(الفجر الجديد).. تدبير ذي حنك يفكر في غد

(الفجر الجديد).. تدبير ذي حنك يفكر في غد

عبد الفتاح عرمان
[email][email protected][/email]

تعد وثيقة (الفجر الجديد) التي وقعت عليها الحركات السياسية المسلحة المكونة للجبهة الثورية مع الأحزاب السياسية المعارضة المنضوية في تحالف قوي الإجماع الوطني- قبل تنصل بعضاً منها من تلك الوثيقة-، ومنظمات المجتمع المدني والحركات الشبابية خطوة متقدمة تصب في وحدة القوي المناوئة للنظام في الخرطوم. إذ أن الوثيقة لم تحمل في طياتها جديداً يختلف عن ميثاق (أسمرا للقضايا المصيرية) الذي تم التوقيع عليه تحت مظلة طيب الذكر التجمع الوطني الديمقراطي في منتصف التسعينيات. بيد أنها حوت نقاطاً جديرة بالإهتمام مثل التأكيد علي التنوع الذي تذخر به البلاد وسد الطريق علي محاولات الإفلات من العقاب وردع الممارسات العنصرية عبر القانون.

وإعتماد الكفاح المسلح والإنتفاضة السلمية كوسيلتين شرعيتين لتغيير الحكومة الحالية قد تم الإتفاق عليهما من قبل أحزاب المعارضة الحالية والحركة الشعبية- جنوباً وشمالاً- في ميثاق (أسمرا للقضايا المصيرية) في 1995.
عّلق حزب الأمة القومي بزعامة الإمام الصادث المهدي علي ميثاق الفجر الجديد في بيان له نشر عبر الوسائط الإلكترونية فيما يتعلق بعلاقة الدين بالدولة بالقول: “أن موقفنا المبدئي في العلاقة بين الدين والدولة يقوم على التوفيق بين تطلعات المؤمنين، والمساواة في المواطنة”.

أظن- وليس كل الظن إثم- أن حزب الأمة يراهن بأن الشعب السودان يحظى بذاكرة الأسماك سيما وأن الحزب بنفسه ورسمه قام بالتوقيع في 1995 علي ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية الذي أكد علي فصل الدين عن السياسة! فأين كانت تطلعات “المؤمنين” وقتذاك؟! أم اكتمل إيمان شعبنا بعد 1995؟

وفي فقرة أخرى يقول البيان المعني: “نحن نلتزم بتحقيق الأهداف الوطنية بكافة الوسائل، ما عدا العنف والاستنصار بالخارج”. ما هو تعريف الحزب لما أسماها بـ”الأهداف الوطنية”؟ وهل من بينها إغاثة المتضررين من الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق؟
رفض العنف والإستنصار بالخارج لا يليق بحزب في قامة حزب الأمة- ونحن هنا لسنا بصدد إضفاء شرعية علي العنف- لكننا نستغرب أن يصدر هذا الحديث من حزب استنصر بالعقيد الراحل القذافي ودخل الخرطوم تحت ظلال السيوف لأخذ السلطة من الديكتاتور الراحل نميري غلابا عبر الدعم المادي والعسكري الليبي. وحج ذات الحزب إلي أسمرا في منتصف التسيعينات واستقوى بأفورقي- الكافر- علي النظام في الخرطوم، وقام بعمليات عسكرية لقطع الطريق بين بورتسودان والخرطوم. فحزب بهذا التاريخ ليس مؤهلاً لإعطاء محاضرات عن الوطنية والاستنصار بالخارج للأخرين.

التراجعات أو المراجعات التي حدثت من قيادة أحزاب قوي الإجماع الوطني بعد أن وقع وفدها علي ميثاق الفجر الجديد لا تليق بها. وهي شبيهة بمراجعات الجماعات الإسلامية الجهادية في مصر علي أيام الديكتاتور حسني مبارك، جاءت تحت ضغوط من النظام الذي أعلن علي الملأ أن توقيع تلك الأحزاب علي ميثاق الفجر الجديد بمثابة “حفرها لقبرها” بيدها. وفي ظل التهديد والوعيد من قبل جهابزة النظام ضحّت قوي الإجماع الوطني بوفدها الذي وقع مع الجبهة الثورية وهي تقول لنفسها “درب السلامة للحول قريب”.. وأظهرت توقيع وفدها علي ميثاق الفجر الجديد بأفعال “غر” لا يخشى العواقب. وإلا قولوا لي ما هو الفرق بين ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية ووثيقة الفجر الجديد؟ لا فرق علي الإطلاق، سوي أن قيادات تلك الأحزاب حينما وقعت في أسمرا كانت تنام ملء جفونها عن شواردها، في مأمن من بطش النظام لكنها الآن تقبع في الخرطوم تحت سمع وبصر أجهزة النظام القمعية.

