السلطات المحلية في إقليم دارفور السوداني تعلن احتواء نزاع قبلي دامٍ

أعلن حاكم إقليم دارفور في السودان، اليوم السبت، احتواء نزاع قبلي أودى بحياة العشرات وشرد الآلاف.
وعاين حاكم إقليم دارفور المكلف، محمد عيسى عليو، اليوم السبت، الأوضاع الميدانية في منطقة ”جبل مون“ بولاية غرب دارفور، التي شهدت الأسبوع الماضي قتالا مميتا بين ”الرعاة والمزارعين“.
وقال الحاكم المكلف، في مؤتمر صحفي عقب عودته من منطقة الصراع، إن القتال تسبب في مقتل 24 شخصا وحرق ثماني قرى بمستويات متفاوتة، علاوة على فقدان عدد من الأطفال، إضافة إلى لجوء عدد من الأسر إلى المناطق الحدودية الشرقية لدولة تشاد، وأخرى نزحت داخل الإقليم.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوشا) أعلن، يوم الخميس الماضي، مقتل ما لا يقل عن 43 شخصا وإحراق ونهب 46 قرية، وإصابة عدد غير معروف من الأشخاص بسبب النزاع.
وأشار بيان صادر عن المكتب إلى نزوح نحو 4300 شخص؛ بسبب القتال الذي اندلع منذ 17 نوفمبر بين ”البدو العرب والمزارعين من قبيلة المسيرية جبل“ في منطقة جبل مون غرب دارفور.
وأوضح حاكم إقليم دارفور أن الأحداث الأمنية التي شهدتها منطقة ”جبل مون“ تأتي امتدادا لحالة السيولة الأمنية التي تعيشها دارفور؛ بسبب عدم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية في اتفاقية جوبا للسلام في السودان.
ونصت اتفاقية جوبا للسلام، الموقعة بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، في اكتوبر 2020، على إنشاء قوة أمنية مشتركة قوامها 12 ألف ضابط وجندي، من القوات النظامية وقوات حركات الكفاح المسلح، لحماية المدنيين وإعادة الاستقرار في إقليم دارفور.
وهذه القوة كان يفترض أن تكون بديلة لقوات بعثة حفظ السلام المشتركة في دارفور ”يوناميد“، لكن لم يتم تشكيلها حتى الآن رغم خروج قوات ”يوناميد“ من الإقليم.
ووصف حاكم دارفور المكلف مجمل الأوضاع في الإقليم بأنها ”تمثل بؤرا أمنية وسياسية ساخنة يقودها بعض الأشخاص الذين يستغلون حالة عدم الاستقرار السياسي لإحداث اختلالات أمنية لخدمة أجندتهم الخاصة“.
وأكد حاكم إقليم دارفور المكلف عزم حكومة الإقليم على العمل الجاد مع ولاة الولايات الخمس؛ لاستئصال تلك البؤر الأمنية، إلا أنه رهن ذلك بضرورة تنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية وبصورة عاجلة.
ودعا الحكومة الاتحادية إلى الإفصاح عن الأسباب الأساسية التي تحول دون تنفيذ هذا البند، مشيرا إلى أن زعم الحكومة بعدم توفر المال الكافي ليس مبررا كافيا، مؤكداً أن عدم تنفيذ الترتيبات الأمنية سيمثل ”أس البلاء الآني والمستقبلي لإقليم دارفور“.
إرم نيوز