أخبار السودان

هلامية الحريات وغيرها..!

هلامية الحريات وغيرها..!

حينما يتحدث الحاكم عن وفرة الحريات في بلاده .. فذلك يعني أنه يعتبرها منةً منه يبسطها متى كانت وفرتها في صالح حكمه ويطويها إذا ما ضايقته بانتقاذ سلطته ..فتصبح ساعتها ليست حقاً مشروعاً يمارسه الناس في تعاملهم معه ويكون القانون الضابط بينهما والمُحكم !
فكثيراً مانسمع من بعض المسئولين الكبار في الحكومة والحزب الحاكم ان الحرية المتوفرة عندنا للتعبير عن الرأي لا توجد في كثير من دول المنطقة ومقياسهم في ذلك عدد الصحف التي تصدر في البلاد ..مثلما هم يتباهون بوجود مائة حزب تتحرك في الساحة السياسية.. وانهم قد جعلوا بتيني ثورة التعليم ان اصبح عددالجامعات بالعشرات ..!
فالحرية المطاطة التي يتجاذبها الحاكم مع قيادة الرأي العام أوقل صناعته ثم يطلق الحاكم جانبها الذي في فمه لتصفع الجانب الاخر حتى يتورم فمه أوكل وجهه ليست هي تلك التي يتوسط طرفي الإمساك بها فم القانون الذي ينطق بالعدل بينهما !
و الأحزاب التي تتجاوزالمائة ليست ضرورية في بلاد ينبغي أن تسعى للإستغناء عن عطالة السياسة حتى يتعلم شعبها قيادة نفسه بنفسه في طريق النماء ليعوض ما ضيعته السياسة و محترفوها الكثير من زمن الوطن الذي بات كسيحاً بعد أن تركه المستعمر يتوكأ على أكتاف مشروعات لو حافظنا عليها إن لم نطورها لما بتنا نتسول قوتنا ونحن أرض كان مقدارها مليونا من الأميال يشقها من الأنهار ما يتلمظ لزلاله صيف وجفاف اراضي الذين إفتقدوا نعمتها وتمنوا استبدالها بكل مكنونات صحرائهم التى قسروها على الخضرة ..بينما نحن نجبر أرض الخضرة على التصحر !
فكثرة الجامعات تظل مع انتشارها الأفقي و اضمحلالها العمودي من حيث التحصيل التطبيقي المفيد هي الآخرى كالصحف الكثيرة العدد والقليلة الحيلة أمام زوار الليل قريبا من أفواه المطابع و همباتة الصباح عند أكشاك التوزيع .. وشأنها شأن الأحزاب التي تكاثرت كالدمامل المتقيحة التي تعيث هرشا في جسدالوطن بأظافر التملق عند باب السلطان !
فماذا يفيد لون الحرية المعبأة في قوارير السلطة إذاما كانت بطعم الحنظل !
وماذا نستفيد من كثرة الأحزاب إذا كانت ترفد البرلمان و الحكومة المترهلة أصلاً في مركزها وفروعه بمن يمتصون دم المواطن المحروق بنار الظلم وهو في عروقه المتيبسة !
وما معنى عشرات الجامعات .. طالما أنها تخرج الى الشارع باعة المناديل من الشباب الغض وهم يتصببون عرقاً ويستجدون أصحاب الفارهات الذين ينعمون بأعلى وظائف الحظوة الرسالية الأقل عنهم تعليماأوقل تحصيلا !
فلا الحرية تقاس يا سادتي بمساحة رضاء الحاكم عن المتمتعين بها حسب درجاتهم في سلم مزاجه ولا تناسل الأحزاب وتشظيها إلا كمثل الفئران التي تتوالد وتتكالب على الغلة .. أما كثرة الجامعات فلم أجد لها مثالا غير أنها كبطن زوجة الفقير الولود التي( حولها بزول) على رأي صديقنا الشاعر الفحل محمد بادي ..ومن ثم تسرحهم في الطرقات ليدبروا أمر معاشهم كيفما شاءت بهم قسوة الظروف !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الحرية عند الابالسة كلمت حق اريد بها باطل فهم يوزعنوها حسب قرب او بعد الحزب من سياستهم فبينما يسمح للصادق المهدى بمخاطبة جماهيره والطواف بكل ولايات البلاد ويستقبله المسئؤلون نجد شخص مثل ابراهيم الشيخ وبقية اعضاء حزبه فى السجون لمجرد محاولة مخاطبة عشرات من الناس لشرح الوقاية من الكوليرا وشخص مثل دكتور مضوى معتقلا دون محاكمة لمجرد انه يدعو لحقوق الانسان . اما عن التعليم فحدث ولاحرج والدليل ان كل اولاد الابالسة يدرسون فى مدارس اجنبية هل لاحظت كيف يتكلم احفاد على عثمان بفخر إنهم يدرسون فى المدرسة التركية دمار التعليم يابرقاوى ما عايز ليه ضو على قول اهلنا . الغد للحرية والجمال واطفال اصحاء

  2. الحرية عند الابالسة كلمت حق اريد بها باطل فهم يوزعنوها حسب قرب او بعد الحزب من سياستهم فبينما يسمح للصادق المهدى بمخاطبة جماهيره والطواف بكل ولايات البلاد ويستقبله المسئؤلون نجد شخص مثل ابراهيم الشيخ وبقية اعضاء حزبه فى السجون لمجرد محاولة مخاطبة عشرات من الناس لشرح الوقاية من الكوليرا وشخص مثل دكتور مضوى معتقلا دون محاكمة لمجرد انه يدعو لحقوق الانسان . اما عن التعليم فحدث ولاحرج والدليل ان كل اولاد الابالسة يدرسون فى مدارس اجنبية هل لاحظت كيف يتكلم احفاد على عثمان بفخر إنهم يدرسون فى المدرسة التركية دمار التعليم يابرقاوى ما عايز ليه ضو على قول اهلنا . الغد للحرية والجمال واطفال اصحاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..