د.الشفيع خضر : نحن في حاجة إلى عربون لتسهيل الحوار “2-2”

حوار ? عبد الرحمن العاجب
عتبة أولى
متزن ونبيل.. زيّو وزي أيّ زميل.. قابض على الإصرار على يوم حياتي جميل.. يوصف كذلك بأنّه شخص في غاية الاحترام، بكل ما يعنيه الاحترام من معنى، بجانب أنه يتمتّع بعمق الرؤى في تفكيره ونظرته للقضايا الإستراتيجية والمستقبلية للحزب الذي ينتمي إليه وللسودان بشكل عام.. ضيفنا في هذه المساحة هو القيادي بالحزب الشيوعي السوداني وعضو اللجنة المركزية بالحزب الدكتور الشفيع خضر والذي يعتبر من الشخصيات السياسية المعروفة في حزبه وعلى مستوى الساحة السياسية السودانية. (اليوم التالي) جلست إليه في الوقت الذي يحضّر فيه الحزب لمؤتمره العام السادس، والبلاد تتجه نحو مرحلة جديدة من مراحل التحول، بعد دعوة الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية. في جلستنا معه طرحنا عليه عدداً من الأسئلة منها المتعلق بحال الحزب وتراجع أدواره، وأخرى متعلقة بتحالف قوى الإجماع وحال التحالف وفشله في إنجاز برنامجه المرحلي، ومواقف بعض أحزاب التحالف، فضلاً عن موقف الحزب الشيوعي من حركة الإصلاح الآن بقيادة الدكتور غازي صلاح الدين، وعرجنا معه إلى موقف الحزب ورؤيته حول دعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطني، إضافة إلى موقفه من الحكومة الانتقالية والقومية. الصراع الجنوبي الجنوبي وأبيي ومستقبل الصراع في مناطق (دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق)، محاور كانت حاضرة في حوارنا، وتطرقنا معه إلى الحصار الدولي وعلاقات السودان الخارجية، بالتركيز على الموقف الأمريكي.. هذه الأسئلة وغيرها استمع لها الرجل بكل طيبة نفس وأريحية وكانت حصيلة ردوده هذا الحوار.
* الدكتور الشفيع خضر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي مراقب في مفاوضات (أديس أبابا) حديث فاجأ الجميع.. حدثنا عن هذه الخطوة؟
– بكل بساطة تم الاتصال من الإخوة في الحركة الشعبية، والذين بدورهم ذكروا الآتي وقالوا إنهم يريدون استشارة في أن الذي يقومون بمناقشته في قضية المنطقتين لن يكون بمعزل عن القضية القومية ولذلك يريدون أن يسعوا ويضغطوا في اتجاه المنبر الموحد لكل القضايا السودانية دون المساس بخصوصية المنطقتين، ولاعتبار أن تركيبة التفاوض لا تسمح بخلاف هذا المنبر الواحد لذلك طرحوا فكرة أن تكون هناك مجموعة من خارج عضوية الحركة الشعبية والجبهة الثورية ومن ألوان الطيف المختلفة يوجدون في المفاوضات كخبراء ويدخلون في مناقشات مع الوفود والآلية لتسهيل المهمة وخلق نوع من الحراك السياسي وكانت هذه الفكرة، وبعد استعراض الأسماء وجدت فيها ألوان طيف مختلفة وعلى هذا الأساس وافقت على المسألة.
* إذاً، لماذا لم تسافر إلى (أديس أبابا) وهل قامت السلطات بمنعك من السفر؟
– أنا وافقت على فكرة السفر وعدم سفري جاء لأسباب خاصة جدا، ولم يتم منعي من السفر وحقيقة أنا لم أكن أمتلك جوازا في تلك اللحظة، وحقيقة الأمر الحكومة لم تتدخل في هذا الموضوع بغرض منعي من السفر، والسبب الأول هو عدم امتلاكي جواز سفر والذي تحصلت عليه بعد ذلك والسبب الثاني أنني كنت قادما من خارج السودان من رحلة استشفاء ولم يحدث منعي من السفر ولم يحدث تدخل أمني.
