مقالات وآراء

بعيداً عن التشاؤم فى السودان : الأسوأ لم يأتِ بعد

عثمان قسم السيد

قبل أشهر اقتحم متظاهرون غاضبون قصر الرئيس السريلانكي، لم يكتفوا بالتقاط صور “السلفي” في القصر، بل جربوا حياة الرئيس وسبحوا في مسبح القصر مستعرضين حياة الرفاهية التي يعيشها الرئيس في ظل بؤس يعيشه الشعب، فالكهرباء بالكاد تأتي في بعض المناطق، والأسعار وصلت إلى أعلى مستوياتها وكل هذا أتى بعد تراجُع حوالات العاملين السيريلانكيين في الخارج على وَقْع ضربة كورونا، مما جعل مداخيل الأُسَر في الحضيض.

تبقى سيريلانكا جزيرة معزولة في أقصى الأرض قد لا تشكل فيها الاحتجاجات كبير همّ للعالم المنشغل بأزماته، وعلى جانب آخر وفي قلب شمال إفريقيا يعيش السودان على صفيحٍ ساخنٍ منذ أكثر من ثلاثة أعوام بُعيد احتجاجات 2019م التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ثم إعلان الحكومة التي تلتها عن عدم القدرة على الوفاء بمديونية البلاد وارتفاع الأسعار و الانكماش الإقتصادي الحاد ، ثم  أزمة الإغلاق العالمي وارتفاع معدلات الإصابة بفيروس “كورونا” في إطار واقع صحي سيئ أودى بحياة أحبّة وأصدقاء نتمنى لهم الرحمة. واستمرت الأزمة السودانية بعد خيبات الأمل السياسية التي حلت بالبلاد لتفقُّد العملة 95% من قيمتها وتعانق الأسعار قمم جبال التأكا بكسلا التي يسودها التوتر السياسي.

وليس بعيداً عن السودان  يعيش جنوب السودان أزمة غذاء خانقة في إطار كوارث الحروب التي يعيشها منذ إحدى عشر عاماً، وكذلك شقيقته إثيوبيا، ولم يشفع لدول مصدرة للبترول كالعراق  أن تنجو من أزمة الغذاء والكهرباء رغم مداخيلها العالية.

وفي الجانب الآخر من العالم العربي تقف تونس على بُعد خُطوة من الإفلاس على واقع الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعيشها، والسؤال الأبرز في تونس اليوم هو ليس هل ستفلس البلاد؟ أو هل هي على حافّة الإفلاس؟ بل السؤال هو متى سيتم إعلان هذا الإفلاس؟ فالمسألة مسألة وقت لا أكثر ، ولا يُعتقَد أن مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد الدولي تبدو ناجعة في إطار ما يصيب البلاد من اختلالات.

وفي بلدنا الذى يوصف بالفقير  لا يقوم من أزمة سياسية إلا وتطرق أبوابه أزمة اقتصادية، يستقبلها بكل حفاوة وصبر وكأنها ضيفٌ ثقيل الدم لا يملك إلا أن يصبر على مكوثه ظانّاً أنه راحلٌ لا محالة، إلا أن الضيف سرعان ما تعجبه الإقامة فيدعو بقية أفراد أسرته للإقامة في منزلٍ بات يضيق على أهله.

وتعلن مصر الجارة الجنوبية عن مشاريع جديدة كافتتاح مشروع ضخم في العاصمة الإدارية الجديدة، وبناء معمل أو مصنع تديره القوات العسكرية، لتغطي على مشهد آخر يتمثل بشحّ المياه المنبثق عن أزمة سد النهضة والتي باتت أقرب من “ميكروفون” الرئيس الذي يحشره في فمه عند كل خطاب افتتاح لمشروعٍ لا يرى الشعب أثره على أرض الواقع. أزمة لا يتوقع أنه زارت مصر إلا في أيام “الشدة المستنصرية” التي وصفها المقريزي ” بأن مَن بقي مِن قرية تعدادها خمسُمئةٍ فردٌ أو اثنان”، أزمة المياه هذه تأتي في إطار مديونية مصر العالية الآخِذة بالارتفاع كلما ارتفعت الأسعار، وفي إطار الكرم الذي يتعامل به صندوق النقد مع مصر فإنه يفرض عليها إصلاحات قاسية تتمثل بطرد عدد كبير من موظفي الحكومة وتخفيض نفقاتها ورفع ضرائبها، حتى لو كان ثمن ذلك هو مزيداً من الفقر.

