في جنوب كردفان…. الواقفات جفلن

رأي

في جنوب كردفان…. الواقفات جفلن

محمد عيسي عليو

٭ لقد كتبت قبل ثلاث سنوات تقريباً مقالاً بعنوان (الجفلن خلوهن أقرعوا الواقفات)، تحدثت فيه عن جنوب كردفان الحبلى بالمشاكل وأشرت إلى ان الاحوال في جنوب كردفان تسير على خطى مشكلة دارفور، لتشابه الاوضاع برمتها من تفلت أمني بين الراعي والمزارع، وأن الحركة الشعبية توغلت بشدة فيها وهذه هى استراتيجيتها أن تكسب الجنوب ولتتمدد أرجلها في جنوب الشمال، وأشرعت على ان اتفاقية نيفاشا لن تطبق في جنوب كردفان كما ستطبق في الجنوب أو على الاقل لن تطبق على حسب مافي ذهن الحركة الشعبية في الشمال في مناطق النيل الازرق وجبال النوبة وأبيي وقدمنا نصائحنا، ولكن من يسمع؟ ومن يجيب على كل تساؤل نعتقد أنه مشروع.
الآن وقعت الفأس على الرأس، وعلى رأس من وقعت الفأس؟ هل وقعت على قادة الحركة الشعبية الذين تحصنوا بالجبال؟ هل وقعت على قادة المؤتمر الوطني الذين تحصنوا بالقصر الجمهوري؟ الاجابة طبعاً لا ولكنها وقعت على الشعب السوداني الذي من ماله تُشون المجنزرات والمدرعات وكافة الاسلحة من وقود الطائرات ورواتب الضباط. ووقعت الفأس على رأس المواطن الكردفاني الذي يسكن مواقع القتال حيث الفرار من النار الى الرمضاء في اطراف المدن الفقيرة لينشيء معسكرات شبيهة بمعسكرات دارفور، وسيتطور الامر الى حالة انسانية مزرية وحرب أهلية بائسة وستنتهي بسفك للدماء وترمل للنساء ويتم للاطفال، وربنا يستر من محكمة الجنايات الدولية. كل هذا لن يحصل اذا إستمعنا الى الرأى الآخر، كل هذا لن يكون اذا وسعنا ماعون المشاركة في السلطة ولم نختصرها على طرفين وصلا السلطة على فوهة البندقية ماذا تظنون بأى طرف هو فاعل منهما اذا أحس بالظلم من شريكه غير رفع السلاح لأنه أى هذا السلاح هو الذي اوصله للسلطة ثقافة الطرفين هى ثقافة القوة الحربية، وليست قوة الحوار والمنطق هذه هى ازمتها أى الاطراف المشاركة في السلطة الآن، وشعاراتهم التي خاضوا بها الانتخابات تؤكد هذا المنحى، يا هارون او القيامة تقوم، والآخر شعاره إما النجمة وإما الهجمة، هذه هى الشعارات ماذا تتوقعون غير الموت الزؤام. يا ناس متى يتعافى هذا الشعب من الحروب والفقر والمرض والجهل؟ يا قادة اتقوا الله في هؤلاء المواطنين أنتم مُساءلون عن هؤلاء يوم القيامة. يبدو أنكم نسيتم يوم القيامة، ولكنه هو لن ينساكم أبداً وأول ذلك يوم قبر أحدكم في قبره.
الآن كما قلت وقعت الفأس على الرأس، وهى ليست ازهاقاً للروح نهائياً، هناك من أمل يتمثل في الآتي:-
1- أن تسعى أطراف وطنية خالصة لتوقف اطلاق النار اولاً.
2- لابد من التفاوض أولاً في إكمال بنود اتفاق نيفاشا سواء المتعلق بلجنوب أو جنوب كردفان بما في ذلك ترسيم الحدود وتنفيذ بند الترتيبات الامنية.
3- بعد 9/7 ستكون دولة الجنوب وبالتالي التعامل معها مختلف كحركة شعبية ولابد من تنبيهها من رفع يدها عن جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان نهائياً، والتعامل مع هاتين الجهتين على إعتبار أنهما جهات شمالية لا دخل للحركة الشعبية فيها.
4- المشكلة هى الانتخابات تعالج كالآتي حقناً للدماء تشكل حكومة في جنوب كردفان انتقالية تشارك فيها كل الاحزاب السودانية ولا بأس من مشاركة الوطني والحركة الشعبية الشمالية في رئاستها لحين الانتخابات القادمة.
5- فتح صفحة التآخي والتعافي لتطمئن النفوس الملتهبة وتبدأ بالمصالحات القبلية، ودفع تعويضات للذين تضرروا، إن لم ندفع لهم اليوم، غداً سندفع أكثر.
٭ إجتهدت جداً في هذه المقترحات ليس لمصلحة الشريكين يعلم الله ولكن لمصلحة أهلي في جنوب كردفان المرعوبين لمصلحة الاطفال الفارين لمصلحة الانعام الهاربة من صوت الرصاص في الادغال لمصلحة الزرع المحترق الذي ذهب زرعه خوفاً ورهباً، لمصلحة اقتصاد البلد المنهار بسبب الحروب . واخيراً خوفي من الفضائح التي تلاحقنا كسودانيين في كل مكان على عجزنا في عدم تقبل أحدنا للآخر.

