هيئة شئون الأنصار: ندعو لإستصال الإرهاب و تدعو الأحزاب لدراس ظاهرة العنف ضد الطلاب و قيام الأنتخابات لن يحل أزمات البلاد

هيئة شئون الأنصار: ندعو لإستصال الإرهاب و تدعو الأحزاب لدراس ظاهرة العنف ضد الطلاب و قيام الأنتخبات لن يحل أزمات البلاد

خطبة الجمعة 9 يناير 2015م الموافق 19 ربيع أول 1436هـ

دعا مولانا آدم أحمد يوسف نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار خطيب مسجد الهجرة بودنوباوي لإستأصل الارهاب من جذوره محاصرته ومضايقة فاعليه وذلك بإفُسح المجال للفكر المعتدل ان يتمدد وينتشر وينداح ومساعدته بكل صور وطرق المساعده من انشاء معاهد ومراكز ورعاية هذا الفكر المنقذ واتاحة فرص اكبر من كل وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ومناصرة اولئك المفكرين الوسطيين وهذا العمل بين المسلمين المعتدلين والغربيين المعتدلين
وعن الأنتخابات قال مولانا آدم أن ما نشاهده ونسمعه ونعيشه من مسرحيات تعود النظام أن يكسب بها الوقت وهو لن يحل الأزمة، و أضاف نحن في حاجة لحكومة قومية حقيقية تمثل كل ألوان الطيف السياسي وحملة السلاح ومنظمات المجتمع المدني وكل أهل الشأن السوداني و دعا لتجهز تلك الحكومة لانتخابات حقيقية وليست انتخابات صورية،
،وعن حد الساعة مقتل الطالب الطيب صالح قال أنها تكررت عملية تصفية الخصوم السياسيين في أوساط الطلاب ودعا الأحزاب السياسية أن تدرس هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع السوداني والعمل على الحد من هذا العبث الذي يروح ضحيته أرتالا من الشباب الذين هم في مقتبل العمر
نص الخطبة أدناه
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف
نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي
9 يناير 2015م الموافق 19 ربيع أول 1436هـ
الخطبة الأولى

الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآله مع التسليم، قال تعالى: )وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (
خلق الله الكون بشقيه السفلي والعلوي مهيئا لأن يكون مسرحا صالحا لإقامة ابن آدم الذي استخلفه الله سبحانه وتعالى، على ظهر هذه البسيطة. الكون السفلي وما به من أراضي خصبة صالحة لحياة الإنسان والإنعام (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وشاءت حكمة الله أن ينوع المخلوقات والتي خُلقت من أصل واحد هو الماء قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ). فجاءت تلك المخلوقات على أنواع وأشكال مختلفة فمنها الأبيض والأحمر والأسود قال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)، وشاءت حكمته كذلك أن يتنوع طعم الثمار والتي تُسقى بماء واحد قال تعالى (وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). ابن آدم سيد مخلوقات الله خلق الله له الكون ويسر له المخلوقات وجعل له العقل فكان له عونا ونصيرا في تسخير هذا الكون للاستفادة مما فيه من خيرات ونعم، واستطاع الإنسان أن يطوع الأنعام والتي خُلقت له قال تعالى (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ). وحتى تكتمل زينة الحياة الدنيا والتي لم يحرمها الله على عباده فكانت بعض مخلوقات الله والتي خُلقت لراحة الإنسان قال تعالى (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)، ويظل الكون مسخرا لابن آدم الذي كُلف بعمارة الأرض فقد هيئ الله الكون بكل أسباب الراحة والمتعة حتى يتمكن الإنسان بعد استخدام عقله الذي منحه له الله لاكتشاف أسرار هذه الحياة الدنيا ومن نعم الله وآلاءه على عباده وجميع مخلوقاته قوله سبحانه وتعالى (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). والكون بشقه العلوي أيضا مسخر لخدمة الإنسان قال تعالى (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)، فالشمس فيها سر الحياة فتلك الأشعة التي تُرسلها وهي التي تكون الغذاء في النباتات بعد عملية التمثيل الضوئي وهي التي تقوي العظام وهي التي تبعث الحياة في كل المخلوقات الحية، والقمر هو الآخر صنو الشمس ليعلم الناس عدد السنين والحساب والنجم به يهتدي المسافرون في ظلمات البر والبحر. والأفلاك فيها علوم ما زال الإنسان يكتشفها يوما بعد يوم ورغم تقدم العلم وتطور التكنولوجيا لم يزل الكون العلوي مجهول لدى الإنسان. ومن نعم الله على عباده تسخير كل مخلوقاته ولولا ذلك لما استطاع الإنسان أن يستأنس بعض الحيوانات فتصير أليفة ولما استطاع ان يركب البحر بل يكتشف أسراره قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). وسبحان ربي القائل (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ). بعد هذا كله ما هو المطلوب من الإنسان والذي هو الخليفة والمسئول والمسائل عن كل صغيرة وكبيرة قال تعالى (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)، والمهمة التي من أجلها خُلق الإنسان هي عبادة الله الرحيم الرحمن قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ). والعبادة تعني توحيد الله والعدل بين الناس ومن ثم التفكر في الجزاء الأخروي فتلك هي أصول كل الكتب السماوية والتي أرسل الله بها رسله لهداية الناس.
