أخبار السودان

ضحايا تجار البشر.. حكايات الناجين من الجحيم

تقرير: رجاء نمر

مئات الشباب تحكي ملابسهم الرثة وأجسادهم النحيلة التي يظهر عليها علامات التعذيب والإعياء جراء ما تلقوه من قسوة معاملة من قبل تجار البشر من أبناء جلدتهم وقد يقود احتجاج أحدهم على المعاملة أو المطالبة بالماء إلى ضربه أو أحياناً قتله.. تجارة نشطة على الحدود لمهربي البشر وأخرى جديدة أطلت برأسها من داخل معسكرات اللاجئين، الجميع يحلمون بالوصول إلى أوروبا ولكن مداهمة الشرطة لأحد الأحياء بمنطقة علوان يحكي غير ما وعد به تجار البشر.

صبية دون سن الــ(16) يروون مأساتهم لـ(التيار) فقال عبد الرحمن محمد عبد الرحمن من الصومال(19) عاماً خرجت من بلدي عبر إثيوبيا ثم إلى السودان بواسطة شبكة تعمل على تهريب البشر وقمت بخوض المغامرة بعد أن سمعت الشباب يتحدثون عن الحياة في الدول الأوروبية وقام بعض الذين وصلوا إلى تلك الدول بإرسال صورهم وهم في الأراضي الأوروبية ومن إثيوبيا تم تهريبنا إلى السودان واسقبلنا سودانيون يعملون في هذا المجال وتم وضعنا مع مجموعة داخل معسكر والله كدنا أن نموت عطشاً وجوعاً حتى إننى فقدت الوعي من العطش لولا تدخل الشرطة السودانية لإنقاذنا وداخل هذه المعسكرات إذا تكلمنا يقومون بضربنا أما بعصا أو سيف معاملة سيئة وسألناهم عن المكان الذي يودون أخذنا إليه إلا انهم قالوا لن نخبركم لم ندفع شيئاً قالوا لنا عند وصولكم الخرطوم ستدفعون المبلغ الذي سيحدد لكم ولم أخبر أسرتي عن مكاني وعرفت ان كل ذلك كذب وعندما أفقت من الإغماء قلت لهم إننى سأذهب لأسلم نفسي للشرطة السودانية وأخبروني انني إذا سلمت نفسك (يسجنوك عشر سنوات) ويدفعونك غرامة (50) مليون درهم أو يقتلونك فخفت وقلت والله لن أذهب إلى الشرطة السودانية وطالبوني بالجلوس ووعدوني بأنني سأذهب إلى مكان أفضل أما الخرطوم أو أوروبا إلى أن حضرت الحكومة السودانية وحررتنا ووجدت كل ما قيل كذباً لم نجد سوى الاحترام والرعاية أنا الآن أريد الرجوع إلى أهلي.

طالبة طب:
جلست إلى الرهينة فتحية خارا يبدو عليها التعب والمعاناة إضافة إلى وجود جرح غائر على وجهها سألتها عنه قالت إن المهربين يطلبون منهم الوقوف صفاً وأي شخص يخرج عنه سيتم ضربه بعصا أو حديدة وإنها تعرضت للضرب والتجويع والعطش وأضافت انها طالبة في المستوى الثاني طب ولم أدفع شيئاً ولا أريد الرجوع إلى بلدي أريد البقاء في السودان لإكمال دراستي لقد تعرضت للخداع من أشخاص من بلدي أغروني بالهجره إلى أوروبا ووجدت سراباً وتعذيباً فقط.

تأمين السهل:
وأكد مدير شرطة الولاية الخرطوم اللواء حقوقي إبراهيم عبد الرحيم، وفق الشروق ? أن الضبطية تأتي ضمن تنفيذ الخطط المنعية لشرطة الولاية وتأمين منطقة سهل البطانة الذي تحده ست ولايات من مختلف الجرائم التي تهدد الأمن والسلامة العامة.
وقالت الشرطة إنه في إطار حملات شرطة محلية شرق النيل الراتبة والاستثنائية لتمشيط منطقة البطانة، وإنفاذاً لمخرجات ملتقى سهل البطانة السنوي بمكافحة عمليات التهريب والإتجار بالبشر، قالت إنه وفق معلومات مؤكدة عن وجود أجانب في منطقة علوان بشرق النيل، تم تشكيل قوة مشتركة من قوات الاحتياطي المركزي وإدارة الطوارئ والعمليات والمباحث وشرطة المحلية لمداهمة المنطقة، حيث تمكنت القوة من ضبط الأجانب مخبئين داخل ستة منازل وضبط عربة بوكس يستخدمها المتهم في عملياته، وتم القبض على ثلاثة متهمين سودانيين يقومون بعمليات الإيواء للأجانب، توطئة لتهريبهم.

شرطة شرق النيل:
مدير شرطة محلية شرق النيل العميد شرطة صلاح حسن الطيب قال قبل عامين بدأنا العمل على تنفيذ مشروع حملة تأمين سهل البطانة ونشاط المهربين كانت تتركز في منطقة قيلي وفي الشريط الحدودي مع ولاية الجزيرة والقضارف وهنالك قرى على الشريط الحدودي يترتب فيها عمليات تهريب البشر وبعد أن تم التضييق عليهم في سهل البطانة حاولوا إيجاد أمكنة أخرى وبدائل بدأوا يدخلون في السهل على حدود ولاية الخرطوم.

