الخِفَاضُ بين تَرْغِيب الشَّيطَان وتَرْهِيب الأدْيَان

د. عبدالسلام موسى

بعد تَكَرُّمِ مجلة الثقافة السودانية التي تصدر عن وزارة الثقافة والشباب والرياضة بنشر مقالي الذي حمل عنوان “ضَرُورَةُ الخِتَانِ ومِحْنَةُ الخِفَاضِ” وقدَّم له الأُستاذُ الجليل الدكتور الصديق عمر الصديق على صدر صفحاتها الأُولى من عددها رقم (٤١) الصادر في اكتوبر ٢٠١٠، ثم نشره لاحقاً على صفحات موقع Sudaneseonline.com ومرة اُخرى قبل بضع أسابيع على نفس الموقع، وأيضاً على موقع alrakoba.net، طالعت بإهتمامٍ وتروِّي ما أفرده القُرّاء أسفل المقال أو بعثوا به إليَّ مباشرة عبر البريد الأثيري، من آراءٍ وتعليق حول موضوعه ومحتواه. وقد إتَّسَم طابعُ القليل من هذه الآراء بالجدِّية وإبداء الرغبة في الحوار الرشيد وتبادل الرأي الهادف وهو ما صبونا إليه. كما ضجَّ غالبُها بالسخف والسخرية والهزل مع الجنوح للسَّباب والشَّتْم بعبارات سافرة نابية ومبتذلة لم يسلم منها بطبيعة الحال شخصي وخصوصيتي، وذاك نتنزَّهُ عن الرد عليه ونستحي أن نورد ذكره هنا أو نُعلَّق عليه إذ لا يسمح المقامُ والقَدْرُ بذلك.

ولهؤلاء، وغيرهِم، أود أنْ أشير بأني لست بكاتبٍ أو محققٍ في الشُّئون والقضايا الإجتماعية، مثلما لست، كذلك، بعالمٍ مُتخصِّصٍ أو باحثٍ نشطٍ في مجال أمراض النساء والولادة. كلما قصدته بالكتابة، في الواقع، كان لإبداء الرأي حول مأساة خفاض الفتيات تحت عنوان “ضَرُورَةُ الخِتَانِ ومِحْنَةُ الخِفَاضِ”، من وجهة نظري كطبيب مُمارس ومُتابعٍ مهتم، والتعرُّض للجوانب المتعددة والمتباينة، والخلفيات المُتشعِّبة المحاور لهذه الممارسة الذَمِيمة، والتى لم تزل مستشرية برواج وإقبال كبيرين دون رادع أوضابط في مجتمعاتنا الضاربة بأطنابها في معاقل الجهل والتَّخلُّف. كما عمدت بذلك، أيضاً، أن أفرد طرحاً وافياً أضعه بين يَدَيْ القارئ الكريم وتيسير مُتناوله في ذات الوقت للأخوات والإخوة المهتمين والناشطين في شأن هذه القضية الإجتماعية والصحية الهامة بُغْيَة الحوار الجاد والتفاكر الرشيد حول مأساتها وما تَجُرَّهُ على فلذات أكبادنا وعلينا من محنة ووبال، مع العمل على الوصول لأمثل الحلول وأنجع الوسائل لمحاربتها وإجتثاث شأفتها وإقتلاع جذورها من خزين عاداتنا البالية وأدمغتنا المتحجِّرة.

ومما لا شك فيه أن محاربةَ مثل هذه العادات والممارسات الخاطئة والتى ظلت مُتغلغلة منذ حقب سحيقة في نسيِج مجتمعاتنا المُحافظة وتركيبها الإجتماعي المُعَقَّد حتى أصبحت تقليداً وعُرفاً ذي عيارٍ شعبي وعقائدي مُقدَّس يستند إلى خَلفِيِّةٍ تاريخية متوارثة، أمراً عصىَ المنال قد لا يتحقق بلوغه حتى يلجَ الجَمَلُ في سمِّ الخياط. فالجهل المطبق، والعُنْجهية البلهاء، والغطرسة الهوجاء، والعُقد المُركَّبة وعمى البصيرة المتفشِّي بين وُلاة الإمور وحَمَلة المسؤولية وأدْعِياء الوِصَاية وزَعَمَة الوِلاية على عباد الرحمن، خاصة في المجتمعات القبلية والتقليدية المتخلفة مثلما يتبدى ذلك في مجتمعنا السوداني المعاصر، تقف عائقاً منيعاً وسدّاً حائلاً دون إمكانية الفكاك منها وقطع دابرها.
ويظهرُ ذلك جلِيَّاً وواضحاً في إدِّعاءات كثيرٍ من المتشدِّدِين لعملية الخِفَاض والمناصرين لها، إذ يعتبرونها في زعمهم المُتطرِّف أمراً سماوياً مُنزَّلاً لكبح جماح المرأة وحَدِّ شهوتها الجنسية العارمة منعاً لفاحشة الزنا وإنقاذ البشرية من إغوائها ومُكْرِها . . يا للهول ويا للويل من كارثة تحيط بعباد الرحمن الأتقياء الرُكّع السجود !

إني أُسبِّحُ بحمد الله في ليلي ونَهاري وأحْمَدهُ وأشْكُرهُ على خير النِّعَم، وأخافُهُ ربِّي العظيم، غير أن هذا الزعم والإدِّعاء عند أمَّةٍ مُسْلمةٍ، أحسنت تلاوة كتابَ الله العزيز وأتْقَنتْ فهم مكنونه وإستوعبت معانيه وتشرَّبت بِسُنَّةِ رسوله الكريم، يُزعزعُ اليقين ويثيرُ الشكَ في النفس المؤمنة المطمئنة حول إستيعاب مفهوم الزنا وشرعية تحريمه، ويُقْحِمُ القدرةَ الإلهية بظن هؤلاء ويصفها وهى المُنَزَّهةِ من الخطأ والإستدراك، وكأنما الذات الإلهية الرحيمة أرادت أن تُوقع بأمَةِ الله حواء البشر. ففي تخيُّلِ أعوان الشيطان هؤلاء وتصورهم الواهم أن الله بعد أن أكْمَلَ خلق المرأة وأحسن تصويرها وأبدع في خلق أعضائها، ومنها بنية أعضائها الجنسية والتناسلية، وغَرَسَ في طبيعتها بحكمته ومشيئته، مثلما فعل بآدم، غريزة الرغبة الجنسية لمعاشرة النصف الآخر بِغَرَضِ التوالد والتكاثر وحفظ النسل والخلق، إستدرك كما في ظنِّهم وقوع خطأً في خلق وبنية تلك الأعضاء وعابه أن ينقض غزله من بعد قوة بإرادته الإلهية، فأوعز ـ مُتَجاوِزاً أنبيائه ورسله الأكرمين ـ إلى خُلفائه بأرض أفريقيا، وبِخاصةٍ بلاد السودان .. أرض ما وراء الحرمين ومنبع المعجزات والكرامات والخوارق، لإصلاح ما أفرط في تسويته من أعضاء الحس الجنسية الأنثوية ومكمن اللذة عندها فأمرهم بقطع وبتر كلما نتئ منها أو برز وتضييق ما زاد إتساعه عن الحاجة بإحكام تام كى يدْرء عنهم شَرَّ ما خلق وشَرَ النفاسات في العُقَدْ. ثم سنَّ لها القوانين الصارمة عند تماديها في هذا الشر وإغواء عباده الصالحين، ووعدها بأشد أنواع العقاب من وأدٍ ولحدٍ ورجمٍ وحدٍ وسَحْلٍ وقطع من خِلاف. أقول لأولئك بعد أن أستغفرُ اللهَ ربي وأسبحه بكرة وأصيلا: أين ورد ذلك في كتابه العزيز؟ أو على لسان أيِّ رسول أونبي كريم؟ قَبَّحكم الله وعليكم اللًّعنة أنَّا حَللتُم يا أهل الإفْكِ والنفاق وأولياء الشيطان.
لم تزل عمليةُ الخِفَاض في إعتقادي، وبعين العقل وحجة المنطق وبعد كل الذي أوردته جملةً وتفصيلاً في البحث المشار إليه عاليه، جريمةً بشعةً لا تُغْتَفَرْ وشروعاً في القتل إن لم يكن القتل بعينه، يشارك فيه كل من يمارس تلك العملية أو يدعو لها أو يساندها بالفعل أو القول أوالصمت. ولذا فالبَتُّ في تحريم ممارستها وإنزال القصاص بمرتكبيها أصبح أمراً عاجلاً لا يحتملُ مزيداً من تبديد الوقت ومضيعة الزمن في محاجة المُتَشَعْوذين والدَجَّالين ولجاجة الجُّهلاء والمُدَّعِين، ففي كل يوم تشرق فيه شمسُ النهار يزداد عدد الضحايا بين القوارير والأبرياء والقُصَّرْ في تصاعدٍ مُطًّردٍ ليَرْتَفِعَ بذلك معدل الوفيات بينهنَّ بِسببِ إجراء هذه العمليات، والتى أصبح معظمها يتم في سرية تامة بعيداً عن أعين الرُّقباء، أو نتيجة لمضاعفاتها اللاحقة كما في حالات الولادة المُتعسِّرة والتي تنتهى في أحسن حالاتها بموت الأُم أو الجنين، وفي أسوأها بموت الإثنين معاً. ولا يمكننا أن نحمَّل الآباء والأمهات وأولياء الإمور وحدهم تبعة هذه المجازر البشرية الدامية بل تقع مسؤولية ذلك في الأساس على عواتق المسؤولين في أجهزة الدولة المُختصَّة والمعنية من قَضاءٍ، وصحة، وتعليم، وإعلام، وتوعية وإرشاد. ولكن أين هم هؤلاء الأشباح المُتَخَفِّين في عوالم ماديّةٍ لاهية ؟ وهل هناك وجودٌ حقيقيٌ ومسؤولٌ لهم في حياتنا، أم هل يعنيهم في واقع الأمر ما يجري ويحدث في واقعنا المرير؟ لا أظنُّ أن لدى هؤلاء الذين أصبح لا يهمم شيئاً في هذه الفانية غير السعي اللاهث وراء رغباتهم وأمانيهم التي لا تُشْبَعْ، أقلُّ قدر من تَحَمُّل المسؤولية تجاه مواطنيهم ورعاياهم، ولا عجب في حالِ أُمَّةٍ صار من طباع غالبها الرقص والغناء والمجون وكثرة الطرب، وكيف لا وراعيها ورَبُّ بيتها وقائدها مُهَرِّجٌ رقَّاصٌ، هجاصٌ، هياصٌ، نَبَّاحٌ، سَفَّاحٌ وبالكفِّ ضاربٌ، مما أذلَّ هيبته ووقاره أمام رعيته وأرهق سُمْعَةَ وطنه وبلاده أمام المجتمع الدولي حتى فقدت مجدها وكرامتها وهويتها .. وأعزَّ ما تملكه الشعوب والأُمم. فعزة الأوطان لا تُقدّر بلونِ تُرابِها أو مذاقِه الذي لن يجدي نفعا إنْ نستفَّهُ أو نذريه على الرؤوس في أوقات المحازن والنكبات والبلاء والمحن، إنما بأبنائها ورجالها الذين يُعْلُون من قَدْرها ومكانتها ويرفعون رأية مجدها بين الشعوب والأُمم، أمثال بعانخي وترهاقا، ومهيرة وعجوبة، والمهدي ورجاله وعلى عبداللطيف ورفاقه، والقرشي وأترابه وغيرهم من أخيارها الذين ضَمَّهم ثراها الرطيب وحفظهم تاريخُها العريق. وتلك نُخبة من الأبرار الأجلاء إندثر إسم بلادنا برحيلهم وتمزّقت من بعدهم أشلاءً، فأغار عليها عُصبةٌ من أراذل البشر لا يخافون الله ولا يخشون في غير الحق لومة لائم، أولئك هم شرُ البرية من زبانية الحكم وسدنة النظام وشراذمة السلطة وأهل النفاق والإفك والضلال، الذين إنقلبوا على ديمقراطية الحُكْمِ وإرادةِ الشَّعبِ في بلادنا فأنتزعوا مقاليد الحكم والسلطة فيها بالباطل ودون وجه حق، وأدَّعُوا خِلافةَ الله في أرضٍ ضمَّتْ تحت ثراها عباده المُتَّقين وأولياءه الصالحين، فأصبحوا الحاكمين بأمرهم في البلاد، وبسطوا نفوذهم وسلطانهم على كل موقع ومطرح ومقام، وسادوا فيها ظلماً وقهراً وفتكاً وتقتيلا، وعاثوا فيها فساداً وفتنةً وإفكاً ونفاقاً، فنقصوا الكَيْلَ ومنعوا الرِّزق وكنزوا المال وهتكوا العرض وأفنوا الحَرْث والولد، ثم أشعلوا نار الفِتن والحروب والدمار في كل منحى ومضرب وما زالوا في غيهم وطغيانهم يتصارخون ليلاً ونهاراً بأعلى الحناجر حتى أزبدت أفواههم وهم يهللون بإسم الله والله أكبر الله أكبر. ولم يدرك الذين كذبوا ونافقوا بإسم الله وسنة رسوله أن أبوابَ الرحمة كادت أن تُغْلَق في زمانٍ رُفِعَتْ فيه البركة عن الناس حتى أصبح حُفاتهُ وعُراتهُ يتطاولون في البنيان، وما ظنَّ هؤلاء أن الله إن أراد أن يُذُلِ طاغيةً ظلم رعيتَهُ ولم يعدل في حكمه أمدّهُ في طغيانه وصلفه وهو الذى يُمْهِلْ ولا يُهْمِلْ، أو كما جاء في كتابه المكنون: “اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ” البقرة (١٥)، وفي الحديث “كُلُّكم راعى و كُلُّكم مسئولٌ عن رعيته” عن إبن عمر، رواه مسلم.