أيها الأحباب في الاسبوع المنصرم طالعتنا بعض الصحف السيارة بعناوين رئيسية (الوطني يسمي مرشحيه للانتخابات اليوم ويتنازل عن دوائر للأحزاب).
إزاء هذا نقول..
لقد أصبح السودان ملكا للمؤتمر الوطني الذي جاء إلى السلطة في 30 يونيو من العام 1989م على ظهر دبابة. أصبحت البلاد ملكا له يقسمها أنا شاء وكيف شاء، فصل الجنوب عن الشمال وأجج الحروب في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وأطرافا من شرق السودان وشرد الموظفين والعمال باسم الصالح العام ووظف كوادره ومحسوبيه حتى أن الطالب قبل التخرج يضمن وظيفته والمعارض إذا تخرج بدرجة الشرف أو أول دفعته فلا وظيفة له هكذا أصبح السودان حكرا على محسوبي الحزب الحاكم، وثالثة الأسافي الأحزاب الديكورية والتي يتنازل لها المؤتمر الوطني حتى تتم المسرحية والتي نتائجها معلومة مسبقا كما كانت في الفترة الماضية والتي حاول فيها حزب المؤتمر الوطني شرعنة وضعه عن طريق الانتخابات حتى يظهر أمام الرأي العام العالمي والمحلي أنه نظام يحترم العملية الانتخابية. إن ما يسمى بالانتخابات ما هي إلا مضيعة للوقت وإهدار للمال العام وكل النظم الشمولية تنهج ذلك النهج حتى بالأمس القريب رأينا كيف أن بشار الأسد الذي خرب بلاده وشرد شعبه وقتلهم مستعملا الأسلحة المحرمة دوليا رأيناه كيف فاز حزبه في الانتخابات التي جرت في سوريا ومن قبل كانت بعض النظم في المنطقة تسير على ذلك النهج. وحقا الاسبتداد ملة واحدة.
بلادنا في حاجة لتأسيس البنيات التحتية اليوم حتى الخرطوم العاصمة تفتقر لأبسط أنواع البنيات التحتية، لا توجد مصاريف مياه ولا صرف صحي ولا طرق معبدة ولا إنارة في الطرقات العامة. والبيئة كلها ملوثة والبعوض في كل أنحاء العاصمة حتى وكأنك تشعر في غابة من كثرة البعوض وبعد هذا كله توجد وزارة اسمها وزارة البنيات التحتية. إن عدد وزراء الدولة بعدد كوادر الحزب الحاكم حتى يتسنى لكل واحد منهم وظيفة وزير ثم يأتي من بعد ذلك وزراء الدولة ورؤساء اللجان بدرجة الوزير والقياديين الذين هم بدرجة مستشارين ومساعدين وهكذا جيش جرار من سدنة المؤتمر الوطني في قمة الهرم الوزاري نحن في حاجة لإعادة مشاريع التنمية والتي تحطمت تماما وتوقف أكثر من 80% منها عن العمل وعلى رأسها العمود الفقري للبلاد مشروع الجزيرة والذي كان يرفد الخزانة العامة ويقوي من القوى الشرائية للجنيه السوداني. نحن في حاجة لدعم المزارعين الذين هم سواعد البلاد وقلبها النابض. إن الزراعة قد أهملت تماما والمزارع يقاسي الأمرين وعندما يحصد محصوله تأتي الدولة وتأخذ ثلثا المحصول تحت مسميات كثيرة وتحجم الدولة عن شراء المحاصيل النقدية مثل السمسم والفول السوداني والكركدي وهذا العام قد تدنت أسعار محصول السمسم وبذلك أُفقر عدد كبير من المزارعين مما ينبأ بعدم مزاولتهم للزراعة العام المقبل. وتلك هي سياسة الدولة حتى يتمكن محسوبي النظام من شراء المحاصيل النقدية بثمن بخس ومن ثم يصدر المحصول النقدي بأعلى الأثمان ويعود بالعملة الصعبة لمحسوبي النظام لا لصالح المزارعين الذين هم سواعد وقلب الوطن النابض أولئك القابضين على جمر القضية. حقا نحن نعيش في زمن فيه كل الأمور أصبحت غير طبيعية أصبح الغش والخداع نوعا من الذكاء والدهاء، وأصبح الفساد والاحتيال نوع من الفطنة، وهكذا تغيرت الأمور وصدقت نبوءة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال (يخرج في آخر الزمان رجال يختلسون الدنيا بالدين ويلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز وجل أبي يقترون أم علي يجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران).
