ليكن العام 2014 عام القصاص لشهداء سبتمبر

ابراهيم علي ابراهيم

والعام يمضي ويلملم أطرافه
وقد أخذ من الوطن أغلي وأروع الشباب الباسل
وفي أرجاء واسعة من الوطن
تنزوي الكثير من الامهات والأباء
والاسر التي فقدت أغلي كنوزها : الشباب الغض ..
سلام علي أرواح الشهداء في الخالدين …
سلام علي أرواح شهداء سبتمبر
سلام عليكم في الخالدين ..
التحقتم برفاقكم الاماجد
من الاجداد الميامين …عبر التاريخ …
وبأباء كرام أضاءوا الدروب للأجيال المعاصرة في اكتوبر
وفي ابريل .. وفي كل الساحات ضد الظلم والطغيان والاستبداد
والتحقتم بسلسلة من قوافل الشهداء .. قدموا أرواحهم الغالية في مقاومة هذا النظام الفاسد .. في جنوبنا الحبيب .. الجريح .. وفي الشرق والعيلفون وشهداء رمضان وحي العرب والشمال وفي دارفور التي أقدموا عليها بنيران الجحيم ليحصدوا أرواح ثلاثمائة الف شهيد .. وأكثر من مليوني شهيد في حرب الجنوب ..
وهذا الوطن أيها الاحباب قاوم منذ فجر التاريخ كل أشكال الظلم والاستبداد والاضطهاد .. ، قاوم الطبيعة القاسية .. والغزو الاستعماري التركي .. وقاوم المستعمر الانكليزي .. وكل أشكال الدكتاتوريات .. ، والشعوب العظيمة هي التي تشتري الحرية بالمهج والارواح .. بالتضحيات العظام .. بالدماء .. ، لا بالخنوع والاستسلام .. ، لا بالمغانم والمفاسد والافساد ..والجهل والتخلف ..
ووالله ان كل نقطة دم قدمها الشباب الباسل هي عزيزة علينا وكم هي غالية .. ، إذ ان هذا الجيل الذي تحصد أرواحه آلة عمر البشير ورفاقه الانجاس .. ، هو جيل ظلم ظلما لاحدود له .. ، لم يجد حقه في السودان الجميل .. ولم يجد حظه في الحياة التي عاشها من سبقوه .. ، لم يجد الرعاية والاهتمام .. ، لم يتوفر لهم أي قدر من الرفاهية .. ، ورغم كل هذه الاحزان التي تلف أرض وسماء الوطن .. ، إلا أن هذا الشباب .. أعطي الشعب السوداني أملا كبيرا .. عزيز المنال .. وثقة في الحاضر والمستقبل .. ، بإن السودان بخير وسيظل بخير طالما كانت هناك هذا القدر من البسالة .. وهذا القدر من الشجاعة .. والولاء المطلق له ..
خرج الشباب من الجنسين .. يعرفون ان هؤلاء قتله .. لن يتوانوا في إطلاق الرصاص عليهم كما أطلقوه علي رفاقهم ممن سبقوهم من الشهداء .. لكنهم مضوا الي المجد بثبات وقوة وعزيمة .. يقولون للقتلة .. نحن الا بقي وأنتم الذاهبون إلي مزابل التاريخ ..
ووالله .. أكثر ما أحزنني وجرحني في مسلسل الابادة الذي ينفذه هذا النظام القميء بدم بارد .. صور لأبناءنا في مدارس نيالا .. وهم يفع .. حتي ان أجسادهم هزيلة.. ليست اجساد شباب في المدارس الثانوية العليا .. بسبب الفقر الذي زرعه نظام الجبهة الاسلامية في أرجاء البلاد ..شباب يحمل كراسات المدارس .. أصطف زبانية
الامن وصوبوا بنادقهم عليهم .. وحصدوا أرواحهم .. وكأنهم ليسوا بشر .. ويا للشهامة .. ويا للرجولة .. أي أرواح خربة هذه .. وأي ضمائر ميتة .. هل هؤلاء بشر .. ؟ وهل هم سودانيون ؟ .. ماذا فعل الاسلامويون بهؤلاء الذين يستأجرونهم …. ؟
قال البشير في إجتماع لمجلس وزراءه .. إبان تصاعد الاحداث .. والرعب الذي تمكن منهم .. قال : ” فليقتل ثلث الشعب السوداني .. لينعم الثلثين بالأمن ” …….