وتَدّعِي جمهرةٌ من المناصرين للخِفَاض والمتشددين في دعواهم بسُنَّتِه أوشَرْعِيته، أنه الوسيلة المُثْلى لحماية الفتيات من الإنحراف الخُلقي والمحافظة على شرف القبيلة ووقاية المجتمع من الفاحش والمنكر. هذا كلام جَدّ غريب! وأغرب ما فيه الدعوة الشيطانية المُسْتَترة لِتَشْرِيع الخِفَاض بدعَاوي النَّفاق ووسائل الترهيب التي يلجأ إليها ويمارسها المتطرفون من رجال الدين وإستغلال الواعز الديني في نفوس البسطاء من أجل تحقيق مآرب أُخرى لا صلة لها البَتَّة بالديانات والعقائد والعبادات أو سعياً إلى إبتغاء مرضاة الله. إنَّ إحترام وجة نظر الآخرين وتقبّل الرأي السّديد الذي بُنِي على فهم عقلاني سليم وقام على تحليل علمي منطقي والسعي للحوار الهادف وتبادل المنفعة العلمية النَيِّرة، هو دأب العقلاء وأهل النُّهى والبصائر، غير أنِّي أجدُ في هذا الإدعاء كثير من الغرابة، بل هترٌ وهرطٌ وسفه يكشف عن ضحالة فكرية عوراء يجب ألاَّ يصدر عن أهل المعرفة بالشئ والعالمين بحقائق الإمور. كما إنه من العيب، أيضاً، أن يتفوَّه به بعضُ الأطباء وأهل المِهَنِ الإنسانية النبيلة ـ فهذا وأيم الله مُخْجِل ومؤسف ومُعِيب. وواقع الأمر، أن إستشراء رذائل الدعارة وهتك الأعراض وإغتصاب النساء والأطفال وممارسة الشذوذ الجنسي بكل أنواعه من لِواط وسِحاق أو غير ذلك في المجتمع السوداني، وإن بات لا تَحَرُّجَ فيها في يومنا هذا، لا علاقة لها مطلقاً بشَرْعِيَّة أو عدم شرعية الخفاض. كما ليس لها ما يبررها بما يدور حولها، حالياً، من لقط وسقط قول. وحتى لا ندمنُ وضع الأصابع في الآذان حذر سماع كلمة الحق ونمعن في دسِّ الرؤوس مثل النعام في رمال القوز أو تلال صحارينا الكبرى توارياً عن مواجهة الحقيقة وتَهَرُّباً من الواقع المرير وخداع النفس بالمجاهرة بالصدق وإلإيمان، علينا أن نفهم ونعى بأن هذه الظواهر الأخلاقية الرذيلة التي تكتئب لها النفس الكريمة، تلك التي طفحت على سطح مجتمعنا وكادت تغطي مساحة ما تبقى لنا من هذا البلد المتعوس، إنما هى نتاجٌ طبيعيٌ للكبت والحِرمان الجِنسي بكل أسبابه ودوافعه والذي وجد له مَنْفَساً في غياب الوازع الديني والتربوي في النِّفُوس وبسبب التدهور والإضمحلال والإنحطاط الذي إنزلقنا فيه حتى القاع وما لازم ذلك من تهتُّكٍ وتَحْلُّلٍ في الأخلاق والقيم والأعراف والمُثُلِ الجليلة التي ظلت متوارثة بيننا من جيل إلى جيل حتى صبيحة يوم إستقلالنا المجيد. وتظهر آثار هذا التدني المُخْجِل بشكل خاص خلال فترة ما يربو على العشرين سنة الأخيرة والتي ظلت تحكم البلاد فيها وتسيطر عليها عُصبةٌ من أشرار قومٍ ظلت تُوهِمُ العباد بالحكم بكتاب الله وسنة رسوله، والله ورسوله بَرآءٌ مما يفعلون. فالمسؤول المباشر عن كل هذا التهاوى والسقوط ليس هو (عبد الخير عوض الله ود جارالنبي)، ذلك المواطن المُسَالم البسيط، المؤمن الراضي بما رزقه الله به في هذه الدنيا الزائلة من خير أو شرٍ، إنما هم ولاة الأمر على الرعيَّة والطغاةُ الحاكمون بأمرهم، الذين كذَّبُوا على الناس ومكرُوا بهم مَكْراً ونافقُوا بإسم الله وبإسم الدين وبإسم الأنبياء والأولياء والرسل، فنسَّكُوا البُسطاء ورهْبنُوا الفقراء وزيَّنُوا للعباد زيارة بيوت الله المُزَرْكَشة بالتُّحف وأنوار الزينة وكلَّما يلهى عن عبادة ربِّ البيت، ثُمَّ سيطروا على الإقتصاد والتجارة والأسواق، وباعوا للبسطاء الآخرة بالدنيا، ووعدوهم الجنة والحُور العين بوعودٍ لا رصيد لها، لا في الحياةِ الدنيا ولا في آخرتِها، ثُمَّ سلبوا الناس عِقُولهم وحرموهم أبسط متطلبات الحياة الكريمة. فيا للعجب ثم يا للعجب حين أرى اليوم في أرجاء عاصمة البلاد ومَعْقلِ الفسادِ فيها إنتشار المساجد الفارهة المُكَيَّفة الهواء والتي يستحي عن دخولها الفقراء والبؤساء والمَحْرُومون خِشية أنْ يُدَنِّسُوا بأقدامهم الحافية المُشَقّقة سجادها الفاخر الوثير أو أنْ تُذْهِب بأبصارهم أضواءُ النجف والقناديل المُعَلَّقة التي تُبَهْرِجُ قبابها ومآذنها وبهواتها، وهم لم يروا مُشْكَاةَ نُورٍ في بيوتهم الُمظلمة منذ عدة شُهور خَلَتْ لعجزهم عن سداد فواتير الماء والكهرباء الباهظة الأسعار. حين أرى كل هذا يحدث في بلدٍ غنيٍّ بثرواته الطائلة وأهلهُ فُقراءٌ تُعَساء، أصبح كُل حُلم المواطنِ المغلوبِ على أمره فيه أن تتوفَّر له أبسط متطلبات الحياة الكريمة ولُقمة العيشِ الهنية لأطفاله الصغار، كى يسُدَّ بها رمق جوعتهم، وإنشاءَ المدارس ودورِ العلمِ والمستشفيات ودعمها، وتوفير فرص العمل والكسب الحلال وتحسين الخدمات العامة لتأمين تعليمهم وعلاجهم وضمانِ مستقبلٍ كريم وحياة آمنة لهم، وحين أستوعب بالفهم البسيط محنة ما وصلت إليه حالُ هذه البلاد، أكادُ والله لأرى كما يرى النائم في المنام ملائكةً غِلاظَاً شداداً من خزنة نار تلفُظُ حِمماً وترعدُ غضباً وقودها الناس والحجارة، يأتون بهؤلاء الأشقياءِ يوم القيامة صفاً صفاً، وفقراء هذا البلد المظلومون من سائل ومحروم مُلْتفِّين حولهم شاهدين، فيسألونهم: أولم تكونوا خُلفاء الله في أرض السودان يا هؤلاء؟ قالوا: بلى، ثم تُعْرَضُ عليهم المساجد وبيوت الله التي تمادوا في عَمَارَتِها وزينتها يتفاخرون بذلك على الملأ والله غني عن العالمين، وقصورهم الشاهقة الواسعة، وما كنزوا في خزائنهم وحساباتهم الخاصة في بنوك الشرق والغرب من عائد البترول وأموال هذا الشعب المحروم، ثم يُسألون: ومن أين لكم هذا يا خلفاءَ العَادلِ الحَكَمِ، وقد كنتم في مسقط رأسكم وبين أهليكم حفاةً عراةً قانعين، فبماذا تُجِيْبُون أيها التُّعساء في الدنيا والأشقياء في الآخرة وأنتم تقفون بين يَدَي الله في يومٍ لا ظلَّ فيه إلاَّ ظلّه، وبماذا تُجيب يا بشيرُ السوء ويا نذيرُ الشر والدمارِ، وماذا تقول وقد فعلت ذلك بأهل هذا البلد الآمِنْ الأمين وشعبه الكريم.؟ ماذا تقول …؟ وقد إحتطبت الأخضر واليابس، وأفنيت الزرع، ونهبت النَعَم، وأحرقت المتاع، وقتلت الشيوخ والشباب من قال منهم لا إله إلاَّ الله أو لم يقلها، ثم أبحت العرض، وسبيت القُصَّر وأيَّمت النِساء وأيتمت الأطفال، ولهؤلاء يا عمر بن (الحطَّاب):
مَاذا تَقُولُ لأفْرَاخٍ بذيِ مَرَخٍ زُغْبِ الحَوَاصِلِ لا مَاءٌ وَلا شَـجَرُ
ألقَيْتَ كاسِبَهُمْ في قَعْرِ مُظْلِمةٍ (فَأرحــل) عَليْكَ (اللعــنة) يا عُمرُ
ماذا تقول بعد كل هذا؟ لن تقول “لم نفعل”. لكنا نقولها قولةَ الحقِ جهيرةَ: إرحلْ وبطانتك عنا فلستم منَّا، إرحلِ إلى هناك وأذهب حيث طلبتك عدالة البَشًرِ لِتَمْتثِل أمام محكمة العدل الدولية فهذا أهون عليك من الوقوف بين يَدَي الله العادل القهار، إذهب إلى هناك وأبقي بعضنا، حنانيك .. إنَّ بعضَ الشَّرِ أهونُ من بعضٍ.
حين أستشعرُ كل هذا وما آل إليه حالُ بلادنا من تفككٍ وتحللٍ وتدهورٍ وإنحطاط وتَمَزُّق، وما تدنَّت إليه القِيمُ والأخلاقُ والأعرافُ والمُثل إلي أسفل درك ليس تحته قرار، حتى رأيتَ المُسِنَّ بلا مأوى ولا عون، والفقير بلا قوت ولا زاد، والمريض بلا دواء أو طبيب والأرمل بلا سند أو مُعين، واليتيم بلا عائل أو حاني، والعارى بلا ساتر أو كاسي، والجاهل بلا ناصح، والمظلوم بلا ناصف، والمقهور بلا ناصر، والطريد بلا آوِي، والمحارم بلا ساتر، والعائد بلا أهل، والأحياء بلا أمل والأموات بلا كفن، والحاكم المستهتر الظالم بلا وازع أو زاجر، فإنيِّ والله لا أملك إلاَّ الإمتثال لِحُكْمِهِ الأوحد الصمد والإيمان بقضائه وقَدَرِه، والتعزِّي بما كانت تردده السيدة عائشة رضى الله عنها عن لبيد بن ربيعة وهو شاعر جاهلي بلغ من العمر عتيَّاً حتى ذاق الأمرين، فقال لبيد الحكيم ما كانت ترددهُ أُمُ المؤُمنين:
ذهب الذين يُعَاشُوا في أكنافهم وبقيتُ في خَلَفٍ كجلد الأجْربِ
فبحكمة لبيد يكون آخر قولي لهؤلاء الغوغاء الجرباء، حفاة العقل وعراة الخُلُق، أنْ دعوا إسم الله الأكبر الأوحد في ملكوته الأعلى وفي قلوب المؤمنين وإذهبوا إلي من حيث أتيتم فمأواكم جهنم خالدين فيها، ودعوا أهل هذا البلد الآمن المُؤمِنْ، المُسَالم المُسْلم في حالهم حتى يقضي الله بهم أمراً كان مقضياً.

