بعد اليوم .. لا لولوة.

بعد اليوم .. لا لولوة.

رندا عطية
[email protected]

إنشطار وتمزق وطن لنصفين واختيار 8 مليون من ابنائه الانفصال والذهاب بثلثه جنوبا لهو ليس بالامر الهين الذي يمكن المرور عليه مرور الكرام دون أن نتوقف لنجيب على السؤال التالي:(لماذا جرى ما جرى لنا من انفصال وتشرذم؟!!) تأملا فيه تفكرا وتدبرا، سعيا دؤوبا لتفكيكه وتحليله وصولا لجذور مسببات هذا الانفصال وان تطلب الامر كمد لا سكب الملح على الجرح ونصب اعيننا ان التئام الوطن لا محالة واقع حتى وان لم يسعفنا العمر لنحضره.
علما انني حال انتباهي لحقيقة نجاح كل من الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية جنوب افريقيا في التعامل مع مسألة العنصرية والاستعلاء العرقي والثقافي بما حافظ على وحدة نسيجهم الاجتماعي وبالتالي تجنبوا ما بتنا نحن فيه من تمزق وتشرذم بالرغم من ان حالهما شابه حالنا ان لم يفقه سوءاً من حرب اهلية ما بين ولايات الجنوب والشمال الاميركية ومن ثم تمييز عنصري، لسياسة فصل عنصري مارسها بيض جمهورية جنوب افريقيا ضد سكانها الاصليين من السود!! حتى اقبلت على تجربتهما قراءة عاكفة والتي ما ان تمعنتها بعقل الباحث المحايد ومن ثم ادركت انهما ما نجحا فيما فشلنا نحن في تخطيه الا لمواجهتهما وتناولهما لمسألة العنصرية والاستعلاء بصراحة مؤلمة دونما اي محاولة من جانبهما لاخفائها او التستر عليها و(غتغتتها) ومن ثم العمل على معالجتها عبر التوعية حينا ولجمها حينا آخر عن طريق القوانين المتشددة التي تخلو من اللولوة واللف والدوران ،الا ونبهني عقلي لحقيقة انه للوصول للاجابة على سؤال لماذا جرى ما جرى لنا من انفصال وتشرذم؟!! في البدء لا بد لنا ان نجهر بكل صراحة ووضوح قائلين بأن: بعد اليوم .. لا لولوة.

الصحافة

تعليق واحد

  1. باسطة

    يا رنده نتمنى أن يرتقي المجتمع و يتفهم و يعي أن لا فضل على أحد دون الآخر في هذا الوطن ، فالجميع سواسية أمام بعضهم البعض ، و أن نتفهم أن المشكلة موجودة و يجب معالجتها لا أن نكرس في ثقافتها
    في القرن الماضي لفت نظري بعض الشواهد التي كانت ترمز للمستعمر فقد كان سور أحد المعاهد العليا بإمدرمان يرمز لعلم المملكة المتحدة و قد تنبه بعض الوطنيين إبان فترة حكم الرئيس جعفر نميري و تم إزاله ذلك الرمز و هذا مثال واحد و قد كانت هناك بعض الرموز و المسميات و قد تمت إزالتها ، غير أن هناك رمز يستحيل علينا في الوقت الراهن إزالته ألا و هو خارطة مدينة الخرطوم فهي تمثل علم المملكة المتحدة

    أنني أقترح أن نغير أسماء بعض الشوارع في الخرطوم تمجد و ترمز لتلك الثقافة القبيحة و يجب أن نتحلى بالشجاعة و لو كان أبي الزبير باشا رحمة لطالبت المعتمد بتغيير إسم الشارع ا في إحتفال كبير و شروحات تثقيفية عن لماذا يتم تغيير إسم الشارع ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..