قالت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضوان الله عليها .. حينما جاءها الحجاج بن يوسف الثقفي .. بعد ان قتل الصالح .. العابد .. العادل .. عبد الله بن عمر وعلقه علي ما تبقي من أسوار الكعبة بعد هدمها.. ، جاءها يتبختر .. ويستأسد علي أمرأة تجاوز عمرها المائة سنه .. ، أسماء التي كانت تحمل الزاد لرسول الله صلي الله عليه وسلم وهو في الغار مع أبيها أبابكر الصديق .. جاءها ليقول لها : ما ترين فعلت بإبنك ؟ قالت له بشجاعة إمرأة مؤمنة بقضاء الله وقدره .. ، أراك أفسدت عليه حياته .. وأفسدت علي نفسك آخرتك …

خرج مطأطأ الرأس .. يلحقه الخزي ولعنات التاريخ ..
كم حجاج لدينا الآن .. ؟ .. ،
كم حجاج ينفذ أوامر عصبة من بضعة أشخاص .. أضاعوا البلاد .. مزقوها .. ودمروها .. ، وأجاعوا الناس .. وملأوها بالمآسي .. وقتل الشباب والصبيان وحرائر الوطن .. هل هؤلاء رجال دولة ؟ شاهدنا النظم الدكتاتورية .. وكنا نخرج في التظاهرات .. لم نري مثل هذا القبح .. وهذا الحقد الاسود … والرصاص الذي يحصد المئات من الشباب الصغير ..
كم حجاج من لقطاء الامن .. حصدوا أرواح هؤلاء الابرياء .. الاطهار .. الذين خرجوا يطالبون بلقمة الخبز النظيف ..
هل بقي من إسلامهم شيء .. بعد أن تلوثت أياديهم بالدماء ؟ ….
هل بقي فيهم شيء من الوطنية .. أو من أخلاقيات وقيم وشهامة الانسان السوداني .. ؟
أين القوات السلحة ؟ وأين الوطنيين الشرفاء في القوات النظامية ؟ وماذا ينتظرون ؟ ..
هؤلاء القتلة سيجرون البلاد الي كوارث أكبر .. ، ما لم تكف أيديهم عن هذا الشعب العظيم .. ، وعن هذا الوطن الكبير .. ، مالم يتم إخراس أصواتهم .., وتمسح صورهم .. وسيرتهم .. من عقول وعيون أطفالنا ..
لقد أفسدوا الحياة
لتتحول البيوت مآتم ..
وأفسدوها بالغلاء .. والفقر .. وإستأثاروا وحفنة من حوارييهم بكل الثروات ..
ملأوا الناس بالحزن والغضب .. فكيف لهم ان يعيشوا في هذا الوطن .. ، وكيف لهم أن يتواصلوا فيما بينهم ؟
لأسر الشهداء نقول لهم صبرا جميلا .. فإن أبناءكم عند مليك مقتدر .. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..
وإن الشعب السوداني يحملهم في الاحداق وفي وجداناتهم العامرة ..بالدعاء والرحمة ..
وأن يثبتكم الله باليقين والصبر ..

وإن جراحاتكم .. وأحزانكم هي أحزان وجراحات الشعب السوداني ..
وفي الغد ستزهر أرواح أبناءنا الصغار حقولا من الحب والخير والزرع والخصب والخبز لكل ربوع السودان…
.. ، أيها الشباب نظموا صفوفكم .. ولا تستمعوا للأصوات الخاسرة الكاسدة …
وفي الغد .. سيلقي القتلة جزاءهم والله يمهل ولا يهمل
ولا نامت أعين الجبناء.
” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ”
وإنا لله وإنا اليه راجعون .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تفأولا بمطلع العام الجديدوتثمينالتضحية شهداء سبتمبر والإنتفاضة المستدامة..فاليسقط الشعب النظام .وتكون المحاسبة لجميع المسئولين منذ الإستقلال. وأعادة النظر فى جميع القوالب ..مدنية أم عسكرية..و يا من تبقى من السودانيين أصحوا..- ليجهز كل منا سلاحة للقصاص وليجهز كل من عذب أو أضطهد سياطه لمن إضطهده – أسوة بما فعله سيدناالفاروق بن الخطاب( سلم إسمه فقد لوثه الحقير) بعمرو بن العاص وولده وضرب جميع الظالمين بقولته الشهيرة – (متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)فاليضرب بالكرباج كل أمن وشرطة النظام. وقضاتهم وولاتهم وجميع المتأسلمين. وعمرالحقير والمشاركون فى سلطته كرابيج فى روؤسهم قبل إرسالهم إلى جهنم مثواهم. بإعدامهم عظة لكل الظالمين ….وثورة حتى النصر ..نحن رفاق الشهداء..الصابرون نحن… ..الفقراء نحن…المبشرون نحن..وتورة حتى الكنس النصر..