الخطبة الثانية
هذه الأيام تعج الساحة السياسية في محافل الحزب الحاكم بقضايا كثيرة منها قضية التعديلات الدستورية وتعيين الولاة وتحويل جهاز الأمن لقوة نظامية والانتخابات وغيرها من كثير من الموضوعات السياسية الأخرى.
إزاء هذا نقول
إن القضية الحقيقية في البلاد هي قضية أزمة حكم ولم ينفع فيها أي ترقيعات فقد جرب النظام منذ مجيئه إلى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري في الـ 30 من يونيو من العام 1989م جرب كل أنواع الحوارات حوار من الداخل وحوار في كل عواصم الدول الأفريقية وبعض الدول العربية والأوربية ولم يفضي ذلك لحل أزمة البلاد والتي هي أوضح من الشمس في رابعة النهار.
إن ما يحتاجه الشعب هو اختيار من يمثله تمثيلا حقيقيا عن طريق الانتخاب الحر المباشر المبرأ من كل الشوائب وأنواع الغش والخداع والتي تعودت النظم الشمولية فعلها في الانتخابات التي تأتي نتائجها لصالح تلك النظم القمعية. ونقول إن حل الأزمة يكون في ذلك المؤتمر الجامع الشامل والذي لا يُقصى منه أحد ولا يُغيب فيه أحد ولا يهيمن عليه أحد. مؤتمر يمثل الشعب تمثيلا حقيقا يناقش كل القضايا المصيرية للأمة السودانية والتي هي عالقة منذ فجر الاستقلال في مطلع يناير من العام 1956 هذا هو الحل الأمثل ولكن ما نشاهده ونسمعه ونعيشه من مسرحيات تعود النظام أن يكسب بها الوقت حقيقة ذلك لم يحل الأزمة، نحن في حاجة لحكومة قومية حقيقية تمثل كل ألوان الطيف السياسي وحملة السلاح ومنظمات المجتمع المدني وكل أهل الشأن السوداني لتجهز تلك الحكومة لانتخابات حقيقية وليست انتخابات صورية، وبذلك نكون قد وضعنا أيدينا على الداء الذي نريد دواءه. إن الأمر يحتاج إلى إخلاص النوايا وصدق الكلمة وعلو الهمة، فقد سأم الشعب الوعود وضاقت البلاد بأهلها وصارت الحياة جحيما لا يطاق فقد أرهقت أعباء المعيشة المواطنين مما اضطر الكثيرون منهم إلى السير في الطريق الخطأ وبذلك باع بعض الناس دينهم وباع البعض الآخر عزتهم وكرامتهم لسد رمق العيش وجاء في الأثر الجوع أخو الكفر وإذا جاع المرء باع دينه وتلك هي غاية الذل والانكسار. الأمر جد خطير وغاية في الأهمية فعلى القائمين بالأمر أن يتذكروا وعد الله سبحانه وتعالى (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ).
اتقوا الله يا أيها الحكام (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ).
قال تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) وقال (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا).
