في الذكري الخامسة علي اطاحة صلاح قوش: ما هي خفايا واسرار ابعاده؟!..

بكري الصائغ

١-
***- في مثل هذا اليوم الثلاثاء ٢٧ ابريل ٢٠١٦ – من قبل خمسة اعوام مضت -اي في عام ٢٠١١-، أصدر البشير مرسوماً جمهورياً أعفى بموجبه الفريق أول مهندس صلاح عبد الله محمد صالح من منصبه مستشاراً لرئيس الجمهورية. من يوم هذه الاطاحة حتي الان لا حديث عند الناس في بعض الاحيان الا عن هذا الاعفاء الغامض المبهم لشخصية اعتبرت بكل المقاييس في وقتها انها حامية النظام ودرع السلطة القوي ، كان رجل امريكا في السودان ، هو الجنرال الذي دخل قصر الشعب سابقآ الاخرين من سياسيين وضباط كبار اتخذ مقعد فيه تحت اسم مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الامن.

٢-
***- تمر اليوم الثلاثاء ذكري خمسة اعوام علي اطاحة الفريق اول صلاح عبدالله في يوم ٢٧ ابريل ٢٠١١، ما كنت اود ان اكتب عن صلاح او عن اطاحته بقدر ما استوقفني سؤال غامض: (لماذا كانت اطاحة صلاح قوش من منصبه في القصر قد تمت بلا توضيح سبب واضح ومعين في القرار الجمهوري، مع ان البشير اوضح من قبل اسباب اطاحه علي عثمان طه..الدكتور نافع علي نافع..الدكتور عوض الجاز..الدكتور الحاج ادم يوسف ساطور؟!!)…

٣-
***- في يوم الاثنين ٩ ديسمبر عام ٢٠١٣ خرج عن الحكومة الجديدة رجل الحزب والدولة القوي نائب الرئيس الأول علي عثمان محمد طه، كما خرج النائب الثاني الحاج آدم يوسف والي جانب مساعد الرئيس الدكتور نافع علي نافع، ووزير النفط الدكتور عوض الجاز. جاء توضيح من البشير وقتها، انه قد حان الاوان ان يتخلوا “العجايز” عن المناصب القيادية الكبيرة الذين ظلوا يتنقلون باستمرار بين الوزرات والمناصب العليا طوال الاربعة وعشرين عاما الماضية. بموجب هذا التوضيح من البشير تم ابعاد رجال “الحرس القديم” من كل المناصب الكبيرة في القصر والحكومة- (بعدها عاد مرة اخري الي القصر الدكتور عوض الجاز مسؤولآ عن الملف الصيني في اول فبراير ٢٠١٦)-.

٤-
***- اذا كان عمر البشير قد اوضح صراحة اسباب ابعاد من كانوا اقرب الناس اليه في السلطة الحاكمة -بعضهم كان معه طوال ٢٣ عام-، فلماذا اذآ لم يذكر في القرار الجمهوري تنحية الفريق اول صلاح قوش؟!!..مرت خمسة اعوام علي ابعاده وحتي الان مازالت السبب خافي عن العيون؟!!..

٥-
***- طوال الستة وعشرين عام الماضية ومنذ ان استلم البشير السلطة، اطاح خلالها عشرات الآلاف من المسؤولين في الدولة، الا ان اربعة شخصيات فقط من بين كل من اطيح بهم البشير كانوا محل احاديث الناس، هم:
أ)- الدكتور حسن الترابي،
ب)- علي عثمان محمد طه،
ج)- الدكتور نافع علي نافع،
د)- الفريق اول صلاح عبدالله قوش.

