عودة قوش خطوة نحو سدة الحكم

ربما تفاجأ الكثيرون لعودة الفريق قوش ولكن في السياسة كما قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق (ونستون تشرشل) ليس هنالك صداقات دائمة أو عداوات دائمة بل مصالح مشتركة… فهو يدري بان الرئيس في أمس الحاجة اليه في هذا الوقت بالذات وهو أيضا يحتاج له ويعلم ماذا يريد منه… بقدر ما يريد هبوطا ناعما من سدة الحكم ويعيش ما تبقى له من عمر بعيدا عن الجنائية ومؤامرات الحاشية التي صنعها بيديه يتطلع الفريق الى سدة الحكم بديلا عنه، وسيفعل كل ما بوسعه لبناء علاقات السودان بامريكا لأنها الباسوورد (password) ـ جواز المرور الى الحكم في دول العالم الثالث التي لا يستطيع زعماؤها أن يتنفسوا دون أخذ الإذن من أمريكا….
الساحة السودانية الآن يجري فيها الكثير من المفارقات والتناقضات خاصة بعد الإنهيار الاقتصادي الكبير الذي ضرب بأطنابه مفاصل النظام وأقعده عن الحركة بما صاحبته من تفلتات أسعار المواد الأساسية والارتفاع الجنوني للدولار في السوق الموازي بوتيرة أسرع من المتوقع… ولقد رأينا هذا الهلع في عيني الرئيس وهو يتحدث في بورتسودان وكان شاحب الوجه يصطنع البسمة على غير العادة من شفتين جفَّتْ في عروقهما الدماء … فالفريق صلاح قوش عرف بسطوته وقبضته الحديدية على الأمن وفي فترة من الفترات كان مجرد ذكر اسمه يثير الهلع في نفوس معارضي النظام… فبتعيينه أراد الرئيس إرسال رسائل متعددة الى المحسوبين له وعليه بذات القدر.. أولاً لتذكير المعارضة بأن بيوت الأشباح ما زالت موجودة مع ما لها من سمعة سيئة مورست فيها إنتهاكات جسدية ونفسية على معارضي النظام ورسالة الى تجار العملة كي لا يعودوا للعبث بالعملة الوطنية مرة أخرى… وثالثة الأثافي لحسابات داخلية تخص النظام وحزبه خاصة بعد اجتماع مجلس شورى حزب المؤتمر وما صاحبته من انقسامات حول ترشيح البشير أخيرا بين مجموعتي الدكتور نافع والاستاذ على عثمان ويبدوا أن العلاقة بين الرئيس ونائبه الاول ليست كما سبق العهد بها.. وأراد بهذا التعيين تأمين جانب الفريق قوش الى جانبه ليكون تحت نظره طول الوقت وفي البعد عنه قد يتوجس خيفة منه لأنه يعتقد بانه قد ينتظر أي فرصه للانقضاض عليه لأنه أقاله من منصبه اكثر من مرة… وإذا أخلص له ربما يلمعه ويعدُّه ليكون خليفة له ويبعد نائبه الأول من الساحة…
فالرجلان عرفا بعضهما البعض فالاول يريد أن يبقى في السلطة لحين انتهاء ولايته وإذا سنحت له الفرصة للتجديد لفترة أخرى وإلا سيفسح له المجال بشرط حمايته مما ينتظره مستقبلا والثاني يحتاج لدعمه ليستخلفه في منصبه…
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..