إن التهويلَ في التشدُّدِ، والمكابرة بالزعم، والمبالغة في التَعْنِيف من جانب المناصرين لعملية الخفاض، حين يقوم الجدل ويسمو الحوار بين العقلاء والعارفين حول رفضها التام كوسيلة بدائية ليس لها مبرراتها الدِينية أو المنطقية أو العقلانية لكبح جماح المرأة وقهر غرائزها الجنسية مِنَّةُ الله عليها وحكمه، ومحاولة ذرِّ الرماد في العيون من جانب المتعصبين والمنحرفين فكرياً كلما تفتحت بصائر الناس على جريمة الخفاض وتبعاتها، وقهر آرائهم بإسم الدين والعقائد، كل ذلك يجعلُ من هذه الإدعاءات الواهمة والإفتراءات الكاذبة سبباً مقنعاً يقود أهل البصائر مرة أُخرى للسؤال الحتمي عن وضعية المرأة في الإسلام ونظرة الدين الحنيف إليها كأم وشريكة حياة وأخت وإبنه. إن الدين الإسلامي والسنة المحمدية والشرائع السماوية قاطبة من زبورٍ وتلمودٍ وإنجيل (البشارة) وقرآن كريم بجَّلت المرأة ورفعت من مكانتها وشأنها وقدرها، وقد جعلها الله كالرجل من حيث التكليف والمسؤولية: “فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ” آل عمران ١٩٥، ولم يُغيبها أو يُهمشها: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” الأحزاب ۳٥، وساوى بينها وبين الذكر وجعل لها قيمة عليا توازي الرجل في المجتمع: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ” البقرة ٢٢٨، كما أشار الإسلام إلى أهمية دورها في الحياة وتربية النشئ، وأوصى بإنصافها وحفظ حقوقها وحسن معاملتها. أولم يعي هؤلاء قول عيسى نبي الإنسانية: “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”، أم فات عليهم عند تلاوة الشيخ الوقور في المسيد وقد صرعهم الهوس الديني حتى زعزع بصائرهم وشلَّ صوابهم: “وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ” التكوير (٨)،(٩)، أم نسوا وصية رسول الرحمة محمد بن عبدالله بحمايتها وأمنها: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” عن عائشة أخرجه الترمذي، و”الراحمون يرحمهم الرحمن، أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” رواه الترمزي والبيهقي، فأرحموها يرحمنا الله جميعاً.

لقد جاء في سير الأنبياء والرسل كثير من القصص والأخبار والمواقف التى تحوي في مضمونها عبراً ومواعظاً ودروساً قيمةً، وفي بعضها تلميحٌ وإشارةٌ إلى وضعية المرأة في نظر الديانات السماوية المقدسة حتى كادت أن تُقَرِّب إلى الفهم والأذهان بأن حول كل نبي أو رسول كريم إمرأةٌ عظيمة، وقد حثَّ الدين الإسلامي الحنيف على تبجيلها وتقديرها ورفع مكانتها كما ورد في تلك القصص، “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ” يوسف۳، “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” يوسف ١١١.

ففي قصص القرآن الكريم وردت قصة سيدنا يوسف بن يعقوب بإسهاب وتفصيل. لقد منَّ الله على سيدنا يوسف بالجمال المفرط الأخاذ والذي كان سبب محنته عندما رأته زُلَيْخَة إمرأة العزيز، ذات الجمال الفاتن وصاحبة الجاه والعز والمكانة السامية، فأخذها بجماله وخلقه السوى مما أشعل في نفسها جذوة الحُبِّ الذي غلبها على حيائها حتى هاج بها هائم الغرام وأعتزمت على شفاء ما في نفسها من الصبابة وصارحته القول وطلبته في نفسه، إلاَّ أنه كان عفيفاً ووفياً بسيده وزوجها عزيز مصر، فأستعصم، “وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ” يوسف (٢۳)، وما أراد القرآن الكريم بهذا السرد والتصوير إظهارُ المرأة كمخلوق وضيع مبتذل كل غايتها تَصَيّد الرجال وإشباع رغائبها الجنسية، بل إنسانة رقيقة ومرهفة، لها عواطفها وأحاسيسها ومشاعرها النبيلة التي تحكمها غرائزها الإنثوية دون أن تملك السيطرة عليها والقدرة على كبتها وتجاهلها، خاصة وهى تجد نفسها ماثلة أمام جمال إلهي أخَّاذ يفعل سحره بالنفوس ولا حيله لبشر عن مقاومته غير الإنصياع إليه والإنقياد له، كما حدث لزُليخه وفعل بصويحباتها الأُخْريات من نسوة المدينة فما كان حالهن بأحسن منها: “فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَّ أَيْدِيَهُنَّ وَقْلنَ حَاشَ لِلهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَراً إِنْ هُذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ” يوسف۳١، ثم كشفت لهن عن حبها له وأعترفت لَهُنَّ بإغوائها ليوسف: “قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ” ، “قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ” ، “وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ” يوسف (۳٢?٥١?٥۳)، والإنسانُ ضَعِيفٌ أمام نفسِه ورغباتِه وهواه، وفي تنازعٍ دائمٍ ما بين هُدى العقل وجُنوحِ العاطفة وسلطان الغريزة، وَالعقل مُدّبِّرٌ ونَاصحٌ ورشيد إذا تَنَوَّر بالعلم والمعرفة وصقلته التجارب، والعاطفةُ هوجاءُ بطبعها وأثِيْرِيَّةُ المزاج، لا تَرْكُن إلى حالة ثابتة مابين تَفَلُّتِها من هُدَى العقل وجُنوحِها لسلطان الغريزة، أما الغريزةٌ فلا حاكم لها، فهى طاغية ومٌتَمَرِّدة، تذعن المرأةُ لها وتأتمر بأمرها، فهى تهوى وتعشق بقلبها وعاطفتها، وتَهْتَدِى بعقلها وحواسها لكنها تسعى وترغب بغريزتها التى جُبلت عليها. “وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا” النساء (٢٧)،(٢٨)، وبهذا إنسجم الإسلام مع الواقع، فأحترم نوازع الضعف لدى الإنسان، فلم يطلب منه إلغاءَها وتجميدها تجميداً تاماً، بل هيأ له مجال التعامل على أساس إيجاد الجو الذي تتنفس فيه دون أن تفقد الروح معه طهارتها، أو ينهار معها الإنسان في شخصيته. وفي المجتمعات المحافظة التي تجعل معايير ومقاييس القيم الأخلاقية كالعيب والحرام والعفة والشرف مرهونة بتصرفات نسائها، ينحون إلى ترشيد هذه الغرائز الإنثوية وتقويمها في مراحل العمر الأولى بمنهج التوجيه السليم والإرشاد القويم وحسن التربية لتفادى الإرتباك في تصرفات الفرد وتَقبُّل المجتمع لهذا السلوك وفق المعايير التي وضعها لتلك القيم والأخلاق. وقد أراد القرآن هنا أن يُلمِّح إلى إحترام هذه المشاعر والأحاسيس الإنسانية والشعور الغريزي لدى المرأة، مع إعتبار ذلك لا تجاهله، وعدم قسرها ضد رغباتها الشخصية بل ترك حرية الإختيار لها عند تفضيلها لمن تهوى أو تحب ليكون زوجاً لها وشريكاً في حياتها المُسْتقبليّه. فالكبت والحرمان والنهى والعقاب هى ضوابط وعقوبات وقتية لترضية المجتمع لكنها تقود المَعْنِي بالعقاب الى العناد والتصرف في وِجْهَةٍ مغايرة، لما في نفسه من إحساس بالظلم والقهر وعدم مراعاة وإحترام رغباته وحقوقه.

ويظهر أثرُ التَرْشِيد التربوي للنفس والغريزة في قصة السيدة مريم العذراء إبنة عمران التى عُرفت بالتقوى والورع وبالحشمة والوقار والإتزان، وقد شاء الله أن تحمل بنبيه عيسى عليه السلام دون أن يمسسها بشرٌ، وأن يكون ذلك في مجتمعٍ محافظ وهى سيدة عفيفة النفس طاهرة الجسد “قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا” مريم (٢٠). ولعل العبرة في هذه القصة هى التوجيه بأن نحسن الظن بالمرأة ولا نضعها في موضع الإتهام مباشرة أو نتسارع في سُوء الظنِّ بها وكأنها بؤرة للشر والفساد وتجريدها من صفتها الإنسانية ومعاملتها كالأنعام والسوام “فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ إمْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا” مريم (٢٧) ، (٢٨)، فبرأ القرآن السيدة مريم الطاهرة العذراء وقد إتهمها قومها بمثل ما إتُهمت به السيدة عائشة رضى الله عنها بقوله “وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا” النساء (١٥٦)، كما برأ السيدة عائشة طاهرة الذيل مما نُسِب إليها من الإفك الدنئ في حديث الإفك، فأغار الله عزَّ وجلَّ لها ولنبيِّه صلوات الله وسلامه عليه وأنزل برءاتها صيانة لعرض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ”. وفي قصة نبي الله ورسوله سليمان بن داؤود مع بلقيس بنت ذي شرح ملكة سبأ من بلاد اليمن أراد القرآن أن يشير إلى عُلْوِ مكانة المرأة وقدرتها على إدارة شئون المملكة والحكم وتسيير سياسة الدولة والإهتمام بشئون الرعية وأمنهم وسلامتهم، فهاهي بلقيس ملكة الأمبراطورية السبأية يأتيها الهدهد رسول من سليمان الحكيم برسالة يدعوها فيها إلى وحدانية الله، طالباً منها المثول أمامه وقبول دعوته “إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” النمل (۳٠) ، (۳١)، فهالها الأمر ودعت إليها سادة قومها وكبار رجالات دولتها وقواد جيشها وأهل مشورتها تعرض عليهم الأمر وتشاورهم في هذا الموقف العصيب والأمر الجلل، فأخذتهم العزة والحمية والحماس وقد كانوا صابئة وأُولى بأس شديد “قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُوْلُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ” النمل (۳۳)، إلاَّ أنها بفطنتها وبصيرتها النافذة وحكمتها الثاقبة ومسئوليتها عن قومها ورعيتها آثرت الجنوح للسلم ومفاضلة الحوار لتجنب مملكتها ورعيتها سوء العاقبة فقدمت النصح إليهم بقولها: “قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ” النمل (۳٤)، فقد فهمت رسالة سيدنا سليمان واستبصرت بأنها تقف في مواجهة ملك عظيم لا حول ولا قوة لها أمام قدراته وقوته وعتاده وهو نبي الله ورسوله الذي أكثر الله عليه من النعم وأَجَلَّهُ وملَّكَهُ على خزائن الأرض وعلمه منطق الطير ولغة الحيوان وسخَّر له الريح والجنَّ وأسال له عَيْنَ الْقِطْرِ. فقدمت لهم النُّصح أن يتجنُّبوا حرباً لن تجر عليهم وعلى بلادهم إلاَّ الهلاك والدمار وأختارت الحوار والمنطق طريقاً للسلام، ثم قادت وفداً من كبار رجالات دولتها ووفدت إلى سليمان في (أورشليم) عاصمة مملكته حيث أمر سليمان بِبناء صرح كبير لها مُرِّد أرضه بالزجاج ثم جاءها” الذي عنده علم من الكتاب” بعرشها الجميل لتجلس عليه في ذلك الصرح، ولما رأت كل ذلك أيقنت بقلة حيلتها أمام هذا الجبروت المهول وآمنت بصحة قرارها وصوابه واعترفت بظلم نفسها لعبادتها الشمس وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
وتلك عبرٌ ودروسٌ حول ما تقتضيه شروط القيادة الرشيدة وإدارة شؤون الرَعيِّة من الحنكة والحكمة والأمانة وتحمل المسؤولية، كان واجباً ولزاماً على الذين يتقرفصون اليوم في أوطاننا على كراسى الحكم الوثيرة دون حق، على أقل تقدير أن يعوه. فذاك فرق شاسع وكبير بين قبة السماء وأقطاب الأرض لا يَجْمَع أو يُقَرِّب بين إمرأةٍ حكيمة ورشيدة من قوم سبأ، عاشت في عهد الأنبياء والرسل وحكمت في قومها، فأزدهر مُلكها ونهضت أُمتها وقادت شعبها إلى الطريق السوى، وبين رجل مهاتر أهوج من (حوش بانقا) يعيش اليوم في زمن الهمجية المتحضرة متسلطاً على رقاب قومه حتى ساقهم وبلادهم إلى مهاوى التمزق والدمار وقيعان الفوضى والذلل.

