أخبار السودان

يا سمسم المعيلق ..

يا سمسم المعيلق ..

هددت السلطات العدلية بمنطقة المعيلق بمحلية الكاملين عدد من المزارعين بترعة المحريبا بتفتيش المعيلق بازالة محصول السمسم الذي زرعه المزارعون في العروة الصيفية الحالية بالقوة الجبرية ولوّحت السلطات بفرض غرامات مالية علي المزارعين حال عدم استجابتهم للقرار الخاص بازالة المحصول بحجة انه يصيب محصول القطن بالآفات الزراعية.. وقال عدد من المزارعين في حديثهم مع الأيام امس ان محصول السمسم الذي تمت زراعته وصل مرحلة السماد وتسأل المزارعون عن الجهة التي تتكفل بسداد الخسارة المالية الناجمة عن ازالة السمسم الذي تكلف مساحة زراعة اربعة أفدنة حوالي أربعة الف جنيه تشمل تحضير الارض وتقطيعها وتسطيحها وشراء السماد الذي تبلغ قيمة جواله 350 جنيها وتحسر المزارعون علي حل اتحاد المزارعين بوصفه الجسم النقابي الذي يدافع عن المزارعين وقالوا ان جمعية الانتاج الزراعي والحيواني التي تم تشكيلها لم تجتمع اصلا حول القضية..!
كانت تلك هي فحوى الخبر الوارد نقلاً عن الزميلة الأيام .. حول النزاع الناشي بين مزارعي منطقة المعيلق بمحلية الكاملين والذي بلغ درجة تهديدهم بواسطةالجهات العدلية التي لم يسمها الخبر إن كانت النيابة أو المحكمة .. بما يشي بأن الأزمة قد قطعت أشواطاً بعيدة بين إدارة المشروع الراحل ومزارعيه الذين يفترشون بقية ظلال صيوانات مأتمه الطويل في غياب الجهة المطلبية التي تنافح من أجل خلق التوازن بين الصلاحيات الإدارية والفنية للمشروع ومصلحة الزراع !
ويبقى السؤال كيف وصلت حالة الشد والجذب في ذلك الشأن حتى خرج من بين أيدِ الأطراف المعنية وطرق أبواب تلك الجهات العدلية!
وهل قام أولئك المزارعون بتنفيذ تجربة زراعة السمسم دون معرفة ادارة العملية الزراعية الفنية ..فتكون تلك مصيبة تدل على غياب سلطة تلك الإدارة في زمن تردي المشروع برمته .. أم أنهم قاموا بما فعلوه بمعرفتها وهنا تتضاعف المصائب ..التي سيدفع ثمنها المزارعون باعتبارهم الطرف الأضعف في حسم هذا النزاع إذا ما تم فعلا تنفيذ تهديد تلك السلطات العدلية بازالة محصولهم الذي قطع شوطاً في النمو بعد أن تكبدوا خسارات العملية الزراعية من تسميد وغيره كما بينوا في تظلمهم !
لسنا هنا مع هذا الجانب أو ذاك قبل أن تتجلى الصورة القاتمة لمشهد النزاع .. بل المنطق يحتم الوقوف على مسافة واحدة بين كل الأطراف وذلك بغرض الوصول للحقيقة الكاملة الصورة وليس غيرها والخروج من هذا المأزق الفني والقانوني والأخلاقي ..دون ضرر يحيق بتربة المشروع المنكوبة اصلاً بالإهمال الطويل أو يؤدي الى خراب بيوت المزارعين الذين بنوا قصورا من الأحلام بتحقيق الأرباح عند تفكيرهم في زراعة ذلك المحصول المدر وعداً وزيتاً وتمنى !
ويبقى السؤال ماثلاً يبحث عن الإجابة .. من المسئؤل عن بداية القصة من الأصل .. الإدارةالفنية وكانت على علم بالخطوة .. أم أنها كانت خارج الصورة فتصرف المزارعون بطريقتهم الخاصة .. فدخل الطرفان بالتالي في معمعة التقاضي التي قالت كلمتها تهديدا ًوملوحة بعصا التنفيذ !

محمد عبد الله برقاوي ..
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..