* بعد أن تم اختيارك كخبير قومي كيف كنت تنظر وتفكر في التفاوض الثنائي الذي حتما سيعيد إنتاج الأزمة السودانية من جديد؟
– من الأشياء الأساسية أنني كنت سأنتقد التفاوض الثنائي وأنتقد التركيز على حل قضايا السودان بالشكل الجزئي، ودون أن يعني ذلك إلغاء خصوصية مشاكل كل منطقة ولكن يجب أن تحل قضايا السودان بشكل قومي، وأنا ليست لدي خبرات أكاديمية واقتصادية في ما يخص قضايا المناطق المهمشة وأمتلك خبرة سياسية عامة في هذه المناطق بحكم العمل السياسي لكن في جانب العمل السياسي، وأعتقد أن القضية الرئيسة هي الأزمة السودانية، وإذ كنا نعتبر الحلقة الشريرة (الانقلابات والأنظمة الديمقراطية) التي كنا نتحدث عنها أفرزت حلقات شريرة كثيرة جدا وتنتج تفاوضا واتفاقا وانهيار التفاوض والاتفاق، وأنا أعتقد أن المجتمع الدولي أصبح جزءا من الحلقة الشريرة في هذا الجانب دون أن ننتقص من مساعداته الجمة لكنه يتنقص بالإصرار على التفاوض الثنائي، الآن هناك تطور في التفكير من خلال الأشخاص الذين قابلتهم من أطراف المجتمع الدولي، والنتائج التي تمت في جنوب السودان وبموجبها تم اتفاق السلام الشامل الذي أدى إلى انقسام البلد وعدم استقرار الجنوب.
* من الذي يتحمل مسؤولية انهيار مفاوضات (أديس أبابا) المؤتمر الوطني أم الحركة الشعبية؟
– المؤتمر الوطني يتحمل انهيار مفاوضات (أديس أبابا) وذلك لاعتبار أنه يبدو وكأنه قرر أن تنتهي الجولة ولم يرسل رئيس الوفد، والجلسة بحسب ما ذكره أمبيكي أخذت ثواني، والمؤتمر الوطني يتحمل انهيار المفاوضات بعد أن رفض الحل الشامل ويطرح بالداخل حديثا عن الحوار في تناقض واضح.
* كيف نظر حزبكم إلى دعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطني علما بأن الدعوة قدمت لحزبكم؟
– ناقشنا هذا الموضوع بتفصيل، وموقفنا يتمثل في أن هذه الدعوة هي ليست الأولى للحوار وفي المرات السابقة استجبنا للحوار ودخلنا في مفاوضات ووقعنا اتفاقية (القاهرة) مع التجمع الوطني الديمقراطي، وبالتالي هذا الموضوع ليس بالجديد بالنسبة لنا، وعندما ندرس الدعوة نضع أكثر من عامل في ذهننا: إلى أين أفضت الدعوات السابقة؟، نحن ذكرنا أن الحوار لمعالجة أزمة البلد لديه متطلبات مرتبطة بأن يكون هناك مناخ ملائم ويتم إيقاف الاعتقال وأن تكون هناك إتاحة للحريات وحرية التعبير وخلافه، ومتى ما تمت الاستجابة فليست لدينا مشكلة في الحوار بعدها يمكن أن ندخل في تفاصيل الحوار وأجندته وكيف يتم وكيفية إدارته وهذا موضوع آخر.
* يمكن أن نقول إن حزبكم يحتاج إلى عربون للحوار؟
– بالضبط نحن محتاجون لعربون حتى تسهل عملية الحوار.
* هناك حديث مفاده أن موقف حزبكم من حضور خطاب رئيس الجمهورية كان غير مبرر لاعتبار أنكم حكمتم على الخطاب قبل أن تسمعوا ما يحتويه؟
– الخطاب حكمنا عليه بعد أن سمعناه، وهو خطاب رئيس المؤتمر الوطني إلى عضوية حزبه ولا يوجد سبب يجعلنا نذهب ونحضره، وهو خطاب اجتماعي وليست ليلة سياسية وكان لديه مغزى وإشارة سياسية، والخطاب كان لديه مغزى سياسي نحن ليست لدينا به علاقة ونحن من قبل التقينا برئيس الجمهورية وحزب المؤتمر الوطني أكثر من مرة في الماضي.. كيف كان سيكون شكلنا اذا ذهبنا وحضرنا الخطاب وظهر أنه لا توجد مفاجأة؟
* يمكن نقول إن موقفكم الرافض لحضور خطاب رئيس الجمهورية كان بسبب الخلاف الأيديولجي؟
– لا توجد أيدلوجية في هذا الموضوع، بل هناك حقيقة ونريد معرفة إلى أين تسير هذه البلد؟ ولا توجد أيدلوجية، والمؤتمر الوطني إذا أراد حوارا يضيف به أحزابا إلى حكومة القاعدة العريضة فنحن نرفض هذا الحوار، وإذا أراد حوارا لدراسة ومعالجة الأزمة بعد الاعتراف بها ووضع حل للأزمة فعليه أن يقوم بتجميد القوانين المقيدة للحريات وإطلاق المعتقلين وإيقاف القمع وإلغاء المحاكمات السياسية، وقتها سنجلس في حوار مع المؤتمر الوطني.
