دون كيشوت السوداني

ايها السادة ادرك تماما ان جميعكم قرأ رواية دون كيشوت للاديب ميجيل دي سيرفانتس مثنى وثلاث ورباع .. او شاهدها كفيلم او رسوم متحركة.. او سمع عنها ايضا مثني وثلاث ورباع.. فهي قصة صُنعت لتبقي خالدة.. مضي على انتاجها اكثر من 400 سنة ومازال بريقها يتوهج حتى الان..
وادرك تماما كم كانت سعادتكم عامرة.. وقبطتكم طاغية.. وانتم ترون الفارس المغوار دون كيشوت الذي اراد ان يقيم العدل والقسط.. وان ينصر المستضعين في الارض من خلال أحياء امجاد الفارس الجوال.. الذي يخوض حروباته الهلامية ضد اللصوص والخونة والمارقون.. بعدها يلتقي بشانسو بانزا رفيقه في غزواته العبثية تلك.. غزوات الطواحين الهوائية.. غزوات قطيع المواشي التى جعلته يعتقد انها افواج من قطاعي الطرق..
للعلم.. رواية دون كيشوت هذه اختيرت ضمن افضل عمل ادبي في تاريخ البشرية.. وهي الاكثر ترجمة وتوزيعا على مر التاريخ .. انظروا أي فخر ومجد جلبته لاسبانيا..
اتدرون اين تفتقت ذهنية الراوي سيرفانتس الذي كتب هذه القصة الشيقة الممتعة؟.. في السجن.. نعم في السجن.. عندما كان يقضي عقوبة اختلاسه للمال العام..
ربما تسألون لماذا يرتبط اختلاس المال بالفطنة والذكاء والكياسة.. ببساطة لان المال ليس له وجيع.. لذا تسن القوانين القاسية واللوائح المشددة التى تكون حرزا منيعا تقطع كل يد تحاول العبث به .. لذا فكل من يريد غَرفة غير مشروعة من المال العام لابد ان تتوفر فيه مقومات الفكر والابداع حتى ينال منه نصيبا ..
ايها السادة من مساويء فقه التحلل ان من يختلس المال لن ينجو من العقوبة فحسب بل يخسر الوطن مبدعا محتملا.. وتبعا لذلك تقل فرص ظهور براعم الابتكار علي سارية المشهد الثقافي .. لذا نجد ان قطاعا وافرا من المؤلفين والنابغين الذين لو قدر لهم ان يدخلوا السجن كما سيرفانتس لتفتقت ذهنية الابداع الخامدة لديهم .. وفي بلادنا المنكوبة بحُكم (البوت) نجد ان عدد الذين يمسَّون المال العام كبير جدا فمن البديهي سيكون لدينا عددا وافرا من المبرزين في شتى ضروب الادب ..بالتالي سيرفدوننا بمئات والوف من روايات دون كيشوت السوداني .. ولكنا قبلة في الادب ومرجعا الابداع لا يضاهينا فيها احد ..
لكن هؤلاء المبدعون ضاعوا سدا.. لم يقرب اي منهم (الليمان).. بل عاشوا احرارا طلقاء .. يعودون ثانية لاختلاس المال .. وتعود الدولة معهم ثانية الى فقه التحلل ..فقه تدمير اقتصاد الدولة .. فقه القضاء على اخر رمق لدون كيشوت السوداني ..
ايها السادة احلق شنبي مثني وثلاث ورباع واقول مؤكدا ان الذين يختلسون المال في العهد المبارك هذا لا يتمتعون بأدنى قدر من الحصافة والابداع.. لان سرقتهم للمال العام تكون علي عينك يا تاجر بدون ذكاء او فطنة .. حتى المراجع العام لا يجد مشقة في اكتشاف الاموال المغتصبة عنوة وقسرا.. لذا من البديهي لو سَجَنّا كل الذين امتدت يدهم للمال العام لمدة قرن كامل من الزمان.. لم ولن تتفتق الذهنية الخربة لاي واحد منهم بكتابة قصة قصيرة جدا ناهيك عن رواية عادية كاملة.. دعوا رواية دون كيشوت السوداني جانبا لن تستطيع ادمغتهم الفاسدة بانتاج مثيل لها اطلاقا..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أخطاء لغوية ونحو وقواعد :-
    1/ قبطتكم خطأ – الصحيح غبطتكم .
    2/ والمارقون خطأ – الصحيح المارقين .
    3/ سداً خطأ – الصحيح سدى
    4/ قطاعي الطرق خطأ – الصحيح قاطعي

  2. يا أستاذ عبد الرحمن شنو الفرق بين النحو والقواعد؟؟؟
    انت نفسك ما بتعرف عناوين العلوم التي درستها.!!! فالح بس تتفلسف.!!

  3. أخطاء لغوية ونحو وقواعد :-
    1/ قبطتكم خطأ – الصحيح غبطتكم .
    2/ والمارقون خطأ – الصحيح المارقين .
    3/ سداً خطأ – الصحيح سدى
    4/ قطاعي الطرق خطأ – الصحيح قاطعي

  4. يا أستاذ عبد الرحمن شنو الفرق بين النحو والقواعد؟؟؟
    انت نفسك ما بتعرف عناوين العلوم التي درستها.!!! فالح بس تتفلسف.!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..