صلاح ادريس ..رئيس “الهلال” الحالم بالجلوس على سدة الاتحاد العام.. عازف العود “الديمقراطي”

يفتأ القادم من ربوع شندي باذلاً المحاولة تلو أخراها لينسج اسمه في دفاتر تاريخ البلاد الثقافية والفنية والمجتمعية والرياضية دون أن ينسى حظه من السياسة.. رئيس “الهلال” الحالم بالجلوس على سدة الاتحاد العام.. عازف العود “الديمقراطي”
الخرطوم ? الزين عثمان
ليس ثمة من يكابر أو ينكر أن الأرباب ربما شكل أحد تمظهرات التسعينيات في السوح السودانية على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والرياضية.. ابن شندي ما فتيء يبذل المحاولة تلو المحاولة لينسج اسمه في دفاتر تاريخ البلاد الثقافية والفنية والمجتمعية والرياضية دون أن ينسى حظه من السياسة، تاركاً للبعض حق السؤال: هل سيفلح في تدوين اسمه بمداد من ذهب ويحفظ لنفسه سيرة ناصعة وصقيلة؟ البعض لا يفارق توصيف الرجل عندهم سوى ظاهرة تحيط بها الأموال، القادرة ربما على صناعة التميز في كافة المجالات. بالنسبة لهؤلاء فإن صلاحاً لا يعدو أكثر من كونه حزمة نقود تمشي على الأرض، فيفترش أمامها بساط تحقيق ما تبتغي. على كل فإن صعود الرجل إلى مراقي التأثير بدأ حين دكت الصواريخ الأمريكية مصنع الشفاء للأدوية المسجل كملكية خاصة به. منذها وصاروخ شندي ينطلق؛ يصعد ويهبط في المسارات السودانية، مسبوقاً بتوصيف اسمه؛ الرئيس الأسبق للهلال، والخاسر في الانتخابات أمام الكاردينال، ورجل الأعمال ذائع الصيت، الحالم بالجلوس في مقعد رئيس الاتحاد العام، (الديمقراطي) الواقف قريباً من جلباب مولانا محمد عثمان الميرغني.. والعضو المؤثر في حزب الوسط الاتحادي المتمسك بمبادئ الأزهري ومن يمد يده بالدعم للسلطة أيضاً وحل مشكلاتها.. العازف الذي ينقرش على العود مغيراً اسمه لـ (علي أحمد)، هو ذاته الكاتب الذي يوقع باسم (صلاح إدريس).
“جدة.. المدينة الأقرب”
يقول صلاح، وهو يحاول أن يكتب عن نفسه ويجاهد في الوقت ذاته لتجاوز اتهامات (النرجسية) التي يدمغه بها البعض أنه ابن هذه البلاد ابن بحرها وصحرائها ومولود في صندوق قيمها التي تصنع رجالها، وتجعلهم ملتزمين في الوقت ذاته بها. ولد البطل الذي صنع الهلال الأفريقي في مدينة شندي التي تلقى تعليمه الأولي فيها قبل أن يتم استيعابه في جامعة القاهرة فرع الخرطوم ليولي وجهه بعدها شطر المملكة، حيث عمل موظفاً بالبنك الأهلي بجدة السعودية. يقول الأرباب إن جدة تظل هي المدينة الأقرب إلى قلبه.
مصائب وفوائد
ارتبط صعود صلاح إدريس إلى قمة الاهتمام المحلي في البلاد في أعقاب تدمير الولايات المتحدة الأمريكية لمصنع الشفاء المملوك للرجل في ضاحية كافوري ببحري في العام 1998. بعدها بدأ اسمه يتردد بكثافة في وسائط الإعلام المحلية والدولية. وكمن يعلم كيفية الاستفادة من الأحداث، بدا الرجل ينسج بدايات إمبراطورية إدريس للتأثير على الأحداث. مضى الرجل في طريقه من أجل تحصيل خسائره من الأمريكان، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير، وكأنه يوقن بنظرية (اقضوا حوائجكم بالكتمان).. على كلٍّ؛ فأكوام المصنع التي بدأت ماثلة للعين في مايو 1998 هي ما أعاد صلاح إدريس تشكيلها في سبيل تحقيق تطلعاته على مستويات متعددة في البوابة الزرقاء.