٦-
لماذا اطاح البشير صلاح قوش وابعده من القصر؟!
(أ)-
***- هل حقآ -كما اشيع من قبل-، ان قوش كان طموح للغاية في ان يكون رئيسآ للبلاد، وانه لم يخفي هذا الرأي؟!!
(ب)-
***- ***- هل صحيح ما تردد وقتها، ان، “قوش” أصبح إمبراطورية داخل السودان, وأنه سيطر بطريقة أو بأخرى على كل المؤسسات بالداخل السوداني, بالإضافة إلى علاقاته القوية بالغرب, والتى يرى فيها المراقبين تقديم ” قوش” لنفسه كبديل للرئيس البشير في المرحلة المقبلة, خاصة بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني. ومن ثم قام البشير بالقضاء على ” قوش” وفقا لهذا التفسير؟!!
(ج)-
***- طرحت احدي الصحف المحلية وهي (اخر لحظة) سؤالأ:
(كيف تم ابعاد إعفاء الفريق أول قوش وهو الذي يعتبر مستودعاً للمعلومات ذات الصلة بأمن الدولة العام والخاص، وهو من الخاصة القريبة التي ترى ما لا يراه الآخرون من أقارب وأباعد، إضافة إلى تمتعه بذكاء حاد وقدرة خارقة على التحليل الأمر الذي أهله لأن يقود وفد اللجنة السياسية للمؤتمر الوطني للتفاوض مع وفد الحركة الشعبية حول قضية أبيي وبعض القضايا العالقة؟!!)…
(هـ)-
***- هل كانت المخابرات الايرانية وراء ابعاد قوش، وانها قامت باخطار البشير، ان صلاح قوش رجل امريكا في السودان يخطط الي قلب نظام الحكم؟!!..وانها (المخابرات الايرانية) عندها الادلة علي ذلك؟!!
(و)-
***- هل صراع الاجنحة المتصارعة داخل قصر الشعب كانت وراء الاطاحة؟!!
(ز)-
***- هل كان هناك من غدر وخبث فكان اقصاء قوش؟!!
(ح)-
***- هل جهاز الامن في عام ٢٠١١ هو من كان وراء ابعاد قوش من كل مناصبه؟!!
(ك)-
***- هل “المجلس الاربعيني” الحاكم هو من اصدر قرار الابعاد؟!!
(ل)-
***- في اخر ايام صلاح قوش بالقصر نشب خلاف شديد بينه مع نافع علي نافع نشرت الصحف بعض من ما وقع بينهما..فهل كانت الغلبة لنافع بعد ان عضده البشير؟!!
(م)-
تعليق ورد في احدي الصحف العربية، جاء فيه:
***- (سبق من قبل أن أصدر السيّد رئيس الجمهورية عمر البشير قراراً بإعفاء السيد صلاح قوش من منصبه كمدير لجهاز الأمن والمخابرات. تجدر الإشارة إلى أن فترة تولّي السيد قوش منصب مدير الأمن والمخابرات ، قد شهدت تمدُّداً غير طبيعي في ساحات الإعلام والاقتصاد والسِّياسة الدخلية والدولية. وذلك بصورة تخرج عن التوصيف الوظيفي لجهاز الأمن والمخابرات، سواء في الدول الكبرى أو غير الكبرى. وظيفة جهاز الأمن والمخابرات المعتمَدة في كل دولة هي جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها إلى القيادة السّياسيّة التي تتخذ القرار. جهاز الأمن والمخابرات في كل دولة ذراع للقيادة السياسية ويخضع لتوجيهها وأوامرها ويتلقى تعليماته منها، ولا يتخطى دوره المرسوم، ليمثِل مركز قوة أو يلعب دوراً أو أدواراً سياسية خارج نطاق تكليفه المهني. لكن تحوَّل السيد «قوش» في لحظةٍ ما من «مدير أمن ومخابرات» إلى «سياسي». ذلك التحوُّل أسقطه من منصب «مدير الأمن والمخابرات». كما أسقطه من منصب «مستشار الرئيس للشؤون الأمنية»)…

***- هل حقآ انحرف صلاح قوش من «مدير أمن ومخابرات» إلى «سياسي» فكانت نهايته؟!!
(ن-
***- بعد تم اطاحة قوش من جهاز الامن، وبعدها من القصر، هل تم ابعاده من حزب المؤتمر الوطني؟!! والا مامعني اختفاء اخباره ودوره في الحزب؟!!

٧-
***- هل حقآ قام صلاح قوش بمحاولة انقلاب في يوم ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢؟!!..ام انها مكيدة وتخطيط متقن من بعض كبار اعضاء الحزب الحاكم للقبض عليه بجرم كبير، ومن ثم قص اظافره ونتف ريشه حتي لا يقوي علي القيام مجددآ ويسعي للظهور في الساحة السياسية وابعاده تمامآ من اي نشاط حزبي؟!!…..هذا ما حدث له الان واصبح كالطائر الجريح لا يقوي علي الطيران!!

٨-
***- مات الراحل حسن الترابي، وهاهي بعض اجزاء من مذكراته تظهر في الصحف المحلية وبالمحطة الفضائية “الجزيرة”، هل فكر الفريق اول صلاح قوش في كتابه مذكراته خصوصآ انه يعتبر “الصندوق الاسود” او الخزانة التي تحوي اسرار لا يملكها احد غيره…هو الوحيد القادر علي وضع النقاط فوق حروف استعصي علينا قراءتها، وحل طلاسم والغاز كثيرة.

بكري الصائغ
[email][email protected][/email]