  2. شكرا إبراهيم على اللفتة والإضاءة المستحقة لشهدائنا .. شهداء الحرية والإنعتاق من هذا الكابوس الذي طال ليله .. الذاكرة السودانية للأسف ذاكرة خربة .. سريعة النسيان .. وكأن الإحساس قد مات فيها .. السؤال الذي كان دائما يطرح نفسه ماذا فعلنا لأسر هؤلاء .. الكلام موجه للجميع لكنني أخص به سودانيي الخارج الأكثر قدرة على الدعم .. سودانيو الداخل لم يقصروا من جهتهم قاموا بالدعم المعنوي وما أمكن من الدعم المادي .. طالبنا كثيرا بإيجاد آلية لدعم هذه الأسر خاصة وأن الكثيرين منهم فقدوا عائلهم .. لا ننسى كذلك الجرحى الذين يحتاجون للعلاج .. لدينا العديد من القنوات على الفضاء الأسفيري غير أننا لم نستفد منها في تكريس هذا الأمر .. إذا لم نتقدم بالمبادرة فمن يتقدم .. الحديث والمقالات والأناشيد لا تكفي ولن تغير من مرارات الواقع .. لكي نكون عمليين نرجو من سودانيي الداخل مد المواقع الإليكترونية بأرقام هواتف أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين حتى يمكننا أن نضّمد الجراح وأن نقدم عملا ملموسا يخفف أحزان هؤلاء .. ثم لنغني بعدها كيفما كان الغناء .. رحم الله شهدائنا الذين تستصرخنا دماؤهم كل حين بأن نأخذ بحقهاوحق ما خرجت من أجله .

  3. أزمة مواصلات ، أزمة رغيف ، أزمة غاز ، أزمة جازولين ، أزمة بنزين ، أزمة زواج ، أزمة مواد غذائية ، ‏أزمة مواد البناء ، أزمة عمل و وظائف ، أزمة أمن و كثرة الحراميه ، أزمة أخلاقية ، أزمة فساد و إفساد ، ‏أزمة زراعة المحاصيل ، أزمة وزراء ، أزمة دارفور، أزمة النيل الأزرق ، أزمة جنوب كردفان ، أزمة في كل ‏شيء وفي كل مكان ، لم يبقي لنا شيء بدون أزمة فيه ، صارت أزمة نظام ، فماذا يفعل هؤلاء المسئولين من ‏رؤساء و وزراء و مرؤوسين ؟ يظهر أنهم يأكلون ويشربون و ينامون مثل الحمير فقط عفوا فالحمير لها شيء ‏تعمله و منها فائدة ! فما فائدة هؤلاء المسئولين يا تـرى؟؟؟ أليس من الأفضل الحجر عليهم و وضعهم في ‏زريبة حجز الحيوانات الضالة الضارة و السائبة حتى نأمن شرهم !!! ‏

    ——————————————————‏

    ليكن عام 2014 م عام الحسم وإسقاط نظام الجوع والإرهاب: ان حرية الرأي و التعبير مكفولتان بموجب ‏القانون الدولي العام وخاصة القانون الدولي لحقوق الإنسان، ويعتبران من النظام العام فيه، وبالتالي، فلا يجوز ‏الانتقاص منها أو الحد منها. كما لا يجوز الاتفاق علي مخالفتها، من قبل حكومة او مجلس او اي سلطة، لأنها ‏تعتبر حقوقاً طبيعية تلتصق بالإنسان، فهي من القواعد العامة الآمرة فيه لذلك فإن قمع المظاهرات يقع تحت ‏توصيف الجرائم الدولية التي تستوجب المحاكمة بغض النظر عن مكان وقوعها. و إن ما قامت به قوات ملشيات ‏البشير الأمنية من انتهاكات ضد المتظاهرين السلميين منذ انطلاقة إنتفاضتهم وحتى الآن يدخل ضمن الانتهاكات ‏الجسيمة لحقوق الانسان كونه يتعلق بخرقٍ لالتزامات دولية غير خاضعة للمساومة ولا يحقّ لأي دولة التملّص ‏منها تحت اي ذريعة كانت خاصّة عندما تؤكد جميع الوقائع على ان التظاهرات كانت عملاً سلمياً حضارياً خالٍ ‏من العنف او التعرّض للمتلكات العامة والخاصة ولم تسجّل اي اعتداءات على حقوق الآخرين. وكل عام وأنتم ‏منتصرين …‏

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..