متى تبتكر الإنقاذ طرائقا لتصحيح أخطاؤها ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

متى تبتكر الإنقاذ طرائقا لتصحيح أخطاؤها ؟

منير عوض التريكي
[email][email protected][/email]

ظلم فادح أوقعته الإنقاذ بالشعب السوداني. وعليها ان تشرع فورا بتصحيح ذلك. هذه نصيحة مهمة ونرجو أن يأخذ بها من يهمهم الامر. ورغم ان العديد من الناس كتبوا كلمات كثيرة لا تعد و لاتحصى بهذا الخصوص إلا أن أغلب ما كتب ذهب أدراج الرياح .أولا لأن معظمه صدر من الخصوم ولهذا وحده تم رفضه من قبل الموجه إليهم بدل الإحتفاء به من باب إهداء العيوب. والسبب االثاني الإغترار الشديد بالنفس وهو أمر يورد المهالك إن لم ينتبه له المرء ويلجم نفسه الأمارة بالسوء. ولمعرفتنا أن كثير من اهل السلطة يجتهدون لفعل الأصوب قمنا بالكتابة وتقديم النصح والتنبيه والتذكير ونرجو منهم ضرورة المسارعة لتصحيح الأوضاع الخاطئة. فلا أحد يعلم ما يمكن أن يحدث بين ساعة وأخرى. ومن رحمة الله وكرمه أن باب التوبة يظل مفتوحا مالم يغرغر العبد .نسأل الله حسن الختام.
بداية نذكر بأن الإنقاذ بدأت الظلم منذ لحظة إستيلاؤها علي السلطة غصبا في الثلاثين من يونيو1989م. بفعلتها تلك سرقت دولة بأكملها.ولعقدين من الزمان. سلبت الشعب كامل إرادته وسحبت الصلاحيات من ممثليه الذين إنتخبهم في 1986م. صادرت حقوق الشعب اعتقلت من يعارضها ومن تشتبه في عدم مولاته. شردت الآلاف من وظائفهم تحت مسمى الصالح العام.إعتقلت وعذبت وشردت وقتلت وشوهت سمعة آخرين. قطعت الدراسة على كثيرين ممن كانوا يدرسون بالخارج وسمحت لأبناء وأقارب الإنقاذيون وهذا ظلم كبير. مارست ضغوطا نفسية ظالمة رسخت آلاما في داخل آخرين.أخذت مال الشعب نهارا جهارا بمسمى تبديل العملة عنوة وفي وقت قصير جدا . حيث كان من يبدل ماله يتسلم أقل من عشرمبلغه الذي جمعه بكده وتعبه .بينما يذهب جل المبلغ إلي موالي للإنقاذ. يتاجر به ويلحق الضرر بصاحب المال الحقيقي. وبالشعب الذى يضطر للتعامل مع تاجر واحد فقط بسبب إنعدام المنافسة والإحتكار الذي تحميه السلطة.حيث إحتكر الإنقاذيون كل السلع لهم ولمن وافقهم بمقابل معلوم وهذاظلم فادح. وفعلت الإنقاذ الكثير مما يحتاج إلى وقت أطول ومساحات أكبر. ولا شك أن بعض من ذلك قد روجع وصحح ولكن الكثير لايزال قائما .وبعد أكثر من إثنين وعشرين عاما لاتزال الإنقاذ تمارس ظلما كبيرا. لاتزال تواصل نهبها لأموال الشعب بمختلف المسميات. ولايزال أهل الحظوة فوق المساءلة القانونية بل ومنعت الصحافة من مجرد التعرض لقضايا الفساد. ويورد تقرير المراجع العام سرقة وتبديد أموالا طائلة كل عام. مع العلم أن هنالك وحدات ترفض المراجعة كأن الأموال ليست أموال الشعب الذي يدفع مرتباتها ومخصصاتها.