تعليق واحد

  1. الأخ عبد الفتاح : مشكور علي إنعاش ذاكرة الشعب والأحزاب التي لا أظنها قد نست مؤتمر اسمرا ولكنها كما قلت ترزح الآن تحت سطوة النظام .
    ما اود إضافته هو لماذا رد فعل النظام بكل هذا الخوف والرهبة من وثيقة الفجر الجديد ولم يكن رد فعله هكذا علي مقررات مؤتمر اسمرا .. والإجابة قريبة
    أولاً الأحزاب والحركات الشمالية آنذاك لم تكن لديها أي قوة عسكرية فيما عدا الحركة الشعبية وقد كان النظام قد صنفها بانها من الكفار. أما الآن فعظم الموقعين لديهم القوة المسلحة وهو أمر يرهب النظام،
    ثانياً لا يستطيع النظام حالياً حشد مناصرين له من الشعب السوداني ضد إخوانهم في كل شئ حتي الدين كما كان يصور حربه في الجنوب للسذج .
    ثالثًا خوف النظام مضاعف لان القوات المسلحة أصبحت حسب تقديراته بيت الداء والمصائب فضلاً عن ان القوات المسلحة سوف لن تدخل في مواجهة مثل هذه وهي مكسورة الجناح والخاطر عما فعله النظام بها منذ أيام
    رابعاً : ما تبقي له غير قواعده من عضوية الحركة وجهاز الامن وهذه ليست افضل حالاً من القوات المسلحة وذلك بسبب الانقسامات والشكوك وخوف النظام إذا تم تسليح عضويته قد توجه بنادقهم لرموزه وليس للمعارضة ، علماً بان عدد مقدر من الإسلاميين انفسهم في انتظار هذه اللحظة لإصلاح المنكر بأيديهم ذلك أن زملائهم وإخوانهم دفعوا أرواحهم في حرب لم يروا غنائمها غير الرئيس وإخوانه وزوجاته وبطانته الأقربين .
    ختاماً النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة وكل ما يحتاجه خلعة كبيرة شوية .
    أحاديث تدور عن أنهم تبايعوا علي عدم الهرب مبكراً حتي لا يؤثروا في القواعد.

  2. وفي فقرة أخرى يقول البيان المعني: “نحن نلتزم بتحقيق الأهداف الوطنية بكافة الوسائل، ما عدا العنف والاستنصار بالخارج”. ما هو تعريف الحزب لما أسماها بـ”الأهداف الوطنية”؟ وهل من بينها إغاثة المتضررين من الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق؟
    رفض العنف والإستنصار بالخارج لا يليق بحزب في قامة حزب الأمة- ونحن هنا لسنا بصدد إضفاء شرعية علي العنف ( اذن انتم بصدد ماذا ) – لكننا نستغرب أن يصدر هذا الحديث من حزب استنصر بالعقيد الراحل القذافي ودخل الخرطوم تحت ظلال السيوف لأخذ السلطة من الديكتاتور الراحل نميري غلابا عبر الدعم المادي والعسكري الليبي ( و هل اذا كان ذلك عمل خاطي و اتضح له ذلك ماذا يكون قولكم ) . وحج ذات الحزب إلي أسمرا في منتصف التسيعينات واستقوى بأفورقي- الكافر- علي النظام في الخرطوم ( للاسف الحركه الشعبيه غدرت بالاحزاب و اتفقت مع الحكومه لوحده بع ذلك ) ، وقام بعمليات عسكرية لقطع الطريق بين بورتسودان والخرطوم. فحزب بهذا التاريخ ليس مؤهلاً لإعطاء محاضرات عن الوطنية والاستنصار بالخارج للأخرين ( اذن من هو المؤهل لاعطاء دروسه في الوطنيه من تحالف مع الحركه الشعبيه و غدرت بهم و باعتهم بثمن بخس وطن محشور داخل افريقيا بدلا من من وطن عريض واحد موحد .

    أظن- وليس كل الظن إثم- أن حزب الأمة يراهن بأن الشعب السودان يحظى بذاكرة الأسماك سيما وأن الحزب بنفسه ورسمه قام بالتوقيع في 1995 علي ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية الذي أكد علي فصل الدين عن السياسة! فأين كانت تطلعات “المؤمنين” وقتذاك؟! أم اكتمل إيمان شعبنا بعد 1995؟ ليس المهم رأي حزب الامه ماذا انتم فاعلون اذا كانت غالبيه الشعب تريد اسلاما نظيفا عادلا وكل الزباله بره احزاب باليه حركات مأجوره حكومات خائبه بسطاء الناس الغالبيه العظمي قادمه ستنكس كل ذلك العفن ان شاء الله

  3. كل الناس تعلم ان من مبادئ الحرب في الاسلام بان الحرب خدعة و الحرب مكيدة و اذا كان معظم الاحزاب التي وقعت علي وثيقة الفجر الجديد لبناء السودان الجديد تقع تحت نيران الحكومة في الداخل لا غبار عليها ان تتلوا البيانات التي تفيد بتراجعها عن الوثيقة و قلبها مطمئن لها — تماما مثل خدعة اذهب الي القصر رئيسا و ساذهب الي السحن حبيسا — و خدعة نزول 300 اسلامي مدني بزي عسكري في الليلة المشؤمة 1989/6/30 للمساعدة في انجاح الانقلاب العسكري المزيف — فزعت الانقاذ و سكلبت وجقلبت و لأول مرة شعرت العصابة بدنو أجلها و كل هذا لا يفيدها — لان التطور الحتمي لثورة الشعوب السودانية ضد العصابة تسير بقادير و آجال مسطرة لا فكاك عنها ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاءو تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك علي كل شئ قدير ) .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..