الشورى … من الطبرى الى الوطنى !

(المؤتمر الوطنى يرهن إعلان تطبيق الإصلاحات الإقتصادية باستكمال التشاور مع القوى السياسية ).. كان هذا آخر الإيجازات الصحفية التى تدوولت عشية أمس الأول فى الخرطوم .. ليقودنا هذا مباشرة لهذا .. فاكثر المسائل إثارة للإنتباه أن حكاية جولات وزير المالية يرافقه مساعد الرئيس العقيد عبد الرحمن الصادق المهدى .. أو العكس ..لم يكن لها صدى يذكر فى أوساط الرأى العام السودانى .. ورغم الإيجاز الصحفى أعلاه .. ورغم إستمرار الجولات والزيارات التنويرية هذه .. ورغم تأكيد وزير المالية وغيره من المسئولين أنهم يولون رأى من يلتقونهم إعتبارا .. إلا أنه فى الواقع لا أحد يعتقد أن ثمة تغيير سيحدث .. لذا فإن الناس ينتظرون الآن .. لانتائج جولات وزير المالية .. بل إعلان تطبيق رفع الدعم .. لماذا ..؟
ببساطة .. لأن الناس قد إعتادوا أن يشاور المؤتمر الوطنى .. الأحزاب ثم يفعل ما يحلو له .. لم نسمع مرة واحدة أن المؤتمر الوطنى قد إستجاب لرغبة .. شركاء الوطن ..إن إعتبرهم كذلك أصلا .. أو أخذ رأيا آخر فى الإعتبار .. حتى تكون هناك سابقة يمكن الإعتداد بها .. والإستشهاد .. فى هكذا موقف .. والمعلومات الراشحة .. والمواقف المعلنة رسميا .. تؤكد أن كل من إلتقاهم وزير المالية .. أو لم يلتقيهم .. يرفضون هذه القرارات .. ولكن المؤكد أن هذا لن يغير فى الأمر شيئا .. وهذا يتماهى بالطبع مع تفسير المؤتمر الوطنى لآية الشورى .. حيث يرى أنها .. أى الشورى .. غير ملزمة .. رغم أن كثير من العلماء يرون أن تقديم التشاور على العزم .. يعنى إلزاميتها .. ويضيف هؤلاء العلماء أن الله قد أمر رسوله ( صلعم ).. صاحب الرسالة ومتلقى الوحى .. بإستشارة العباد فى أمور دنياهم .. فما بالك بتابعى تابعى تابعى التابعين ..؟؟
وكان يمكن للمراقب أن يأخذ مأخذ الجد مساعى وزير المالية للتشاور هذه .. لوجاءت على خطوات مثلا .. كأن يبعث الوزير بحزمة (إصلاحاته الإقتصادية ) كتابة لهذه الأحزاب .. ثم يعطيها فرصة لدراستها .. وإعداد ردودها المقابلة .. ثم يلتقيها بعد ذلك .. فى حوار هادف ذو جدوى .. يقنع فيه أحد الطرفين الآخر .. أما ما يحدث الآن .. فهو أقرب فى الواقع لما يمكن أن ينطبق عليه مصطلح .. التنوير .. وهو مصطلح إفترعته الإنقاذ .. وتعنيه تماما .. وخلاصته .. قيام حوار من أغرب أنواع الحوارات .. حوار بين طرفين .. ولكن .. طرف واحد من هذين الطرفين .. يمتلك كل المعلومات .. يمتلك حق إبتدار الحديث .. يمتلك حق توجيه النقاش .. يمتلك حق تلخيص الحوار و…… كذلك إنهائه .. يمتلك ايضا .. ذات الطرف .. حق أن يعلن .. أن وجهات النظر قد تطابقت بين الطرفين .. وتسألنى .. وأين الطرف الآخر …؟ .. لقد تم تنويره …!
إذن .. هذا هو ذات المنطق الذى إعتمده وزير المالية فى جولاته على بيوت الزعماء .. ومقار الأحزاب .. ولأنها كذلك .. لم يكن مأمولا منها أن تحدث تغييرا .. ولأنها لن تحدث تغييرا .. فلا أحد ينتظر منها شيئا .. لا لأن احزابنا .. وزعمائها .. لا يملكون بدائل وخيارات .. لا سمح الله .. كلا .. ولكن لأن المؤتمر الوطنى .. لايريد أن يستمع إليها .. وإن استمع اليها لا يريد الأخذ بها .. فهل تظنون بأهل المؤتمر الغباء ..؟ حتى يقال أن المعارضة نجحت فى إيقاف قرار رفع الدعم ..؟ ويحكم … !! وعلى كلٍ .. يشكر العقيد عبد الرحمن الصادق .. على ما بذل من جهد .. ضائع ..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وهذا بالضبط ما كان يقعله وفعله محمد مرسي العياط
    الي ان انهي حياته السياسيه القصير وانتهي به المطاف في
    غياهب الظلمات
    كان السيد مرس العياط يجتمع مع كل الوان الطيف السياسي وغيره من الاطياف
    ويستمع اليهم بكل جوارحه ويبتسم اليهم في دو وترحاب حتي يظن هؤلاء
    ان اجتماعهم به وكل هذا الانشراح والود سيجب المحروسة شر البلاء والابتلاءات
    ولكنه بعد ان يخرج ويجتمع بالمرشد والشاطر وغير الشاطر يفاجا الجميع ممن التقي بهم ووعدهم خيرا بانه يقرر ما يحلو له
    هذا كان اكثر ما اثار حنق الناس عليه بالتاكيد بجانب الخزعبلات السياسية الاخري التي ارتكبها وانتهت به الي حيث هو وصحبه الكرام الذين كانوا يخادعون الناس وما يخدعون الا انفسهم
    فيا سيد لطيف من ياتري تعلم ممن من اخوان الشمال واخوان الجنوب من المكر والدهاء
    ولماذا يا تري بار مكر اخوان الشمال خلال فترة زمنية لم تتعد العام الواحد ولم يحدث ذلك الي الان لاخوان الجنوب الذين لم يهدهم الله الي الطريق المستقيم؟

  2. يا كابتن لطيف حصل سمعت ولا لاقيت يوم الصادق ولا الميرغنى ولا وهحد من عيالهم متابطا قفته او كيس خضارو وخارج من السوق عشان يغشى الطابونة ويشترى الرغيف ولا واحد فيهم ركب حمارتو المكادية وماشى طاحونة (اللمام ود الفكى محمود ) عشان يدقق ليهو ربع عيش ؟؟؟؟؟؟!!!!!يا اخى يشاوروهم على شنو الله يهدينا ويهديك ….!!!!! مايشاورو محمد احمد الغلبان الله يفتح عليهو ويغطس حجر الوزير وسجمو المر سلو عشان يشاور !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  3. الحقيقة الماثلة الآن ياود لطيف أن هذا النظام لايأبه بأحدوكل من يعتقد غير ذلك واهم وكل من يعتقد أن أي نقد لهذا النظام مفيد فهو واهم .. دوركم أيها الصحفيون وعبر كل منابركم يجب أن يكون دور تحريضي للجماهير لاقتلاع هذا النظام الذي كما تعلمون جميعاَ hopeless case

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..