ومثلما نستنبط مما أوردته الكتب السماوية وجاء في كتاب الله العزيز من عبر ومواعظ ودروس، فلنا في رسول الله ونهجه إسوة حسنة. جاء في سيرة إبن هشام أن السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد كانت إمرأة ثرية من قريش، إشتغلت بالتجارة وربحت فيها، وعندما سمعت بحسن سيرة محمد بن عبدالله من فتيان مكة والذي كان يُلَقَّبْ بالأمين لأمانته وصدقه ونزاهته وثَقَتْ به وأطمأنَّت إليه وأوكلت إليه بتجارتها، ثم عرضت عليه وقد أعجبت بشخصيته ونقاء سريرته أن تتزوج منه، فقبل بها الأمين وتزوج منها وكان في الخامسة والعشرين من عمره وهى في الأربعين. وعند نزول الوحى عليه (ص) أول مرة يصطفيه نبياً وهو يتعبد لوحده في غار حراء، إضطرب جسمه وأهتز وعاد إلى بيته وهو يرتعد وقد بردت أطرافه، فطلب من زوجته خديجة أن تدثره. ولما علمت بخبره طمأنته وبشرته بالنبوة فقد علمت بأنه الوحى وهو زوجها الصادق الأمين، “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ” المدثر (١)،(٢) فكانت أول من آمن من البشر بالرسالة المحمدية ثم تبعها صديقه الحميم وأول خلفائه الراشدين أبو بكر الصديق فكان أول من أسلم من الرجال. ولم يكن هذا التسلسل البديع في حياة الرسول محض صدفة، بل ترتيب رَبَّانِيُّ مُعَدٌ شاءت به القدرة الإلهية، وقد أراد الله بذلك أن يعطينا أول درس في الإسلام وقبل الأمر بالتبليغ وهو يُظْهِرُ لنا قيمة المرأة الحقيقية وزوجة أكرم البشر في نظرالإسلام، حتى قبل بداية الدعوة المحمدية نفسها، فلم يجعل ذلك في عذريتها أو سِنِّها بل في ذكائها ورشدها وثقتها بنفسها وقدرتها على العمل وكسب الرزق، كما أشار إلى مكانتها فى المجتمع قبل نزول الوحى حين قبل الرسول (ص) بها زوجة له وقد كانت لها حريتها في ممارسة التجارة وكسب رزقها الحلال والتصرف بأموالها وكذلك حرية الرأي فيما يتعلق بأمور حياتها ودنياها فأختارته بنفسها زوجاً لها. وتكريماً للمرأة جعلها الله أول من آمن بالدعوة المحمدية من البشر وأول من ناصر الرسول (ص). وقد ظلت السيدة خديجة تساند الرسول الكريم في دعوتة وتدعمه من مالها الخاص وتقف بجانبه وتشد أزره حتى توفيت في العام العاشر للإسلام بعد فترة وجيزة من وفاة عمه أبوطالب، وقد فقد النبي بفقدهم نصيرين طالما شدا من أزره وحزَّ ذلك في نفسه كثيراً وحزن عليهما حزناً شديداً، ولهذا سُمِّى العام العاشر للإسلام في التاريخ الإسلامي بعام الحزن. تزوج الرسول في نفس العام وهو في الخميسن من عمره بسويدة بنت زمعة وهى أرملة عجوز تركها زوجها بلا سند عند وفاته في طريق العودة من هجرة الحبشة، ثم تزوج الرسول بعدها عدة زوجات جليلات قامن بواجبهن كاملاً كزوجات وسنداً لرسول البشرية وأدّين دوراً بارزاً في صناعة التاريخ الإسلامي ولذ سُمِّين بأمهات المؤمنين، وكانت آخر زوجاته (ص) هى السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق والبكر الوحيدة بينهن. تزوجها الرسول (ص) وقد بلغ الخامسة والخمسين من العمر. وفي خطبة الوداع (بمنى) والتي جاءت آية في الروعة والجلال أوصى الرسول بالنساء خيراً وشدد على ذلك: “أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقاً. ولهنَّ عليكم حقاً” ، “وأستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، وأستحللتم فروجهن بكلمات الله، وسنة رسوله، فأعقلوا أيها الناس قولي، فإني قد بلغت”.

وهناك كثير من الأحاديث النبوية وأقوال الرسول (ص) ووصاياه الكريمة التى تشير إلى مكانة المرأة وتدعوا إلى إحترامها وتقديرها. وهذا جانب من سيرةِ الرسول، وسيرتهُ هى نهجه وسنته التي علينا أن نتبعها ونمتثلُ بها، ولكن ألا يختلف ذلك قليلاً عن (سُنَّةِ) القَرْنِ العشرين المُعَدَّلة بقرارت ولوائح حكومات جمهورية السودان المتعاقبة بكل أنواعها من مدنية وعسكرية أو ما بينهما.
إن سياسة إذلال المرأة وتحقير شأنها والقسوة عليها وظلمها وإضطهادها، ناهيك عن وأدها وقتلها العمد الذي كان مُتفشِّياً في العهود الجاهلية والعصور المظلمة لم تختف أو تزول دوافعها في المُخيَّلة الشرقية وخاصة العربية والمتأسلمة، بل تبدلت طرقها وأساليبها في عالمنا الشرقي المُعاصر من القتل الروحي والجسدي إلى الفناء المعنوي والنفسي وهو ما نحسه ونواجهه في مجتمعاتنا المتمادية في سياسات القهر والإستبداد والتسلُّط وما نسعي جاهدين لمحاربته بالوعي والتبصُّر وحكمة العقل والمنطق، بل وبكل الطرق والسبل، وما الخفاض إلاًّ شكلاً من أشكال ذلك القهر والظلم الممارس سِرَّاً وعلانيةَ. وفي ذلك نحتاج لتضافر كل الجهود الواعية والجادة على جميع الأصعدة، وتعاون وفعالية أصحاب الضمائر الإنسانية والنفوذ في مرافق الدولة المتعددة وجهات الإختصاص والمنظمات والجماعات الناشطة وكذلك تعاون الآباء والأمهات والأُسَر وتضامن الضحايا ممن قضى نحبه منهم أو من ينتظر فلا حياء في ذلك، إذ “لا حياء في الدين”. ولمقارعة الحُجَّة بالحُجَّة وضحد رأي الذين يُجْمِعون على وجوبية الخفاض لحماية الشرف ومنع تفشي ظاهرة الزنا والدعارة في مجتمعنا السوداني المُحافظ، أرى من الحكمة أن تكون الخطوة الأولى للقضاء على الخفاض وفي ذات الوقت محاربة رذائل الزنا واللِّوَاط والإغتصاب، وجوبية إلغاء المهور الباهظة والمراسيم المُكلِّفة للزواج وتسهيله على الراغبين من الفتيات والفتيان، كما في الحديث: “خَيْرُهُنَّ أَيْسَرُهُنَّ صَدَاقًا” صحيح إبن حيان، رواه إبن عباس. ولا أُميل مطلقاً إلى الرأي الذى ينادى به البعض لمقاطعة الزواج من الفتيات المخفوضات كوسيلة لمحاربة الخفاض، إذ ليس من العقل والحكمة معاقبة المجنى عليه لجرمٍ جرَّه الجاني عليه، فذلك ظلم فاحش قد يودي في كثير من الأحيان بدافع غواية النفس المظلومة والمحرومة إلى سلوك غَيرْ، أو يسوق إلى ما لا يُحمدَ عُقباه، كما لا أتَّفقُ مع البعض في أن الإحجام عن زواج الفتيات المخفوضات هو الوسيلة المُثْلى لمُعاقبة الأُمهات حتى لا يأتين بمثل هذه الفعلة الشنيعة مرة أُخرى، هذا في نظري هراء أجوف، لأنه يدور حول زعمٍ ينقصه فاعلٌ حقيقي لا نائب له إذ هو مُسْتترٌ ولا يستحق تقدير، فالقابلة التى تقوم بعملية الخفاض لا تمارس في ذلك وظيفتها الحقيقية مثل النجار او الحداد والسمكري الذي يعرض مهنته للزبون وينال أجره على حسن صنعة، بل نسعي إليها ونطلب منها ونغريها بإستعمال معداتها الحادة الباتِرة لغرض آخر تحت ستار الأعراف والتقاليد، وكذلك الجَدَّه أو الأُم لا يقومان بذلك لمتعة أو كيدٍ في نفوسهن وقد إصطلين بهذا الجحيم من قبل ولربما إلى يوم يبعثون، إنما يفعلن ذلك لإرضاء رغبة النسيب أو الزوج وإعداد الفتاة لليلتها الأولى مع زوجها المرتقب وبالطريقة التى تُرْضِي الزوج وأتفق عليها المجتمع، وهى إقتحام المعاقل السرية للمرأة وقهر حصونها بقوة السلاح. وهنا بيت القصيد والفاعِلُ الحقيقي الذي تَتقَمَّصه عقدة الرجل الشرقي، وطائر الرُّخ الخُرافي بعينيه ومخالبه الجارحة، الذى يعشعش على أُم رأسه منذ أن عرفت أساطير الشرق غرائب رحلات السندباد البحري وعجائب بلاد الواق واق. فالرجل لا يعترف في مَعْرِكةٍ توسُّعية حامية الوطيس لغَزْوِّ عالم المرأة الملئ بالأسرار والعجب العُجاب، أن يقبل وهو القائد الأعلى المسيطر على الجيوش الهمجية التي تحكم هذا العالم وتسيطر عليه، بأنصاف الحلول أو سياسة اللين والمهادنة، ولا يتفوه بعبارات ناعمة رخوة تنم عن الضعف واللين، عملاً بما نادى به رسولنا الكريم في حديثه في شأن آداب العلاقة الزوجية “ولا ترتموا على نسائكم كالبهائم، بل أجعلوا بينكم وبينهم رسولاً”. فالفهم الخاطئ للرجل عن مفهوم المُعاشرة الجنسية في محيط العلاقة الزوجية وطقوس ممارستها، يعيب عليه إستعمال أساليب وعبارات تحمل في طيِّها مدلول اللطافة والرقَّة أوالحنية والمداعبة واللحظات الحالمة، بل يتعامل معها كلغة غريبة الجرس، شاذة المَعْنَي وبعيدة المغذى لا تجدي له في هذا المجال بغرضٍ أو منفعةٍ. ولذا نلاحظ أن ألفاظاً مثل “فض البكارة” و “المعاشرة الزوجية” المستعملة في باب النكاح قد تَمَّ إستبدالها في لغتنا العامية بكلمات أُخرى تدل على الغُلْظَة والقسوة والعنف والشدة والترهيب مثل “رفع، شرط، خرم، قدَّ، قلب، حشَّ، هرس ….” وإلى آخر ذلك من مصطلحات يتداولها العامة في أسواق الحدادة والخراطة والنجارة والنخاسة أو في فلاحة الأرض.

