السياسة في مفهومها المثالي هي ممارسة مهنة العمل الوطني وفق مبادي وبرامج و أهلية أخلاقية ..وقبول التكليف لتصريف العمل العام في دولاليب الحكم بغض النظرعن طبيعة مستوياته الدستورية والتشريعية والتنفيذية في مركزالسلطة أوأقاليمها المختلفة ..أوالبقاء رقيبا على أداء الدولة ومن على دكة الإنتظار كمعارض يتوق الى سدة الحكم ولكن تداولاً بالتفويض الحر و الشفاف ..لا فرضاً بالتغول أو إنكساراً بشراكة هامشية تجعلك تحيدعن القيم المبدئية وتتجرد عن الأخلاق الحاكمة لهوى النفس الأمارة بالسوء !
فما أتعس السياسيين واحقرهم في نظر الرأي العام الواعي لحركتهم..حينما يتحولون الى دمىِ تلعب بها أصابع الغرض دون النظرلكرامة الذات أو صوناً لصفة الإنسانية ولو في الحد الأدنى!
وما أقبح صورة السياسي حينما يصبح الوطن بكل همومه ومأسيه وجراحاته مختزلاً في تحقيق طموحاته الخاصة التي هي أضيق من أفقه المظلم الذي يتحرك في محدوديتة كالخفاش فما يلبث طويلا في تخبطه اللاهث أن يرتطم بحوائطه ..فيسقط تحت أحذية من يستفيدون منه كمطية لعبور أوحالهم لينتهي دوره بعدها غير مأسوفٍ عليه !
تباً للسياسة التي لا يحكمها الشعور بعظم المسئؤلية ومدمنها يركب في سكرة أحلامه في العربات الخلفية من قطار الحكم المنزلق نحوالهاوية بالوطن كله .. ولكنه رغم ذلك يلوح للناس الواقفين على أرصفة الإحباط ..مبشراً بسلامة الرحلة ..وهو يعلم أنها مجهولة الهدف .. وسائقيها غير مؤهلين لتكملة المشوار وقدبدأوه وهم على ذات الحال من عدم المعرفة بأصول الإمساك بمقود الماكينة الخربة !
الوطن يتهاوى ..مثلما تساقطت أخلاق الذين يصرون على هلاكه بإعادة سكاكين الفشل الحادةعلى رقبته المنحورة بطول مكوثهم عليها بوضع القدم الضاغطة فوقه حتى كاد يلفظ أنفاسه الباقية من صدره المنهك ..لا هم قادرون على اشراك الآخرين بصورة فاعله لرفعه بالراي والسواعد ولا هم راضون تركه للشعب ليكلف من يقوم بالمهمة بحسن الإختيار ..هذا إن كان شعبنا قد تعلم فعلا من مرارة التجارب التي مر بها متأرجحا ما بين ديمقراطية فطيرة وهزيلة .. وديكتاتوريات فاشلة وطويلة ..يدفعهما باكف الإنتفاع في كل مراحل التعثر من فقدوا اهليتهم الوطنية ..وباعوا أخلاقهم السياسية رخيصة في سوق مصالحهم .. ظناً منهم أنه سامر لن ينفض أبداً..إلا أن التاريخ يقول لهم غير ذلك..ولكن مصيبتهم ان وقر الضمائر فيهم هوأقوى بكثير من صمم المسامع !
[email][email protected][/email]