* دعوة الاصلاح الوطني تضمنت أربعة محاور رئيسة ما هو موقف حزبكم من هذه المحاور؟
– البلد ما عادت تحتمل الإنشاء والحديث العام، هناك حرب ونريد إيقافها ونحن طالبنا من قبل بحل شامل ومخاطبة جذور الحرب، نريد موقف المؤتمر الوطني من قضية الحرب والسلام، نحن مع السلام، والتحول الديمقراطي نحن مع التحول الديمقراطي، والتنمية نحن مع التنمية المتوازنة لكن هذا حديث عام.. ظلت هذه البلد لفترة خمسة وعشرين عاما تحكم بطريقة محددة وبحزب واحد ولا يمكن أن يستمر هذا الأمر بهذه الطريقة، نحن لم نقف ضد فكرة الحوار على الإطلاق بل نريد حوارا لديه أصول ومقومات موضوعية.. الحوار لإعادة اقتسام كراسي السلطة مرفوض بالنسبة لنا، والحوار من أجل حل الأزمة السودانية أهلا وسهلا به، وهذا مدخله إتاحة المناخ الملائم للحوار وحرية التعبير ووقف الاعتقال وتجميد القوانين المقيدة للحريات والتوافق حول استعداد إعلان وقف إطلاق النار، بعد ذلك يمكن أن ندخل في الحوار.
* ما هي رؤية حزبكم لمسألة الهوية السودانية التي أصبحت محل جدل؟
– هذه واحدة من القضايا الرئيسة في الدولة السودانية وكان يجب أن تحسم قبل سنوات، وهناك قضايا رئيسة ظلت معلقة منذ يوم الاستقلال هي مسألة نظام الحكم وشكل الحكم وعلاقة الدين بالدولة ومسألة الهوية، ونحن نعتقد أن الهوية السودانية تشكلت على مدار سنوات من الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والحضارية المتنوعة المتعددة منذ الحضارات السابقة في مروي والممالك المسيحية والإسلامية والثورة المهدية والحركة الوطنية الحديثة والهجرات المختلفة والتلاقح العربي الأفريقي، وهذا تاريخ طويل شكل وأخرج الهوية السودانية أن تكون عبارة عن ثروة من التنوع، والتعدد كان من الممكن أن يستفاد من محتواه الغني لأقصى حدود ممكنة، لكن للأسف تمت ممارسة قاتلة في هذا الموضوع وهناك من أراد أن يفرض مكونا واحدا وهو الإسلامي والعربي من مكونات الهوية ويفرضه على المكونات الأخرى، هذا الأمر أدى بدوره إلى الحرب الأهلية في السودان، والهوية السودانية ليست عربية إسلامية وليست أفريقية بل هي حاصل خليط وتفاعل ثقافي بحجم التعدد والتنوع الموجود في السودان وهذا التنوع والتعدد في الهوية يعطي الدولة عظمة وقوة، لكن للأسف سوء إدارة التعدد والتنوع في البلد قادنا إلى هذه المرحلة.
* ما هو المطلوب التوافق حوله في التجاذب بين العربية والأفريقية؟
– مطلوب أن نتوافق على فكرة التنوع والتعدد، ونتوافق على فكرة احترام الرأي الآخر وأن يكون بالتساوي، ونتوافق على أن مكون الهوية متعدد ويشمل البعد الإسلامي والعربي والأفريقي والبعد المسيحي وبعض الديانات المحلية ويشمل الثقافات الأخرى والتاريخ المتعدد بحضاراته المختلفة ويشمل التفاعل مع الحضارة الإنسانية الراهنة بدون أي عزلة أو إنكفاء أو تخيل أننا أمة عظيمة بمجرد خيال في ذهننا وبالتالي ننعزل عن العالم.
* حزبكم لازال يراهن على خيارين لا ثالث لهما إما إسقاط النظام أو حكومة انتقالية؟
– نحن نعتقد ان أي مرحلة قادمة وأي مدخل لها بشكل رئيس هو إسقاط هذا النظام الذي في ظله بحسب التجربة لا يمكن أن يتم أي تعديل أو إصلاح وهذا هو موقف حزبنا.