عموماً، ليس القصد من وراء كل ذلك، إذا إتفقت الآراء على جريمة الخفاض، هو محاولة البحث عن الجاني والإشارة إليه بسَبَّابِة الإتهام وتقديمه لمحاكمة علنية وعاجلة، إذ علينا أن نبدأ أوَّلاً بأنفسنا واحد تِلْو الآخر. إنما الغاية التي نصبو إليها هى الإجماعُ على الإعتراف بأن الخفاض جريمة بشعة شنعاء قام بممارستها البعض وشَاركْنا فيها جميعاً بالسند أو التستُّر أو الصمت عن لا ونعم. والإعتراف بالذنب هو الفضيلة الكبرى التي تبرئنا من القصد العمد والذي يجب أن يكون مقروناً بإبداء الأسف وتقديم الإعتذار عن ذلك، وأقله الجهر والإشهار بالإثم. ولو كان المجتمعُ رجلاً لطلبت منه الوقوف بين قطبي هذه الأرض التي ما زالت تتحمَّل معاصينا بصبر الأنبياء، والإعتذار بصوت فحولي جهور وبإسم الإنسانية كلها عن أكبر جريمة مدنية أُرْتُكبتْ في حق الأطفال والقوارير والمُطالبة بالكف الفوري عن ممارستها دون أيّ شرط أو قيد والسعي والإجتهاد لإصلاح ما يمكن إصلاحه. وذلك لا يتأتى إلاَّ بالتوعية الشاملة والإرشاد القويم والصراحة التامة والوضوح والمكاشفة والتعاون المجتمعي.
ظلت المرأةُ دائماً هى الرفيق الوفئ في كل مراحل حياتنا من المهد إلي اللحد، فهى الأم الرؤوم التي حملتنا وهناً على وهن، وسهرت من أجلنا وشقت، وأرضعتنا وأطعمت، وحَنَتْ علينا وعطفت، وأحسنت تربيتنا وأرشدت، وتحملت بصبرٍ وجَلد طيشنا وشقاوتنا وحمقنا وما أغضبت. وهى الزوجة المخلصة وأم العول والبنون، الصابرة على العنت والعناء من أجل سعادة الأسرة وتماسكها وستر حالها، والرفيقة المخلصة في الوفاء ومشاطرتنا الحياة خيرها وشرها ومشاركتنا أجمل أيام العمر ونضارته. وهى الأخت التي تلهو معنا وتلعب، وتجرى أمامنا وتركض، تضحك إذا فرحنا، وتبكي إن حزنا، وتظلُّ تحفظنا دائماً في خاطرتها، فإن رحلنا عن الديار كانت آخر المودعين وعند عودتنا تُسابق أوئل المستقبلين، وإن ودَّعنا الأحباب ووآرانا الثرى كانت أوَّلُ الثكلى. وهى الإبنة الحنون العطوف، والملاك الرقيق الذي يأوينا ويرعانا ويسترنا إذا ضعف البصر ووهن الجسد وخَرِفَ العقل، وتَرُدَّ علينا الفضل بأكثرمنه وفاءً وبِرَّاً.

وقد أنجبت الأمة العربية والإسلامية في تاريخها الطويل وحفل حاضرها المعاصر بأعلام كثيرٍ من عظيمات النساء اللآتي أضفن لتاريخ هذه الأُمة ومجدها قَدْراً وافراً من شتىء صنوف المعارف والعلوم وساهمن بما لا يُستهانُ به من جليل الأعمال والمُنجزات في عديد من المناشط والمرافق الهامة، لا يسع المجال هنا لذكرهن لكِنِّي سأكتفي بأن أورد على هذه الصفحات، ذكراً لا حصراً، أعلامَ بعضٍ من نساء بنات وطني الآتى يَكِنُّ لهن هذا البلد الحبيب فخراً وعرفاناً وإعزازاً، منهن طيِّبة الذكر أم سلمى سعيد، أمونة بت عبود، بتول الغبشة، بتول محمد عيسى، تكوى سركسيان، ثريا إمبابى، حاجة كاشف، حواء على البصير، خادم الله عثمان، خالدة زاهر، رحمة على جاد الله، زفقة بهتا، سعاد إبراهيم عيسى، سعاد الفاتح، سعاد عبدالرحمن، سعاد نصيف (لبيب)، صفية عثمان محمد على، عزيزة مكى، فاطمة أحمد إبراهيم، فاطمة طالب، فاطمة محمد عبدالرحمن، نعمات الزين مصطفى، محاسن جيلاني، مدينة عبدالله، ملكة الدار محمد عبدالله، ميرى بسيوني، نفيسة أبوبكر المليك، نفيسة دفع الله، نفيسة عوض الكريم (حاربت الخفاض الفرعوني/على بدري)، نفيسة محمد الأمين ونفيسة محمد كامل. وأود أن أخص بالذكر أيضاً بعض اللآتي يشدني إليهن أعجابٌ كبيرٌ وأكِنُّ لهن تقديراً وإجلالاً وافرين، أحدهنَّ المناضلة الفتية السيدة حواء جادالله محمد الطائف المُلقَّبة بِ (حواء الطقطاقة) وهو اللَّقلب الذي أطلقه عليها ولأول مرة مستر كلارك لمشاركتها السِياسِيَّةِ الناشطة في كل التظاهرات ضد الإستعمار في مدن العاصمة المثلثة فشبهها لهذا الحضور بشجر الطقطاق الذي كان واسع الإنتشار في مدن العاصمة الثلاث. وهى إمرأةٌ جليلةٌ وسيدةُ مجتمعٍ كانت ولم تزل بجانب نشاطها الفني كواحدة من رائدات فن الغناء النسائي في السودان وبخاصةٍ الأغاني الوطنية وأغاني الحماس، وطَنِيَّةً مُخْلصةً وسيدةً غيورةً على وطنها، ناهضت الإستعمار في سِنٍّ مُبكِّرة وكانت عنيدةً في نضالها ضد الإحتلال الإنجليزي للبلاد ومُنَاضلةً جسورةً حملت بين جوانحها قلبَ أسدٍ هصورٍ وكاسرٍ، فأُعَتُقِلت بسبب ذلك عدة مرات وأوُدعت السُجون وحُلِقَ شعرُ رأسها أثناء المعتقل، وقد أُصيبت بأعيرةٍ ناريةٍ في عنقها وكتفها لمشاركتها في إحدى التظاهرات السياسية، كما لَكَمَهَا أحد كبار ضباط الإحتلال الإنجليزي يدعى كونتس في فمِها حتى سقطت كل أسنانها عندما دار بينهما حوار لم تعجبة لهجته ومغزاه، لكنها رفضت بكبرياء أبِيءٍ كل العروض المُقدَّمة من الراحِلَيْن الزعيم الأزهري ولا حقاً الرئيس النميري بإعادة تركيب أسنانها على نفقة الدولة إذ آثرت الإحتفاظ على حال فَكَّيْهَا كما هى دون أسنان إعتزازاً وفخراً بما قدمته لوطنها وضَحَّتْ به من أجل إستقلال السودان. وعند دخول قوات التِليان إلي كسلا في أثناء الحرب العالمية الثانية سارت مع القوات السودانية المحاربة التي قامت بإقتحام مدينة كرن وغنّت للجنود الفاتحين. كانت السيدة حواء وطنِيَّةً إتِّحَاديةُ اللون السِّياسي أدانت لِحزب الوطني الإتحادي ورئيسه السيد الزعيم إسماعيل الأزه

تعليق واحد

  1. كل من يدرس ليه حبه فارموكولجى اوفيسيولجى او ميكروبايولجى يفرض فلسفته على البشريه هذه مسائل متروكه لعلماء الدين هم من يفتون وليس لعلماء الغرب

  2. يا اخوانا من الصعب تسمية الختان بالجريمة إلا اذا كان الفرعوني فيمكن تسميته جريمة وهذا الأمر متروك لعلماء الدين وأنا شخصياً أعتقد بجواز الختان حتى نخالف النصارى وعموماً كل انسان حر في تقديره لهذا الأمر إن أراد أن يخفض بناته أم لا ؟ يعني المسألة موش محتاجة الضجة دي كلها

  3. إنت خلوا الختان ونحن نخلي الخفاض
    (اشمي ولاتنهكي) حديث شريف فيه من الفائدة والنظافة ما اثببته المعاهد الامريكية بالتجربة . يا جماعة خفاض البنات بالطريقة الصحيحة مقابل الختان عندالاولاد في كل منهم طهر ونظافة……….. شئتم ام أبيتم في القرن دا والقادم وبعد القادم .
    بعدين دا كلا شنويا كاتب المقال : حرام عليك ترديد هذا الكلام والاساءات في حق الفاروق : (مَاذا تَقُولُ لأفْرَاخٍ بذيِ مَرَخٍ زُغْبِ الحَوَاصِلِ لا مَاءٌ وَلا شَـجَرُ
    ألقَيْتَ كاسِبَهُمْ في قَعْرِ مُظْلِمةٍ (فَأرحــل) عَليْكَ (اللعــنة) يا عُمرُ)

  4. لم اقرأ المقال لكن الجهل مصيبة ـ معظم الدول الاسلامية لا تمارس الختان، لكنة اكثر انتشار في افريقيا المتخلفة وفي دول لا تدين بالاسلام -باستثناء السودان وصعيد مصر معاقل الجهل – لا يوجد في الاسلام ما يعرف بالختان السني والدليل لم يمارس الرسول هزة العادة في بناتة -إزاً الاسلام برئ منة-يوجد حديث واحد اجمع علماء الازهر ببطلانة ـ والختان هو تقليل متعة المرأة وليس تقليل الشهوة -لزلك يعتبر جريمة اسوأ من جريمة القتل –كنّا نريد احصائية نسبة الختان السنيّ والفرعوني كم بالمائة في السودان لكي تعرفوا حجم الجريمة– لا تزال المرأة السودانية متطهدة-على الرغم من وجود نساء في جهاز الدولة لكنهن سلبيات

  5. لعل الصورة التوضيحية المرفقة بالمقال، خير دليل على صعوبة اندثار عادة الخفاض أو الختان بالسودان، إذأن (الشلوخ) لم تختف حتى الآن ولن تختفي بين عشية وضحاها، وهذا ما يؤكد تمسك أهل السودان بأعرافهم بشدة دون الالتفات لهذا أو ذاك. لدي مآخذ على الدكتور عبد السلام في هذا الموضوع الحيوي الهام إذ أنه كرس تقريباً نصف المقال (6000) كلمة تقريياً أي 24 صفحة أيه-4 في محاكمة هذا النظام وإلقاء لائمة ممارسة الختان عليه. مع العلم أن المصلح محمود محمد طه قاد مظاهرة سجن بسببها لأن السلطات الانجليزية الاستعمارية حاكمت قابلة ختنت طفلة صغيرة. أي أن تاريخ الممارسة ضارب بجذوره في تاريخنا القديم قدم الفراعنة والحديث حداثة الاستعمار البريطاني للسودان. اعتقد أن القضاء على عملية الختان بالسودان يعتمد على عنصرين هما: (المؤسسة الدينية+ أمهات المستقبل). فلو لم تستشعر الأمهات هذا الخطر فلن يقدر الرجال فرض رأيهم على مجتمع نسائي مغلق له ثقافته وتقاليده التي تفرض على الرجال عدم الاقتراب منها. أمادور المؤسسة الدينية فهو امر معلوم للكافة إذ يسهل تمرير أي اجندة عبر هذه المؤسسة لما لها من احترام في نفوس الناس.

  6. شعب جاهل دينه وفقه وعلماء اجهل من شعبهم الا من رحم الله
    اسألكم هل الرسول صلى الله عليه وسلم خفض بناته ؟؟؟؟
    هل الرسول صلى الله عليه وسلم امر فى حديث مثبت بخفض البنات ؟؟؟؟
    هل الرسول صلى الله عليه وسلم اقر امر الخفاض ؟؟؟؟؟
    من اين لكم يا علماء الجن بمشروعية هذه الجريمة البشعة ؟؟؟؟
    اقسم بالله العظيم لن اخفض بناتى اطلاقا ولن اغير خلقة الله ابدا
    واحمل الرجال فى السودان المسئولية قبل زوجاتهم فىمنع هذه الظاهرة السخيفة
    اما الاطباء فى السودان فهم شر البلية

  7. لقد قالها رسولنا صلي الله عليه و سلم قبل 14 قرنا “الختان واجب فى حق الرجال مكرمة فى حق النساء” و أنا أقول للدكتور/ أنظر من حولك فى أوربا الى كثرة الشذوذ الجنسي بين النساء ما سببه؟ من المؤكد أن السبب هو عدم الختان. لأن أعضاء الاناث الجنسية البارزة تشجعهن على ممارسة السحاق مع بعضهن. و رسولنا صلي الله عليه و سلم أمر الخاتنة “اخفضي و لا تنهكى” أي لا يتم المبالغة فى ازالة الاعضاء الانثوية بل يزال جزء بسيط حتى لا يحدث الاحتكاك مما يشجع الاناث على السحاق، و الآن فإن الشذوذ الجنسي منتشر بين النساء انتشار النار فى الهشيم فى منطقة الخليج حتى ظهرت بنات يطلق عليهم البويات مأخوذة من كلمة boy الانجليزية أي ولد و هن مسترجلات و لا يخجلن من ذلك بل يجاهرن بذلك فى تحدي سافر للقيم و الأخلاق و الدين، و لذلك لا تتركوا الختان للحفاظ على مجتمعنا من علل الشذوذ الجنسي بين النساء.

