تشخيص الأجهزة الملعونة !

نعم تطور الطب ومع هذا التطورتنوعت الأمراض بفعل فاعل أو بفعل المواد الغذائية المحفوظة والمصنعة وبفعل تغيير جينات الحبوب بكل أنواعها وعلى الرغم من ظهور أمراض جديدة وغريبة واكب هذا التنوع المرضي تطور في الطب والأجهزة الطبية والمعدات الطبية وتطور في مناهج تدريس مهنة الطب هذا في العالم الخارجي ، ولكن للأسف ماحدث لنا في السودان هو العكس تماماً على الرغم من ظهور كل الأمراض الممكنة والغير ممكنة والمعدية والقاتلة والمستوطنة والمزمنة والوارثية إلا أن التطور في مناهج الطب والأجهزة الطبية والكوادر الطبية مايزال ( مكانك سر ) ..
أنظروا معي لهذه الحالة البسيطة ، زوجة في العقد الخامس من العمر ظهر لها ورم في ثديها ، تم التشخيص على أنه ورم حميد تم إزالته ، بعد فترة ظهر الورم مرة أخرى ، ذهبت لإختصاصي كبير شخص لها الورم للمرة الثانية على إنه حميد وأزال الورم بعملية أخرى ، بعد أيام عادت لمقابلته ، قال لها بكل بساطة أن في الأمر خطورة وسأحولة للمستر ( فلان ) هكذا دون أي إعتبار لتشخيصاته السابقة ، ذهبت المرأة لذلك المستر الذي قرر لها عملية إزالة للثدي بالكامل ، بعد أن تم تقطيع ثديها لأجزاء بفعل التشخيص الخاطئ ، هذه حالة بسيطة من عشرات بل ميئات حالات التشخيص الخاطئ ، فهناك من عمل لها عملية إجهاض والجنين بحالة جيدة وهناك من إزيل له الجزء الخاطئ وهناك من ذهب للمستشفي بسبب كسر في اليدين وخرج بعاهة أخرى وهناك من ذهبت حياتة بسبب تسمم في نظافة جرح بسيط ، ونحن لا نلقي اللوم على أطبائنا ولكن اللوم في الإعتماد على هذه الأجهزة المتخلفة التي عفا عليها الزمن ، فكيف بالله يعتمد طبيب إستشاري ومستر كبير على بعض الأجهزة المتخلفة التي تشخص خطأ واضعاً بذلك تاريخه الطبي ومستقبله كله تحت رحمة هذه الأجهزة البالية والتي هي سبب بلوتنا الطبية .
حقيقة نحتاج لوقفة جادة قبل أن نفكر في عمل عملية أو تنظيف جرح في مستشفياتنا أو عياداتنا الخاصة ، ونحتاج لوقفة جادة أخري أمام تلك الأفواج التي تسافر للعلاج بالخارج وأولهم الوزراء والمستشاريين لا بل أيضا كبار الأطباء وأسرهم جميعهم يذهبون خارج السودان للعلاج والمتابعة الدورية ، تاركين السواد الأعظم من المرضى يعانون الأمرين في الداخل بسبب التشخيص الخاطئ والإهمال الطبي وعدم المتابعة الطبية للحالة المرضية ، والتعامل بدون إكتراث مع حياة الإنسان ..
نحن بحاجة ماسة لعمل تفتيش كامل ومراجعة شاملة لكل الأجهزة الطبية المستخدمة في كل المرافق الطبية الخاصة منها والعامة ، وعمل حملة شعبية بجمع كل هذه الأجهزة وحرقها في ميدان عام حتى نكتب بذلك نهاية هذه المآسي التي نشهدها يومياً بسبب هذه الأجهزة الملعونة ، التي أخذت حياة العشرات وأموالهم دون فائدة ، بل وتسببت في أمراض جديدة للأصحاء ، فمعاً يداً بيد رسميين وشعبيين لتحطيم هذه الأجهزة الملعونة ..
ولكم ودي ..
الجريدة
[email][email protected][/email]