علي الحاج.. أعرضْ عن هذا

علي الحاج واحد من القيادات “الإنقاذية” التي ابتلى الله بها السودان، فهو رمزية طريق الإنقاذ الغربي بكل إسقاطاته وكل ما أثير حوله – أي الطريق- من لغط وأحاديث فساد، وعلي الحاج هو عراب تجربة الحكم الفيدرالي بكل إخفاقاتها وكوارثها وعجائبها التي لا تنقضي، فيا له من علي ..
تجربة الحكم الفيدرالي في السودان أنتجت “خوازيق” و”عفاريت” وعقارب وحيات تسعى فأوجس منها كل من في قلبه نبض يسبّح بحب السودان الموحد ويهفو فؤاده إلى استقراره.. تجربة الحكم الفيدرالي التي قاد سفينتها إلى مهب الريح والأمواج المتلاطمة علي الحاج عززت مفاهيم الحمية القبلية والإثنية، وأعلت من شأنها، وأشعلت نيران النزاعات القبلية وأججت جذوات التمرد.
وفضلاً عن كل ذلك فإن تجربة الفيدرالية في السودان أضاعت موارد الدولة وأهدرتها بشكل لم يسبق له مثيل وذلك بالصرف البذخي الكبير على كل مستويات الحكم من موارد شحيحة أصلاً، والإنفاق على جيوش جرارة من الدستوريين والإداريين والموظفين مما أضطر المحليات إلى مضاعفة فرض الرسوم وتعددها لمقابلة هذا الإنفاق، الأمر الذي حول البلاد من دولة خدمات إلى دولة جبايات إذ أصبحت حكومة السودان سلطة جبايات لا تنازعنها في الأمر دولة ولا نظام ولا إمبراطوية، وكل ذلك لمقابلة تكاليف الحكم الذي أصبح مترهلاً وغير منتج، حتى ضاقت الحكومة ذرعاً بهذه التجربة وكم دعا الرئيس ذات نفسه إلى مراجعة التجربة، وكم دعا الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير محمد الحسن إلى ضرورة إعادة النظر فيها بما يلجم حصان القبلية الجامح ..
بعد كل تلك الأوحال التي وضعنا فيها علي الحاج وتركنا نغوص فيها وغادرنا إلى ألمانيا حيث كان الرجل مبهوراً بتجربة الفيدرالية هناك، بعد كل ذلك يأتي اليوم ليقترح علينا مقترحاً غاية في الغرابة وهو تقسيم ولاية الخرطوم إلى ثلاث ولايات، وليته سكت على ذلك بل حاول التبرير بأن فك ازدواجية العاصمة والولاية يتطلب هذا التقسيم..(يا أخونا الناس دي بتتكلم جد ولا بتهظر)..
اليوم الحكومة نفسها أدركت إخفاقات التجربة وكوارثها وإفرازاتها الأمنية السالبة على الأمن القومي السوداني وكيف أنها أرهقت موارد الدولة وبددت الطاقات وأهدرت المال العام بصرفه على موظفين و(عمائم) كبيرة تحملها رؤوس فارغة في المجالس التشريعية والمحلية وإداريين لا طائل ولا فائدة منهم، لكن مع ذلك لا تستطيع الحكومة التراجع عن التجربة، لسببين الأول نفسي والثاني أن أصحاب النفوذ الذين ارتبطت مصالحهم بهذه التجربة لن يسمحوا بالتراجع عنها ولا حتى مراجعتها … لذلك نجد الحكومة في كل مرة تدعو لمراجعة التجربة ولكنها لم ولن تفعل… اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة
لم نرك تضع نفسك في موضع لاجيء او نازح في معسكر كلما المنكوب حتى الآن! أم هذه قضية لا تنفعل بها قلوب واقلام صحفيي الشمال يا ترى فلم نسمع عن انفعال الزافر2 ولا الطاهر ولا المكاشفي ولا عروة ولا ود اللعوتة ولا جمال ولا اي واحد آخر منهم ويبدو ان النظام لجأ الى مرتزقة الخارج لتزييف الواقع لأنهم أكثر خبرة من بتاعنهم بتوع الداخل في ابطال الحق واحقاق الباطل أمثال بطل ابطال الباطل الي رايناه بالامس!
لم نرك تضع نفسك في موضع لاجيء او نازح في معسكر كلما المنكوب حتى الآن! أم هذه قضية لا تنفعل بها قلوب واقلام صحفيي الشمال يا ترى فلم نسمع عن انفعال الزافر2 ولا الطاهر ولا المكاشفي ولا عروة ولا ود اللعوتة ولا جمال ولا اي واحد آخر منهم ويبدو ان النظام لجأ الى مرتزقة الخارج لتزييف الواقع لأنهم أكثر خبرة من بتاعنهم بتوع الداخل في ابطال الحق واحقاق الباطل أمثال بطل ابطال الباطل الي رايناه بالامس!