عربي | BBC News

انتخاب رئيس لبنان: ما هي عوامل التشويق في الجلسة الجديدة لانتخاب الرئيس هذه المرة؟

انتخاب رئيس لبنان: ما هي عوامل التشويق في الجلسة الجديدة لانتخاب الرئيس هذه المرة؟

  • كارين طربيه
  • مراسلة بي بي سي – بيروت

التعليق على الصورة،

هذه الجلسة هي الجلسة الأولى التي تشهد مواجهة فعلية بين مرشحين، لكل منهما حظوظ قوية بالوصول الى سدة الرئاسة

تماما كمن يتابع مسلسلا مملا، ولكنه يعرف أن الحلقة القادمة تحمل مفاجآت على صعيد الحبكة، هكذا يتابع اللبنانيون الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية.

الجلسات السابقة وصفت بالمسرحية على اعتبار أن كل مجرياتها ونتائجها كانت معروفة مسبقا بأدق التفاصيل: دورة انتخاب أولى بنتائج ضعيفة لمرشح بحظوظ شبه معدومة، بعض الأسماء التي تظهر بشكل شبه فولكلوري، ثم انفراط للنصاب في الدورة الثانية التي لا تنعقد.

تفصيل مهم هنا. المُعتمد في نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية هو ثلثا عدد النواب أي 86 نائبا من أصل 128 نائبا في البرلمان.

ويحصل المرشح الفائز على ثلثي عدد نواب المجلس في الدورة الأولى، أو على الأغلبية المطلقة أي 65 صوتا في الدورة الثانية.

وبحسب المعمول به أيضا فإن كل جلسة جديدة للانتخاب تُعتبر وكأنها دورة أولى.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

لكن هذه المرة، هناك عوامل تشويق متعددة تنفي عن الجلسة صفة الملل أو النتائج المحسومة مسبقا بدرجة ما.

كما أن للجلسة ما قبلها وما بعدها – تماما كتلك الحلقة في ذلك المسلسل.

ما المختلف هذه المرة؟

هذه الجلسة هي الجلسة الأولى التي تشهد مواجهة فعلية بين مرشحين، لكل منهما حظوظ قوية للوصول إلى سدة الرئاسة.

المرشح الأول هو النائب السابق والوزير السابق سليمان فرنجية – المدعوم من القوتين الشيعيتين في البلاد حزب الله وحركة أمل، والمقرّب من الرئيس السوري بشار الأسد.

أما المرشح الثاني فهو وزير المالية السابق جهاد أزعور، الذي علّق مؤخرا عمله كمدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي بعد توافق أهم ثلاثة أحزاب مسيحية في البلاد – التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب على ترشيحه، فضلا عن الفريق الدرزي الذي لا يزال حتى اللحظة بقيادة وليد جنبلاط – إلى حين انتخاب زعيم جديد للحزب التقدمي الاشتراكي، سيكون على الأغلب النائب تيمور جنبلاط – نجل وليد.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

بحسب المعمول به فإن كل جلسة جديدة للانتخاب تُعتبر وكأنها دورة أولى

أبعد من المرشحين

في ما اعتُبر خطابا انتخابيا له، أعلن فرنجية أنه في حال انتخابه سيكون رئيسا لكل لبنان – للذين يدعمونه وللذين يعارضونه، وأن كل الخلافات ستصبح “خلفنا وأمامنا فقط لبنان”.

بينما أصدر أزعور بيانا أكد فيه أنه ليس مرشح تحدّ وأن ترشيحه هو دعوة إلى الوحدة والبحث عن الجوامع المشتركة.

لكن المعركة أبعد من المواجهة بين فرنجية وأزعور – هي مبارزة سياسية بين الفريقين اللذين يدعمان كلًا منهما، في ظل خلط أوراق سياسي وظهور اصطفاف جديد بصبغة طائفية.

فقد بات التيار الوطني الحر – الذي وقّع مع حزب الله ورقة تفاهم عام 2006 واعتُبر مذاك أبرز حليف له خارج الطائفة الشيعية – بات غريمه الأول في المعركة الرئاسية.

وزاد من ذلك تلاقي التيار الوطني الحر مع أحزاب كحزبي القوات اللبنانية والكتائب اللذين كان على خصومة معهما – التقوا جميعا على هدف إسقاط فرنجية الذي يُطلق عليه صفة مرشح حزب الله.

يترافق ذلك مع استعار الخطابات الرسمية والنقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري الطرفين بشكل يزيد الاحتقان في البلاد.

ماذا بعد الجلسة؟

لا يتوقع أحد أن يتمكن أي مرشح من الحصول على الأغلبية المطلوبة للفوز بالانتخابات.

لكن سيكون هناك قراءات معمّقة للنتيجة التي سيحصل عليها كل منهما – وهو ما قد يحتّم على الفريقين الداعمين لهما اتخاذ الخطوة التالية التي قد تتأرجح بين الحوار أو الاستمرار بالمراوحة والشلل، مع دخول عوامل جديدة على اللعبة تغيّر شروطها.

هذا مع الإشارة إلى أن وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لو دريان- الذي عيّنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موفدا شخصيا له إلى لبنان، سيصل إلى بيروت الأسبوع المقبل في محاولة فرنسية جديدة لتحريك الملفات العالقة في لبنان – وعلى رأسها ملف الرئاسة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..