* وماذا عن الحكومة الانتقالية؟
– الحكومة الانتقالية واحدة من آليات التغيير، ونحن مع الحكومة الانتقالية.
* ما هو موقفكم من دعوة حزب المؤتمر الوطني لتشكيل حكومة قومية؟
– هذا حديث سابق لأوانه ونحن الآن لا نناقش حكومة قومية أو انتقالية هذا حديث (كلام ساكت) يجب أن نعترف أن هناك أزمة وهناك شروطا موضوعية للجلوس في الحوار ومناقشة هذه الأزمة وتهيئة المناخ، بعدها يمكن مناقشة الآليات سواء أكانت (انتقالية أو قومية) والحكومة القومية هي (اسم الدلع) لحكومة القاعدة العريضة ونحن لم نوافق عليها.
* في حال موافقة المؤتمر الوطني على تشكيل حكومة قومية هل يمكن أن توافقوا عليها؟
– هذا حديث سياسي، هناك موقف تفاوضي للمعارضة والحكومة وهذا الموقف التفاوضي أي طرف يحتفظ به إلى أن يأتي وقت التفاوض، نحن لازلنا نتحدث عن التفاوض والحوار وكيفيته أما الموقف التفاوضي فموضوع آخر، ولا أستطيع أن أؤكد لك أننا سنوافق أو نرفض.
* كيف تنظر للصراع الجنوبي الجنوبي وأثره على السودان؟
– هذه واحدة من إفرازات الحلول الهشة والخاطئة من المجتمع الدولي في أفريقيا، وكان من الممكن تجنبها بألف طريقة أخرى غير الطريقة التي تم بها الإسراع في انفصال دولة جنوب السودان غض النظر عن أن هذا الأمر تم برغبة شعبية، وهذا صراع دولة تحت التأسيس وغير موجودة كدولة حقيقية وإنما موجودة ككيان سياسي انفصل من السودان، وهذا صراع مؤسف ولا يوجد مخرج منه بخلاف الحوار والضغط على الأطراف المتصارعة لأن تجلس للحوار في بلد تعلو فيه اللغة القبلية.
* كيف تنظر إلى عودة أبيي لواجهة الأحداث وهل تعتقد أن لذلك علاقة بالصراع الجنوبي الجنوبي؟
– أبيي هي كشمير السودان وواضح أنها ستظل موجود لاعتبار أن كل الحلول التي طرحت لا تؤدي إلى حل ناجع، وأعتقد أنه يمكن أن تكون هناك مشكلة في البلدين تدفع بدورها مزيدا إلى الأمام لكن القضية موجودة كمشكلة ويجب أن يبحث الناس عن حلها بالطريقة المطلوبة.
* ما هي رؤيتكم للحل؟
– تحدثنا عن هذا الأمر وقلنا إن الحل يتطلب الأخذ في الاعتبار جملة من المسائل منها قرارات المحكمة والاتفاقات الثنائية التي تمت بين دينكا نقوك والمسيرية على مدى السنين ومنها الأصرار على مبادئ ولابد من الحفاظ على حقوق المسيرية ودينكا نقوك، وفي هذا الإطار يمكن أن نبحث الاحتمالات التي يمكن أن تحقق اللقاء ويمكن أن تحل بطريقة أخرى خلاف أن تكون جزءا من الشمال أو الجنوب، لكن الذي يقرر هذا أهل المنطقة وهذا يتطلب نفسا طويلا وحوارا طويلا وهذا لاعتبار أن ما يجمع أهل المنطقة وما يمكنهم من التوصل إلى حل أكبر من أي اعتبارات سياسية، وهي الآن تستخدم كأداة للمؤتمر الوطني في الشمال وللحركة الشعبية في الجنوب، وفي نفس الوقت هي أنبوب اختبار في الأطروحات المختلفة لخبراء المجتمع الدولي وهذه لا يمكن أن تحل القضية.
* كيف تنظر لمستقبل الصراع في مناطق (دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق)..؟
– هي جزء من الأزمة السودانية ولا أعتقد أن الصراع في هذه المناطق سيحسم عسكريا، النزيف سيظل موجودا والحرب ستظل موجودة، وأعتقد أن الحل الأساسي يتم في إطار الحل الشامل مع الوضع في الاعتبار أن هذه المناطق لديها خصوصية يمكن أن تصل حد التفكير في نيل درجة من درجات الإدارة الذاتية.
