبح حالنا كما تعلمون .. الكل طبع معها حتى اهل فلسطين و نحن ايضا يجب ان نطبع معها فهى متقدمة جدا فى الزراعة وارضنا ” البور ” فى حاجة الى خبراتها اذا اردنا ان نصبح سلة غذاء العالم هى سوف تستفيد لكن مكاسبنا نحن ستكون اعظم و اقلها سنال رضى تلك الدول التى تصر على تركيعنا وفى السياسة المصالح تقتضى المرونة فى المواقف اما عقيدتنا فهى راسخة كالجبال لا احد يستطيع العبث بها….

  3. اسرائيل دولة كانت السودان من اوائل الدول التى اعترفت بها كدولة عندما ضمنت جوازات سفرها عبارة ” كل الدول عدا اسرائيل ” و كان ينبقى لها ان تكتب بدلا من هذه العبارة ” كل الدول عدا فلسطين المحتلة ” عموما هذا امر قد انقضى سواء من كان منوط بهم تصميم جوازات السفر السودانية قد وضعوا هذه العبارة بخبث و دهاء ام وضعوها بغباء لان كلمة ” عدا اسرائيل ” تعنى ان هناك دولة قائمة اسمها اسرائيل .
    واليوم نحن مع حقيقة قائمة امامنا اسمها اسرائل عجزنا عن اقتلاعها من منطقتنا و نحن مجتمعون فكيف لنا ان نقدر عليها و قد اصبح حالنا كما تعلمون .. الكل طبع معها حتى اهل فلسطين و نحن ايضا يجب ان نطبع معها فهى متقدمة جدا فى الزراعة وارضنا ” البور ” فى حاجة الى خبراتها اذا اردنا ان نصبح سلة غذاء العالم هى سوف تستفيد لكن مكاسبنا نحن ستكون اعظم و اقلها سنال رضى تلك الدول التى تصر على تركيعنا وفى السياسة المصالح تقتضى المرونة فى المواقف اما عقيدتنا فهى راسخة كالجبال لا احد يستطيع العبث بها….

  4. اسرائيل دولة كانت السودان من اوائل الدول التى اعترفت بها كدولة عندما ضمنت جوازات سفرها عبارة ” كل الدول عدا اسرائيل ” و كان ينبقى لها ان تكتب بدلا من هذه العبارة ” كل الدول عدا فلسطين المحتلة ” عموما هذا امر قد انقضى سواء من كان منوط بهم تصميم جوازات السفر السودانية قد وضعوا هذه العبارة بخبث و دهاء ام وضعوها بغباء لان كلمة ” عدا اسرائيل ” تعنى ان هناك دولة قائمة اسمها اسرائيل .
    واليوم نحن مع حقيقة قائمة امامنا اسمها اسرائل عجزنا عن اقتلاعها من منطقتنا و نحن مجتمعون فكيف لنا ان نقدر عليها و قد اصبح حالنا كما تعلمون .. الكل طبع معها حتى اهل فلسطين و نحن ايضا يجب ان نطبع معها فهى متقدمة جدا فى الزراعة وارضنا ” البور ” فى حاجة الى خبراتها اذا اردنا ان نصبح سلة غذاء العالم هى سوف تستفيد لكن مكاسبنا نحن ستكون اعظم و اقلها سنال رضى تلك الدول التى تصر على تركيعنا وفى السياسة المصالح تقتضى المرونة فى المواقف اما عقيدتنا فهى راسخة كالجبال لا احد يستطيع العبث بها….

  5. اسرائيل دولة كانت السودان من اوائل الدول التى اعترفت بها كدولة عندما ضمنت جوازات سفرها عبارة ” كل الدول عدا اسرائيل ” و كان ينبقى لها ان تكتب بدلا من هذه العبارة ” كل الدول عدا فلسطين المحتلة ” عموما هذا امر قد انقضى سواء من كان منوط بهم تصميم جوازات السفر السودانية قد وضعوا هذه العبارة بخبث و دهاء ام وضعوها بغباء لان كلمة ” عدا اسرائيل ” تعنى ان هناك دولة قائمة اسمها اسرائيل .
    واليوم نحن مع حقيقة قائمة امامنا اسمها اسرائل عجزنا عن اقتلاعها من منطقتنا و نحن مجتمعون فكيف لنا ان نقدر عليها و قد اصبح حالنا كما تعلمون .. الكل طبع معها حتى اهل فلسطين و نحن ايضا يجب ان نطبع معها فهى متقدمة جدا فى الزراعة وارضنا ” البور ” فى حاجة الى خبراتها اذا اردنا ان نصبح سلة غذاء العالم هى سوف تستفيد لكن مكاسبنا نحن ستكون اعظم و اقلها سنال رضى تلك الدول التى تصر على تركيعنا وفى السياسة المصالح تقتضى المرونة فى المواقف اما عقيدتنا فهى راسخة كالجبال لا احد يستطيع العبث بها….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..