الحزب الشيوعي.. أي التيارات يسعى لتصفيته الحلقة التاسعة والعشرون.. المؤتمر السادس

الحزب الشيوعي.. أي التيارات يسعى لتصفيته الحلقة التاسعة والعشرون.. المؤتمر السادس
“الاغاني الماركسية لا تصنع حزبا ماركسيا”
نسمات باردة بدأت تداعب جسد الحزب الشيوعي، أصبح الحديث ممكناً وبصوت مرتفع، ربما أخيراً اهتدى الكثيرون إلى حقيقة أن الصراع الفكري الحُر خير وأبقى، فصار كل بما لديهم فرحين، يعرضون بضاعتهم في هواء الأسافير الطلق وفي الصحف السيارة والملتقيات وما يذكر فيه اسم الحزب، وما يكتبون، كان الحديث محرماً خارج القنوات الحزبية، ولا شيء يمر إلا عبر المواعين الحزبية، لكن فيما يبدو أن المواعين قد ضاقت تماماً وصارت كأنها قد صممت لخدمة تيار معين، وبعد أن كان الرفاق يؤدون صلاتهم سراً، الآن انتقل الكثير منهم إلى صلاة العلن باحثين عن مخرج وعن إجابة عن سؤال “ما العمل”؟.
تحقيق علاء الدين محمود
حادثة “الفلاش” سيكون لها ما بعدها، خاصة أن الحادثة متعلقة بتأمين الحزب والمناط بهم هذا التأمين، وعندما تتسرب الوثائق المتعلقة بكل تفاصيل الحزب الى جهاز الأمن فإن هذا يعني عمليا أن هذا الجهاز صار على علم بكل صغيرة وكبيرة في الحزب، وهذا يعني كذلك أن الحزب بالفعل مخترق في رأسه وليس في فروعه كما قال يوسف حسين، إن ما حدث أشبه بعملية التسليم والتسلم، حتى نضع القاريء في الصورة فلا بأس بقليل من التفاصيل، فقبل أشهر جاء مسئول كبير في الحزب يطلب من موظفة المعلومات كل المعلومات المتعلقة بالعمل التنظيمي، والمالي، والطلاب، والعمال، والكادر، والعلاقات الخارجية، وأصول الحزب، وهو الطلب الذي قابلته الموظفة بإستغراب شديد، وطلبت وذهبت مسئول الأمن،ولم تجده كذلك لم تجد سكرتير الحزب، فلجأت إلى قيادي اخر بالحزب ونقلت له طلب المسئول الحزبي فوجهها باعطائه مايريد لحكم منصبه، فكانت أن حملت له كل هذه المعلومات في فلاش، وقام المسئول الحزبي بمغادرة مكتبه وعند المساء كان معه مسئول حزبي اخر في البيت وبينما يتناولان الشاي دخل عليهما مباشرة ضابطان من جهاز الأمن وقاموا بأخذ الفلاش من المنضدة وكان مع الضباطين طلب إستدعاء للقياديين الكبيرين، وتعتبر حادثة الفلاش من أكبر الضربات التي وجهها جهاز الأمن والمخابرات للحزب، فالفلاش لم يترك معلومة شاردو أو واردة الا واحتوها عن الحزب من مالية وتنظيم ، وفحص كادر، ومرشحين. هذه الحادثة كان ينبغي أن يتفرغ لها الحزب تماما لكن الحزب لم يثير هذه القضية، ولم يحاسب حتى الان هذا المسئول، وعندما بدأت تتسرب بعض المعلومات عن الفلاش أنكر المسئول الحزبي الكبير الواقعة كلية وقال أن هذا حديث فارغ من نسج المخربين، وعندما بدأت المعلومات تتأكد أدعى ذات المسئول الكبير أنه قام بعض الفلاش وتعطيله، الا أن بعض الشيوعيين نفوا ما ذكره المسئول الحزبي من تعطيل للفلاش، بل أن جهاز الأمن كان يعرض الفلاش على المستدعين والمعتقلين من الحزب، بل واثر كثيرون الابتعاد مثل “عبد الوهاب” الذي قال:” إن الذي سلم الفلاش، سلم كل الحزب لجهاز الأمن، ويرى كثيرون أن جهاز الحزب قام باثارة موضوع تكتل بعض قيادات الحزب حتى يبعد الانظار عن القضية الأهم وهي قضية الفلاش، وهذا يشير إلى أهمية هذا الفلاش الذي احتوى على كل الاسرار الحزبية التي استفاد منها جهاز الأمن كل الأستفادة، وكانت بعض العضوية قد طالبت بالتحقيق مع المسئول الحزبي الكبير فتصدى لهم بعض القيادات، بل أن المسئول الأول في الحزب والذي كان موجودا مع المسئول الحزبي لحظة أن أخذ جهاز الأمن الفلاش أنكر هذه