الجزر لصحةٍ جيدة

ينتمي الجزر إلى فصيلة الخيميات، وقد اكتُشفِ للمرة الأولى منذ آلاف السنين في آسيا الوسطى. يحظى الجزر المر والقاسي والليفي في مراحله الأولى بتقدير كبير نتيجة خصائص أوراقه وبذوره الطبية (أهميته بالنسبة إلى البصر). عند اكتشافه كان الجزر بنفسجياً، أرجوانياً، زهرياً، أصفر وأبيض، ولكن في القرن السادس عشر، عثر الإنسان على الجزر البرتقالي نتيجة تزاوج جنس الجزر الآسيوي بالجزر المتوسطي.
عادت أصناف الجزر القديمة للظهور في المحال التجارية، ولكلّ منها خصائصها الفريدة. فالجزر البرتقالي، على غرار الجزر البني، يُعتبر كمنجم من الفيتامينات بالمقارنة مع الجزر الأصفر والأبيض الذي يُعد الأقل أهمية من الناحية الغذائية. يحتوي الجزر الأرجواني والبني المخضب على كميات أكبر من البيتا كاروتين بالمقارنة مع أنواع أخرى. من ناحية أخرى، يحتوي الجزر الأحمر على مادة الكاروتينوييد الموجودة أيضاً في الطماطم والبطيخ، في حين أن اللون الأسود ينتج عموماً من مادة الأنثوسيانين والفلافونويد المتوافرة أيضاً في العنبية أوالخوخ أو الباذنجان.

رؤية أفضل

يتميّز الجزر بمحتوى كاروتينوييد عالي جداً، وهو نوع من أنواع مضادات الأكسدة التي تكافح علامات تقدّم الخلايا بالسنّ وتساعد على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومن بعض أنواع السرطان. يحتوي الجزر على البيتا كاروتين أو على بروفيتامين A الذي يتحول في الجسم إلى الفيتامين A الذي يعطي الجزر لونه البرتقالي ويؤمن للبشرة حمايةً من العوامل المضرة الخارجية من خلال صبغها. إذاً لا خطأ في المقولة الشهيرة القائلة إن تناول الجزر بكثرة يقدّم منجم معادن للجسم! وصحّ القول أيضاً إن الجزر يقوّي النظر إذ يحتوي على أنواع أخرى من الكاروتينوييد كاللوتيين والزياكسانتين الذين ينقيّان الأشعة الزرقاء ويحميان شبكية العين والساد.
إلا أن فوائد الجزر لا تتوقف عند هذا الحدّ، إذ يقدّم للجسم عدداً كبيراً من الفيتامينات والمعادن، لا سيما الفيتامين A الضروري لنمو العظام والنظر والبشرة، والفيتامينات B،B2 ،B1 K ،E ،C ،B6 ،B3، فضلاً عن الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد.
يساعد تناول الجزر على ضبط العبور المعوي وتحسين صحة القولون لأنه يحتوي على ألياف يتقبلّها الجسم، ومن بينها البكتين الذي يتميّز بقدرته على حبس المياه مما يساعد على محاربة الإسهال والتهاب القولون من دون أن يسبب إمساكاً.
لم يتمكن الاختصاصيون بعد من إثبات قدرة الجزر على منح الإنسان الظرافة إلا أنهم تمكنوا من إثبات حقيقة أنه لا يزيد الوزن، فصحيح أن طعمه حلو المذاق إلا أنه لا يمنح مستوى عالياً من الطاقة. ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أن تناول كميات كبيرة من الجزر يرهق الكبد ويترك الوجه أصفر.

نيّئ أم مطبوخ أم مبشور؟

يدخل الجزر في وصفات عددٍ كبير من الأطباق: السلطة، صلصة الفاكهة، الحساء، الفطائر والحلويات… لا يحتاج الجزر العضوي إلى تقشير إنما إلى قليل من التنظيف، لا سيما أن العناصر المغذية توجد في القشرة وليس في اللب.
ولكن أيهما أفضل: قضمه نيئاً أم طبخه؟ على غرار غيره من الخضار والفاكهة، يفقد الجزر خواصه الغذائية عند طهوه. ولكن قد يعجز الجسم عن امتصاص الجزر إلا في حال تمّ تناوله على شكل عصير، وذلك بسبب أنسجته السميكة التي تحميه من العصائر الهضمية وتمنع الجسم من الاستفادة من خواصه الغذائية بشكلٍ كامل.
أثبت عدد من الدراسات أن الطهو يزيد من خصائص الجزر المضادة للأكسدة وأن الجسم يمتص 5% من البيتا كاروتين عند تناوله نيئاً في حين أنه يمتص 60% منها عند تناوله مطبوخاً.
هنا يجد محبو الطعام النيء أنفسهم أمام معضلة صعبة يمكن حلّها بتقطيع الجزر إلى نصفين واختيار طهوه نصف طهو على البخار مع إضافة بعض المواد الدهنية (زيت نباتي كزيت الكولزا على سبيل المثال) لتسهيل امتصاص الكاروتينوييد القابلة للذوبان في الدهون.

