السودان… وطنٌ غائب لشعب مُغيَّب

ما يحزُّ في نفوسنا أن السودان يتدحرج بسرعة الى الهاوية ونحن نتفرج، فربما فاق السودان فلسطين في النعت به (أرض بلا شعب)… لشعب بلا أرض فهنالك الكثير من الدول المحيطة تتعدى على أرض السودان وتقرضه من أطرافه بجانب الأجانب الذين يتهافتون عليه لنيل جنسيته في غياب تام للشعب عما يجري حوله من أحداث… عيبنا كشعب وحكومة اننا ننشط في قضايا انصرافية تاركين ما هو أهم… فعلى سبيل المثال لا الحصر ما يحدث في هذه اللحظة: فإقالة غندور قد أخذت حيزاً أكبر من حجمها من تفكير النشطاء السودانيين… كل كاتب سواء كان صحفيا أو غير ذلك في هذه اللحظات ليس له شغل ولا مشغلة إلإ أن يكتب في موضوع اقالة غندور… فهنالك قضايا أكبر وأهم من ذلك بكثير، فالسودان الآن يعيش أزمة كبرى في جميع المناحي الاقتصادية والسياسية والأخلاقية وغيرها… هنالك صفوف البنزين والجازولين وأزمة في الخبز وصفوف لغاز الطهي وأزمة في السكر ومياه الشرب..الخ.. فلماذا لا يكتب الصحفيون عن هذه القضايا المُلحة وينصرفون لقضايا جانبية… فلماذا كل هذا الجهد والتفكير في إقالة رجل من الحكومة؟ وماذا سيستفيد السودان من كل هذا؟
فقد لاحظت كثيرا من تعليقات القراء لما يكتبه الكتاب في الصحف الالكترونية فلم أرَ لهؤلاء المعلقين إلا وهم ينشطون إذا أخطأ الكاتب من غير قصد في كتابة كلمة أو زيادة حرف في كلمة مثلا، فجميعهم ينشطون ويتهافتون لتصحيح ذلك الخطأ الغير مقصود (ربما) ولكن حينما يكتب الصحفي أو الكاتب عن موضوع ذات أهمية فكأن على رؤسهم الطير ينصرفون منه للبحث عن موضوع آخر يجدون فيه أخطاء للتعليق عليه… مثل خفافيش الظلام لا ينشطون إلا في أمور هايفه.. كالحاصل الآن فانهم سيكتبون عن لماذا وكيف أُقيل الدكتور غندور إلى أن يأتي خبر جديد ويغطي خبر إقالة غندور… فهذا النمط من التفكير، تفكير ضحل في هذا العالم المتسارع ويجب فرمتته من العقول مثل ذاكرة الكمبيوتر لادخال معلومات ايجابية تفيد المجتمع السوداني كما يفعل الناس من حولنا…

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..