يَا مَوت ..!

“إجلس على الكرسي .. كن أسمى من الحشرات .. كن قوياً ناصعاً .. ياموت .. اخلع عنك أقنعة الثعالب .. كن فروسياً، بهياً، كامل الضربات” .. محمود درويش!
ليس أصعب على نفسي من كتابة هذا المقال، ولو كان الأمر بيدي لما فعلت! .. لو كنتُ بالخيار لما كتبت اليوم، أو غداً، أو هذا الأسبوع .. ليس أقسى ولا أنكى مما أكتب عنه الآن .. لولا اعتبارات مهنيَّة كثيرة (تتقزم كلُّها أمام سطوة هذا الحزن الذي يصهر روحي!) لما كتبت .. يشهد الله .. قلبي منكفئ .. ونفسي حسيرة .. وروحي تختنق .. ويدي مغلولة ..!
كيف يكتب الإنسان عن (حالة فقد) يكابد حزنها ولواعجها لحظةً بأخرى؟! .. كيف ينعي المرء ذوبان نفسه، ونزيف روحه تحت سياط الذكريات ـــــ التي هَنئ بحُلوها واقتسم مُرَّها برفقة شخص عزيز فُجع برحيله الصامت ــــ هكذا! .. دون أي وداع؟! .. كيف يَقُصُّ كل هذا الكَبَد على مسامع الورق .. كيف يكتب أوجاعاً ليست للنشر ..؟!
كيف يفعل مُكرهاً لا بطل، لمجرد أن الآخرين تمكنوا من أن يفعلوا .. كيف يَمتطي المرء عَبَراته، ويتَسَربَل بدموعه، ثم يحتطب في غابات النعي والرثاء ـــ فقط! ــــ لأنه لا بد .. لابد .. لا بد له من أن يفعل ..؟!
من قال إن الكتابة فقرة ثابتة في (كتالوج) الحزن العظيم؟! .. من قال إن توثيق المشاعر الخالصة عند فقد عزيز (خاص) يشترط الهروع إلى الكتابة الآنيَّة؟! .. ماذا عساي أقول إن كان حزني على أخي (الكبير)، وصديقي النبيل، وأستاذي الجليل، يتمرد على قوالب الفكرة؟! .. يصعد فوق أنفاسي ويقفز خلف أسوار العبارة ؟!.. حزني على (كمال حنفي) لو تعلمون عظيم .. عظيم ..!
صبرٌ جميلٌ وبالله المستعان! .. والحمد لله الذي خلق لنا عبقرية صديقنا ود الرضي ليقولنا ــــ “إلا قليلاً”! ــــــ (الحزن لا يتخير الدمع ثياباً كي يسمى في القواميس بكاء .. هو شيء يتعرى من فتات الروح .. يعبر من نوافير الدم الكبرى ويخرج من حدود المادة السوداء .. شيء ليس يفنى في محيط اللون أو يبدو هلاماً في مساحات العدم .. الحزن فينا كائن يمشي على ساقين) ..!
يا الله! .. إلى أين آوي من عصفة هذا الحزن؟! .. الكتابة تحتاج إلى يقين لا أملكه .. وثبات لا أقوى عليه .. ورباطة جأش أعياني البحث عن بعض فتاتها منذ فجعت بالخبر اليقين .. يا الله! .. كيف يكتب من يُفاوض ــــ جاثياً! ـــــ مثل هذا الحزن (الجاثوم) ..؟!
(حَنَفي) أيها الرجل (الكبير) .. (لا مكان الآن لكْ .. واللهُ يسكنُ بالأماكنِ كلِها!) .. (كَمَال) يا صاحب العقل الجميل .. (قال اللهُ كونوا .. ثم كنا .. هل تحققنا تماماً من وجودِ الذات في أرواحنا؟! .. ضوءَ التكوّنِ وانطلاقُ الكائنات؟! .. نحن نخرجُ من غناء العزلة الكبرى .. لنكتب عن غناء العزلة الكبرى) .. وداعاً يا دكتور!
هناك فرق
منى أبو زيد
[email][email protected][/email]
رحمه الله وغفر له وانزله الفردوس الاعلى. أذكر أنه أشاد في جريدة الرأي العام قبل سنوات بثلاث … لاأقول مناوات بل أمنيات وهن منى بنت أبوزيد ومنى بنت عبدالفتاح ومنى بنت سلمان وقد كانت اشادة في محلها وها هن الامنيات أو العبقريات الثلاث هن كوكبات ضاويات في سماء الكتابة الصحفية.
المقال اسلوبه مضطرب …….. هل من الفجيعة……..انا لله ونا اليه راجعون….نسال الله له الرحمة
قليلون هم أولئك الذين يمسكون بخيط الوفاء …. بعد الرحيل لا شيء يقال ….. مات كمال . م ا ت .
أيُشيع كل ذاك المهرجان الصاخب الهادئ الوقور المتزن الشفيف بهذه الأحرف ؟ ثلاثه أحرف تصنع الفرق … من ملايين الأحرف والكلمات والسمفونيه التى كان يعزفها على السطور ويعالج بها هموم الوطن بمبضع الجراح إنتقينا فقط هذه الأحرف لنشيعه بها الى مثواه الأخير …. الى جنات الخلد يا صديقى وشكراً كثيراً إليك يا منى على هذا العزاء الفريد .
أستاذه منى
نشاطرك الاحزان ونعزى انفسنا واسرته وكل قبيلة الطب والاعلام على هذا الفقد الجلل لهذا الانسان المتفرد ذى المذاق الخاص فى كتاباته
الا رحمه الله واسكنه فسيح جناته والهم آله واسرته وكل معارفه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله
تقزم كلُّها أمام سطوة هذا الحزن الذي يصهر روحي!
يرحمك الله بواسع رحمتة ويلهم منى الصبر وبقيت الاهل
قرأت الستة سطور الاولى ومافهمت شئ وما فاضي لباقي المقال … قطعتي نفسي باللف والدوران
ربنا يرحم الدكتور كمال حنفى ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهدا وعزاؤنا لك منى ابوزيد وربنا يلهم اهله الصبر الجميل .
وحقيقة إنه لفقد كبير لكاتب سخر قلمه لقضايا الوطن وانا كنت من المواظبين على قراءة عاموده فى الراى العام (إلا قليلا) وكنت اتابع كتاباتك فى الراى العام (هناك فرق ومازلت )
فياموت ليتك تمهلت قليلا لتترك لنا إلا قليلا
00اختى منى 00 انا لا اعرف المرحوم كمال حنفى شخصيا ولم اقرا له مقال فى ايى جريده لكنى عرفته من خلال تحليله فى برنامج بعد الطبع فى قناة النيل الازرق والله كنت اعجب بشخصيته وتحليله واناقة مظهره واجلس مخصوص لاتابعه وكنت دائما اعلق لزوجى عنه وعن حبى له فى الله .صدقينى يوم رحيله كنت فى منزل صديقتى واثناء كلامها معى قرات خبر رحيله فى شريط اخبار النيل الازرق والله اتخلعت ووضعت يديا على راسى وصرخت افول انا لله وانا اليه راجعون لدرجة صديقتى وابناءها زهلوا وافتكرونى جميعا اقصد احد من ارحامى القريبين انها جد فاجعه ولا نقول الا ما يرضى الله وربنا يرحمه ويجعله من اصحاب اليمين وسبحان الحى الذى لا يموت