وهذه الأموال الضخمة تودع في حسابات شخصية. تتمتع بها قلة قليلة جدا في مقابل ملايين الفقراء من الشعب السوداني. كان المفترض أن تذهب هذه الأموال للتنمية لتخلق فرص للآلاف الذين لايجدون أعمالا وهذا ظلم مزدوج. هذ حدث بسبب سياسات الإنقاذ غير الرشيدة وتخبطاتها التي أدخلت كل السودان في نفق مظلم. فقط لأن بعض رجالها لهم تجارب سيئة وهواجس تجاه الآخرين.وظلمت الإنقاذ نفسها والشعب بالسماح لأفراد قلائل بالتشبث بالمناصب سنوات طويلة بينما تجري الدول العادلة إنتخابات حرة نزيهة كل أربع أو خمس سنوات تختار فيها الشعوب ممثليها الذين ينوبون عنها في الحكم والإدارة .وهذا ظلم فادح للمتشبثين بالمناصب بحماية السلطة وللذين يستحقونها بجدارة.وظلمت الإنقاذ الوطن بإحتكار وظائف الدولة لأهلها فقط بإعتماد الولاء بدلا عن الكفاءة وهو أمر أضر كثيرا بالوطن وأوقع ظلما هائلا بالمواطن الكفوء وبمن يعوله. وظلمت نفسها لأنها تاجرت بالدين وإستغلته للكسب الحرام وشوهت صورة الإسلام أكثر من أعدائه أنفسهم.وحتى لا نصبح مثل الإنقاذ فإن علينا أن نعطيها حقها لقد أنجزت الإنقاذ عددا من المشاريع .لكن ضاع عليها كثير من ريعها بسبب المن والأذى والفساد المالي الذي صاحبها. وحققت الأمن بنسبة كبيرة وهو ما دفع ويدفع مقابله المواطن بصورة مباشرة من الخزينة العامة وغير مباشرة بالظلم الفادح المستمر حتى الآن. حيث يعاني الكثيرون من عدم وجود وظائف لبطء دوران عجلة التنمية .وإحتكار كل فرص العمل لقلة فقط.وانجزت سد مروي وظلمت أهله من المناصير وغيره بصورة مباشرة وظلمت كل أهل السودان بديون متراكمة بينما يدفع المواطن ثمن الكهرباء .يدفع المواطن مبلغا كبيرا في عداد الكهرباء وفي التوصيلات وكثيرا ما يشتري الأعمدة نفسها .وبالطبع لايستطيع أن يحمل معه عدادا أوعمودا أو حتى سلكا إذا رحل فهذه تعتبرها الدولة سرقة ورغم أن التوليد المائي هو أقل انواع الطاقة كلفة إلا أن المواطن يشتري الكهرباء من حر ماله. وهو الذي دفع من معاناته وقوته حتى إنتصبت هذه المشاريع .وسوف يظل يدفع ديونها بفوائدها المتراكمة عليه. علما بأن هنالك دول كثيرة لا يدفع مواطنوها فاتورة ماء بل هي مجانية .وظلمت الإنقاذ المواطنين بتحصيلها جبايات كثيرة ومرتفعة ضد المحاصيل والخدمات والترحيل وصغار التجار والمحلات الصغيرة . بينما تعطى هذه العائدات إلى تجارها يستوردون سلعا كمالية وتعطيهم معها معلومات وإعفاءات يحققون بها أرباحا خرافية في مقابل ظلم خرافي يقع على آخرين.