الواقعة ورفض أي تحقيق حول الأمر، بل أن اللجنة المركزية صوتت ضد اجراء تحقيق حول الواقعة، وهذا الأصرار الغريب على رفض التحقيق لا يجعل من المسئول الحزبي فقط متورط في القضية بل الذين رفضوا اجراء التحقيق وهم الغالبية من عضوية اللجنة المركزية، وهذا يثير استفهامات كبيرة حول هذه القيادة، وبأي ايدي تتحرك، وماذا تريد أن تفعل بهذا الحزب، ويلمح بعض الشيوعيين ـ وهم قيادات ـ إلى أن ذات الشخص “المسئول الحزبي الكبير” هو من قام بـ”ضرب” مكان اختفاء الراحل الاستاذ محمد ابراهيم نقد، ويقولون أن هذا الرجل قام بأهداء محمد ابراهيم هاتف نقال حديث وشريحة، وبعد ثلاثة أيام من هذه الواقعة قام مدير جهاز الأمن صلاح قوش ونائبه محمد عطاء بزيارة نقد في محل الاختفاء، وقام هذا “المسئول الحزبي” بعد ضرب مكان نقد بالتشكيك في الأسرة التي يقيم معها الاستاذ محمد ابراهيم نقد، ويقول هؤلاء الشيوعيون أن ذات الرجل “المسئول الحزبي” كان مشكوك فيه بـ”ضرب” مكان اختفاء الراحل التجاني الطيب بابكر، ويرون أن الرجل “المسئول الحزبي الكبير” لا تاريخ له في الحزب الشيوعي، وفي السابق كان الحزب الشيوعي لا يتوانى عن ابعاد كل من يتم القاء القبض عليه من قبل جهاز الأمن ومعه وثائق حزبية، واحيانا لا يكون لهذا المبعد ذنب ولكن يتم الأجراء حتى يحافظ على الحزب فكانت هنالك مثلا حادثة “عادل كرار” حيث تم فصل وقائي تجاه العضو، وكذلك حادثة “ضحية” في الستينيات من القرن الماضي، وكل هذه حوادث نتجت عن أخطاء بسيطة لكن الحزب أبعد هؤلاء الأعضاء حتى يحافظ على أسرار الحزب فما بالك بشخص يقوم بتسليم كل الحزب عبر “الفلاش” لجهاز الأمن، ليس ذلك فقط بل ولا يحساب ولا يحقق معه، ليس ذلك فقط بل يصبح الرجل رقم واحد في الحزب رغم أنف السكرتير العام، بل ويجد نصرة كبيرة من قيادات في الحزب، هذا هو “المسئول الحزبي الكبير” الذي أصبح الرقم الصعب في الحزب الشيوعي العريق، ومع ظهوره في سطح الحزب، يذهب الحزب يوما بعد يوم إلى أعماق الأرض، ويفضل كثير من القيادات الذهاب الى بيوتهم مثلما فعل مصطفى خوجلي واخرون، يعتقدون أن الحزب لم يعد هو ذلك الحزب الذي بناه ومات من أجله عبد الخالق محجوب ورفاقه وبدلا من أن يقوم السكرتير العام بدوره وبما يحتمه منصبه، ها هو يبحث الان عن طريقة لكي يأتي سكرتيرا من جديد عبر المؤتمر السادس، الخطيب الذي لا ينظر للنار التي تحترق تحت اقدامه، هو لايدري أن من يتستر عليهم لا يجدون فيه رجل المرحلة، وأن مجموعة تكتل “براغ” قد حسمت هذا الملف تماما، هذه هي صراعات الحزب ذات طابع شخصي، وحول سلطة الحزب، ولاوجود حقيقة لصراعات فكرية
المؤتمر
يقترب رويدا الموعد المضروب لقيام المؤتمر السادس للحزب الشيوعي وهو الموعد الذي تصريح صحفي لعضو اللجنة المركزية يوسف حسين والذي جاء فيه :” قررت اللجنة المركزية للحزب في أول جلسات دورتها الاستثنائية المنعقدة يوم الجمعة الثالث عشر من مايو 2016, وبعد التداول حول تقرير اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر السادس، قررت أن يتم عقد المؤتمر في الأسبوع الأخير من شهر يوليو القادم 2016″، ويجيء هذا المؤتمر والحزب يمور بكثير من الأزمات القديمة والمستحدثة، وربما أبرزها سطو جهاز الأمن على ثائق الحزب، والاختراقات الأمنية التي أقر بها قيادات الحزب في تصريحات متوفرة حملتها الصحف وذكرناها في سابق الحلقات، والتكتل والصراع بين القيادات والتي أسفرت عن ايقاف بعض القيادات بتهمة التكتل خارج الاطر التنظيمية، ويتخوف كثيرون من أن يسير المؤتمر السادس