* هل بالإمكان أن نعتبر ما يحدث بها مقدمة لانهيار الدولة السودانية؟
– أكيد الذي يحدث في هذه المناطق واستمرار الحرب الأهلية في ظل نظام ليست لديه المقومات الموضوعية الطبيعية الأخرى لقيام الأنظمة غير المقومات الأمنية، وفي ظل انهيار اقتصادي واجتماعي وفي ظل سخط عام ولكل هذا أكيد استمرار الحرب الأهلية يمكن أن يكون مهددا لوجود الدولة السودانية.
* كيف تنظر للحصار الذي تمارسه بعض الدول على السودان؟
– هذا يجب أن يسأل منه النظام الذي ورطنا في هذه المسألة بسياسة المحاور غير المدروسة وبإقامة علاقات مع دول لديها قضايا محورية متناقضة مع دول الجوار، وبتغليب المبدأ والأيدلوجية على المصالح، وفي النهاية سيعاني الشعب السوداني، والنظام على حساب منعته وقوته التي ستضعف.
* حسنا: ما المطلوب لتحسين العلاقات الدولية؟
– العلاقات الدولية لا تتحسن ما لم تتحسن إدارة الدولة، وفي ظل هذا النظام الذي فكر في المصالح في علاقاته الخارجية ولم يراع مصلحة الشعب السوداني من الصعوبة أن تتحسن العلاقات الدولية، وهؤلاء يتحدثون عن أنهم مسلمون هل سيزايدون على إسلام السعودية وأبوظبي ومصر؟ وهكذا، المواقف ليست لديها علاقة بالفكر وهؤلاء لم يراعوا في السياسة الخارجية مصلحة الشعب السوداني وهناك مشكلة في هذا الأمر.
* كيف تنظر للموقف الأمريكي تجاه السودان وهل هو مع النظام أم ضده؟
– أعتقد أن الموقف الأمريكي تجاه السودان قائم على مسألتين، قائم على دراسته الواسعة في المنطقة بعد ثورات ما يعرف بالربيع العربي وفي أنه تكون البدائل التي تأتي بعد تلك الثورات تيارات إسلامية وهو يعتقد أن هذا أفضل له لاعتبارت بينها يعتقد أنها منظمة ولديها شعبية ويمكن أن تلجم التيارات الإرهابية المتطرفة ويعتقد أنها لديها القوة التي يمكن أن تستمر بها كدولة وهذه حسابات سياسة موجودة في الغرب، ولكن لا أعتقد أن هذا الموضوع مطلق بالنسبة لهم وهو ليست موقفا أيديولجيا وإنما لأمريكا تفكير في حماية مصالحها ولا أعتقد أنهم يعتبرون أن النظام الحالي أفضل نظام ولكنهم يخافون من الانهيار، والموقف الأمريكي تجاه السودان قائم على المصالح.
* برأيك ما هو المخرج من الأزمات التي تعيشها البلاد حاليا؟
– المخرج هو في توافق كل القوى السياسية السودانية يمينها ويسارها أصحاب الخيار الإسلامي وأصحاب الخيار الديمقراطي والدولة المدنية، توافقهم حول مشروع وطني قومي لإنقاذ هذا الوضع وهذا المشروع يخاطب ويحاول أن يحل الأسئلة الأساسية التي لم تحل منذ فجر الاستقلال حتى اليوم والذي ظل يعيش في فترة انتقالية منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، وهذا الموضوع لا يمكن أن يحل بـ(الطبطبة) والمدخل له يتطلب أن يكون هناك تحول ديمقراطي حقيقي ونظام ديمقراطي حقيقي وحريات ومحاسبة لكل من ارتكب جريمة في حق الوطن المواطن وعدالة انتقالية وتوافق روئ اقتصادية من المدارس الاقتصادية المختلفة، لذلك هذا الحل يتطلب ويستوجب (فكفكة) هذا النظام
اليوم التالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-134864.htm
قولة خير ومهر الوثبة يا ريس أولا
02-01-2014 07:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سيد الحسن
