مقالات سياسية

التفاوض في جدة لوقف الحرب بمبادئ الكيزان الإنتهازية ، هو اخطر من الحرب نفسها

خليل محمد سليمان
لكي لا نقع في مستنقع تجارب الكيزان العبثية التي اوردتنا موارد الهلاك يجب علينا ان نلقي نظرة علي كل المفاوضات ، والإتفاقيات التي عُقدت في عهد حكم الكيزان ، وآخرها سلام جوبا الذي اعدوه بليل لنصحى علي هذا الكابوس المفزع.
جميعها غاب عنها البعد الإستراتيجي ، ومصالح الدولة العليا ، والمؤسف جميعها انتجت ازمات ، وواقع اسوأ من الحروب نفسها ، وذلك لأن الدولة لا تعني شيئ في منهج الجماعة بقدر مصالحهم الذاتية الضيقة ، والتي اصبحت تعلو علي مصالح تنظيمهم نفسه.
الإنقاذ انتجت سماسرة ، وإنتهازيين لا تعنيهم إمور الدولة في شيئ ، وهذا ما انتج كل الازمات التي نعيشها اليوم.
اخطر ما في تفاوض جدة يحمل بصمات إتفاق الطائف الذي يعيش لبنان مآلاته اليوم بإنهيار الدولة ، وقيام دولة مليشيا حزب الله علي انقاض لبنان ، الذي إبتلعتها المليشيا بالكامل.
المعلوم ان كل اطراف الحوار هم كيزان حتي رئيس وفد الجنجويد العميد الركن عمر حمدان ، من ضباط الدفعة 43 هو إسلامي من الصف الاول، ومن عتاة الكيزان داخل المؤسسة العسكرية المنتدبين.
ماذا يعني الوقف الدائم لإطلاق النار ، ودخول مراقبين دوليين؟ .
يعني ان الكل يبقى في اماكن تواجده ، وذلك إعتراف ، ومنح الجنجويد جعرافيا تتبع لنفوذهم داخل العاصمة.
اينما امطرت جدة فللكيزان سهم ، ونصيب! .
كل الشعب السوداني يردد بعفوية مسألة الاطماع في تقسيم السودان.
حوار جدة هو تقسيم للعاصمة الخرطوم نفسها..
اينما وُجدت الاطماع الدولية ، والإقليمية الكيزان في ايّ حوار ، او تفاوض تحت ايّ مسمى ، فهذا ما تتمناه لأنها ستحصل علي ما تريد ، لأن الجميع لا يريد حضور الدولة ، او من يمثل إرادة شعبه بصدق ، و تجرد.
ستبدأ مرحلة لبننة السودان من عاصمته الخرطوم حيث سيكون للجنجويد مناطق نفوذ ، محمية بإتفاق جدة تحت رقابة دولية.
يجب ان يعلم الجميع ان فكرة الحوار والهرولة نحوه تلبي رغبات الكيزان المريضة ، ومصالحهم الذاتية الضيقة ، وطموحهم الضحل ، حيث تقسيم المُقسم.
هذا الذي يجري بوجود الكيزان علي رأسه لا يؤدي الي وقف الحرب ، بل هو التأجيل الي فصول قادمة اقبح ، والعن! .
لماذا يجب رفض ايّ تسوية في هذا الملف بعد إندلاع الحرب لها علاقة بالتدويل؟ .
المثال في ذلك سوريا..
سوريا رفضت القرار الدولي 2254 المُتخذ بالإجماع في مجلس الامن لحل النزاع بالطرق السياسية ، اعتقد حسب تقديرات النظام السوري الامر له علاقة بوحدة التراب السوري ، فالقرار هو إعتراف بحدود جغرافية لجماعات ، و مليشيات فرضها واقع الحرب ، لتصبح سوريا ارض مقسمة حسب النفوذ بين الشرق ، والغرب ، ودول الإقليم بقرار دولي.
برغم ان مشهد التقسيم حاضراً علي الارض بالامر الواقع ، لم يجد طريقه الي طاولة التفاوض ، لطالما لا يحمل ملامح مشروعاً وطنياً يحقق وحدة التراب ، ويحفظ حقوق الجميع بعيداً عن المصالح الدولية ، وتقاطعاتها.
إتفقنا مع النظام السوري ، او إختلفنا معه ظل يمانع في الذهاب الي الحوار تحت القرار الاممي لأكثر من عقد من الزمان ، والجميع يعلم الواقع هناك.
يجب اخذ العِبر من إتفاق الطائف ، والنظر الي حال لبنان اليوم! .
كيزان سجم الرماد هرولوا الي التفاوض دون ان يعرف احداً مآلات هذا الواقع..
نعم تم وضع امر الحرب تحت لافتة التمرد ، برغم تقاطعات الواقع الذي يسيطر علي تفاصيل المشهد فيه سدنة النظام البائد ، و ربائبه ، و مصالحهم في كلا الطرفين جيش ، او جنجويد.
إذا كانت الحرب خيار الكيزان ، وسدنة النظام البائد فالحوار الذي يجعلهم يديرون المشهد هو مبتغاهم ، وطموحهم ، فهرولوا الي جدة بين ليلة وضحاها تناسوا فكرة الحرب التي فرضوها واقعاً علي الشعب السوداني.
الحل:-
لست من دعاة الحرب ، او إستمرارها ، نعلم مراراتها ، فواحد من اسباب الغياب ، والإحتجاب هو اننا ظللنا لسنوات نتحدث ، لتجنب هذا المشهد الذي كنا نراه رأي العين ، ولم نجد آذاناً تسمع ، والمؤلم في الامر من هم في السلطة الآن تبنوا كل ما كنا نردده ، ونقوله ، بالحرف بلا حياء ، حيث كان حراماً علينا ، ووضعونا في خانة اعداء الوطن، وجيشه الذي نريد تفكيكه ، وخرابه.
الحل ان تقوم جبهة عريضة تمثل مصالح الشعب السوداني الحقيقية بعيداً عن الكيزان ، والقوى السياسية التي فقدت المصداقية.
قيام حوار بأسرع ما يمكن لكيفية وقف الحرب بطريقة تضمن وحدة التراب السوداني ، وان يوضع إطار لعملية التعامل مع مليشيا الدعم السريع بشقيها السودانيين منهم وكيفية دمجهم في صفوف القوات المسلحة ، والتسريح ، اما الاجانب منهم بالتعاون مع دول الإقليم ، والمجتمع الدولي في طريقة عودتهم الي بلدانهم.
كسرة..
عبارة مؤلمة حد الوجع..
البرهان “كنا نظن” يا العشا ابو لبن لا يوجد قائد في الكرة الارضية في التاريخ القديم ، او الحديث توجد في مفكرته خانة للظنون.
صرف عليك الشعب السوداني من الكلية الحربية الي ان وصلت الي رتبة الفريق اول لتأتي بعد كل هذا الخراب ، والدمار لتقول له “كنا نظن”! .
القادة يتوقعون واجبات المستقبل بعيداً عن الظنون ، والاوهام ، والاحلام ! .
اما قادة مشروع الدولة السريالية يعملون برزق اليوم ، فالمستقبل هو في رحم الظنون..
كسرة ، ونص..
هذا فشل يستحق الإعتراف بشجاعة ، والإعتذار الذي يستوجب العقاب ، والحساب ، حسب إرادة الشعب السوداني ، لأن حجم الدمار كبير ، والخسائر مهولة ، و لا يزال الحبل علي الغارب.
صعود جيل الشباب الي قيادة المؤسسة العسكرية في هذا الظرف الدقيق يزيد ثقة الشعب ، وتلاحمه مع جيشه ، وسيكون النصر اينما كانت إرادة الشعب ، والامة.
كسرة ، ونص..
قتال هذه المليشيا في شوارع الخرطوم بهذه الطريقة يعني انها المعركة الرئيسية ، والاخيرة ، فمن يعتقد ان لهذه المليشيا ظهير قبلي يبقي واهم ، فما اسرة دقلو إلا  اسرة موتورة ، اراد البعض ان يجد لها سوقاً ، وآخر المحاولات فرضها سياسياً بخطاب ينفي وجودها ، ويعارض مبادئها .. فهي الإنتهازية يا قوم ، وما يفعله المال من خوازيق! .
اخيراً..
نزولاً الي رغبات بعض الإخوة ، والاصدقاء كسرت حالة الصمت ، والإحتجاب الذي فرضته حالة نفسية قاهرة لا يعلمها إلا الله ، فمعذرة إن كنت شحيحاً في التحليل ، او الكتابة ، فأتابع بصمت في اغلب ساعات اليوم إن لم يكن جميعها..
ودي ، وإحترامي للجميع ، بمختلف الآراء ، والمواقف ، وتبقى مصلحة السودان ، وشعبه هي العليا فوق رقابنا جميعاً..

