تداعيات الحرب في السودان .. أزمات اقتصادية وأوضاع صحية كارثية

الخرطوم : الراكوبة
لم يكن هناك خياراً أمام السودانين سوي التعايش، ولفترة غير قصيرة، مع الواقع الجديد الذي فرضته الحرب بكل ما فيه من آلام ومعاناة ومشكلات معقدة وأوضاع بالغة السوء.
مرت نحو أسبوعين على المعارك الحربية المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، متسببة في كوارث اجتماعية وإنسانية وأضرار اقتصادية، كما أن المؤشرات الحالية لا تبعث على التفاؤل بإمكانية هدنة غير هشة وتوقف إطلاق النار لكي ينعم الآلاف باستعادة حياتهم وأعمالهم وتجاوز تداعيات الكارثة اقتصادياً واجتماعياً.
تحديات جديدة
كل يوم يواجه المواطنون تحديات جديدة من خروج مستشفيات من الخدمة، إلى إغلاق الصيدليات وإنقطاع التيار الكهربائي وخدمات المياه، ونفاد المواد الغذائية والخبز بسبب إغلاق المحال التجارية إضافة إلى انعدام الكاش في الصرافات الآلية.
وقال مجاهد الطيب، أحد المواطنين بالخرطوم بحري لـ (الراكوبة) إن “نوافذ صرافات البنوك خالية من النقود منذ يومين، كما أن التطبيق البنكي متوقف”، مضيفاً “المبالغ التي بحوزتنا أوشكت على النفاد وهي لا تغطي الحاجات الأسرية خاصة مع ارتفاع الاستهلاك عقب شهر رمضان.
وشدد الطيب على ضرورة معالجة الوضع، مناشداً إدارات البنوك بأهمية تسهيل إجراءات سحب النقود لتوفير حاجات الأسر.
وأسف أحد المواطنين للحال الذي وصل إليه السودان، مستعيداً التاريخ الحافل بالتصالح في البلاد.
وقال سيف الدين فضل “الأمل كان موجوداً بعدم الوصول إلى سيناريو الحرب، لكن دعاة الفتنة نجحوا في مخططهم.
لافتاً إلى أنه من العسير التعايش مع واقع الحرب لأن الوضع أصبح قابلا للانفجار بصورة أسوأ.
وأوضح أن هناك أسراً لا تملك قوت يومها لافتقارها مصادر الرزق بعد توقف الأعمال في الأسواق والورش والمواصلات وأعمال البناء بسبب الاشتباكات المسلحة.
حلول بديلة
حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد ألقت بظلال سلبية على حياة الناس.
وإزاء هذا الوضع، لجأ السودانيون إلى حلولهم الموروثة في التكافل الاجتماعي مستغلين فترات وقف إطلاق النار المتقطعة، وبحذر شديد يتعايشون مع واقع لم يعهدوه ويراكمون تجارب ومغامرات لتجاوز حزمة الأزمات التي نتجت عنه.
ومع استمرار قطوعات الكهرباء، نشط رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مساعدة الأسر التي تعاني من الأزمة وأرفق كثيرون أرقام هواتفهم في منصة (فيسبوك) لإرسال أرقام عدادات الكهرباء في الأحياء التي تعاني من الأزمة لتقديم الخدمة بصورة فورية.
وقال الجزولي الزاكي أحد المواطنين بمنطقة الأزهري في الخرطوم “توقف التطبيق البنكي الذي يمكن المواطن من تغذية عداد الدفع المقدم وضمان استمرار التيار.
مشيراً إلى أن الغالبية لجأوا لترشيد الكهرباء وعدم استخدامها إلا للضرورة القصوى بعد أن وجدوا أنفسهم في خضم أزمة جديدة لم تكن في الحسبان”.
ويضيف “لا فائدة من عودة التيار للعمل طالما الأزمة متجددة، فالوضع بعد رجوعه بات أسوأ، مع صعوبة الترشيد في ظل حاجات الناس المتزايدة، مقروناً بالوضع الأمني المأزوم وضرورة التزامهم المنازل”.