خطوط حمراء

* حتى وقتٍ قريب كانت الخطوط الحمراء المحددة للصحافة معلومة وواضحة لكل العاملين في مهنة النكد، وتنحصر في ملفات بعينها، ولم يكن (الفساد) مدرجاً من ضمنها، لكن مجريات الأحداث تشير إلى أنه أصبح على رأس القائمة مؤخراً.

* أتفق مع زميلي وصديقي جمال علي حسن في أن عهود الرقابة القبلية كانت أكثر ترفقاً ورأفةً بالصحافة مما يحدث لها حالياً.

* الواقع يشير إلى أن أفواه العاملين في مهنة النكد باتت ممتلئة بالماء الساخن.

* خلال الأيام الماضية دخلت كل قضايا الرأي العام حيز (الممنوع من النشر)، بأوامر حظر متتالية من النيابة، بدءاً بقضية فساد مكتب والي الخرطوم، مروراً بقضية توقيف الإمام الصادق المهدي، وقضية القمح المستورد، وقضية الأقطان، وانتهاءً بقضية إيقاف صحيفة (الصيحة).

* الأدهى من ذلك أن التنقيب عن أي قضية فساد بات من المهددات الكبيرة لحرية أي صحافي، لأنه يقود صاحبه إلى (تلتلة) غير مسبوقة، وقد يكلفه ما يُطلق عليه أشقاؤنا المصريون مسمى (الكعب الداير)، علاوةً على أنه يمكن أن يعرّض الصحيفة نفسها إلى التفتيش، بحثاً عن أي مستندات تتعلق بالفساد!

* كما إن حصول الصحافيين على أي مستندات رسمية أصبح يعرضهم إلى السجن لمدة تبلغ العامين، بموجب المادة (55) من القانون الجنائي السوداني، والتي تنص على ما يلي: (من يحصل بأي طريقة على أي أمور سرية من معلومات أو مستندات تتعلق بشؤون الدولة دون إذن، ومن يفضي أو يشرع فى الإفضاء بتلك المعلومات أو المستندات لأي شخص دون إذن أو عذر مشروع، يعاقب بالسجن مدة لا تجاوز سنتين أو بالغرامة، أو بالعقوبتين معا، وتكون العقوبة بالسجن مدة لا تجاوز خمس سنوات إذا كان الجاني موظفاً عاماً).

* نص المادة واضح، ويشير إلى أن المخالفة تنحصر في الحصول على (أمور سرية ومعلومات أو مستندات تتعلق بشؤون الدولة)، وذلك يدل على أن المعلومات والمستندات التي يحظر التعامل معها أو تسريبها أو نشرها هي تلك التي تتعلق بالأمن القومي، أو بملفات حساسة تحوي درجةً عاليةً من السرية، فهل ينطبق ذلك على الاستخدامات التي تمت بموجب المادة المذكورة مؤخراً؟

* للأسف الشديد لن نستطيع أن نستفيض في شرح مرامينا، لأن ذلك سيوقعنا في (المحظور).

* لكننا نقول إن قانون الصحافة والمطبوعات منح الصحافة كامل الحق في أن تؤدي مهامها بحرية واستقلالية، فهل تستطيع أن تتمتع بذلك الحق القانوني (والدستوري) في ظل الأوضاع الراهنة؟

* ألا يتعارض ما حدث في ساحات المهنة مؤخراً مع المادة (27) الفقرة (أ) من قانون الصحافة والمطبوعات، والتي تنص على عدم تعريض الصحافي لأي فعل يؤثر على أدائه أو نزاهته أو التزامه بواجباته المهنية، والفقرة (ب) من المادة نفسها، والتي تنص على حماية مصادر المعلومات الصحافية للصحافيين؟

* كيف يؤدي الصحافيون مهامهم وهم يخشون على أنفسهم من الاعتقال بموجب المادة (55) من القانون الجنائي؟

* كيف سيحمون مصادر معلوماتهم إذا كانت دور الصحف تتعرض إلى التفتيش، بحثاً عن أي مستندات تعين الصحافيين على أداء مهامهم الاستقصائية والمهنية؟

* تلك الأسئلة المهمة ستشكل محاور ندوة مهمة، ستنظمها (اليوم التالي) بالتعاون مع المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في الأيام القليلة المقبلة، بإذن الله.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. من الذي وضع وافتى ((بفقه السترة)) الذي قصد منه التستر على الفاسدين من شيعتهم والذين ينهبون المال العام ؟؟؟
    الا لعنة الله على كبيرهم الترابي الى يوم الدين
    بعدين مالك قلبت سياسة اليومين دي ؟!
    ولا مافي شئ تكتبوهو بعد ما طيرتو من بطولة حوض البط ؟؟!!
    اكل عيش ياعمي ههههههه

    عموماّ تشكر ياابو الزمل

  2. هل اللصوص سيملون ويفرضون قوانينهم لتغطية سرقاتهم وفسادهم ؟ .
    أم الشرفاء سيرفضون هذه القوانين ، حتى ولو ستؤدى بهم الى عواقب وخيمة ؟ .
    صار الصراع بين فئتين ، فئة اللصوص المهيمنون على السلطة ، وفئة الشعب السودانى الذى يناضل من أجل الرزق الحلال .