“طريقك صاح يا صلاح”
لم يكن إدريس اسماً مذكوراً في الميادين الخضراء قبل حلول العام 2003 بعدها بدأ ظهوره على مستوى فريق الهلال لكرة القدم، وذلك في فترة الرئيس الأسبق عبدالرحمن سر الختم، حيث كان الرجل هو الداعم الأكبر لذلك المجلس، وهو ما مهد له طريق الصعود بعدها إلى منصة رئيس نادي الهلال للتربية البدنية تم ذلك في العام 2005، لكن صعود الأرباب الاتحادي إلى منصة الزعامة الهلالية سبقتها معركة حامية الوطيس بينه و(الشقيق) في ذات الحزب طه على البشير، انتهت بانتصار صلاح في أشرس معركة انتخابية تشهدها الأندية السودانية بعد أن هزم العميد إبراهيم محجوب المدعوم من حكيم أمة الهلال، وهو ما جعل البعض يقول إن الهلال انتقل من مرحلة مناقشة القضايا بـ (حكمة) إلى مرحلة المعارك التي لا تنتهي، والتي يشعل نيرانها هذه المرة رئيس نادي الهلال مدعوماً بجماهيره المليونية، ومزهواً بالهتاف (طريقك صاح يا صلاح)..
“رجل المعارك التي لا تنتهي”
بعد أن استوى الأرباب على عرش الهلال انطلق في معاركه، وهو يرفع شعارات إصلاح واقع الكرة السودانية التي بدأت تتنفس بأمواله وأموال عديله جمال الوالي. كان العدو هنا هو اتحاد كرة القدم بزعامة البروفيسور كمال شداد. لم ينس الرجل أن يلوح براية الانسحاب بفريقه من الاستحقاقات التي يديرها الاتحاد، وإن كانت معركة التجنيس التي وصل بها إلى المحكمة الدستورية أثبتت قدرة الرجل على قيادة معاركه والانتصار فيها، منطلقاً من صلابة موقفه ومن تركيبته التي ترفض الرجوع إلى الوراء مهما حدث ومهما كانت نتائج هذه المعارك، فهو قادر على أن يمضي بها إلى نهاياتها الموضوعية. كانت معركة صلاح وشداد هي مجرد بدايات لمعارك لا تكتمل مهما كانت.
العاشق المعارض
يقول صلاح إن الهلال هو “عشقه الذي لا ينتهي وأن تكون هلالياً فهو أمر كاف لأن تذرف الدمع من أجل الأزرق الكبير”.. لعل الأمر يحتوي على درجة كبيرة من الصحة؛ فالرجل الذي يصفه من يتابعون الكرة بأنه (كورنجي) من الدرجة الأولى، ويعرف خباياها، ويعرف كيفية اختيار النجوم القادرين على صناعة الفوارق، يمارس العشق على طريقته الخاصة، أفلح في مهمة تكوينه لهلال الأحلام في العام 2007، وكان قريباً من الظفر بالأميرة الأفريقية لولا (عناده) هو وإصراره أن لا يشارك المعز محجوب في مباراة النجم الساحلي في الطريق إلى النهائي الحلم.. ووفقاً لأهوائه في انتخابات الاتحاد العام أصر الرجل على أن يضع استقالته لمجلس إدارة الهلال، ويدخل غمار التنافس في مواجهة شداد في اتحاد كرة القدم، وانتهت المعركة بخسارته للانتخابات التي مثلت بداية النهاية لأسطورة صلاح الأزرق.. بعدها فكر في العودة إلى قواعده في البيت الأزرق، إلا أن سليل أسرة البرير، الأمين، استطاع هزيمته في الانتخابات، فاتجه إلى التشكيك في عدالة الصناديق، وتسلم موقعه في قائمة المعارضين بشراسة لذياك المجلس، متجهاً بعدها لبناء مجد آخر تحت اسمه، وهو مجد صناعة فريق الأهلي شندي، راعياً رسمياً له، بل صار الفريق بعبعاً في مواجهة القمة، وأثبت من خلاله فرضية قدرته على التميز في إدارة الأندية الرياضية، وإن كان لذلك تداعيات أخرى قللت من وجود الرجل اليومي على وسائل الإعلام باعتبار أن جماهيرية الأهلي كفريق لا تقارن بجماهيرية الهلال، ولكن الرجل يجيد صناعة مواقفه من خلال المعارضة. لا تنتهي القصة هنا وإنما يعيدها الرجل مرة أخرى في آخر معارك الانتخابات الهلالية، حين دخل لمنافسة أشرف الكاردينال، وهو بعيد عن السودان، ولم ينجح أيضاً، مكتفياً بقولته “إن أشرف سيهرب من الهلال”.
