الأزمة في متاهتها

الخطاب السياسي يؤشر الى أزمة من يحكموننا هو مأزق كبير يتمدد مابين الخطاب/ الشعار والواقع.. الأزمة ليست في صيغة الحكم بقدر ما هي في العقلية المنتجة للصيغ وتلك كارثة كبرى، وبالرجوع الى الشخصية السياسية نجدها غارقة في بحر من التناقضات أسها حالة الشيزوفرينيا التي تعيشها المنظومة ومما لا شك فيه ان لسان الخطاب مغاير لقناعة السياسي وعليه يمكن قراءة حالة التفكير السلبي خلوصا الى ان الحالة نفسية ميكانيزمية تبريرية..بمعني الفجوة مابين الخطاب والفعل /الانجاز لا تردم الا بأثقال المصطلحات والشعارات عوضا لواقع مفقود .. للتفصيل الحديث المكرور حول (الإنتاج والإنتاجية) ـ نموزجاً ـ نجده محض ضجيج وجعجعة لا تنتج طحينا ، غير انه تبرير لمنجز في طور المشروع وهوربما يمثل عندهم إجابة ضمنية لسؤال وسواس يشرع إستفهاماً لدى الدولة يطرحه المواطن في صمته وهو بمثابة إستباق لما سيكون او يؤول السؤال.
ازمة من يحكموننا ليست نظرية بل هي تطبيقية، وللامانة فان الأزمة لا تخصهم وحدهم بل للأسف مضت ببعض النخب الى متاهة دائرية إنتبحت في إشتكال مزمن حول جدل الهوية، فتعددت الرايات منذ الإستقلال الى يوم الإستغلال هذا، دون بلوغ الإجابة، وفي ذلك إنتاج أزمة بدلاً عن إدارتها!
والسؤال هنا ما الذي يضير ان رجحت الأفرقانية وغلبت على العربية أو العكس، وهو منطبق على سؤال القوم وجدالهم حول شولة الشعبي! الى سدرة (الشعبي لا يتمسك بصغاير الأمور) وضمن الصغائر تلك ماقال به امين الإتصال التنظيمي بالحزب الامين عبد الرازق خلال مخاطبته أمس ندوة (معالم في طريق حكومة الوفاق الوطني بقاعة الشهيد الزبير بمطالبته وضع خطة إسعافية لحل معاش الناس ومحاربة الفساد وقال فيما قال مطالبته بعلاقات خارجية متوازنة عدا إسرائيل، والرجل يعيدنا الى عصر جواز السفر الأخضرـ مُنتِج العبارة التليدة (يسمح له بالسفر لكل الدول عدا اسرائيل) ولعل ربطه لمعاش الناس بشولة (عدا) يستبطن حل عقدة مربط الفرس! بالامس بروفيسور حسن مكي وهو رجل نجل بعض إجتهاداته ـ عداـ ما ورد عنه أمس عبر حوار أجرته معه جريدة الصحافة مع إعتذاري لمن حاوره من الزملاء بالصحيفة ،إذ لم استحضره، قال البروف بان الترابي يحكم الشعبي من قبره، وفي ذلك طعن في قادة الحزب بانهم غير منتجين وقد حصرهم مكي في إستهلاك بَيِّن لمُنتَج الراحل الترابي ويكفي الترابي خلاف كبير حول أطروحاته وموروثه الفكري الى ما بعد رحيله، ولعل البروف كان قاسياً في عبارته تلك، إلا انه ربما إستنح المنبر ليدلي بشهادته حول الراحل ـ غض النظرـ أصاب أم مخطئاً كان، إلا ان مارمى به إخوته في الثدي يرتد إليه وهو مستهلكٌ مميز لإنتاج شيخه، ونجزم بان جيناته الإجتهادية لا تخلو من موروثه ولا نعيبه، غير عيبه في توظيفه للإخوة مطية الى شيء في نفس البروف، ولو (إنت نسيت) فان الذاكرة السياسية بالبلاد لم تنس ملف الثورة الخمينية كنموزج إحتزى به الإنقاذيين في صدر خلافتهم وهو ملف أوكله الراحل لمكي لقراءته تمعناً وتمحيصاً فما هي مخرجات الملف؟ وقد تقلب الجماعة منذه ـ ما بين ايران والخليج وعاصفة الحزم الى يوم الامريكان (جِيدا جيتو.. حبابكم عشرة) ما الذي أنجزه البروف حتى اليوم منذ رحيل الترابي؟ غير إكتفائه بنسخته/ طبعة شعبية ـ عن الراحل؟ حتى السخرية إستلفها عن شيخه رغم إختلاف الإيماءات والتبسم، ثم كيف للبروف ان يتنكر لماعونٍ
لعق من حسائه ذات تكية!
الأزمة ليست في ـ التفكيرـ بقدر ما هي ـ أزمة ـ تفكير مُنتِج (بضم الميم مع كسر التاء) وفي السياق نجد معظم ـ ان لم نقل كل من جايلوا البروف وما دونه يدورون في ذات متاهة الإسلاميين الكبري..د. غازي صلاح الدين ورغم إجتهاداته نجده يقف بمحطة التنظير وتأطير الفكرة بعيداً عن أطراف وإن كانت صناعية تتوكأ عليها الفكرة حركياً وهو بعد ينقِّب في الأيدولوجيا كمصطلح تجاوزه الواقع وعافته الوسائط الإعلامية بعد ان فقد صلاحيته وقس على ذلك، معظم جيله مع إستثناء “المحبوب عبد السلام” في انعتاقه عن شيخه فكريا بحفره في قضايا جوهرية معاصرة تتضمن الحلول جنبا الى تفاصيل الأزمة .
بينما سواه في فلك شيخهم يدورون وفي متاههتهم يدور القوم الى يوم الحكومة الرشيقة التي لا يملكون لها (جيمونيزم) أو روشتة ولا وسائل للنحافة وسط ترهلهم المربِك.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..