حكاية حمدين محمدين والضرس اللعين

كتابات خفيفة
حكاية حمدين محمدين والضرس اللعين

كما اعتاد حمدين كلما جاء الي المدينة يزورني ، وقد مر زمن لم لم يزرني فيه وتسآءلت في نفسي عن سبب انقطاعه وخشيت أن يكون قد اصابه مكروه ، وفي اليوم التالي لأحساسي بهذا الهاجس سمعت طرقا” علي باب المنزل ،وعندما فتحت الباب وجدت أمامي حمدين بلحمه وشحمه غير انه بلا شحم فجسمه مثل معظم اجسام الكادحين هزيلة يمسك عظامها لحم قليل اذا كانت سليمة ولم يصيبها سقم ، ورحبت به بشوق قائلا : ( أنت وين يا رجل والله ليك شوقة ـ أن شاالله ما تكون فيك عوجة ؟ ) ورد علي وهو يضحك : ( العوجة مافي لاكين المضرة حاصلة فوقي براي ، والولية والوليدات بخير وعافية كدي الندخل لي جوة واحكي ليك الحصل لي ، وبعد ما ضيفته تجشأ وحمد الله قال : ( أها حصل لي وجع ضرسا” أشد من الشدة زات نفسها شقلب حياتي من فوق لا تحت والضرس ينقح علي متل حجر الطاحونة دق دق دق وعيني طششت وقربت اكورك من الوجع لاكين رجالتي ما خزلتني وبقيت بس اقول بشويش آي وأزوم وأئن ،وأم العيال حشت لي الضرس المسوس المقدود بالقرنفل وقالت لي نوديك لجبار الكسور يمكن يشوف ليك صرفة ، أها قلت ليها : ( الزول ده ما هو عبد الله جبر الخير الأمه مكة بت أب شنب ،وده شن عرفه بالسنون ده بصلح العضام بس ولمن تنكسر فيني حاجة لا سمح الله ودوني ليه، هسة خلوني لحدي ما تودوني لحكيم السنون في امدرمان ، أها يا زول بقيت في ألمي لا قادر آكل ولا قادر اشرب شيتا” حار ولا بارد وبقيت متل الجاهل الما فطموه ، وجابوا لي صبابة أمص بيها الأكل والشراب وبقيت اتغزه بالموص والمديدة ، أها متل ما قالو سيد الرايحة يفتح خشم البقرة ، جابوا لي تنباك من جارنا السفاف ود التوم وقال لهم يحشوا الضرس بيه وده بشيل الوجع الكمدة بالرمدة ، وأنا من زمان بكره الصعوط ، ومن ما ختيته في خشمي طوالي طرشت ، وفي اللخير شالني ود المبارك في لوريه ووداني لحكيم الأسنان في امدرمان ، والحكيم بعد مجابدة خلع الضرس اللعين أصله كان غاتس جوة اللحم زي عرق الشدرة القديمة الفي الواطة ، ولو ما البنج الشديد كنت كوركت وقلت ( الروب ) ، والحمد لي الله ارتحت وشميت العافية …

هلال زاهر الساداتي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..