منذ بدء الخليقة ظهرت جريمة القتل وذلك عندما اختلف ابني آدم عليه السلام بعد أن تُقبل من أحدهما ولم يُتقبل من الآخر فكان الراسب في الامتحان قد انتقم من الذي نجح وفاز فتوعده بالقتل. وتلك هي حجة المفلس عديم المنطق دائما ما يلجأ إلى العنف وتصفية الخصوم. وفرعون عندما غلبه موسى بالحجة والبرهان قال (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى) وقال (سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ)، وتلك السنة الفرعونية أصبحت ملازمة لكل الفراعنة في كل زمان ومكان. والنظم القمعية سجلها مليء بالقتل والتصفيات الجسدية. والاستبداد ملة واحدة ولا يهم الشعار المرفوع فقد كانت دولة بني أمية تكني رئيسها باسم أمير المؤمنين وكان القتل والتصفيات ديدنها حتى أن الحجاج بن يوسف قتل سعيد بن جبير وكان سجل بني أمية ملطخ بدماء الأبرياء حتى قال الحكيم مخاطبا أولئك القوم بقوله:
حكمنا فكـــــــــــــــــان العفو منا سجية
فلمـــــــــــا حكمتم ســـــــال بالدم أبطح
وحللتموا قتــــــــــــــــــــــــــــل الأُسارى
وطالما غدونا على الأسرى نعفو ونصفح
فحسبكم ذاك التفـــــــــــــــاوت بيننـــــــا
وكــــــل إنــــــــــــــاء بالذي فيه ينضح
الحركة الطلابية في السودان لم تكن بدعا من منظومة النظام الحاكم والذي راح ضحاياه بالآلاف في الحروب التي انتظمت البلاد منذ مجيء هذا النظام حتى أن المحكمة الجنائية أصدرت إشعارات بتوقيف عدد من المسئولين على رأسهم رأس الدولة. بالأمس طالعتنا الصحف السيارة بنبأ حزين وهو وفاة الحبيب الطيب صالح محمد صالح طالب بجامعة شرق النيل كلية الإعلام من أبناء شمال كردفان رئيس رابطة أبناء كردفان بالجامعة من الطلاب الأنصار وحزب الأمة لقد تم التعدي عليه بتاريخ 16/11/2014 وقد ضُرب بساطور وشُج في رأسه وقام هو بفتح بلاغ في قسم شرطة الصافية بالخرطوم بحري على أحد الطلاب وآخرون رقم البلاغ (1398) بتاريخ 17/11/2014م تحت المادة (139) الأذى الجسيم، وفي يوم السبت جاء أحد زملائه وقال أنه قد غرق في النيل وبعد ثلاثة أيام لم يظهر الجثمان وقام أهله بفتح بلاغ فقدان وعليه استدعت الشرطة زميله الذي بلغ وتم التحري معه وأطلق سراحه، وفي يوم الجمعة الماضية تم العثور على جثمان بمنطقة السبلوقة وعندها ذهبت الشرطة وذويه وأحضروا الجثمان إلى مشرحة أم درمان على حسب توجيه النيابة وكان بالجثمان بعض التشويهات وبعد تشريح الجسم طالب أهله مطابقة الحمض النووي هذا وقد كون حزب الأمة هيئة محامين برئاسة الحبيب الأستاذ حسن جلالة للنظر في القضية وما زالت مجريات القضية قيد التحقيق. وهذه لم تكن المرة الأولى في عملية تصفية الخصوم السياسيين فمن قبل كان المئات إن لم يكن الآلاف وحادثة طلاب جامعة الجزيرة والتي أًُلقي فيها ثلاثة من الطلاب الذين هم من أبناء دارفور في ترعة بزعم أنهم قد غرقوا فيها لم تكن ببعيدة عن أذهان الناس، فقد تكررت عملية تصفية الخصوم السياسيين في أوساط الطلاب لذلك على الأحزاب السياسية أن تدرس هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع السوداني والعمل على الحد من هذا العبث الذي يروح ضحيته أرتالا من الشباب الذين هم في مقتبل العمر.