 

‫3 تعليقات

  1. شنو الخرمجة دى و الكلام المتناقض, الكيزان هم من يدير المشهد بشروطهم و استراتيجيتهم ولا مفر من الاعتراف بذلك و اللف و الدوران ومحاولة ادخال عوامل واسباب أخرى لتبرير مواصلة الحرب و القضاء على آخر جنجويدى على وجه البسيطة و أيضا القضاء على كل من حدث وجودهم من ارواح بريئة فقدت بين الجنجويدى و العسكر هدم و تدمير كل ما هو قائم و مشيد من بنى تحتية و مرافق صحية و منازل شرد أهلها , ما سيترتب عليه نشوب هذه الحرب يبدو حتى الآن بعيدا عن عقول من يطرقون طبولها لأن ضميرهم الانسانى قد الغى تماما هذا فيروس الكيزان و قد نجحوا الى حد بعيد فى نشره, فمرحبا مجددا بألنسخة الكيزانية الجديدة.

  2. سيسجل التاريخ ان حميدتى (حتى ولو انسحب من الخرطوم) انه كسر كرامة الجيش السودانى ومرمط بسمعته الارض.
    وسوف لن يحترم هذه الجيش المؤدلج الا بعد زمن طويييييييل وبعد ان يغير من قيادته وعقيدته الكيزانية الارهابية.
    وسيسجل التاريخ ان عصابة الكيزان الارهابيين قصفت بيوت المواطنين بالطيران الحربي وقتلت حتى الاطفال داخل حجراتهم، وهذا لم يحدث من قبل ان يقصف جيش بيوت المواطنين بالطيران الحربي لينتصر في حرب هو بداءها وعجز عن مواجهة مليشيا صنعها بنفسه.

  3. تحليل الأخ خليل منطقي وواقعي لأبعد الحدود واخطر ما فيه الاستشهاد بالنموذج اللبناني. فإذا انجر وهؤلاء إلى المفاوضات وتدويل القضية فعلى السودان السلام. شكرا اخي خليل على هذا التحليل الواعي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..