أنتقد الكثيرون خطاب الرئيس فى يوم الأثنين 27 يناير 2014 وطال الأنتقاد الحاضرين من ألوان الطيف السياسى . بنفس القدر طال الخطاب الثناء من قيادات المؤتمر الوطنى مثالا لاحصرا د. مصطفى عثمان أسماعيل والذى فرح كثيرا بحضور الترابى للخطاب وصرح بأنه دليل عافية, ولم يترك الترابى فرحة د. مصطفى تدوم حيث علق الترابى بتصريح مختصر على الخطاب بأنه (خطاب تحايا وليس خطاب قضايا). البعض الآخر أمثال د.غندور رد أنفعاليا على ما تردد على تغيير الخطاب بأن أطلق تصريحا ناريا (وهو المشهور بالهدوء لكن بتصريحه هذا سلك طريق سلفه د.نافع) ساخرا من الأصوات المعارضة لنظام الإنقاذ عبر المواقع الإسفيرية قاطعاً بأنها لن تنال مرادها في إسقاط النظام وقال غندور خلال مخاطبته الندوة السياسية للمؤتمر الوطني بمسرح القضارف:
“الذين يجلسون في غرف مكيفة ويستخدمون الكيبورد فيسيئون لهذا وذاك لن يسقطوا الحكم فنضالات الكيبورد لن تسقطنا.) حسبما أوردت صحيفة اليوم التالى. كأحد المعنيين فى تصريح د.غندور وبما أننى سودانى لى حق المواطنة والنقد, سوف لن أسلك طريق الرد الأنفعالى على طريقة د. غندور أو طريق د. مصطفى أسماعيل أو حتى ردود زعماء المعارضة . بل أذكر الدكتور غندور أن ما ذكرهم ووصفهم بالجالسين فى الغرف المكيفة ,جلهم من العاملين بالخارج والذين يلهث وزير المالية المعين حديثا وجهاز العاملين بالخارج خلف ما تبقى من مما أدخروه فى حساباتهم بالخارج لدعم خزينة بنك السودان ووزارة ماليته , مما يوحى أن كل الطرق قد سدت فى وجه وزير المالية وأتى مرغما يستجدى العاملين بالخارج لأستقطاب مدخراتهم . وحتى يتمكن وزير المالية من الوصول الى هدفه فأن أولى مستحقات الوصول للهدف حفظ اللسان من قيادى المؤتمر الوطنى من الهجوم على العاملين بالخارج , وتأتى بعدها مستحقات أمر من العلقم لتوفير الضمانات لأستقطاب مدخرات العاملين بالخارج, منها أعفاء من الضرائب وتخفيض للجمارك التى تخطت حاجز الثلاثة أرقام (فوق التسعة وتسعون) أرقام لتصبح رقمين فقط. سأفترض كامل حسن النية فى خطاب الوثبة تقديرا للهاوية التى بلغ السودان قاعها سواء أقتصادية, أمنية, أجتماعية, صحية, سياسية. وأجتنابا لكوارث التغيير بغير الحوار. وأوضح كسودانى أن الوثبة لها (قولة خير ومهر) مستحقات كالعلقم, أن رغب الرئيس لتمريرها.
ما من أحد لا تساوره الشكوك فيما تصرح به الحكومة وحزبها الحاكم وتعاملها المرحلى مع التصريحات ونقض العهود وأن صاحب التصريحات القسم المغلظ أحيانا بالله وأحيانا أخرى بحلف الطلاق. والحكومة وحزبها الحاكم أدرى بعدم مصداقيتها. لنترك الفجور جانبا ونتعامل جميعا بحسن النية. وحتى نقتنع جميعا بحسن نية الحكومة والسيد الرئيس , نطلب وبالصوت العالى قولة خير ومهرا لوثبة السيد الرئيس لأستعادة مصداقيته ومصداقية حكومته والمضى قدما للمرحلة الثانية من الوثبة. والمهر غالى الثمن وبدونه لن يصلح أسكات صوت المعارضة المدنية والمسلحة بأتفاقيات الترضيات السياسية أو بترضية زعماء المعارضة. وحسب تقديرى الشخصى أن السيد الرئيس لو دفع قولة خير والمهر كاملا سوف يقف معه معظم الشعب السودانى وحتى الحركات المسلحة. مرحلة ما بعد دفع قولة خير والمهر هى مرحلة الحوار فى شكل الحكم والدستور والفترة الأنتقالية وهذه متروك لأصحاب ساس يسوس وليس عامة الناس من أمثالى.
أن مصداقية الحكومة تساوى صفرا أو ما دونه وبأعترافها الصريح والدليل :
(1) ما زال فى كابينة الوزارة وزراء تم أتهامهم صراحة وأمام المحاكم . والأتهام صدر من جهة حكومية رقيبة على المال العام ومكلفة بمراجعته ? الأتهام صادر من المراجع العام أمام محكمة تبث فى قضية فساد وهى قضية شركة الأقطان والأتهام صادر فى حق وزير المالية الحالى أمام المحكمة بالتزوير فى قضية المحالج حينما كان نائبا لمحافظ بنك السودان ورئيس لجنة عطاءات المحالج.