لجمال متألق

إذ يبدو أثر الجزر محدوداً على الطبع، يمكنك أن تلمسيه على بشرتك التي تصبح بفضله أكثر نعومةً وتألقاً ومقاومةً… وجمالاً، وإلى ما تحتاجين أكثر من الجمال لتكوني أكثر وداً وظرافة؟!
من المعروف في مجال التجميل أن الخبراء يستعملون مستخرج أوراق الجزر والحلالة المائية والعصير والمسحوق… إلا أن الفائدة الكبرى هي تلك المستمدة من الجذور (الجزرة التي تأكلينها) والبذور التي تقدّم المكونات الأساسية لمستحضرات التجميل.
يمكن استخراج نوعين من الزيوت من الجزر: الجزر النباتي أو المستخرج الزيتي والزيت الأساسي المتشابهان باللون البرتقالي المائل إلى البني والمختلفان بالخصائص.
علاوةً على ذلك، يُعتبر الجزر، حتى الناتج من زراعة عضوية، مادة أولية زهيدة الثمن.

مظهر جميل

يُعتبر زيت الجزر الغني بالفيتامينات (لا سيما A نظراً إلى وجود البيتا كاروتين) وبالمعادن، مفيداً جداً للبشرة ومركزاً يمنح الحيوية والمعادن للجسم، ويساهم أيضاً في منح الجسم الحيوية وزيادة قدرته على مقاومة العوامل الخارجية القاسية وتحسين إنتاج الأنسجة الجلدية.
ونظراً إلى غناه بمضادات الأكسدة، يؤدي الجزر دوراً أساسياً في محاربة تشكل الجذريات الحرة التي تسرّع علامات الشيخوخة. ويساهم أيضاً بفضل خصائصه المغذية والمطرية في ترطيب الجسم وتنعيمه وتنقيته.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الجزر عاملاً فاعلاً مضاداً لعلامات التقدم بالسنّ 100% طبيعي لا يطرح أي مشاكل نظراً إلى قدرة الجسم على تحمله. في الواقع، مهما قلنا لا يمكن أن نوفيه حقّ قدره!

منجم حقيقي

يشتهر الجزر بأثره الرائع الذي يتركه على البشرة إذ يفتّحها ويعيد إليها الإشراق والنضارة. يساهم أثره على عملية توليف الميلانين في توحيد لون البشرة وفي تحضيرها لتلقي الأشعة فوق البنفسجية بشكلٍ أفضل. إنه أيضاً رفيق جلسات الاسمرار الناجحة الذي يمنح البشرة لوناً دافئاً ومشرقاً.
إلا أنه لا بدّ من توخي الحذر، صحيح أن الجزر يحمي البشرة ويزيد من قدرة الجلد على مقاومة الأشعة فوق البنفسجية، إلا أنه لا يكفي للوقاية من ضربات الشمس المضرة. حتى حين تكون البشرة قوية، لا تنسوا استعمال مرهمٍ مناسب واقٍ من الشمس قبل التعرّض لأشعتها.
لصحة جيدة

إذا كان مستخرج الجزر الزيتي يمنح البشرة نعومةً وجمالاً، فإن زيت الجزر الأساسي يساهم في تصحيح بعض الشوائب القبيحة.
الجزر بفضل خصائصه المنقية والشافية حليف البشرة الدهنية، إذ يعمل على تخفيف الشوائب وإزالة حب الشباب. علاوةً على ذلك، يساعد الجزر على التخلص من الجرب والأكيزما والشقوق الجلدية، ويُساهم في التخلص من الورديات وبقع الشيخوخة. غير ذلك، تشكل خصائصه المجففة عنصراً مهماً في منتجات النحافة إذ تساهم في محاربة السيلوليت.

يمكن لأنصار مستحضرات التجميل النقية والوصفات المنزلية الاستفادة من زيت الجزر لتحضير مصلٍ يجدد خلايا البشرة وينقيها. ولكن حذار من استعماله لوحده، بل اخلطي جرعة منه مع تسع جرعات من زيت نباتي آخر تختارينه استناداً إلى حاجاتك (أفوكادو، الأخدرية أو لسان الثور للبشرة الجافة، أو البندق للبشرة الدهنية).

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..