دعوا الاجيال تقرر مصيرها

فالذين يتحاورون فى القاعة قد تجاوزوا الستين وبعضهم على اعتاب الثمانين واخرون بالمهاجر لايقلون عنهم كثيرا ان لم يكن يقوفوهم سنا ، هل فكروا يوما بأن يتحاربون ويتقاتلون هنا وهناك من اجل ان يقرروا مصيرا ليس مصيرهم وواقعا لن يعيشوه على المدى القريب ، ليجعلوا الاجيال تتقاتل من بعدهم ، فقط هم الغالبية العظمى فيهم الوصول للسلطة لاغير ومن بعدها فلتحرق روما.
هل فكر هؤلاء ان شهوة السلطة فى هذه السن وتجييش الجيوش لها من موالين وتبع وتبع التبع معطوبي الفكر يخدعونهم بفتات مناصب حالية او عند الوصول للسلطة، مناصب لاتفرز الا مزيدا من العلل والتشوهات فى وطن الجمال.
فالوطن اكبر من ان يقرر مصيره مجموعات كل همها السلطة والجلوس على كراسيها الوثيرة ، دون تخطيط لاجيال يتسابق اندادها فى كل العالم لرسم مستقبلهم دون وصايا ، يختارون من وسائل الحكم الرشيد المتوازن ارفعها ، بما تتيحهم لهم معطيات لم تتوفر للسابقين الذين سلموهم دولهم بعد أن فتحوا لهم فرص التفكير الحر والاختيار الذي يتناسب مع قدراتهم وما تتطلبه الاجيال بعد قرن او نصفه لا التفكير الآنى تحت الاقدام بل اقصر قليلا حد ارنبة الانف.
فالعالم من حولنا يتقدم ونحن نفرخ نفس الافكار البالية ، ونكرر تجاربنا الفاشلة فى الحكم ، بحقن الاجيال القادمة بنفس العقار الذي كان سبب الداء ، دون ترك الفرصة لهم ليكتشفوا العلاج الناجع ، الذي يجعل الوطن اكثر اشراقا بلا وجوه عابسة كل همها سلطة لا تملك مقوماتها.
فالوطن غنى جدا بأبنائه الذين يستطيعون كيف يديروه دون علل فكرى وانغلاق فى غرف الاحزاب الضيقة التى تدعى امتلاك الحقيقة المطلقة ، فقط يحتاج من يوظفون الحزب لخدمة الدولة لا الدولة لخدمة الحزب ، وذلك التوظيف لايتم ما لم نوقن ان الكفاءة مقياس التقدم وليس الولاء.
دعوا الاجيال تقرر مصيرها مصيرها بلا استنساخ وتكرار لتجاربكم التى اعيت من يداويها ولو من داخل مواعينكم.
فالقرار الذي يحتاج لتعديل غدا لا يعتبر قرارا بل ضعف بصيرة.
[email][email protected][/email]