  8. ما فهمنا اى حاجة ….. كلها قصص معروفة ولا علاقة لها بالموضوع…. اللهم الا اذا كان الغرض هو زيادة عدد السطور..
    كنا نتمنى ان يمنطقنا

  9. اسمه الختان الفرعوني
    اذا تحدثنا عن الدين فهو ليس مطبق فى السعودية او في اليمن او دول الخليج او دول الشام او المغرب العربى او تركيا او باكستان او حتى طالبان لم تطبقه

    لقد سمعنا بان الاعراب دفنوا بناتهم فبل مجى الاسلام ولكن لم نسمع بالختان

    ان الختان هو فقط عادات قديمة و ثبت ان معظم النساء يعانين عند الولاده وبعضهم يموت و و

    ان اغلب النساء يعلمون مضار الختام ولكن لا بد من قيادة الدوله لحملة الوعى والتثقيف خاصة في القرى

    نحن لا نطمع من حزب الاخوان المسلميين فى قيادة مثل هذه الحملة وكل ما نرجوه منهم عدم اغتصاب وتعذيب وقتل النساء مع العلم بان الاحزاب الاسلامية المعتدله و المتطرفه في كل دول العالم لا تنادى بختان البنات

    كل من يعتقد بان ختان البنات يقلل من الشهوه الجنسيه لديهم فهو سادى و مريض اذاكان يعي ما يقول

    اتركوا الانسان كامل كما خلقه الله فهو العليم الحكيم و لاتغيروا فى خلقته فالنتم لستم بادرى منه وان لله فى خلقه شئون

  10. لم اقراء المقال لانه طويل جداً….
    لكن ختان الاناث هي عادة فرعونية وعادات سيئة وهي منتشره في بلاد القرن الافريقي ويجب محاربتهاوبشدة .. والدليل ان اهل السنة في السعودية و البلدان العربية لا يختنون الاناث

  11. ربنا سبحانه وتعالي خلق الجهاز التناسلي كدا لحكمة يعرفها الله لتسهيل الولادةواشياء اخري — قارنو بين النساء المختونات والنساء الغير مختونات في الولادة شوفو الفرق — المرأة الما مختونة الجنين ينزل بكل سهولة من غير قابلة يعني القابلة ممكن تحتاج ليها في قص المشيمة لا غير اما المرأة المختونة في حالة الولادة ضيق شديد في المهبل و90% يستدعون الدكتور لعملية قيصريةومنهم من يرحو فيها — لية نحن نعمل في بناتنا كدا ؟؟؟؟؟

  12. النص القرأني واضح في خلق الانسان في أحسن تقويم وبعدين الصورة التوضيحية لا ندري دخلها بالموضوع شنو أعرف صاحبتها علي ما أظن الحاجة أمنة أحمد البشير وهي رحمها الله لا تقل عن ما ذكر الدكتور من عظيمات السودان فهي أم للفقيرات وسيرتها غي مجال التوليد و مساعدة فقيرات امدرمان تشبه الام تريزا علي العموم ايراد صورتها مع الموضوع جانبه الصواب . . ؟ رحمها الله بقدر ما قدمت

  13. السادة هيئة علماء السودان للشؤون الدينية الكرام
    موضوع ختان الأناث ؟ ؟ ؟

    قبل أن ندخل في هذا الموضوع الهام والحساس نرجو من السادة هيئة علماء السودان الكرام ومن يؤيدهم الأجابة علي الأسئلة الآتية :-
    1- ألا ترون أنه من الكبائر أن يعاب او يغيير في خلق الله ؟ وهل لكم اعتراض علي قوله تعالي ( لقد خلقنا الأنسان في أحسن تقويم ) ؟
    2- اين الدليل القاطع الذي يوضح أن سيدنا ابراهيم عليه السلام قد أمر أو مارس هذه الفعلة وكيفية اتمامها ؟
    3- هل تعلمون ان سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) لم يمارس هذه العادة الأفريقية الوحشية علي بناته ؟ او مورست علي زوجاته عليهم السلام ؟ ( من السيرة النبوية )
    4- هل تسطيعوا الخروج من السودان والوقوف أمام علماء الدين بالدول العربية أو علماء الأزهر لإقناعهم بفتواكم علهم يهتدون ؟
    5- هل تستطيعوا الجزم بصحة الأحاديث الضعيفة التي تستندون عليها في فتواكم ؟

    السادة هيئة علماء السودان الأفاضل إنّ كل الأحاديث التي تستندون عليها في الدفاع والترويج لهذه الجريمة النكراء ، أي مايسمي بختان الإناث،هي أحاديث أجمع علماء الأزهر الشريف وعلي رأسهم الشيخ الجليل الدكتور/ محمد سيد طنطاوي والشيخ الجليل مفتي مصر/ علي جمعه ومن السودان الشيخ الجليل/ الكاروري والشيخ الجليل/ علي هاشم السراج وغيرهم من علماء ، على أن هذه العملية الوحشية التي لاتمت لديننا الأسلامي بأي صلة غير صحيحة وكل من يؤيدها و يروج لها يسئ الي الأسلام دين الرحمة والمحبة والعدل ويُملك أعداءه فرية يندى لها جبين الانسانية وتقشعر لها الأبدان !!! إنكم ستسألون يوم القيامة ومعكم المسؤولين عن هذا العبث وعن إي طفلة تموت اوتتعذب من جراء هذه الجريمة النكراء وكان الله في عون بناتكم ؟

    ان هذه الفعلة البشعة تضر بالمرأة والرجل في آن واحد وتتسبب في هلع ورعب وصدمة نفسية قوية لطفلة بريئة غضة لم يكتمل نموها. إنها تحدث أثراً نفسياً مريعاً يلازمها طيلة حياتها وتتسبب مستقبلاً في آلام وتعاسة وأمراض خطيرة وفتاكة وربما الموت ؟ بالإضافة الي أمراض إجتماعية لا حصر لها كالطلاق واليتم لأطفال تموت أمهاتهم في الولادة ? إدمان المخدرات والخمور والإنحراف للرجال عندما يفشلون في التوافق مع زوجاتهم ..الخ . ان هذا الأذي الجسيم وبشاعته لا يعرفه ويحسه الا النساء المغدور بهن قبل نضوجهن من فعل جهلاء لا رحمة في قلوبهم المتحجرة والتي لا تحس و تستجيب لصرخات هذه المغدورة ! صرخات تُصدع الصخور قبل القلوب الرحيمة ؟؟؟ ورسولنا الكريم يقول ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا )

    حتي نقرب الصورة البشعة والمخيفة لهذه الجريمة دعونا نقوم بتجربة هذه العملية القبيحة علي حيوانات التجارب:- كلبة صغيرة او أنثي قرد صغيرة ، فنأتي بجزار ماهر ليقوم ببتر وخياطة الأجزاء الشبيهة بأعضاء الأنثي من البشر دون تخدير وبنفس الأدوات البدائية التي يستعملونها للبشر علنا نحس و نستوعب الألم الحاد والمبرح الذي تتكبده طفلة بريئة يانعة لم يكتمل نموها !عندها سيشق آذاننا النبيح الذي سينطلق دون توقف من هذا الحيوان الجريح علنا نحس ويستيقظ ضميرنا أذا كان لنا ضمير أو في قلوبنا رحمة !!! وسوف تقفون علي المضاعفات التي سوف يعاني منها هذا الحيوان الجريح من جراء هذه العملية الفظة والذي سيواصل الأنين الماً منها حتي يموت ؟؟؟ علماً بأن ديننا الحنيف يأمرنا بأن لا نعذب حتى الحيوان عملاً بالآية الكريمة التي تأمر بعدم قطع أذن الأنعام (ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن اذان الأنعام ) ، فكيف يكون حكم القرآن على الانسان الذي كرمه الله وميزه بالعقل على الحيوان . أما في السنة فيقول رسولنا الكريم الذي كان رحيماً حتي بالحيوانات ( دخلت إمرأة النارفي هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )? فهل يعقل ان يسمح ديننا الحنيف بجزر الأعضاء الحساسة لطفلة بريئة والمخاطرة بحياتها على يد جهلة يتكسبون من هذه الجريمة النكراء بأدوات بدائية وفي بيئة قذرة تعرضها لأنواع عديدة من الأمراض الفتاكة وتتركها إن عاشت تتعذب طيلة حياتها ؟ تتعذب عند معاشرة زوجها ، عند الدورة الشهرية ( الحيض )، من الآلام والألتهابات المزمنة وفي الولادة كما انها تضر بزوجها ضرراً بليغٍاً عضوياً ونفسياً ، ضرراً قد لا يعرفه الكثيرين الذين يجهلون الكثير في الثقافة الجنسية ( لا يدري ولا يدري انه لا يدري ) إن الجهل بالثقافة الجنسية يعمي كثيراً من الرجال عن ضرر هذه الجريمة التي ستسببها لهم ويعتقدون خطأً وبانانية فجة انها في مصلحتهم ؟؟

    إن ما يقال عن فوائدهذه العملية للمرأة وللرجل ( أحظى للمرأة وأحب للبعل ) عند ازالة القلفة للمرأة حتي تصل إلى الذروة بسهولة ، مردود، وعلم التشريح يوضح أن القلفة عند الرجل فقط وليس عند المرأة قلفة (نرجو مراجعة علماء التشريح أو الانترنت (Google – Female Sexual 0rgans) ، ان الغطاء الصغير جداً للبظر(Prepuce – Hood Clitoris ) والذي وظيفته حماية رأس البظر الحساس والمليء برؤس الأعصاب والشعيرات الدموية ، والخالق جل شأنه لا يخلق شيئا باطلاً ولا عبثاً وفي قوله تعالي ( ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك ) * آل عمران 191
    إن حقوق الأنسان وديننا الرحيم ومبدأه الشرعي ( لاضرر ولاضرار) لا يسمح بأن تكبل طفلة بريئة في عمر لا يتجاوز سبع سنوات وتمسك بها بقوة اياد غلاظ لنساء أعمي قلوبهم الجهل حتي تنعدم حركتها وتشل تماماً وتقطع أعضاءها التناسلية بطريقة بدائية وهمجية من امرأة جاهلة تتكسب من هذه المهنة الدنيئة وتقطع مايحلو لها بأدوات بدائية قذرة دون حسيب أو رقيب ويتركونها تنزف وتتلوى وتصرخ الماً وتنطلق الزغاريد معبرةً عن الجهل والتخلف المريع وتعلو الزغاريد محاولةً التغطية علي الصراخ المؤلم الذي لا ينقطع دون فائدة ؟ لقد تم سلبها جزء هام من جسدها وتم التشويه الوحشي ونجحوا في تغيير ماخلق الله حتي مماتها ان كتب لها النجاة لتتعذب بقية عمرها !!!

    انكم تذكرون أن هذا العبث فيه منفعة للرجل (أحب للبعل) ؟ انك يا ابن آدم لا يمكن ان تتفوق علي الخالق عز وجل وتعدل في خلقه ؟ انها تضر الرجل ؟
    * نذكر بعض الأضرار للرجل في الآتي :-
    1- اذا كانت المعاشرة الحميمة علاقة حب ومودة بين طرفين متوافقين كما أراد لها الخالق عز وجل فلا يمكن لرجل سوي ان يرضي ويستمتع بعذاب شريكته فبالتاكيد سوف يتضرر نفسياً وكذلك عضوياً ان لم تتم هذه العلاقة بالطريقة وفي المكان الذي هندسه الخالق عز وجل سبحانه الذي احسن كل شئ خلقه وليس كما تهندسه احدي الجاهلات فالتضييق الجراحي يحبس تدفق وجريان الدم في عضو الرجل مما يصيبه بالهزال مستقبلاً وكذلك يؤدي الي الحالة المرضية التي تسمي سرعة القذف اما التضييق الطبيعي المناسب فيتم عندما تكون الزوجة مهيأة نفسياً وطبيعياً للعلاقة الحميمة ولذلك امر سيدنا محمد(صلعم) بالمداعبة قبل الأنكباب عليهم ؟؟؟
    2- عندما يفقد زوجته عند وضوعها نتيجة نزيف حاد من جراء العبث بخلق الله ويتيتم اطفاله.
    3 – عندما يسمع بنته تصرخ فزعاً متوسلة لعاقل ينقذها وهو يقف متبلداً تكبله المعلومات الخاطئة دينية طبية ونفسية وجهل مهلك بالثقافة الجنسية ؟؟؟
    4 – عندما يدفع مبالغ طائلة للعلاج من أخطاء شائعة ترتكبها الممارسات الجاهلة !
    5 – عندما يدفع مبالغ طائلة للعلاج من الألتهابات الدورية والمزمنة التي ستصيب فلذة كبده .
    6 – عندما تؤدي الألتهابات المزمنة الي العقم ويتأذي لتأذي بنته وزوجها الذي يمكن ان يتزوج عليها اويهجرها باحثاً عن الأنجاب ( احصائات منظمة الصحة العالمية دلت علي أن 20 الي 25% من حالات العقم في السودان ناتج من جراء هذه العمليةاللأنسانية الرهيبة ) .
    7- عندما تؤدي الخلافات الزوجية للطلاق لعدم التوافق مع زوجها في المعاشرة الزوجية التي يقوم بها جانب واحد والشريك الآخرمغيب يتألم ويتأذي ؟
    8- عندما يعرض عن الزواج من إبنته الشباب المتعلم والمثقف و المستنير جيل الأنترنت الذي لا يمكن في هذا العصر إخفاء المعلومات الطبية والدينية الصحيحة عنه ؟
    9- عندما يكتشف جهله بعد فوات الأوان ويتأذي ويؤنبه ضميره بقية عمره خاصةً عندما ما تكبر بنته وتتعلم تعليم راقي لتسأل والديها يا إلهي … لماذا إرتكبتوا في هذا الجرم يا والديا ؟؟؟
    10- عندما يصفه الآخرون بالجهل و التخلف خاصةً عندما يكون مهاجراً في احد البلدان المتقدمة او العربية او الأسلامية ؟؟؟

