الموت بالأقمار الصناعية .!ا

العصب السابع

الموت بالأقمار الصناعية .!!

شمائل النور

دولة تشيلي، هذه الدولة الصغيرة ضربت أروع نموذج في قيمة الإنسان في تلك البلد، عندما سجلت في التاريخ أعظم ملحمة إنسانية بإنقاذها عمال منجم سان خوسيه الذين غاصوا تحت الأرض “700” متراً، تلك المحنة التي أرعبت العالم لشهرين متتالين، وهزت الإنسانية، وفي ذات الوقت جعلت لها قيمة، كانت هذه المحنة فرصة وامتحاناً لدولة تشيلي في الإنسانية وقيمة الشعوب، حكومة تشيلي نجحت بجدارة في هذا الامتحان العصيب، وبثت الأمل في عدد ضئيل من شعبها بكلفة بلغت “20” مليون دولار، فهكذا قيمة الشعوب، وهكذا تكون الحكومات. السودان يقع ضمن المنطقة التي يُحتمل أن يرتطم بها القمر الصناعي الامريكي الذي يزن 6 أطنان، بل السودان هو المنطقة المرجحة لاستقبال هذا القمر، التوقعات تُشير إلى يوم 24 أو الأيام التي تسبقه أو التي تعقبه من هذا الشهر باعتباره التاريخ الزمني لوصوله إلى الأرض، وما لم يكن احترق قبل دخوله الغلاف الجوي فسوف يرتطم بالأرض ويخلف كارثة لا شك، القمر الأمريكي انطلق قبل حوالي “20” عاماً وخرج عن مداره، احتمال احتراقه قبل دخوله الغلاف الجوي وارد لكنه غير مؤكد، وإمكانية تأكيد ذلك مستحيلة، هكذا تواردت الأخبار المرعبة التي لم يسمع بها السودانيون من قبل لأن السودان لا يقع ضمن مناطق الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وعواصف بحجم الكوارث، فهذه كارثة جديدة كلياً على السودان لذلك يبقى ما على الناس إلا التحسب وأخذ الحيطة والحذر وهو المطلوب الآن، لكن لم نستقبل حتى الآن حديثاً رسميًا من السلطات المختصة حول التدابير التي اتخذت وتوعية المواطنين بالمخاطر التي قد تخلفها هذه الكارثة.. أياً كان صحة ودقة هذه المعلومة فالتحسب واجب لإنقاذ ملايين سوف يتعرضون إلى الهلاك، التحسب ينبغي أن يبدأ من وزارات الصحة الاتحاية والولائية بتجهيز كافة ما يلزم لإنقاذ الحالات التي قد تتعرض إلى حوادث، ولأن الموقع يصعب تحديده بدقة، توجب عملية تجهيز وترتيب تنتظم كل المناطق بالسودان، القمر سوف يقع في مساحة مابين 400? 500 كلم، أي هذه هي مساحة الكارثة، فكم يكون عدد الأرواح والممتلكات في هذه المساحة.. والدور الواجب الإعلام في التوعية وما يجب فعله إن وقع هذا القمر، وكيفية التعامل مع الشظايا التي سوف يخلفها هذا الارتطام وما يبنغي فعله عموماً. يومان أو ثلاثة أيام تفصلنا عن الكارثة المحتملة، ولم تخرج علينا الحكومة لتخبر شعبها عما اتخذته من تدابير أم أن الأمر لا يعني غير مزاح، أخشى أن يفاجئنا القمر الأمريكي كما يفاجئ الخريف حكومتنا كل عام.. وعلى أي حال ندعو الله أولاً وأخيراً أن يقينا شرور الكوارث التي لا حول ولا قوة لنا بها، مع يقيني أن هناك من المواطنين من وصل مرحلة من البلاء تجعله يتمنى سقوط القمر، ما دام في الأمر تعويضات.. اللهم اكفنا شر الكوارث.

التيار