وأخيرا وليس آخرا فإن الإنقاذ ظلمت نفسها بعدم سماعها نصائح المخلصين وبالتمادي في نفس المنهج الذي أوصلها والوطن إلى ماهي عليه الآن. وظلمت نفسها لأنها لم تتفكر في أطروحاتها التي تتبناها وهذه هي غفلة كبرى ومهلكة. وظلمت نفسها بتقريبها للهتافين المزينين بدلا تقريبها للناصحين الصادقين.وظلمت نفسها لأنها ترى بعينيها رحيل أنظمة رغم طول بقاؤها .والموت يتخطف الناس كل يوم لايفرق بين كبير أو صغيرغني أو فقير حاكم أو محكوم.وبالطبع لن تذهب معهم أموالهم ولا عماراتهم ولا سياراتهم الفارهة ولكن المؤكد ان أعمالهم سترافقهم في قبورهم.وهوالدافع لنا على قول هذه النصيحة . على الإنقاذ أن تنقذ نفسها .يلزم أهلها التوبة النصوح من الظلم الفادح حتى تبقى لهم أعمالهم الطيبة. ومن هذه الأعمال النوايا الاولى التى أغرتهم بالمغامرة إبتداءا ولا شك إنها نوايا طيبة حلم .إنشاء دولة العدل وحراستها بالمبادئ السامية.وبالطبع حدث الكثبر من المتغيرات الخارجية والمكابرات الداخلية مما اوصل الحال لما هو عليه الآن. و المهم هو المراجعة والمسارعة .مراجعة المسيرة وتصحيح الأخطاء لتحقيق أكبر ربح ممكن.والمسيرة بصورتها الحالية تبدو مليئة بالثقوب . وهذه مواضع تتسرب منها كثير من الحسنات. على الإنقاذيون مراجعة مسيرتهم الجماعية وسيرهم الفردية بصدق . ولابد انهم الآن قد وعوا تماما وبالتجارب المريرة أن محاولات خداع الأخرين تنطلي عليهم هم وتكلفهم الكثير.عليهم تصحيح أخطاؤهم التي تجرهم نحو مالا يودون إطلاقا. يجب التوقف فورا وإتخاذ النحل مثالا بدلا من أبو الدقيق. النحل يعيش جماعة ينظم نفسه ويعمل دون كلل او ملل وينتج عسلا فيه غذاء وشفاء .وأبو الدقيق يسرع نحو النار ليلقي نفسه فيها حتى يحترق . عليهم الإنتباه من الغفلة والمسارعة بالتوبة . النوايا محلها القلوب . ولكن من شروط التوبة. الإقلاع الفوري عن الذنب والعزم الصادق بعدم تكراره وإعادة الحقوق إلى أهلها وطلب العفو أي التعافي والتصافي. وبالنسبة للإنقاذ كسلطة فإن تكفيرها عن ذنوبها ممكن جدا وقد بدأت فيه بأفكار جيدة لولا أن سارعت أفات قديمة بالتسلل إليها .من هذه المشروعات .التمويل الأصغر وهو فكرة رائعة تعيد بها الإنقاذ المال للشعب بعد سنوات طويلة.لكن الملاحظ ان أغلب هذه الأموال ولأسباب كثيرة تعود ثانية لمن يوالي الإنقاذ بصورة ما. كثير من هذه الأموال لا تصل لمن هو في حاجة ماسة فعلا .وهذه إحدي الثقوب التي ذكرناها آنفا مثلها مثل سد مروي الذي أدى الظلم والمن والأذي وسوء التصرف في المال إلى ثقوب عديدة في جرابه.وهي ثقوب تحتاج للمعالجة فورا حتى يزيد النفع.وسد مروي والتمويل الأصغر مثالين فقط.وعلى الإنقاذ المسارعة لتصحيح كثير من الأوضاع الخاطئة. وبالطبع لا نريد ذلك إعلاميا.خروجه من ديوان السر لديوان العلن قد يفقده الكثير من العائدز ربما نخرج قليله فقط ليعلم الناس. لكن يجب أن يكون جل التصحيح حقيقيا لتتحقق الفائدة المرجوة. ليكون فعالا يجب إخلاص النوايا و مراجعة السياسات . القيام بالدراسات المتعمقة والشروع في العمل الجاد في أسرع وقت .المثابرة عليه .عندما تخلص النوايا فإن الأفكار الطيبة تسرع نحو الأفئدة. سوف تكتشف الإنقاذ طرائق كثيرة لتصحيح الأوضاع الخاطئة ورفع المظالم.أما بالنسبة للأشخاص فلا شك أن هنالك طرائق كثيرة للتكفير عن الذنوب وتصحيح الأوضاع الخاطئة.وهي طرائق تختلف بحسب إختلاف الأقوال والأفعال وبحسب إختلاف المواقف وزوايا المشاركة وحماسات البداية وإندفاعاتها..نرجو أن تستمع الإنقاذ للنصح قبل ضحى الغد. ونرجو أن يسارع كل من ظلم بتصحيح ما لايزال خاطئا وتعديل مالا يزال معوجا وتفعيل المناصحة وتحقيق المصالحة. لا يزال باب التوبة مفتوحا وكذلك باب المسارعة في الخيرات سوف تسعد الإنقاذ وأهلها حين تكتشف أن الآخرين يخطون ويستغفرون و يخطون نحوها أكثر مما تخطو هي نحوهم.
اللهم قد بلغت فأشهد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..