مقالات وآراء

وطني مازال ضائعاً

نورالدين مدني

كلام الناس
عندما شرعت في قراءة هذه الرواية كنت أريد التعرف على بلاد واق الواق لأنني وقفت قبل سنوات على مشارف منطقة في أستراليا تسمى واق الواق، لكنني وحدت أن الرواية تتناول مأساة اليمن الذي كان سعيداً.
إنها رواية (مأساة واق الواق) لمؤلفها محمد محمود الزبير الصادرة ضمن سلسلة”كتاب الدوحة” التي تتناول بطريقة أسطورية مأساة اليمن التي قسمتها إلى يمن شمالي ويمن جنوبي ومازالت تفاقمها النزاعات الداخلية المتداخلة مع المصالح والأطماع الخارجية.
بطل الرواية وراويها العزي محمود في سعية لمعرفة أسباب مأساة بلاده لجأ إلى العرافيين الذين أدخلوه قي حالة تنويم مغنطيسي  انتقلت به إلى العالم الاخر روحياً  قي محالة لمعرفة أسباب مأساة اليمن حيث التقى في الجنة بالشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن، وبالطغاة والبغاة والقتلة والظلمة في جهنم.
لن أحكي لكم التفاصيل المثيرة لهذة الرؤيا الروحية التي استمع فيها بطل الرواية  لكل الأطراف لكنني سأقف بكم عند بعض الإفادات المهمة التي يمكن أن نسترشد بها في معالجة أزمات بلادنا التي مازالت تعاني من الاختلالات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والأمنية.
في مشهد إيحائي قال بطل الرواية إن الشهداء أقسموا بأن هذه البلاد لن يحررها من الطغاة والبغاة إلا الشعب وعليهم ألا ينتظروا الحل من العالم الخارجي لأنهم يخدمون مصالحهم وأجندتهم ويؤججون النزاعات الداخلية بين أبناء الوطن.
في إفادة أخرى قال بطل الرواية لقد تسببت سياسات لطغاة والبغاة في سحق كرامة الشعب وارادته وحريته وطاقاته الثورية وتركوا الوطن  يعاني من الحاجة والفقر والخوف والذمم الخربة،، وساهم في إفساده علماء السلطان الذين ينافقون الطغاة والكتب المذهية التي أججت الفتن المجتمعية.
خلص المؤلف إلى حقيقة أن الوطنية ليست عنصرية فلا يوجد شعب واحد في العالم  يتكون أبناؤه من عنصر واحد وقال إن الشهداء الذين التى التقي بهم روحياً في الجنة أتفقوا على ضرورة عقد مؤتمر تتم فيه محاكمة الطغاة والبغاة والتفاكر بصراحة حول أسباب إستمراة مأساة بلادهم ووضع الحلول الجذرية لمعالجتها.
بعد أن أفاق بطل الرواية من حالة التنويم المغنيسي سأله من حوله عن ما توصل إليه قال إنها رؤيا مروعة وعجيبة لكن للأسف وطني مازال ضائعاً.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..