حوار من أجل الوطن مع ياسر عرمان

حوار من أجل الوطن مع ياسر عرمان

زين العابدين صالح عبد الرحمن
[email][email protected][/email]

بعد نشر المقال الأخير الذي كتبته ” الغوص في محاضرة عرمان في مانشيستر”, كانت المقالة فاتحة حوار مع الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال السيد ياسر عرمان, حيث جاءت مبادرته الكريمة, إن هناك معلومات و حقائق غائبة, يريد أن يملكني إياها, و قد تحاورنا في عدد من النقاط المهمة جدا, و اعتقد أن هناك معلومات تمثل حجر زاوية في قضية الحوار السياسي, و أيضا وضح السيد عرمان أنهم دفعوا دفعا من أجل حمل السلاح. أكدت للسيد عرمان أن قناعتي أن الكفاح المسلح لا يصنع نظاما ديمقراطيا لأسباب عديدة و أكد أن خيار العمل المسلح لم يكن خيارهم, و لكن نظام الإنقاذ لم يجعل لهم طريقا غير هذا الطريق لأنهم حقيقة تخوفوا من أن تهزمهم الحركة الشعبية سياسيا.

قال السيد عرمان, قبل و بعد انفصال الجنوب, كانوا في حوار دائم مع عددا من قيادات المؤتمر الوطني, لكي يتفادوا مسألة انفجار عنف جديد في السودان, و قال التقي هو و الدكتور منصور خالد مع الرئيس البشير مرتين, لكي يساهموا في حل الخلافات بين السودان و دولة جنوب السودان, و أيضا فيما يخص الحركة قطاع الشمال, و كانت هناك قناعة قوية عند عضوية الحركة الشعبية قطاع الشمال, أنهم يستطيعون أن يلعبوا دورا مهما في بناء جسر العلاقات مع دولة جنوب السودان, بعد ما أختار الأخوة الجنوبيون الانفصال, باعتبار أنهم حاربوا معهم و تربطهم علاقات قوية مع قيادات الدولة الجديدة, و لكن كانت قيادات الإنقاذ تعتقد غير ذلك, إذ كانت خطتهم تجردهم من سلاحهم, و تحاصر نشاطهم السياسي, إذا رفضوا الدخول تحت مظلة النظام الحاكم, و كانت قضية التحول الديمقراطي و نشر الحريات, و التي تتحدث عنها قيادات الحركة قطاع الشمال تثير حفيظة قيادات الإنقاذ, و قال السيد عرمان إن المؤتمر الوطني هو الذي فجر الحرب في ولايتي جنوب كردفان و النيل الأزرق بعد انتخابات الأولي حيث ذهبت قوات بالسلاح الثقيل إلي منزل عبد العزيز الحلو و خربت منزله و كانت تسعي لاعتقاله, و قال رغم إن الوضع انفجر في جنوب كردفان, كان هناك تحرك من جانبه و السيد مالك عقار رئيس الحركة, يحاولان معالجة المشكلة, حيث التقوا بقيادات من المؤتمر الوطني, بهدف إيجاد حل سياسي للمشكلة, و بالفعل استطاعوا إقناع الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية و نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني, إن الحل السياسي هو الأفضل للمشكلة, علي أن تتحول الحركة الشعبية قطاع الشمال لحزب سياسي, بهذه القناعة جاء اتفاق أديس أبابا, و كانت الحركة الشعبية جادة في الالتزام بهذا الاتفاق و لكن للأسف جاء الرئيس البشير الذي كان في رحلة خارجية و لغي هذا الاتفاق من أحد المساجد في الخرطوم بحري دون استشارة قيادات حزبه.

حقيقة استمعت للسيد ياسر في العديد من القضايا, و كان سؤالي, هل تقبل الحركة الشعبية قطاع الشمال الحوار الوطني لإنهاء المشكلة بعيدا عن الآلة العسكرية؟ قال السيد عرمان نحن دعاة حوار و لم يسقط الحوار من أجندتنا قط و لكن بعد إلغاء اتفاق أديس أبابا من قبل الرئيس البشير, وصلنا إلي قناعة, إن الحوار الثنائي لا يفيد في حل مشاكل السودان, و سوف نتحاور عبر مجتمع شامل يحل كل مشكلة السودان. و سألت السيد عرمان, هل تقبلون أن تتحول الحركة الشعبية إلي حزب سياسي مثل بقية الأحزاب الأخرى؟ قال السيد عرمان, هذا هو تطلعنا, و الدولة الديمقراطية التي ندعو لها, تبني بقناعة من قبل القوي السياسية جميعا, و أدواتها الأساسية هي الأحزاب السياسية, و بالتالي نحن نسعى من أجل أن يكون هناك استقرار و سلام في السودان, و لكن حزب المؤتمر الوطني هو الذي يدفع الآخرين دفعا لحمل السلاح, لأنهم أصبحوا لا يستطيعون العيش إلا في الأزمات.

