لم يبقَ لنا إلا الدعاء

ماذا بقى لنا من مظاهر التعاسة والشقاء لم نكابده سوى إيمان أهل السودان وصبرهم على المكاره وجلدهم في مقارعة الخطوب والشدائد ، وإذا أضفنا إلى هذه المأساة التي خلفتها ثاني مطرة تهطل بالعاصمة ، الأزمات التي تطوق البلاد من كل حدب وصوب، و«التحشرات» التي تنتاشها من كل ناحية وجهة، لقلنا إن القيامة ولا شك ستنطلق من أرض السودان لولا ذات الإيمان الذي يصرفنا عن تحديد مكان وزمان يوم النفخ في الصور وبعثرة ما في القبور، فتلك «قيامة» لا يعلمها إلا علاّم الغيوب ولكننا نزعم زعماً «مؤسس» بأن «قيامتنا» الدنيوية هذه من صنع أيدينا «مننا وفينا»، ومن الخيبة و«العيبة» أن نلقي بها على أقدار الله لنستسلم للفشل ونستسهل المبررات ونركن إلى الخمول والخمود بقمع الطموح إلى مستقبل أفضل وحياة أزهر، وليس في وصفنا لمظاهر حياتنا البائسة وشقائنا المقيم بأنها أقرب لمظاهر يوم الحشر مبالغة أو مكايدة، بل هي للحقيقة أقرب لكل صاحب نفس كبيرة وطموح وثّاب، أنظاره دائماً مصوّبة نحو الثريا وإن أصاب رأس المئذنة ففي كلٍ خير?
فمن غير المعقول أن «تدمن» بلادنا هذه المتلازمة السخيفة، ومن غير المقبول أن تظل رهينة لهذه «الأدواء» المزمنة التي بقيت بلا دواء ناجع لعشرات السنين، تتكرر كل عام بذات المتوالية وتتكرر ذات الأعذار والمبررات كل عام، يأتي الخريف فتتحول النعمة الى نقمة ، يفيض النيل تقع محنة ،تروح بعض الأنفس العزيزة سمبلا وتتناثر البرك وتطفح المجاري وتتهدم البيوت ويتكاثر البعوض وتنتشر الحميات ، وتقطع الكهرباء فيتحالف على الناس سواد الليل وحلكته مع جيوش البعوض التي عادةً ما تبدأ غاراتها تحت جنح الظلام ، دوامة لا تنتهي ، بل تتجدد كل عام وكأنها قدر مسطور على أهل السودان ، و«القدر» منها براء ، فقد حبانا الله بأرض واسعة وخصبة ، وأنهار عدة ومصادر للمياه متعددة ، وكنوز أخرى عديدة ظاهرة وباطنة ، ظهر منها «بعض» بترول فتلاشى وشيء من الذهب لم يذهب شيئا يذكر من المعاناة، وما خفى أعظم. بلاد تمتلك كل مؤهلات العظمة و«الفخفخة» والعيش الرغد ، ولكنها يا للحسرة ، تتمرغ في وحل الشقاء وتحترق في أتون التعاسة وتعاني كل صنوف المسغبة? بلاد «قادرة» ومقتدرة بشهادة الجميع ولكن?. ولكن هذه هي مربط الفرس ، وتلك حكاية أخرى أكثر إيلاماً، الحديث حولها ذو شجون، دعونا منها الآن ولنركز على ما نحن فيه من ضنك ومشقة والمواطن تحتهم يتلوى من الألم والضجر ولا حياة لمن تنادى ، ولن «ننده» إلا الله في الأعالي أن يكلأ عباده في السودان برحمته التي وسعت كل شيء فلم يبق لنا إلا الدعاء ..

الصحافة

تعليق واحد

  1. الحل هو فى الديموقراطية ودولة سيادة القانون والدستور وحكومة وبرلمان تهتم بمشاكل الشعب الحقيقية فى الانتاج والخدمات وتطوير الريف والعلم والابحاث التى تحل مشاكل المواطن فى الانتاج والصحة والتعليم والاستفادة من الثروات الموجودة على ظاهر وباطن الارض لصالح المواطن والوطن وقضاء عادل مستقل يتقيد بالقانون والدستور وصحافة حرة تكون مرآة المجتمع ومراقبة للفساد وادء الجهاز التنفيذى والسودان ما محتاج لاحزاب وقيادات العهر والدعارة السياسية التى تشتغل بالنظريات الفارغة ومشاكل الدول الاخرى قبل اشتغالها بما يفيد الوطن والمواطن واقصد بها الاحزاب العقائدية الفاجرة القذرة العاهرة الداعرة وتكون السياسة الخارجية فى خدمة التنمية ورفاهية المواطن وقوة الوطن!!!!!
    كسرة:نظام ديموقراطى لا احمد مهما كان فوق القانون والمساءلة والمحاسبة والعقاب وخلونا نتابع الدول النظيفة اى الدول الديموقراطية بدل ما نبارى دول العهر والدعارة السياسية الديكتاتورية!!!!

  2. الحل هو فى الديموقراطية ودولة سيادة القانون والدستور وحكومة وبرلمان تهتم بمشاكل الشعب الحقيقية فى الانتاج والخدمات وتطوير الريف والعلم والابحاث التى تحل مشاكل المواطن فى الانتاج والصحة والتعليم والاستفادة من الثروات الموجودة على ظاهر وباطن الارض لصالح المواطن والوطن وقضاء عادل مستقل يتقيد بالقانون والدستور وصحافة حرة تكون مرآة المجتمع ومراقبة للفساد وادء الجهاز التنفيذى والسودان ما محتاج لاحزاب وقيادات العهر والدعارة السياسية التى تشتغل بالنظريات الفارغة ومشاكل الدول الاخرى قبل اشتغالها بما يفيد الوطن والمواطن واقصد بها الاحزاب العقائدية الفاجرة القذرة العاهرة الداعرة وتكون السياسة الخارجية فى خدمة التنمية ورفاهية المواطن وقوة الوطن!!!!!
    كسرة:نظام ديموقراطى لا احمد مهما كان فوق القانون والمساءلة والمحاسبة والعقاب وخلونا نتابع الدول النظيفة اى الدول الديموقراطية بدل ما نبارى دول العهر والدعارة السياسية الديكتاتورية!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..