(2) وزارة المالية فى كل الدول تلقائيا هى الحارس الأمين ولها الرقابة الكاملة على المال العام . ومن المفترض أن تكون محل ثقة المواطن. فى تصريح لوزير المالية الحالى نقلته وكالة السودان للأنباء خلال لقائة وفد جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج. وأنقل التصريح بالنص :
(وكشف الوزير عن إمكانية استقطاب المغتربين للاستثمار في مشروعات حكومية كمشروعات السكر واستصلاح الأراضي الزراعية واستخدام الوسائل الحديثة في الزراعة وتشجيعهم على ذلك بعدم مطالبتهم بأي رسوم على أن يقوم المغترب باستجلاب قدراته المالية الى الداخل بعد توفر عدد من الضمانات.)
أرجو ملاحظة كلمة (بعد توفر عدد من الضمانات) الواردة فى التصريح. أليست كافية للأقرار من وزير المالية أن مصداقية وزارته أصبحت صفرا لدي مواطنيها ببلاد المهجر؟
(3) رغما عن ما أصاب سودانير من فساد نشرت أحدى الصحف تفاصيل ما طالها من نهب (وأجادت الصحيفة وصف سودانير بأنها الجثة مجهولة الهوية) وذكرت الصحيفة بعضا من أسماء المتهمين وأوضحت الصحيفة أنها تملك مستندات تدعم ما أوردته من أتهامات . المتهمين المذكورين ما زالوا يسرحوا ويمرحوا طليقين وبعضهم لهم حصانات وتحتضنهم الحكومة والمؤتمر الوطنى.
المحبط بالرغم من أن سودانير ينطبق عليها الأسم الذى أطلقته الصحيفة (جثة مجهولة الهوية) ما زال القائمون عليها لهم الرغبةالشديدة العارمة لأكل باقى لحمها الفطيس رغم أنها جثة. والدليل ما أوردته صحيفة اليوم التالى على لسان مديرهاالعام وأنقله بالنص :
(بينما كشف عبد المحمود سليمان المدير العام لسودانير عن وصول مديونية الشركة إلى (362) مليار جنيه ووصف الهوية القانونية لها بغير الواضحة ومزدوجة التعامل وقال إن الشركة محكومة بعدد من القوانين حيث تمتلكها وزارة المالية وتشرف عليها وزارة النقل وتمتلك مجلس إدارة تم حله منذ العام 2013 بما خلق فراغا إداريا بالشركة وأكد سليمان على امتلاك الشركة لتسع طائرات لا تعمل منها إلا واحدة ما اضطر الشركة لاستئجار الطائرات لممارسة نشاطها إلا أنه قال: “قروشنا كلها رايحة في الإيجار” ونوه إلى أن الحسابات الختامية للشركة أظهرت خسائر لفترة عشر سنوات متتالية وأكد امتلاك الشركة لعدد 62 قطعة أرض كأصول له إلا أن الشركة تتخوف من بيعها خشية الإعلام).
هذا المدير ذكر بالنص فى تصريحه رغبتهم العارمة فى أكل ما تبقى من الجثة مجهولة الهوية من عقارات عددها 62 قطعة أرض لكنهم متخوفين من الأعلام. أى بالعربى الفصيح وبأعتراف المدير العام (متخوفين من الفضيحة). ولولا هذا الخوف لما تباطأ المدير العام وأدارته فى البيع. يجب على كل مسؤول به ذرة من الأخلاق والأمانة أن لا يتخوف من الأعلام السلطة الرابعة أذا أنتهج الأسلوب القويم لأدارة منشأته . وأصبح تفكير المدير لا يقل عن تفكير الفتاة البكر الراغبة فى الجنس ومترددة خوفا من الفضيحة وجلب العار لأسرتها.