    انكم تذكرون أن هذا العبث فيه منفعة للمرأة ( أحظى للمرأة ) ؟ فلا يمكن يا ابن آدم ان تتفوق علي الخالق عز وجل وتعدل في خلقه ؟ انها تضر المرأة ؟
    * نذكر بعض الأضرار للمرأة في الآتي :-
    1- تعمد تغيير خلق الله ببتر أجزاء لها وظائف حيوية هامة وعمل تشويه دائم لا يمكن علاجه ؟
    3- عذاب وكره للعلاقة الحميمة وتأديتها كأداء للواجب وإرضاً للزوج حفاظاً علي بيتها ؟
    2- الأصرارعلي حرمان المرأة من حقها الذي أنعم لها به الخالق لتسعد وتتجاوب مع زوجها لتسعده في العلاقة الحميمة ؟
    4 – صعوبة كبيرة في خروج دم الحيض واطالة مدة خروجه بالكامل كما اراد له الخالق سبحانه خلق فسوي؟
    5- صعوبة في التبول وتوجيهه بعد العبث والتضييق وازالة الشفرين كما ارادت له هندسة الخالق ( الشفرين يوجهان البول الي الخارج بحيث لا تتبلل الأفخاذ ) ( سبحانه الخالق الذي خلق فسوي ) .
    6- عذاب وآلام من الألتهابات الناتجة من عدم خروج دم الحيض كاملاً وكذلك من جراء ازالة الشفرين اللذان يشكلان مصد لدخول الجراثيم ويفرزان مادة مضادة لها ( ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك) ؟
    7- العذاب من الآلام من جراء الأخطاء الجراحية من قبل امرأة جاهلة متكسبة ليس لها اي دراية بعلم الجراحة والتشريح والتعقيم ؟
    8- الضرر النفسي الذي سيلازمها طيلة حياتها وحقدها علي المجتمع الذي لم يقدم لها الحماية من تغيير خلق الله عز وجل لتشوه وتبتر أجزاء هامة من جسدها لها وظائف حييوية هامة لاغني عنها ؟
    9- كره وأحتقار لثقافة والديها اللذان لم يكونوا بالوعي والثقافة الدينية والطبية لحمايتها من القدر بها وهي طفلة لا تعي ولاتستطيع الدفاع وحماية نفسها ؟
    10- الموت من جراء خطأ متعمد مدفوع الأجرلا يحاسب عليه القانون بعد العملية من جراء نزيف حاد او تلوث للجرح او عند الولادة ؟
    الا يكفى هذا ؟؟؟
    حسبي الله ونعم الوكيل !!! اتركوا اطفالنا ليعيشوا سعدا كما اراد لهم الخالق جل جلاله ولا تعبثوا بأجسادهم من أجل التكسب ؟

    كان لابد من تناول هذا الموضوع الحساس والهام بشفافية وصراحة مطلقة وحتي لا يصيب الأحباط اللواتي اجريت لهن هذه الفعلة في غفلة وجهل أوليائهم فالعلم يقول انه بفعل الوقت والحب والتقدير من الزوج يمكن نسيان تلك الصدمة والأذي النفسي الذي تحدثه تلك الفعلة . أما الأذي العضوي فبتداخل جراحي من أهل الأختصاص يمكن معالجة التشوهات حسب درجتها ؟ وبمرور الوقت وحسن التصرف والتقدير من الزوج الذي يجب ان يكون علي قدر كافي من الثقافة الجنسية عندها يمكن ان تستمر الحياة الزوجية بصورة طبيعية ان شاء الله ؟

    انكم تدعون ان أصل الختان ثابت بالكتاب والسنة وتشيرون الي قول الله تعالى : ( ثم أوحينا إليك أن إتبع ملة إبراهيم حنيفا ) النحل 123 وتقولون كان الاختتان من شريعة سيدنا إبراهيم عليه السلام والآية تأمرنا باتباع شريعته !! أين برهانكم القاطع الذي يوضح ان الأختتان للأناث كان من شريعة سيدنا إبراهيم عليه السلام ؟ وكذلك ما هي الخطوات والشروط والكيفية الصحيحة التي أمر بأتباعها ؟ فهل من المعقول ان توافقوا بأن تمارس هذه العملية الخطيرة علي البشر بكيفما يحلو للمتكسبين من هذه الجريمة الذين يطلقون عليها أسماء تجارية خاصة بهم للترويج لتجارتهم الخسيسة؟؟؟ و تستنبطون من قول صلى الله عليه وسلم المشكوك في صحته ( إذا التقى الختانان وجب الغسل ) وحديث أم عطية المشكوك في صحته ( لا تنهكي فان ذلك أحظى للمرأة وأحب للبعل ). ان هذا أجتهاد ضعيف منكم وغير موفق لأنكم تأخذون باحاديث مشكوك فيها وغير صريحة يستنبط منها القيام بهذه العملية المؤذية ؟ أحاديث اتفق كل العلماء الأجلاء بعدم صحتها ؟؟ اما ان تجتهدوا ياهيئة علماء السودان وتستنبطوا من بعض الأحاديث الغير مثبتة وصحيحة وآية واحدة لاتشير بصراحة مباشرةً لتبرر هذه الجريمة النكراء فهذه طريقة تجعل موقفكم ضعيفاً وغير مبرر؟ ويجعلكم مثل الذين يبررون شرب الخمر عندما يستدلون بالآية الكريمة ( ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارا ) ويستنبطوا او يستشفو منها إنه يجوز لهم شرب الخمر بعد الصلاة او بعد ما تزول السكرة !!! اليس هو نفس الأستنباط وبنفس المنطق؟ ؟ ؟

    لماذاء تستندون إلى هذه الأحاديث الضعيفة والغير مباشرة ، أي التي يستشف او يستنبط منها أن النبي (صلى الله عليه و سلم) لم يمانع في القيام بها ؟؟ أن هذه الأحاديث الغير صحيحة والتي نسبت لسيدنا محمد (صلعم) لم يأمر فيها الرسول (صلى الله عليه و سلم) بطريقة صريحة ومباشرة للقيام بهذه الفعلة النكراء ولم لا ؟ فلو كان يريد من امته القيام بهذه الفعلة النكراء لقالها بصراحة وبوضوح كما أمر بالصلاة ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) وليس هنالك مايمنعه من ذلك وهو الذي ارسله صاحب العزة والجلالة هداية للعالمين ؟ و لماذا لا تأخذون بأحاديثه الصحيحة التي توضح غير ذلك ؟ فحتي هذه الأحاديث الضعيفة لم تحدد أي جزء يُقطع ؟ وكيفية القطع ؟ والمقا س ؟ علماً بأن عضو المرأة التناسلي الخارجي يتكون من عدة أجزاء صغيرة وكل منها له وظيفة احيائية هامة ودقيقة وفي قوله تعالي ( صنع الله الذي اتقن كل شيء ) *النمل 88 وفي قوله تعالي ( ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك ) * آل عمران 191 * هي :- 1- (غطاء البظرprepuce or clitoris hood ) 2- ( البظر clitoris ) 3- ( الشفران الكبيران labia majeure ) 4 ? ( الشفران الصغيرانlabia menorah ) 5- ( فتحة التبول urethra opening) 6- ( فتحة المهبلvagina ) .
    هل يعقل أن تترك عملية خطيرة مثل هذه للعوام والجهلاء من المتكسبين من هذه المهنة الأجرامية الحقيرة للعبث ويقطعوا ويخيطوا ما يحلوا لهم ! أي جزء ! وبأي مقاس ! وبأي أدوات جزر ! وفي أي وسط ملوث و قذر! هل يا تري أن هنالك آية قرآنية او حديث نجهله يحدد بوضوح كيفية هذه العملية الخطيرة وأي جزء يقطع وبأي قياس؟؟؟ أم ياتري هي متروكة للمزاج والتساهيل ولكل مجرمة ومجرم يتكسب ويقوم بأطلاق اسم تجاري لفعلته الدنيئة ؟؟؟ الا تؤثر فيكم صرخات طفلة بريئة بسنواتها الغضة اونباح وأنين هذا الكلب الذي أجرينا عليه التجربة علكم تحسون ؟؟؟ ولو أخذنا بتشريع الزكاة كمثال فقد جاء صريحاً ومجملاً فقامت السنة بتبيان مقاديرها ومواصفاتها، فلماذا لا نجد اي توضيح دقيق لهذه العملية الأجرامية ان كانت فعلآ سنة ؟ اليس هذا دليل قاطع بأنها لا تمت للسنة بصلة ؟ ام أن هذا عين الكذب والافتراء علي رسولنا الكريم ؟؟؟

    *استند علماء اليوم الأجلاء والذين يأخذون بالجوهرفي تفسير القرآن الكريم ، الذي لم يترك شاردة ولا واردة الا وأشار اليها بوضوح واستندوا على قوله سبحانه وتعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) صدق الله العظيم أي أنه لايحق لك يا ابن آدم أن تغير أو تحسن في خلق الله الذي أحسن خلقه وكذلك استندوا على القاعدة الشرعية ( لاضرر ولا ضرار) ، واتبعوا ما كان يفعله رسولنا الكريم حيث انه لم يفعل ذلك مع بناته او كانت مطبقة علي نسائه ؟ وأوضحوا أنه لاتوجد أي إشارة واضحة في القرآن الكريم تحث على ختان الإناث أو حديث نبوي صحيح يأمر بصراحة تامة بالقيام بهذه الفعلة النكراء . كما ان هنالك صورة قرآنية كاملة عن كل ما يخص النساء وهي صورة النساء ولم يرد فيها ذكر هذه الفعلة النكراء حتي ولو بالتلميح ؟؟؟
    قد أجمع كبار الأخصائيين الأطباء وعلماء النفس بأن هذه الفعلة الجائرة تضرالمرأة والرجل ضرراً بليغاٌ فيجب الأخذ برأيهم ؟ كما يستنكر علماء اليوم المستنيرين تغيير خلق الله عز وجل آخذين بقوله تعالي ( صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ) وكذلك بحديث نبينا العظيم الذي ينهى حتي عن الوشم ! الذي لا يسبب ضرراً يذكر وتنهى عن تغيير خلق الله عز وجل . ومن الأحاديث النبوية الصحيحة بإجماع العلماء 🙁 لعن الله كل من غير خلق الله من النساء من الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ) فإذا كان النبي صلي الله عليه وسلم لا يبيح تغيير خلق الله بالوشم حتي والذي لا يؤذي ولا يميت ! فهل يعقل أن يبيح اجتثاث أعضاء طفلة بريئة غضة لم يكتمل نموها بعد ويعرضونها للموت والعذاب إن كتب لها النجاة ؟؟؟ إن هذه جريمة وإهانة للمرأة وطعن في إنسانيتها وكرامتها بتصويرها بأنها حيوان كاسر له مخالب حادة يجب قطعها ؟؟؟ وفي أحاديث نبينا الكريم الكثير من الدعوي لأحترام المرأة منها : رفقاً بالقوارير ؟ استوصوا بالنساء خيراً ؟

