أخبار السودان

ليلة (المتاريس)

خالد عويس

– بعد ليلة مرهقة، في أعقاب العمل، ونوم متقطع، فتحت عينيّ على فيديو (دبابات) الجيش تخرج من (القيادة) لحماية السودانيين من (هجوم غادر).
– بكيتُ مثل طفل
– لم أعرف، هل هي دموع حزن على شهداء ارتقوا، أم دموع فرح بهذا (التلاحم) العجيب بين الشعب وجيشه
– منذ ٦ أبريل، ارتقى ٢١ شهيدا، بينهم ٥ من أبطال الجيش، بحسب لجنة الأطباء المركزية
– هجوم يتكرر – بكل خسة – من قبل (كتائب الظل) = ميليشيات الحركة المتأسلمة بحماية من (جهاز الأمن)
– كتائب الظل التي توعد بها (علي عثمان) شعب السودان
– ووجهت رصاصاتها الغادرة لمحتجين سلميين. وحين تصدى لهم (بواسل) الجيش، أمطروهم هم أنفسهم برصاص (النذالة) قبل أن يفروا تاركين خلفهم مركباتهم ووثائقهم وحاجياتهم
– الجيش دفع بدباباته حماية للشعب
– وسقوط شهداء من ضباطه وجنوده (أشعل) فتيل الغضب بداخله أكثر فأكثر
– ضباط أقسموا أمام الكاميرات أنهم لن يوفروا دماءهم (الغالية) حماية للشعب
– جنود يلوحون بشارات النصر
– ضابط يهتف: تسقط بس
– يقول: لا نريد أن نحكم، نرغب في التغيير
– وهؤلاء الضباط الصغار عمرا، الكبار في مواقفهم، يصبحون أكبر بنظر الشعب من رتب أعلى بكثير
– وهؤلاء الضباط هم (مستقبل) جيش عظيم
– متحدث يقول إن الاعتصام تم فضه لأنه ليس قانونيا
– والفيديوهات ال – LIVE – تكشف الحقيقة
– ربما هو لا يعرف أن العالم الآن لم يعد (تلفزيون السودان)
– التلفزيون الذي (يغرد) في سرب النظام، ولا يلقي بالا للشعب
– هذا المتحدث يقول: إن الاعتصام غير شرعي
– ونقول: إن الشرعية إنما يمنحها الشعب فقط
– والشعب قال كلمته
– يتحدث وكأنما لا يعرف أن (رفاق السلاح) ارتقوا برصاص (علي عثمان) و(صلاح قوش)
– وأن رتبا صغيرة تسكب دمها دفاعا عن (شرف الجندية)
– وأن رتبا كبيرة (تصمت)
– الاعتصام يكبر. يأتي (الصوفية) مرة أخرى، والشيخ مهران
– يأتي مشجعو نادي المريخ
– استراتيجيتهم تقوم على (تجفيف) الاعتصام من الماء والطعام. و(الثوار) يجدون ألف وسيلة لإدخال كل شىء: الطعام والماء وحتى (الساوند سيستم)
– وعلى الهجوم (الغادر)، ليلا على المحتجين والجيش معا
– والأوامر: ركزوا على ضباط الجيش وجنوده
– كتائب الظل (تنفذ)
– والليلة ٩ أبريل يعدون لمحاولة أخرى لفض الاعتصام عبر (خفافيش) الظلام
– ولا حل – كما يقول تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير – سوى عدد كبير من المعتصمين أمام (القيادة)
– عدد مقدر من الضباط المتقاعدين والضباط في الخدمة قرروا (المبيت)
– وكذا قادة من القوى السياسية
– هي ليلة (المتاريس) مرة أخرى
– ليلة (متاريس) مثلما جرى في أكتوبر ١٩٦٤
– (متاريس) حماية للشعب وجيشه
– المواقف الدولية تتبدل: بيانات متلاحقة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا والنروج
– وواشنطن تصف الشعب السوداني ب(الشجاع). تفعل ذلك مجبرة، فالعالم (استغرب) لصمت العالم
– وبيان من الأمم المتحدة يضع عبئا إضافيا على النظام
– ومواقف قوى إقليمية تتغير بعد ٨ أبريل
– صحفي (محايد) يقول لقناة الحدث، صباح ٩ أبريل إنه يقدر عدد المحتجين في ٨ أبريل ب ٥ ملايين في محيط القيادة
– هذا غير أماكن أخرى
– وثمة احتجاجات كبيرة في مدني والأبيض وبورتسودان أيضاً
– وتأتي (عطبرة) إلى القيادة العامة
– و(النصر صبر ساعة)
– (المكحلون بالشطة) في الجيش لم يخذلونا، وعلينا ألا نكشف ظهورهم للإعدام
– بالكثرة والسلمية (ننتصر)
– وفيديو ينتشر انتشار النار في الهشيم عن عنصر (أمن) يكشفه الجيش، فيتجرد من كامل ملابسه، إلا الداخلية. الجيش يعرف (العدو الجار) الذي أطلق الرصاص على ضباطه وجنوده، ثم (ولى هاربا)
– تغطية القنوات تتكثف
– وهذا لا يروق للنظام
– و(موالو) النظام (يهربون) من الحديث
– لم يبق سوى الوزير الذي قال إن المعتصمين يتلقون (دعما) من الخارج، ولا أكثر من ٣ معه: ربيع وإمام و(بلادي سهول) علاوة على (الصادق الرزيقي)
– والوزير يسىء إلى الشعب السوداني، أي (أموال) هذه تلقاها شعب يبحث عن كرامته (بالدم) منذ ١٣ ديسمبر؟
– ومنسوب من (الأمن الشعبي) يسرب أن كل تعويلهم هو (كسر) الاعتصام قبل (الجمعة)
– هم يخشون (صلاة جامعة) الجمعة
– تعويل شرفاء الجيش والشعب على (صمود) و(أعداد كبيرة) أمام القيادة، ليلا
– هي الساعات الحاسمة
– إن كنا ٥ ملايين في ساعات النهار، فساعات الليل حتى الصباح تحتاج لما لا يقل عن مليون محتج هناك
– هي ساعات الحسم و(الغدر)
– ولا حل سوى (الكثرة)
– الكثرة في (المبيت)
– في ١٩٩٨ جربنا ذلك في جامعة الخرطوم، أثناء انتخابات اتحاد الطلاب، كنا قلة في مجمع شمبات، وكانوا كثرة و(مسلحون)، يقودهم من الخلف (عبد الماجد عبدالحميد). تقدمنا نحوهم، وهتفنا، وأظهرنا قلة مبالاتنا بالموت، فتراجعوا
– تراجعوا خوفا على حياتهم. إنهم بشر مثلنا. يخافون ويفرون، ولا يتقدمون إلا بحماية من جهاز الأمن.
– والكثرة تغلب كل شىء
– ونحن معنا الجيش
– و(هم) الآن يخوضون معركتهم الأخيرة: يدركون أنهم سيخسرون امتيازات ضخمة كسبوها من (عرق) الشعب طوال ٣٠ عاما
– والشعب يقاتل – بسلمية – من أجل حقه (في الحياة)
– والليلة، والليالي المقبلة (حاسمة) جداً
– لكن الشعب السوداني (سينتصر)
– لأنه يستحق الانتصار
– ما من شىء سيمنعنا معانقة الحرية
– و(سلمية سلمية)
– ضد حكم الإنقاذ
– (سلمية سلمية)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..