لماذا إفراغ معسكرات النزوح بدارفور؟!

بدأت الحكومة في مرحلة تنفيذ خطة تفكيك معسكرات النزوح في دارفور، التي أعلنت عنها منذ أعوام.. قبل يومين رشحت المعلومات بشأن تفكيك معسكر (أبو شوك) قسراً وإعادة تشريد النازحين المتأثرين بالحرب، لا جدال مطلقاً أن تفكيك المعسكرات في ظل أوضاع أمنية سيئة بسبب التفلتات الأمنية وعنف المليشيات خطوة تضع النازحين بين مطرقة تراجع الاهتمام الدولي بالأوضاع الإنسانية في دارفور وسندان الواقع الأمني المحفوف بالخطر، ما يتعرض له النازحون في دارفور من أوضاع إنسانية سيئة ومحاولات لتفريغ معسكراتهم قسراً مسؤولية تتحملها الأمم المتحدة التي وضعت المبادئ الخاصة بالنزوح، ومنها الحق للنازحين في تلقي العون الإنساني من الغذاء والدواء والمأوى، والحق في الحماية من الأذى البدني ومن آثار العنف، وتأكيد حقوقهم في حرية التنقل الطوعي وحقوقهم في المشاركة السياسية والعمل المدني.. المؤسف حقاً حينما نمعن النظر في خارطة حقوق النازحين نجدها مفرغة تماماً من الحقوق التي بدأت تتراجع منذ طرد الحكومة لمنظمات الإغاثة الإنسانية العالمية العاملة في دارفور وكانت تقدم حوالي 80% من العون الإنساني في الإقليم، حتى المنظمات الوطنية المهتمة بدارفور لم تسلم الإغلاق ومنها (المنظمةالسودانية للتنمية الاجتماعية “سودو”، ومركز الخرطوم لحقوق الإنسان والتنمية، ومركز الأمل لمساعدة وتأهيل ضحايا العنف).
خطة تفريغ معسكرات النزوح لها أجندة سياسية تتقاطع مع الأبعاد الإنسانية، وهي تسعى أي الحكومة محاولة لكسب مواقف تفاوضية حينما تجلس في طاولة التفاوض مع مع الحركات المسلحة، وفي منظور الحكومة أن وجود المعسكرات يخدم أجندة الحركات سياسياً، وبالتالي لن تنسى ذاكرة الرأي العام الهجمات الحكومية الممنهجة التي استهدفت معسكرات النازحين كالهجوم على معسكر (كلمة) قتلت فيه القوات الحكومية عشرات النازحين قبل محاولة تفكيك المعسكر بالقوة الجبرية لاحقاً لتوجيه ضربة لخصومها دون مراعاة لهؤلاء المدنيين العزل الذين لا ذنب لهم سوى أنهم سكان هذا الإقليم.
المشهد الآن بشأن النازحين في إطار تنفيذ حملة التفريغ يتنبأ بمواجهات عنيفة بين الحكومة، ومعلوم أن* النازحين سبق وأن عقدوا مؤتمرهم في يناير 2016، بمعسكر (كلمة) وحضره ممثلون لقيادات النازحين من كافة المعسكرات الأخرى، خرج رافضاً لخطط الحكومة الرامية لتفكيك المعسكرات أو إعادة تخطيطها ووضعوا شروطا للعودة وهي العودة لمناطقهم الأصلية مع استعادة الأمن وتفكيك المليشيات الحكومية التي تداوم الهجوم على قراهم.. الوقائع يعكس صعوبة تحقيق مطلبي النازحين لأن هناك ازدياداً مضطرداً في حجم الجرائم المرتكبة ضد النازحين، والعنف الذي تتعرض له معسكراتهم ليلاً ونهاراً.. بعض من العنف يأتي في سياق خطة متقنة ومحكمة، متماسكة الحلقات لتفكيك المعسكرات وتشريد النازحين للتخلص من الرقابة الدولية والترويج لانتهاء الحرب في الإقليم وتغيير الصورة الحقيقية للواقع.. الأوضاع في المعسكرات تتطلب تدخل الحكماء من المجتمع المدني الدارفوري خاصة والمجتمع المدني السوداني عامة، لإيجاد حلول عاجلة تحقن تدفق الدماء،وتحمي النازحين..!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بالفعل والي متي سيكون هذا المعسكر مفتوحا والناس تستغل الاكل المجان وعيالهم بلعبوا قمار وسكاري فى فنادق خمسة نجوم؟؟بلاش مسخرة

  2. بالفعل والي متي سيكون هذا المعسكر مفتوحا والناس تستغل الاكل المجان وعيالهم بلعبوا قمار وسكاري فى فنادق خمسة نجوم؟؟بلاش مسخرة

  3. أعجب للمتداخلين المسمى أبو صخر وعثمان الذان يؤيدان تفكيك المعسكر ويستكثرون على الناس الفتات الذي تجود به منظمات الأمم المتحدة.
    إن ترك الديار الواسعة والسعية والزراعة والعيش في معسكر كلمة، حيث تضيق المساحات حتى يسمع الجار همس جاره في غرفته البالية، ليس بالسهل على
    يجب أن نفهم أن ما أجبر هؤلاء الناس على النزوح هو ما تعرضوا له من مصائب تشيب لهولها الولدان من قتل واغتصاب وترويع.
    إن الكثير من النازجين يحنون للعودة لديارهم لممارسة حياتهم الطبيعة من رعي وزراعة، ولكن هيات فالأمن مفقود تماماً حتى داخل المدن فما بالك بالريف والفيافي؟ لقد فشلت الحكومة تماماً في توفير الأمن ومن ثم العودة الطوعية للنازحين. أرجو من المتداخلين العودة لحادث قرية حمادة في العام 2015، حيث قتلت مليشيات الحكومة آربعة عشر من حفظة القرآن، كانوا في طريق العودة من الاحتفال بالعودة الطوعية في قرية حمادة.
    إن تفكيك الحكومة لمعسكرات النزوح يفتقد تماماً للناحية الإنسانية.

  4. أعجب للمتداخلين المسمى أبو صخر وعثمان الذان يؤيدان تفكيك المعسكر ويستكثرون على الناس الفتات الذي تجود به منظمات الأمم المتحدة.
    إن ترك الديار الواسعة والسعية والزراعة والعيش في معسكر كلمة، حيث تضيق المساحات حتى يسمع الجار همس جاره في غرفته البالية، ليس بالسهل على
    يجب أن نفهم أن ما أجبر هؤلاء الناس على النزوح هو ما تعرضوا له من مصائب تشيب لهولها الولدان من قتل واغتصاب وترويع.
    إن الكثير من النازجين يحنون للعودة لديارهم لممارسة حياتهم الطبيعة من رعي وزراعة، ولكن هيات فالأمن مفقود تماماً حتى داخل المدن فما بالك بالريف والفيافي؟ لقد فشلت الحكومة تماماً في توفير الأمن ومن ثم العودة الطوعية للنازحين. أرجو من المتداخلين العودة لحادث قرية حمادة في العام 2015، حيث قتلت مليشيات الحكومة آربعة عشر من حفظة القرآن، كانوا في طريق العودة من الاحتفال بالعودة الطوعية في قرية حمادة.
    إن تفكيك الحكومة لمعسكرات النزوح يفتقد تماماً للناحية الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..