للحزب على خطى الخامس والذي كان هو أيضا وليدا لهذه التكتلات، والتصريحات التي سبقت المؤتمر السادس للحزب على لسان قيادات بارزة تعزز هذه المخاوف وتعزز من قناعة أن غياب الديمقراطية الحزبية لن تقود إلى مؤتمر سليم، وأن الأزمات التي تحيط بالحزب والتي ذكرناها عاليه، وطرق التعامل معها لن يقود هو الاخر لمؤتمر ناجح، وفي الاسابيع الماضية جاء أكثر من تصريح صحفي يفيد بأن المؤتمر قد “اعد” تماما وفق الطرق المعروفة فالسكرتير العام للحزب محمد مختار الخطيب كان قد صرح بأن مناديب الهيئات والمدن سيعكسون اراء هيئاتهم ومدنهم وليس اراء شخصية، وهو موقف يستدعي عبارة الخاتم عدلان :”فاتت عليك”
فحديث السكرتير العام يعني بوضوح لا تسويف معه ولا جدال أن “قضي الأمر الذي فيه تستفتيان” فلا تمرد على ما أجيز من وثائق، وهذا يعني أن الحزب مؤتمر الحزب سيجيء على شاكلة أجواء الصراع التي شهدت مولده، يحمل ملامحها تماما، فلا حديث عن كيفية مواجهة الغواصات الذين أقروا بوجودهم، ولا عن ماذا فعلوا مع داء التكتل، وما كان لهم أن يفعلوا لكون أن المؤتمر نفسه هو ابن التكتل، هو ابن تطويع اللائحة لمصلحة مجموعة معينة، هو ابن فبركة الوقائع وقصص التامر، هو ابن النشاط المكثف لعملاء جهاز الأمن والمخابرات داخل الحزب الشيوعي فيوسف حسين قالها واضحة في تصريح صحفي عندما قال أن هنالك غواصات بالحزب الشيوعي مستفيدون من نشر أسرار الحزب للخارج، وقد رأينا كيف أن الغواصات قاموا بتسليم جهاز الأمن كل أسرار الحزب في حادثة “الفلاش”، وفي مثل هذه الأجواء يأتي المؤتمر السادس على خطى الخامس، ليكون هو الاخر كما الخامس نتاج مباشر للتكتل، ولهيمنة قيادة تتهاون في التعامل مع الاخترقات، هؤلا يتجهون الان بالحزب نحو مؤتمر جديد ولا بأس في بث الأغاني الماركسية، أنه تخريب يتم تحت الرايات الماركسية، سيقولون نتمسك بالأسم والماركسية، لكن الحزب لم يعد ماركسيا، فالتصفية تستهدف أفراغ الأفكار عن مضمونها، والتصفية تأتي على يد الأكثر تشددا في ظاهر الأمر، باسم الماركسية يتم تخريب الحزب وتصفيته
ونواصل

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا اخي عامل ليك كام حلقة وفي النهاية تكرار لكليشهات عفا عليها الزمن
    كان عليك ان تكون اكثر تحديدآ :: ما المقصود بالتصفية؟ ومتى يكون الحزب
    معرضآ للتصفية كحزب ماركسي؟؟؟ عندما يدعو عضو لجنة مركزية الى تغيير اسم الحزب والتخلى عن الايدولوجية الماركسية ودكتاتورية الطبقة العاملة اليس هذا هو التصفية بعينها…وعلى كدا من الطبيعي ان يتصدى له المتشددون
    كان على الشفيع ان يكوّن حزبآ جديدآ لانه من المستحيل تحديث حزب ماركسي قديم متحجر…عندما حاول قورباتشوف تحديث حزب مماثل انهار الحزب وانهار الاتحاد السوفيتي…حتى لو انتصر خط الشفيع وتم تغيير اسم الحزب فالناس برضو حتقول (الحزب الاشتراكي – الشيوعي سابقآ)…والأمور ستكون هي هي سواء استمر الخطيب او مسك الشفيع…لان التشخيص غلط من اساسو

  2. هناك رائحة نتنة تنبعث من كتابات هذا المدعو علاء إنه يلف ويدور ويثرثر دون أن يقول شيئاً الهدف من كتاباته واضح وهوالتشكيك في أمانة البعض وأن الأمن اخترق الحزب وهو فرحان ويسود الصفحات بهذا الهراءمتصوراً أنه أتى بكشف لم يسبقه عليه أحد. الأمن يسنهدف الحزب وينكل بأعضائه ويزج بهم في السحون لكن المناضلين الشرفاء مستمرون في كقاحهم مع قلة المال وشظف العيش ويتركون أمثال علاء يبرطمون بمثل هذا الكلام الذي لا قيمة له

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..