    25 سنة عراك بين اللصوص والشعب السودانى ، عام 2014 هو عام الفصل . ، فى المباراة النهائية إما ينتصر اللصوص ، وإما ينتصر الشعب السودانى ! ..

    فرعون ، وحمورابى ، وشاوسسيكو ، و جميع طغاة العالم ، كانوا عندهم قوانين ظالمة ، بس ما شفنا أسوأ وأظلم من قوانين الديكتاتور عمر حسن البشير .

  3. ومن الجهة الثانية يا استاذ يحظر القانون أي موظف دولة شريف يري الفساد في مصلحته التي يعمل بها من الإدلاء بأية معلومات للصحف والصحفيين أو مدهم بالمستندات التي تدين الفاسدين … يعني بالواضح تم عمل حظر من كل الجهات حتي لا تظهر روائح فسادهم ويتم دفن فسادهم وبقوة القانون … وكما ختمت مقالك ب(كيف يؤدي الصحافيون مهامهم وهم يخشون على أنفسهم من الاعتقال بموجب المادة (55) من القانون الجنائي؟ ) يكون الموظف الأمين خائفاً من الإعتقال وبنفس مواد القانون …
    والأغرب يا استاذ( من يحصل بأي طريقة على أي أمور سرية من معلومات أو مستندات تتعلق بشؤون الدولة دون إذن، ومن يفضي أو يشرع فى الإفضاء بتلك المعلومات أو المستندات لأي شخص دون إذن أو عذر مشروع، يعاقب بالسجن مدة لا تجاوز سنتين أو بالغرامة، أو بالعقوبتين معا، وتكون العقوبة بالسجن مدة لا تجاوز خمس سنوات إذا كان الجاني موظفاً عاماً).) كيف يسمح اللص أو يمنح الإذن للصحفي لإدانته .. وبالتالي هل يمكن للصحفي أن يستأذن منه بنشر فساده بالصحف ويوافق المفسد علي ذلك ؟؟؟
    وسلام يا قانون حماية المفسدين …

  4. ومن الجهة الثانية يا استاذ يحظر القانون أي موظف دولة شريف يري الفساد في مصلحته التي يعمل بها من الإدلاء بأية معلومات للصحف والصحفيين أو مدهم بالمستندات التي تدين الفاسدين … يعني بالواضح تم عمل حظر من كل الجهات حتي لا تظهر روائح فسادهم ويتم دفن فسادهم وبقوة القانون … وكما ختمت مقالك ب(كيف يؤدي الصحافيون مهامهم وهم يخشون على أنفسهم من الاعتقال بموجب المادة (55) من القانون الجنائي؟ ) يكون الموظف الأمين خائفاً من الإعتقال وبنفس مواد القانون …
    والأغرب يا استاذ( من يحصل بأي طريقة على أي أمور سرية من معلومات أو مستندات تتعلق بشؤون الدولة دون إذن، ومن يفضي أو يشرع فى الإفضاء بتلك المعلومات أو المستندات لأي شخص دون إذن أو عذر مشروع، يعاقب بالسجن مدة لا تجاوز سنتين أو بالغرامة، أو بالعقوبتين معا، وتكون العقوبة بالسجن مدة لا تجاوز خمس سنوات إذا كان الجاني موظفاً عاماً).) كيف يسمح اللص أو يمنح الإذن للصحفي لإدانته .. وبالتالي هل يمكن للصحفي أن يستأذن منه بنشر فساده بالصحف ويوافق المفسد علي ذلك ؟؟؟
    وسلام يا قانون حماية المفسدين …

  5. خيرا ستفعل اذا تم عقد هذه الندوة ولكن توصيات هذه الندوة هل سيتم الاخذ بها ومن سيتبناها ويتابع مسارها الى سلة المهملات

  6. ايوه كده ياشيخ مزمل ماشي في السياسه تمام بالتحقيق في المواضيع السياسيه الحساسه واقامة الموْتمرات حتطلعك الكفر وخاصة موضوع الفساد ده بجيب ليك شعبيه ولي صحيفتك بس مهما تفعل وتبدع لوماعندك شهادة جامعيه متخصصه في علوم سياسيه ماحتتعبر بس الا ناس الجهاز ديل ادوك حشره كاربه في بيوت الاشباح حتي بعداك تشتهر بانك سياسي علي الاقل خش لينا جوه شوف الجماعه ديل بسووا في شنو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..