يجلس الأرباب الآن في منصة معارضة مجلس الكاردينال، موظفاً قلمه وقدراته الخاصة في سبيل تحقيق تلك الغاية وحالماً بإعادة الهلال لموروثاته التي ضاعت خلال هذه الحقبة، بحسب صلاح إدريس، وهو ما سيسعى لتحقيقها.
رقم اقتصادي
حسناً، إذا كانت الرياضة والسياسة هما مدخلا صلاح إدريس للمجتمع، فإن الرجل واحد من الرؤوس الكبيرة في الاقتصاد السوداني، ومالك لعدد من الشركات الكبيرة والعملاقة على رأسها مستشفى المستقبل بجدة، شركة سابحات للنقل البري، شركة سابحات ليموزين، شركة غناوة المحدودة، مجموعة بيطار، شركة الأشبجة للطباعة، شركة بي. إس للسيارات، شركة مصانع جميرة للنسيج، شركة مطاحن شندي، شركة المحجوب للبلاستيك، شركة النيل لاستثمارات المياه، شركة غناوة لتجارة اللحوم، مجمع ساريا الصناعي، شركة عبر العالم العربي للشحن الجوي، شركة الأسوة للمحاصيل والاستثمار وشركة الأرباب للتجارة الدولية.. هنا يؤكد الرجل أنه لاعب يجيد التعاطي مع البزنس.
“منصة التلحين”
لا يتوقف هنا أيضاً حين يسعى لتغذية الأرواح من خلال لعبه بالآلات الموسيقية ملحناً، وقام صلاح إدريس أو (علي أحمد) كما يطلق عليه أهل الفن بتلحين عدد من القصائد التي كتبها صديقه الشاعر إسحق الحلنقي (أعذريني، المشكلة، بساط الريح، روحي ملكك وقلبك الأبيض)، وكتب ولحن أغنية (كل ثانية أزيد محنة) في عيد الحب وأهداها إلى عقيلته (كوثر إبراهيم النعيم).. الجلوس في منصة التلحين جلب للرجل انتقادات لا تنتهي، حيث طالبه البعض بالانشغال بأمرٍ غيره، والاكتفاء بالصفات الأخرى التي تتوفر له.
“العودة”
لما يقارب الثلاث سنوات ظل الأرباب بعيداً عن البلاد موجوداً في المملكة العربية السعودية التي يملك جنسيتها، وهو غياب بدا مجبراً عليه في ظل وجود إشكاليات قانونية تتعلق ببعض الأنشطة التجارية خاصته، قبل أن يُصدر قرار بإطلاق سراحه بعد تسوية كافة إشكالياته في المملكة، وهو الخبر الذي استقبله الكثيرون بحالة من البشر، بل إن البعض انتظر أن يعود الرجل ليشهد العيد في مدينة شندي قبل أن يصدر تصريحاً مقتضباً أعلن فيه أنه سيعود للبلاد عقب عيد الأضحى المبارك. ويكشف الأرباب أن هناك بعض المهام العملية التي تتطلب وجوده بالمملكة العربية السعودية عقب نهاية إجازة الحج، ومن ثم بعد ذلك يعود للسودان والعودة للسعودية مرة أخرى، لأن أعماله التجارية تحتاج إلى وجوده هناك من أجل متابعتها، ربما الأمر هنا ليس في عودة الرجل، بل فما يمكن أن يجده في انتظاره ؟ وهل سيعود لممارسة ذات معاركه أم أنه لم يعد في العمر مدخل لبدايات جديدة؟
اليوم التالي
-أعتقد أن هُناك خطة لتلميع صلاح إدريس هذه الأيام…
ليس من المعقول لأسبوع كامل كل يوم موضُوع عن صلاح إدريس
ارحمونا يرحمكم الله
الان نحن استفدنا شنو من المقالة الطويلة المملة دى ؟؟؟؟؟
-أعتقد أن هُناك خطة لتلميع صلاح إدريس هذه الأيام…
ليس من المعقول لأسبوع كامل كل يوم موضُوع عن صلاح إدريس
ارحمونا يرحمكم الله
الان نحن استفدنا شنو من المقالة الطويلة المملة دى ؟؟؟؟؟