أما نحن فى السودان نواجه أزمات متعاقبة مرة تلو الأخرى .. أزمات سياسية وأزمات إقتصادية وأزمات أمنية آخرها الاقتتال القبلي فى النيل الازرق التي راح ضحيتها المئات وعشرات الجرحى وانفلات أمني غير مسبوق وجهات وأفراد يسعون بكل السبل إلى جر السودان وراء صراعات وحروبات قبلية لا يعلم جحيمها الا الله سبحانه وتعالى..

فبدلا ان تتعال الأصوات إلى التعايش السلمى ونبذ العنف والاحترات والاقتتال نشاهد ونسمع دعوات ضعاف النفوس ومروجي الفتن إلى المزيد من الخراب والموت والتشريد والسؤال المطروح هنا والمحير فى نفس الوقت هل الدولة جزء من هذا الصراع؟ وهل فرض حالة طوارئ بولاية النيل الازرق حلا للمشكلة؟ أم أجراء مؤتمر شامل وجامع للقيادات الأهلية من جميع ربوع السودان لوضع حل جزري ونهائي لمسألة الانفلات والاقتتال القبلي بين مكونات المجتمع السودانى..

ما نشاهده ونسمعه عبر وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المختلفه المقروءة منها والمسموعة والمرئية غير مبشرة بالمرة وتوحى بأن أماني وأحلام مروجي الفتن وضعاف النفوس بات بين قوسين أو أدنى من تحقيق تطلعاتهم وأمالهم المشؤومة بأن السودان يتحول إلى بلد اقتتال اهلي وقبلى وتتحقق أمانيهم المسمومة بامتلاك ماتبقي من السودان الخالي من عرقيات أخرى منافية لهم وهو ما يوحى “بالأسوأ الذى لم يأتي بعد ” عنوان المقال..

حقيقة سئمت من مسألة إنتشار خطاب الكراهية وسط شباب السودان وهم قله يكاد لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة ولكن من خلفهم جهات وكيانات تدعهم بالغالي والنفيس ليكتمل لهم المراد المردود إليهم بإذن آلله تعالى..

فعلى الجهات الأمنية والشرطية والجيش تفعيل أقصى درجات الإستعداد لحماية سوداننا وما تبقى منه من كيد المتربصين والمفتنين والمغرضين وأصحاب الولاءات القبلية والحزبية وعلى الجهات الأمنية والدولة أن تعلم أنه إذا اندلعت شرارة الاحتراب القبلي فلن يتبقى هنآك دولة تسمى السودان ويصبح مواطنيها لاجئين ونازحين فى دول اخرى..

ختاما
على شبابنا الواعي إدراك خطورة الوضع الراهن بالسودان وانتشار الاحتقان القبلي والسياسي وخطورة الموقف ومحاربة صناع الفتن ومروجيها ونشر روح التعايش السلمى بين جميع مكونات أهل السودان ورفعة البلد…

وللقصة بقية

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. شايف كاتب المقالة عمل فيها رايح من اهم سبب فى مشاكل السودان وهو الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة… وتناسى انو الانقلابات العسكرية فى تاريخ السودان كانت هى السبب الرئيسى فى مشكل السودان… ولسه العسكر طامعين فى السلطة.
    كسر تلج للجيش والرمم المعاهو ماحيفدك ياكاتب المقالة

  2. مقال بدون موضوع.. و كاتب غير محايد.. و لا أعتقد أنه يجهل اساس و اسباب تطورات الوضع المأروم في السودان… لكنه إما ان يكون جزءا من المشهد، أو محرض على الفتنه.
    و عليه أن يختشي شويه، لان من يقرأ هذا الهراء، لا بد له ان يندهش من جرأة هذا الكاتب، و تقليله من ثورة شبابه، و عدم الاكتراث لدمائهم الغيره التي سألت طويلا، لأجل إنهاء حكم العسكر و المتأسلمين و اللصوص و الارزقيه، و إلى الأبد.. هذا زمن الوعي، و شبابنا واعي بالمطلوب للسودان المستقبل و أجيال القادمه البريئه من مثل هراء هذا الكاتب التغافل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..