ايها الاحباب انما حدث في فرنسا وما يحدث في كل انحاء المعمورة من قتل وازهاق للارواح وتدمير للمباني والممتلكات وغيره من اعمال الارهاب والارعاب مُدان ومُستقبح ومشجوب من كل ذي ضمير حي . نحن ضد اي عمل يُستخدم فيه العنف وسيله . ان الطريق الامثل لحل كل مشكل هو الحوار والتعبير بالكلمه والمنطق ونقول ينبغي ان يكون هناك مستوى واحد مع كل الناس على اختلاف جنسياتهم واعراقهم ودياناتهم ومعتقداتهم بمعنى اذا حدث اي فعل ارهابي او اجرامي من غربي او مسيحي او يهودي فنسمع من الاعلام العالمي ادانه للشخص الفاعل فقط ولكن اذا كان الفاعل عربي او مسلم تقوم الدنيا ولا تقعد ويُطلب من المسلمين ان يتبرأوا ونجد كثيراً من المسلمين يشعرون بالخجل ولكن ينبغي ان نقول الارهاب لا قومية له ولا عرق له ولا ديناً له الارهاب مُدان ومشجوب ومرفوض من اي جهة او فاعل . والاسلام برئ من اولئك العابثين ونحن معشر المسلمين المعتدلين والمتخذين منهج الوسطيه نحن اول من اكتوى بنار اولئك المتطرفين والمتنطعين والمتشددين فهم يكفروننا ويبدأوا بقتالنا مستندين على نصوص قرانيه يفهمونها فهما خاطئاً ويعتبروننا من الكفار الذين يلونهم هكذا يعاني المسلمون من اذى اولئك المتطرفين قبل غيرهم فعليه نرجو من بعض الجهات ان لا يكيلوا بمكيالين ان لا ينظرون الى فاعل الارهاب والذي ينتمي للمسلمين بأن ذلك من الاسلام بينما اذا كان ذلك الفاعل مسيحي او يهودي او حتى علماني فلا يُنسب ذلك الفعل القبيح الى ما ينتمي اليه ذلك الفاعل الارهابي .
معاً لنستأصل الارهاب من جذوره وذلك بمحاصرة ومضايقة فاعليه وهذا لا يتأتى الا اذا فُسح المجال للفكر المعتدل ان يتمدد وينتشر وينداح وهذا يتطلب مساعدة ذلك الفكر المعتدل بكل صور وطرق المساعده من انشاء معاهد ومراكز ورعاية هذا الفكر المنقذ واتاحة فرص اكبر من كل وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ومناصرة اولئك المفكرين الوسطيين وهذا العمل بين المسلمين المعتدلين والغربيين المعتدلين .
أيها الأحباب في إطار نشاط هيئة شئون الأنصار الفكري والدعوي كان الاسبوع المنصرم حافل برحلات للمكتب التنفيذي شملت مدن أم روابة والرهد والأبيض ومدينة الحصاحيصا ودنقلا منطقة جبرونا حيث كان تأبين الوالد الراحل المقيم عبد الله أحمد درار والذي يمثل الرعيل الأول لأولئك الذين حملوا راية الدين والوطن مع الإمام عبد الرحمن المهدي وختام الرحلات كانت الجزيرة أبا حيث ألقى الحبيب الأمين العام الأمير عبد المحمود أبو محاضرة عن سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وعن الاستقلال ومستقبل الدعوة الإسلامية، وإن شاء الله سيبدأ هذا الاسبوع بنشاط يبدأ بمدينة الهُدى حيث يؤدي الحبيب الأمين العام هذه الجمعة بمسجد الأنصار العتيق بالهدى.
من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
رحل عن دنيانا الفانيه الحبيب الوالد حسن علي الجزولي والد الحبيب عضو امانة الدعوة والارشاد صديق حسن الجزولي وعم الحبيب عضو امانة الدعوة والارشاد ياسر الحاج الجزولي . كان الفقيد علماً من اعلام الكيان بمنطقة غبيش بكردفان فقد كانت له خلوة تحفيظ القران وكان من الحفظه الذين يشار اليهم بالبنان فقد تخرج على يديه مئات الحفظه من ابناء الانصار وغيرهم وكان مناراً للمنطقه حيث اشاع الامن والسلام وحفظ النسيج الاجتماعي بما يقوم به من اعمال خير وهدايه للصغار والكبار وبموته تكون المنطقه قد فقدت رمزاً من رموز الكيان . وقد جاء في الاثر ان الله لا ينتزع العلم من افواه العلماء وانما يموت عالم ولا يخلف نسأل الله ان يخلف لنا من يقوم بما كان يقوم به الوالد حسن الجزولي والله نسأل له المغفرة وواسع الرحمه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..