معلومات عن علوان:
وقال توفرت معلومات انهم بدأوا في إدخال الأجانب في منطقة ود أبوصالح (علوان) واستعانوا بمعارفهم هناك وأشارت المعلومة أن المهربين استخدموا(6) منازل لتخزين الضحايا حتى تسديد الالتزامات المالية عليهم ومن ثم الإفراج عنهم وبعد اكتمال المعلومات تم تكوين فريق من القوات المشتركة المتواجدة بشرق النيل لمداهمة أوكار تجار البشر بعلوان وتم تحديد الهدف بصورة دقيقة وحرصنا أن لا تكون هنالك خسائر في الأرواح وبدأت عملية التفتيش وتأكدنا من صحة المعلومة عند تفتيش البيت الأول وتم تحرير (178) رهينة بينهم (39) فتاة دون الــ(16) عاماً  أعمارهم دون العشرين ما بين (12و15و19) وبينهم صوماليون وإريتريون وأوقفنا ثلاثة متهمين سودانيين وأجنبي وألقينا القبض على (6) وكلاء للإريتريين مسؤولين عن إتمام عمليات الفدية لديهم حسابات في دبي ويوغندا وألمانيا ويطلبون من الضحايا دفع مبلغ (1800) دولار لدخول الخرطوم، وأشارت التحريات إنهم عابرون إلى أوروبا وجدنا دفاتر بها سجلات أي وكيل  مسؤول عن (30) رهينة وعرفنا أن لديهم وكيل في الخرطوم يتولى عملية إدخالهم وبعدها يتم الاتفاق على تهريبهم عبر الصحراء إلى ليبيا بمبلغ (3) آلاف دولار هذا ما ذكروه خلال التحري.

حالة بائسة:
حقيقه تفاجأنا بطريقة التخزين داخل تلك البيوت كان الضحايا في حالة بائسة بعضهم مرضى وشح في الغذاء ووجدنا كمية من الأدوية وعرفنا من خلال التحريات انهم يأكلون وجبات غير مشبعة ولذلك تعرض كثير منهم للإغماء والمرض وجدنا دربات كثيرة وأشارت التحريات أن الضحايا كانوا محروسين بأسلحة وعثرنا على سلاح واحد ولم نجد بقية الأسلحة حيث أن المهربين تخلصوا من جميع وسائل الاتصال من هواتف وكذلك الوكلاء وجردوا الضحايا من هواتف أيضاً.

تخزين غير قانوني:
ويقول الطيب من خلال التحريات تبين لنا أن تخزين الضحايا اخذ فترة من الزمن ما بين تسعه أشهر و(6) أيام و(8) أشهر أعتقد أن هؤلاء الضحايا كانوا في منطقة قيلي التي شهدت عمليات تمشيط من الشرطة وتم تحويل الرهائن إلى علوان وأشارت التحريات ان تجار البشر توجهوا لاستهداف معسكرات اللاجئين وتركوا الحدود ويدخلون مع الرهائن في مساومات عبر وسطاء داخل المعسكرات يسهلون لهم ذلك.

هذه ليست الضبطية الأولى بعد قيام مؤتمر سهل البطانة وقبلها ضبطنا (200) أجنبي وبعد المؤتمر وبقرار من النائب الأول من أول مارس يتم تكوين قوة مشتركة لتأمين السهل وبدأنا العمل مباشرة تنفيذاً لأوامر رئاسة الجمهوريه ومن خلال التحريات عرفنا إن هنالك شبكة كبيرة جداً تعمل في مجال الاتجار وتهريب البشر كل العملية تتم بواسطة الأجانب وينحصر دور السوداني في توفير المأوى بالخرطوم.

خطة تأمين البطانة:
أدار مكافحة البشر تتبع للمباحث الفيدرالية ورفعنا خطة لتأمين السهل واقترحنا وجود إيواءات في مناطق أبو دليق والمناطق ودحسونة وود أبوصالح  وقوات مزوَّدة بآليات أسلحة ووسائل اتصال لأن القوس يبدأ نهر النيل كسلا القضارف والجزيرة مع عمل إرتكازات على الشريط الحدودي هذه الخطة الآن ننتظر إجازتها لأنها تحكم القبضة على المنطقة وتكافح تلك العصابات.

الإجراءات القانونية:
عقب تحرير الرهائن قمنا بفتح بلاغات نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة وبعدها هنالك ترتيبات أخرى لدى الدولة لمعالجة أوضاعهم وتوفيق أوضاعهم الهجرية ولكن يفترض إبعادهم لأنهم فى وضع هجري غير سليم.

عمليات التهريب تمثل لنا مهدداً أمنىاً كما أن دخولهم بأعداد كبيرة يلزمك توفير الغذاء والعلاج وحسب قانون الجوازات يفترض إبعادهم لأن دخولهم ووفق القانون الدولي والمنظمات الدوليي بالنسبي هم ضحايا ولكن كدولة يتوجب ترحيلهم لتوفيق أوضاعهم أو إرجاعهم لمعسكرات اللاجئين والآن إلى حين اكتمال الإجراءات نقوم بتوفير الغذاء والعلاج لهم وهم موزعون على الأقسام ونسعى أن تكتمل الإجراءات بسرعة لأنها مكلفة جداً.

شرق النيل!!:
شرق النيل معبر رئيسي لولاية الخرطوم الجرائم الأخرى غير مزعجة عدا المخدرات وتجارة البشر لدينا (13) قسم شرطة كافية جداً لتأمين المنطقه ولا تحتاج إلى أقسام أخرى نحن نسيطر على الأوضاع الأمنية وتوقفت لدينا المشاكل في الأراضي الزراعية عقب المعالجات التي قامت بها وزارة الزراعة.

التيار.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..