باعتبارك”مالِك عَقار”..!

تقوم من صباحات الله، وحتى تكون جاهزاً لمكابسة رزقك المقسوم، تكون صرفت عشر جنيهات، إن كنت سوف تستحِم وتلبس هدومك. وعشر جنيهات أُخرى، عشان تصل محل الشغل، وعشرة أخرى، إذا اضطررت لشرب كبّاية شاي، أو تشتري كيس تمباك، أو كمان، تعمل رايح، أومتضامن، مع زيارة إمام الحرم للسودان، لكونه أدخل جماعات السلف في حيص بيص، باقترابه الكثيف، من أهل النوبة والحوبة، واللالوبة!

تخُش محل الشغل، وتدفع شيرنق للفطور، فما هي إلا عشرين جنيه، عشان تستطعموا موية الفول الجماعية والزيت والرغيف. الآن وبعد الزيادات الجديدة، أصبحت العيشة بجنيه ــ ومثلها قطعة الطعمية، وأنسى الجِبنة، وأنسى الشطة التي أصبحت تُباع في أكياس انقاذية محددة السعر.

لنفترض أنك مواطن صالح، لا يدخِّن، ولا يتطلّع، ولا ينتمي للحزب الجمالي، ولا أي شيئ.

مواطن صالح، يرجع بعد الافطار إلى مقر عمله راضياً مرضيا، دون أن يشرب موية نظيفة، أو يعزم زول، أو يعزو روحو، على كباية قهوة، أو حاجة باردة.. بالخمج دا، يكون حسابك، حتى منتصف النهار، خمسون جنيهاً، دفعتها لخصاصة نفسك.

انتهى يوم العمل، بعد أن أديت واجبك كاملاً تجاه الحاكم والمحكوم، وانت قاعد على الفطور، بى صمّة خشمك، حتى بلغت الساعة الثالثة.. خرجت ساعتها إلى شارع الله عشان ترجع البيت.. حتماً ستدفع عشرة جنيهات حتى تصل نصف المشوار نحو منتجعك العائلي، فهل ستدخل البيت دون كيس عيش بعشرة جنيهات، أو شوية دكوة وبصل وطماطم وجرجير، بعشرين جنيه؟

وأنسى حكاية اللحمة والبامية والبطاطس، وأنسى الصابون والمعجون، وقول إنّكم كأسرة تأصيلية متأسلمة، وفق نظام السلف الصالح، ووفق منهاج: جهاد نصر شهادة.. قول إنّكم قعدتو تحت ظل الحيطة ، وأكلتو كل العيش الحار، مع الدكوة والخضار، بالملح والشمار، وقد كان ذلك الحدث الهام، مع شفق المغيب.

بعد ذلك ولّعتو لمبة واحدة في البيت، وفي الحمّام والحوش، ترشيداً لاستهلاك الكهرباء التي ستدفع لها خمسون جنيها في الشهر، يضاف إليها أنبوبة الغاز التي بلغ سعرها المائة وخمسون، وبحساب التقشيف، سوف تستهلكون غازاً بخمسين جنيه في الشهر، أي أن الأنبوبة ستبقى بين ظهرانيكم لثلاث شهور.

انت لا تمتلك ولا تشاهد تلفزيون، وليس بين أهلك وذويك من يذهب إلى السوق، ولا لزيارة، ولا علاقة لكم بمدرسة، أو روضة، كما أنكم لا يمرضون أبداً..!

يبقى الحساب، على هذا الحال، أنك تدفع مائة جنيه يومياً، متناسياً حق الإيجار، باعبتارك “مالِك عقار”، و متناسياً ايضاً، الغاز والكهرباء، باعتبارها كماليات.

هذا الحساب أجريناه من قبل، لكن ليس بهذه الطريقة.. ففي الماضي، لم يتم اعلان رفع الدعم عن الضروريات المعترف بها، وهي المحروقات، أي البترول. وكما تعلم ويعلم جميع أهل الارض، أن اليترول ــ النفط ــ هو السلعة الوحيدة التي انهارت اسعارها من قبل عامين، لكنها تتقافز هنا.!

نحن نسمع يومياً في نشرات الأخبار بانهيار أسعار البترول.. حتى أن السعودية، أعلنت أمس عن أنها سوف لن تلتزم بسقف انتاجي محدد وستزيد منتوجها حتى تضاهي تكاليف المعيشة، ومصاريف العاصفة، كما أننا ولله الحمد، قد أصبحنا جزءاً من الحلف البترولي هذا.

كما أن أمريكا رضيت عنا كثيراً، ورفعت الحصار أو العقوبات جزئياً، وفق ما تصرح به الجهات المسئولة في حكومة ثورة الانقاذ الوطني.

كما أن المعارضة المسلحة ــ قطاع الشمال وحركات دارفور المسلحة ــ أعلنت وقف اطلاق النار حتى شهر أبريل القادم، أي أن الحرابة في اجازة.

طيِّب المشكلة وين..؟

أعضاء البرلمان من الأُخوان، يقولون: السبب إنتو، لأنكم لا تعبدون الله بصورة كويسة..!

الحكومة تقول أن هذا الضنك، مما كسبت أيادينا..!

تعليق واحد

  1. أعضاء البرلمان من الأُخوان، يقولون: السبب إنتو، لأنكم لا تعبدون الله بصورة كويسة..!

    الحكومة تقول أن هذا الضنك، مما كسبت أيادينا..!

    والبشير يقول أن أمريكا تستهدفنا ولم ترفع العقوبات لأننا متمسكين بديننا، ولن نركع لها.

    يا جماعة نصدق منو؟؟

    انحنا متمسكين ولا مامتمسكين؟

    أفتينا يا غندور!!

  2. أعضاء البرلمان من الأُخوان، يقولون: السبب إنتو، لأنكم لا تعبدون الله بصورة كويسة..!

    الحكومة تقول أن هذا الضنك، مما كسبت أيادينا..!

    والبشير يقول أن أمريكا تستهدفنا ولم ترفع العقوبات لأننا متمسكين بديننا، ولن نركع لها.

    يا جماعة نصدق منو؟؟

    انحنا متمسكين ولا مامتمسكين؟

    أفتينا يا غندور!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..