مقالات وآراء سياسية

حبل (الكضب) قصير وعند الرؤساء أقصر

أسامة ضي النعيم محمد

في التأريخ الحديث تبرز عاليا قضية ووترغيت كأشهر مثال علي قصر حبل (الكضب) للحاكم في سدة الرئاسة ، بدأت قضية ووترغيت بعد اعادة انتخاب الجمهوري ريتشارد نيكسون رئيسا للولايات المتحدة ، وفوزه علي منافسه الديمقراطي هيبرت همفري ففي 17يونيو 1972م تم اعتقال أشخاص اتهموا بوضع أجهزة تنصت سرية في مكاتب الحزب الديمقراطي داخل مبني ووترغيت بواشنطن ، وتم تسجيل 65 مكالمة لأعضاء الحزب . كشفت التحقيقات تورط الرئيس نيكسون في الفضيحة وأعلن نيكسون استقالته من منصبه في 08/08/1974م وبدأت محاكمته في سبتمبر من نفس العام قبل أن يصدر خلفه الرئيس جيرالدفورد عفوا عنه لأسباب صحية.

في تأريخ السودان الحديث خلال الثلاثين عاما الماضيات تقف الكذبة البلقاء في 30 يونيو1989م لتحكي عن انقلاب حركة الاخوان ، أطلقها البشير وهو علي يقين أن حكمه العسكري يسيطر علي مقاليد الدولة ولا تستطيع جهة ما محاسبته علي الكذبة ، الانقلاب ليس حركة اسلامية وأتبعها بكذبة : (البشير الي القصر رئيسا والترابي الي الحبس سجينا) ، لم تقف الكذبات بل يزيد عليها كيلا كل عام ، من دارفور يطلق المغالطات في أعداد من قتلهم دون سبب علي حد قوله ، لتقليل العدد وقف عد البشير عند عشرة الاف من أبناء اقليم دارفور قتلهم بدم بارد ، ثم لايتوان في الكذب علي أم الشهيد مجدي وهي تلاحقه في منزله للشفاعة ولكنه يتهرب منها ويراوغها ، بعد جهد ومحاورات يعترف نظام البشير بقتل شهداء 2013م. من روسيا يرسل الكذبة أن الامريكان هم الذين فصلوا جنوب السودان.

لا تقف الكذبات عند البشير ، يسير عبد الفتاح البرهان علي ذات النهج فيعلن علي رأس الاشهاد أن اعتصام القيادة في 2019م لن يتم فضه بالقوة ، بعد زيارة وفد المخابرات المصرية يهجم البرهان بمليشيات يعرفها جيدا علي الثوار في صباح التاسع والعشرون من رمضان عام 1440هجرية ، المعتصمون صيام وبعضهم نيام ولم يمنع ذلك المجزرة بدم بارد والبرهان علي رأس الدولة ، ثم تعطيل أداء دولاب عمل مجلس السيادة وتجميد أهم الاعمال مثل تكوين المجلس التشريعي وإكمال مؤسسات الحكم والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ، ترك البرهان بسوء ادارته لرئاسة المجلس السيادي الباب مشرعا لخلافات بين مكونات المجلس  ليسود رأيه والجمع في فرقة وشتات ، أيضا يطمئن البرهان الي عدم المحاسبة لان الفترة يسيطر عليها حكم عسكري .

في حالة (الكضب) يمارسه رئيس أمريكا يسري عليه نظام الحكم المدني ولا كبير علي القانون ، في الحكم العسكري بالسودان يمارس الحاكم الكذب باطمئنان لان النخبة العسكرية لا تقتص من حاكم عسكري وتسترد الحق منه وترده الي أهله ، الحزب العسكري لا يحكم باسم كل وحدات القوات المسلحة والجيش الذي هو جيش الشعب ، من يتسلط علي الحكم في الانقلابات العسكرية هم بضعة جنرالات يتحالفون مع من يناصرهم العصبية أو عزوة الجهوية أو تنظيم الاخوان ، تنظيم الاخوان مشي مثلا سيئا للتحالف بين بعض جنرالات الجيش وفقراء حزب الاخوان الذين قال عنهم شيخهم الترابي أنهم لم يتلقوا دروس تعصمهم عن فتنة المال ، انهمرت  عليهم الاموال وولغوا فيها بمساعدة حفنة من جنرالاات الجيش تحميهم.

المؤسسات المدنية لا تستثني جيش أمة السودان ، بل بالعكس ترفعه عاليا تتساوي في صفوفه المهنية والتدريب العالي مما يحقق الاحترام والتقدير بين تشكيلات القوات المسلحة السودانية ، تسيرالقوات المسلحة بعقيدة واحدة لحماية الوطن السودان من الاعتداءات الخارجية وتترك  مهمة حماية الامن الداخلي لقوات الشرطة والاجهزة الامنية الاخري لتقوم بعملها أيضا باحترافية عالية ، حبل (الكضب) يتقاصر والبلاد تتجه الي تنفيذ الوثيقة الدستورية وتمكين المكون المدني في مجلس السيادة من أخذ حظه في رئاسة وتنظيم أعمال المجلس لإطلاق الاعمال المؤجلة ووضع البلاد صحيحا في سكة التحول المدني حيث يتقاصر حبل (الكضب) عند الرؤساء وتضيق الوسيعة عند المخاتلة والكذب.

[email protected]

تعليق واحد

  1. بصراحة مقال مكرر
    وكأن الكاتب تعب كثيرافي التفكير!!!
    فلمالم يجددلق لناهذا
    الكلام المكرورالممجوج

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..