أكدت للسيد عرمان, أن الحرب ليس في مصلحة المعارضة, حيث تغيب الحقائق و تصبح الساحة مليئة بضجيج التعبئة و الحشد, الأمر الذي يفسح المجال للنظام الحاكم لكي يضيق الحريات, و إطلاق اتهامات التخوين من أجل التخويف المعارضة, لذلك اللجوء إلي العمل السياسي و استنفار كل القوي الديمقراطية هو الذي يحاصر نظام الإنقاذ, و أيضا إن النظام يستفيد من ضعف قوي المعارضة و عدم الوصول إلي برنامج موحد, غياب البرنامج السياسي البديل بشكل واضح هو في مصلحة النظام الحاكم, و المعارضة غير جادة من أجل توحيد رؤيتها و وحدة صفها, و اقترحت علي السيد عرمان مؤتمر مصغرا لقوي المعارض تقدم فيها أوراق تناقش العديد من القضايا, و التي تشكل القاعدة الأساسية للدولة الديمقراطية, علي أن يتبني المؤتمر العمل السياسي أساسا لعملية التحول الديمقراطي. مثل هذا المؤتمر كأداة لبداية عمل سياسي جاد, و في نفس الوقت العمل من أجل نشر الوعي الجماهيري من خلال البرنامج الذي يتفق عليه. قال السيد عرمان أننا لا نرفض الفكرة و لكن الأفضل أن يقدم التصور مكتوبا لكي نناقشه في الحركة و في الجبهة الثورية.

نقلت فكرة المؤتمر المصغرة للأخوة في ” مركز أبحاث الديمقراطية و الدراسات الإستراتيجية” بهدف أن يتبني المركز تكملة تصور الفكرة و حوار القوي السياسية المعارضة حولها, و الانتقال إلي مرحلة أخري, بهدف الوصول إلي اتفاق سياسي بين القوي السياسية, ثم الانتقال إلي مرحلة أخرى في حوار مع المؤتمر الوطني, و مدي قبوله لعملية التحول الديمقراطي بعيدا عن أدوات التهيج السياسي و أدوات الحرب, خاصة أن السودان يواجه تحديات خطيرة في بقائه كدولة. و أتضح من خلال عقدين و نيف أن حزب واحد لا يستطيع أن يحل مشاكل السودان, و قد فشل المؤتمر الوطني طوال عقدين ونيف أن يحقق السلام و الاستقرار في السودان, و بالتالي يجب أن تكون هناك قناعة كاملة أن دولة الحزب الواحد فكرة فشلت في السودان, و في أية منطقة في العالم, و السودان بلد متعدد و متنوع, و لا يمكن أن يحدث فيه استقرارا و سلام, إلا إذا طبق النظام الديمقراطي, و دستور يعبر عن جميع هذا التنوع. و يصبح السؤال هل قيادات المؤتمر الوطني, و صلت لقناعة إن تجربة الحزب الواحد تجربة فاشلة و يجب عليهم أن يعيدوا النظر فيها؟ و أيضا أن قضية الديمقراطية تجد رواجا في المنطقة ليس لأنها ظاهرة, لآن تجربة النظم الديكتاتورية و نظم الحزب الواحد قد فشلت في صناعة الاستقرار في بلادها, و بالتالي أصبح ليس هناك طريقا غير طريق المشاركة العامة للجماهير, عبر قواها السياسية و نسال الله التوفيق.

[url]http://sudandemocracy.org[/url]

تعليق واحد

  1. النقاش الهادف والحوارات البنائة هى الأساس لأى عمل سياسى .السودان وطن كبير ويمور بمختلف التيارات الفكرية ولو نظرنا أليها بهدوء قد نجد نقاط الخلاف أقل من نقاط الألتقاء والتقاطع الفكرى.الحل يكمن فى أساس واحد هو القبول بالآخر بغض النظر عما إذا بدا لنا بعيدآ عن موقعنا فى الخارطة السياسية،هذه هى النقطة الأولى والجوهرية فى التعامل مع بعضنا البعض كتيارات تود أن تشكل أساس لدولة أسمها السودان. النقطة الفارقة الأخرى هى كيفية حكم هذا الوطن وقد تم تجريب النظام الشمولى المرتكز على قبضة خانقة من منظومة سياسية واحدة(الأتحاد الأشتراكى،المؤتمر الوطنى )وتمخضت التجربة عن تفكك كامل لهذه المنظومة التى كانت تجمع الرقعة الجغرافية وأدت الى قيام دولة جنوب السودان كناتج طبيعى لرفض الآخر أو بيتبنى سياسة المركزية الخانقة فى نظام الحكم وتوزيع الثروة.تركيز الثروة والحكم فى رقعة جغرافية أو تنظيم محدداو حتى شخص متمثل فى رئيس هذا التنظيم(نميرى -البشير الخ)أفرز ميل صارخ نحو تمركز السلطة اليكتانورى والذى يعنى التخلصمنه ،كلفة سياسية باهظة الثمن وضياع مقدرات أساسية من مخزون هذا الوطن منأرواح وثروات بل و رقاع جغرافية آخذة فى الأنسياب من بين أيادينا ،وأهم ما يضيع وسط هذه المعارك الدونكيشوتية الزمن!!!هل لدينا أعمار لا نهائية تستحق أن نضعها فى محرقة التجريب من أجل أرضاء نزوات أو أحلام فكرية لمن يودون أن يقودوا هذا الشعب الصابر فى متاهة التجريب؟ ما زلنا نأمل أن يحتكم القابضون على أعنة الدولة التبصر فيما هو آت فألى متى ستدور هذه الطواحين عاصرة رحيق أرواح ومقدرات شعوب السودان؟

  2. وهل الحركة الشعبية تؤمن بالديمقراطية ؟ لا بدليل انها والمؤتمر الوطنى اسباب هذا الذى يحصل فيما تبقى من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..