الصحافة

تعليق واحد

  1. الحرب عادة لا خير فيه فنشكرك على كلامك الجميل واقتراحك في حل المشكلة ولكن يا اخي يستحيل حل مشكلة جنوب كردفان في ظل وجود هارون حتى كعضوا في جنوب كردفان نا هيك من انه يجلس الان في كادقلي في رؤؤس الموتي من الابرياء وجيوش حكومته واعضاء حركة جبال النوبة فمن بدا بحرق اهلنا الابرياء ليس لنا معه اسلوب اخر غير اننا نحرقه وبعد ذلك يمكننا ان نلفت لقضايا اخرى عن المنطقة لان المسالة بقت عنترية وفرض الوصايا بعنف والتزوير وهذا لن يحدث ولن يتكرر في جنوب كردفان فاحمد هارون له سابقة متكررة في ابادة مثقفي النوبة في اوائل عهد الانقاذ ووجد جنوب كردفان ملجأ له ليدفن راسه فيها من مطاراداته للجنائية والاخ عبدالعزيز اذا كان يريد الحرب لما جلس في كادقلي يوم اندلاع المشكلة الاولى فهذا دليل بمن هو المعتدي الاول في مشكلة جنوب كردفان وثانيا يرجع فضل كل كردفان شمالا وجنوبا حسب التقسيمات السياسية الاقصائية لاهلها النوبة وليس لاي مجموعات اخرى قاطنة وقطنت في المنطقة حديثا ولفظ كردفان بلغة الاجانغ ( الرجل الفارس ) ويعني من ذلك كل القبائل الكردفانية لها صلات قرابة وفيهم من استعربوا واندثرت لغاتهم النوبية ويدعون بانهم عرب واشباه عرب سوى انهم من اسلاف قبائل النوبة الاصل والابعد من ذلك والي شمال كردفان شرع بتولي رئاسة الجهاد ضد اهل جارتها بجنوب كردفان متجاهلا اواصر المنطقة وساكنيها

  2. لقداسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ……الجبهة الاسلامية كما قلت لاتفهم الالغة السلاح كما ان الحركة الشعبية تدعم جنوبي الشمال الجديد فان المؤتمر الوطني كذلك يفعل وقد فعل سابقا ليس المهم حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الاحزاب ولكن حكومة برامج محددة ولفترة محددة تنفذ فيها هذه البرامج وليس حكومة لصوص لم يؤمنوا بالله سبحانه وتعالي قط حتي يعترفوا بيوم للحساب ……..اصدقك القول لاشك عندي بان نظرية المؤامرة ليس لها وجود ولكن الاسلاميين ضيعوا البلاد والعباد وسوف تنفصل جبال النوبة ودارفور وتعود مملكة الشايقية والجعليين بسسب نافق علي نافع

  3. شكرا لكاتب المقال.
    لولا تمادي واستمرار الحكومات و خاصة هذه في ظلم وتهميش النوبة لما استحفل الامر وتعقد .
    النوباوي طيب العشرة يضم ويحضن كل سوداني وهو يمثل ام واب وادي النيل لذلك لا يميز بين السودانيين و لا يعرف الجهوية ولا العنصرية
    تصحيح لمعلومة الاخ wally
    بخصوص معني كردفان :- فهي لا تعني الرجل المحارب كما ذكرت .
    ولا تعني كردي (عراقي) فال او فار كما قالها في قناة الشروق احد الشيوخ الذي يجهل الحضارة النوبية
    ابحث في لغة الاجانق ماذا تعني هذه الكليمات بعد تشكيلها !
    كرد = رجل (man).
    كر = صاحب.
    كرد = عشيق.
    كرد= غني.
    كرد= ارقط (لون)
    كرد = شجرة الحميض.
    كير= (jungle) احراش. وهذا هو المطلوب .
    فكلمة كردفان مركبة من جزأين حيث كير تعني احراش وكلمة فان تعني براري ,فسيح , واسع , خلاء . اي الاحراش الفسيحة .
    والمعني الثاني حيث كرد = شجر الميض . وكلمة فان كما ذكر اعلاه
    فيصبح المعني = غابات ,احراش الحميض الواسعة .فكثير من المناطق في شمال السودان وحتي مصر لها معاني في لغة ال عجانق مما يدل نحن الملوك وهم الرعية. وابحث عن هجرة النوبة الي الجبال.
    اي نوبة قد تكونوا ؟ اكانا النوبة بهتانا
    رحل النوبة من النيل الي البيداء الي الجبل
    قصيدة طويلة جدأ ابحث عنها في كتبي ( كجورية = كرنك)

  4. كلام الكاتب جميل جداً ويجب حقن الدماء لكن المتعضبين كالمتداخل WALLY وغيره من المتشدقين لا يرون حلاً الا برحيل احمد هرون وده رأي متطرف جداً يقف عقبه كأداء في وجه السلام فالمقال في وادي وهذا المتداخل في وادي آخر ولك الله يا وطن .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..