(4) بالرغم من ما يصيح به قيادى المؤتمر الوطنى بأن مبدأ الشورى سارى بينهم فقط , ويحاولوا أقناع أنفسهم بأنهم جالسين على رقاب الشعب السودانى بديمقراطية الخج وبالشورى حسب فهمهم , ألا أن الحقيقة غير ذلك وهم أبعد خلق الله الى شورى الدين السمح والديمقراطيات العظيمة. والدليل ما تردد ونشر عن الدفاع المستميت عن الباطل لوالى الجزيرة حتى أصيب بأغماءة نتيجة نقاش حاد مع وفد محلية ام القرى . والنقاش حول أن مجلس الشورى سحب الثقة من المعتمد , ولو كان الأمر شورى بيهم فقط أو ديمقراطيا لرضخ الوالى لأقالة المعتمد , لكن وقف الوالى يدافع عن الباطل ضاربا بشورى وديمقراطية قومه عرض الحائط منافحا ومدافعا عن معتمد رفضه مجلس تشريعى وسحب الثقة منه. وسحب الثقة لم يأت من فراغ بل أتى من أشياء أزكمت حتى أنوفهم المجلس التشريعى ألا أنف الوالى الذى أصابته أغماءة من نتانة المدافع عنه. وحقيقة لا أعلم ما أزكم أنوفهم ودفعهم لسحب الثقة , حيث أن سجل كوادرهم ومجالسهم التشريعية فى سحب الثقة لا يكون ألا بعد أنتشار نتانة الفساد والأفساد.
الا تكفى الأعترافات اعلاه بفقد المصداقية ؟
* كيف للمواطن أن يصدق أى تصريح أو خطاب حكومى وما بين وزاراتها ومؤسساتها ودار حزبها يتجول وزير المالية بحصانته, ومكانه الواجب أن تسحب منه الحصانة وفورا ويقف فى قفص الأتهام فى قضية شركة القطان مع بقية المتهمين؟
* كيف يمكن للمواطن أن يصدق أى تصريح أو خطاب حكومى يتجول المتهمين فى قضية سودانير والذين ذكرتهم الصحيفة بالأسم بين دواوينها وحاضرين لأجتماعاتها وأجتماعات حزبها وضمن المشاركين فى القرارات الحكومية. مكانهم رفع الحصانات وجرجرتهم لقاعات المحاكم بواسطة النائب العام ممثل الحكومة والحارس القانونى للمال العام , أو على الأقل جرجرة الصحيفة للمحكمة للتأكد من مستنداتها, بدلا عن الدغمسة والسكوت.
* كيف يمكن للمواطن أن يصدق أى تصريح أو خطاب حكومى وبين قياداتها مدير شركة الطيران الوطنية التى أصبحت جثة مجهولة الهوية يرغب أن يوفر أمتيازاته ببيع العقارات المملوكة للشركة لتسديد الديون وتوفير مال التسيير ومنه أمتيازات المدير وموظفيه , علما بأنه ذكرفى التصريح أن الشركة تسجل خسائر لمدة 10 سنوات سابقة . ورغبته أن بيع العقارات لتستمر الشركة فى تسجيل الخسائر لعدد آخر من السنوات , حيث أفاد أن كل(قروشهم رايحة أيجارات طائرات).
السيد الرئيس
أن المهر وقولة خير يتمثل فى تنظيف بيتك الداخلى للحزب والحكومة من كل فاسد ومجرم وكل من تحوم حوله الشبهات (يكفينا فقط ما تتردد حولهم التهم والشبهات بأقلام كتاب السلطان فى الصحف المحلية حيث أنها تعج بالضرب تحت الحزام بين أجنحة حزبك المتصارعة وكل يكشف عورات الآخر). وتقديمهم لعدالة ناجزة وسريعة سرعة محاكمة مجدى وجرجس والـ 28 ضابطا فى الشهر الكريم. وأذا بدأت بالنظافة فيلزمك شهر أو شهرين حتى يرى الجميع النتائج والمطلوب ليس أقوال بل أفعال نتائجها تكون بائنة لكل الناس , حتى وأن تطلب ذلك أن يطال التنظيف المقربين وحتى أقرب الأقرباء.
حتى يلتف حولك من دعاهم حزبك لحضور الخطاب وقواعدهم يجب دفع (قولة خير والمهر لوثبتك أياها) . وأذا لم تدفع فأن الوثبة حلم لك وأحباط للشعب السودانى , وأحراج لمن حضروا الخطاب. وأذا فعلا أقريت بفعاليتهم فى أن المخرج من كل المحن سوف لن يكون بدونهم بدعوة حزبك لهم ودعويتهم للحوار, فأعلم أن عدم الدفع بمستحقات الوثبة من قولة خير ومهر وضعتهم جميعا فى موقف مخزى أمام قواعدهم , والآن يبحثون تبييض وجههم أمام قواعدهم.
نسأل الله التوفيق والهداية.