    يعتقد البعض ان بتر وخياطة اجزاء من أعضاء المرأة الحساسة يحافظ علي عفتها ؟ واذا كنا واقعيين ونظرنا الي الشارع السوداني وكمية اللقطاء بمراكز ايوائهم و كذلك الشارع المصري سنجد ان هذا الأعتقاد يدل علي السذاجة وعدم الواقعية ؟ انكم تعلمون بأن هنالك ما يسمي العدل اي ارجاع الوضع كما كان عليه بعد الأنغماس في العلاقات الغير شرعية وذلك قبل الزواج وكذلك هنالك بديل آخروهو الطريق الشاذ الذي يهتز له عرش الرحمن؟؟؟ ان الحوجة هي أساس البلاء ؟ والتي تبيع نفسها لو سؤلت لقالت ماجبرني علي المر الا الأمر منه ؟ فاذا اوجدنا فرص العمل الشريف للشباب سيكون هذا هو العلاج الواقعي قبل ارتكاب جريمة البتر الحمقاء ؟؟؟ فلماذا لا تدعون يا علمائنا الأفاضل الي عمل المشاريع الأنتاجية الكبيرة التي توفر فرص العمل الشريف لآلاف العطالة أم ترون البتر هو الأسهل؟؟ واذا كان المبادر والفاعل الذي يدفع المال في قضية العفة هو الرجل !!! فلماذا نتجني علي الجناح الضعيف اي المرأة ؟؟ فبألأحري ان نبتر عضو الرجل !!! اليس هذا منطق واقعي ام انانية الرجل تعميه وتجعله يرفض ذلك وبعنف وتهكم واستغراب من هذا المنطق ؟؟؟ هل يعاقب المتعدي سارق الخزينة ام مالكها ؟؟؟
    * أؤكد لكم أن نساؤنا في السودان يردن أن يعشن بشرف كما سواهن الخالق ولايتطلعن لأي بدع أو أي نوع من تغيير خلق الله عز وجل . فلنتقّ الله ونتركهن في حالهن ويكفيهن المعاناة من أمور الدنيا الاخري كإيجاد المسكن والمأكل والملبس والزوج الصالح …الخ.
    ان هذه العادة الذميمة لا توجد في العالم كله إلا في افريقيا ولا يعمل بها في العالم العربي والأسلامي لأنها غير إسلامية ? فلا تعرف أو تمارس في السعودية وكل دول الخليج ? سوريا ? لبنان – الأردن ? فلسطين ? العراق ? المغرب – ليبيا ? الجزائر ? تونس . انها توجد وتتجزر في مصر والسودان وعدة دول أفريقية . وعلي رأس هذه الدول الصومال 98% جيبوتي 96% مالي 94%مصر94% جامبيا 90% غينيا90% السودان 84% وغيرها ، وكل هذه الدول لها طقوسها وفنونها الخاصة بها في التقطيع والخياطة ، ( المصدرإحصائيات الامم المتحدة ) . من الجدير بالذكر ان الصومال يمارس فيها افظع نوع من طرق هذه الجريمة البشعة والتي خلفت كثيراً من المآسي بموت نسبة عالية من الأطفال ، الا أن علماء المسليمين هنالك جزاهم الله خيراً بدأوا أخيراً في محاربتها وأفتوا بتحريمها ؟؟؟
    إن هنالك معلومات مضللة وأكاذيب قُصد بها الترويج لهذه الفعلة النكراء (أي تغيير خلق الله) . إن الله أحسن صنع كل شئ ، و ايمانا بقوله تعالي (الذي احسن كل شئ خلقه ) * السجدة 7* ( صنع الله الذي اتقن كل شيء ) *النمل 88* وما من ذرة في جسم الإنسان إلا ووضع لها الخالق عز وجل وظيفة محددة . وعلى سبيل المثال غطاء العين الذي لا تزيد مساحته عن واحد سنتمتر مربع ، يعمل تلقائياً وطيلة حياة الإنسان ووظيفته حماية العين وتنظيفها باستمرار ، فهناك غدة صغيرة بطرف العين تفرز مادة مرطبة تلقائياَ بكمية محددة ، هذه المادة ترطب وتحمي سطح العين الحساس من الغبار والشوائب والجراثيم ، فتخيل أن يقوم أحدهم بقطع قطعة اللحم الصغيرة هذه ، حينها سيتعذب الإنسان طيلة حياته ويتعرض للالتهابات وقد يفقد بصره ، ولو اجتمع الإنس والجن لن يستطيعوا إيجاد بديل لها تعمل بهذه الفعالية والدقة دون توقف وعندما تتوقف تشير الي الموت !!! سبحانه الخالق الذي خلق فسوى . تتحدثون عن النظافة والطهارة والأوساخ والروائح النتنة ! أين أنتم من المياه النظيفة والمنظفات المعطرة من صابون وغيره في هذا العصر ؟؟ هل ياترى كل نساء العالم اللواتي لم يغيرن خلق الله تصدر منهن روائح نتنة ؟
    يقول الاطباء إن أكبر مرتع للجراثيم في جسم الإنسان هو فمه وأسنانه ولسانه وكذلك ايديه ، هل ياترى نقوم بإزالتها وبترها أم نقوم بتنظيفها دورياً وهنالك مئات المنتجات من منظفات ومعقمات ومعطرات للفم والأيدي؟
    كما إن هذه المشاكل التي تتحدثون عنها من منفعة للرجل والمرأة ونظافة وغيرها …….. لا يثيرها ملايين البشر في جميع أنحاء العالم الأسلامي والمتقدم ؟. هل ياتري ليس لهم علماء يبحثون فيما يفيد او يضر او ما يمتع الرجل والمرأة ؟؟؟ انكم واهمون فقد بحثوا في هذا الأمربإسهاب اكثر من اي جانب آخر في علوم الحياة ؟؟؟ هل ياتري انهم يجهلون اسس النظافة وهم الذين ابتدعوا لنا كيفية تنقية المياه واخترعوا وطوروا لنا انواع شتي من الروائح العطرة و المنظفات والمطهرات ؟

    *من الأدلة القوية والمقنعة أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يقم بإجراء هذه الفعلة النكراء لبناته أو يذكر في سيرته النبوية أن نساءه قد مورست عليهم تلك العادة الأفريقية المؤذية ؟
    ودليل دامغ آخر أن هذه العادة الأفريقية الأجرامية المتخلفة إذا كانت سنة وأمر بها سيدنا محمد ( صلى الله عليه و سلم ) فكان من المنطقي أن تكون منتشرة ومتجزرة في مكان مولده وبعثه أي بالجزيرة العربية فهي غير معروفة هناك ولا يعمل بها !!! والحقيقة أنها مستوطنة ومتجزرة في مصر والسودان وبعض الدول الأفريقية المتخلفة ، وهذا دليل دامغ على أنها عادة إجرامية إفريقية متخلفة ، ونبينا العظيم أبعد مايكون عنها ، وهو الذي نهى عن تغيير خلق الله ونهى حتى عن الوشم الذي لا يضر !!!

    ? لا يجب أن نتمسك بما عرفناه من عادات وتقاليد بالية منذ الصغر ؟ فهنالك الكثيرون الذين يرفضون أي معلومة جديدة تناقض ماشبوا عليه وماعرفوه من معلومات مغلوطة منذ الصغر وبالتأكيد لا تزال المشاتمة التي يطلقها الشوارعية الجهلاء في السودان ( يا ود الغلفاء) ، ترن في اذن الكثيرين منذ الصغر، ولا يدري هؤلاء أن هذه الغلفاء محظوظة أنقذتها اسرتها من براثن الجهل والتخلف وحافظوا علي خلق الله الذي أحسن صنعه . هنالك من كان يؤمن بأن الكرة الأرضية مسطحة وعندما جاء عالم وبرهن أن الأرض كروية اتهم بالكفر والجنون ؟؟؟
    هنالك كثيرون يجهلون الكثير في الثقافة الجنسية ويصورون المرأة بأنها حيوان له شهوة جنسية عارمة ؟ وهنالك مفهوماً خاطئاً عند السواد الأعظم من الرجال في البلدان التي تمارس فيه هذه العادة الأجرامية الذميمة بأن القصد من بترعضو حساس له وظيفة غاية في الأهمية للمرأة والرجل هو كبح شهوتها المفرطة ؟ إن هذا من صنع خيال المجتمع الرجولي المريض ؟ أن هذا افتراء ! والحقيقة أن المرأة انسان حباه الله بالرقة والجمال والعفة الفطرية ورغبتها الجنسية الطبيعية والعادية في عقلها قبل ان تكون في أعضائها كالرجل !!! وليس لها شهوة عارمة كما يتصورها الخيال المريض لبعض الرجال ؟؟؟، وهذه من حِكم الخالق عزّ و جلّ بأن جعل الرجل هو الذي يبادر ويبحث ويتودد للمرأة . وقاعدة العلوم تقول MALE SEEKS FOR FEMALE وكل قصص الحب وما أنتجه الشعراء قديماً وحديثاً يوضح ان المبادر هو الرجل وعلي المرأة الاستجابة أو الرفض عن اقتناع ، فلذلك يستميلها الرجل بمجهود ويبدي الإعجاب بالإطراء ويكتب الشعر ويقدم الهدايا الخ حتي الوصول إلى مرحلة الحب من الطرفين ثم الزواج وهذا هو المسار الطبيعي والفطرة التي أرادها الخالق لنا منذ بدأ الخليقة ؟؟ ولا يجب أن نأخذ بالحالات التي تشذ عن هذا المسار, ولا يجب انكار أن هنالك تجارة رخيصة تمارسها المرأة المحتاجة مادياً لتنحرف أخلاقيا ً وتبيع نفسها من أجل المال فقط ، فتكون عملية اللقاء الحميم عملية تجارية ميكانيكية سريعة ورخيصة غير مستساغة لها أو للرجل ، ولو وجد الرجال أن هذه الطريقة تشبعهم لانحسر الزواج في العالم كله بدرجة كبيرة ! وهذه المعلومة توضح حكمة الخالق بأن جعل رغبة المرأة الجنسية في عقلها حيث تتحكم في نفسها وتكون عفيفة بالفطرة قبل أن تكون في أعضائها الحساسة بعكس الرجل ولذلك كل جرائم الأغتصاب يقوم بها الرجال وليس المرأة ؟؟؟.

    إن المنظمات الدولية مشكورة تقوم بعمل إنساني عظيم محاولةً اجتثاث هذه العادة الأفريقية الذميمة من الكرة الأرضية ونجحت في دول أفريقية كثيرة ومنهم أطباء وناشطون سوف يخلدهم التاريخ يصرفون من مالهم الخاص ويقتطعون من وقتهم الثمين ويخاطرون بحياتهم في مجاهل افريقيا من أجل عمل إنساني جليل علهم ينقذون أكبر كمية من الأطفال الإناث من براثن المجرمين الذين يتكسبون من هذه المهنة القذرة تحت أعين المسؤولين . بالتأكيد سوف يأتي اليوم الذي تنحسر فيه هذه الجريمة البشعة في كل افريقيا وأخاف أن يكون السودان آخر دولة افريقية تنعدم فيها هذه العادة اللاإنسانية طالما أن هنالك من يدعون المعرفة بالدين ويجتهدون في قضية خاسرة ويدافعون بجهل ولا يتورعون من الكذب لإثبات افتراءات قد يصدقها الجهلاء دفاعاً عن هذه العادة الأفريقية المتخلفة والمؤذية .
    * هل نحن فعلاً في سوداننا الحبيب نأخذ بأقوال سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ؟ لقد أمرنا أشرف المرسلين بأطعام المسكين واليتيم وشوارع مدننا وقرانا تعج بآلاف المشردين الجوعي ؟ لقد أمرنا بتعليم أبنائنا السباحة والسودان كله به حوض سباحة واحد ؟؟؟ الا تذكرون العدد الكبيرمن الأطباء والأخصائيين في الكلي الذين غرقوا في النيل رحمهم الله ؟؟؟ إن هذا الفقد العظيم لو حدث في أي دولة أخري لأقام الدنيا وأقعدها ؟ وأبسط القرارات أن ندخل تعليم السباحة في الجامعات لتكون أجباري ؟ وتكلفة عدد 4 أحواض سباحة تعادل ثمن عربة لاندكروزر واحدة ويمكن تشييدها بواسطة الطلآب انفسهم بسعر زهيد ؟؟ فمن من المسؤولين يحب ويعز أبناء بلده ويتخذ هذا القرار ويعمل بقول رسولنا الكريم (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) ؟؟؟ لقد قال لنا رسولنا الكريم ( ما أكل أحداً طعاماً قط خيراً من عمل يده ) هل إهتدينا بذلك ؟ اننا نستورد 80% من غذاءنا ومنه النبق والشعيرية والبصل حتي؟؟؟ ( السودان سلة غذاء العالم ؟؟؟ )
    * كنت أتمني أن ينصب هذا المجهود والبحث المكثف في بطون الكتب القديمة في امور و قضايا تطوير السودان الملحة ، فسوداننا الحبيب لا يزال يعاني أكثر من 90% من شعبه من قضايا الإنسان الأول وهي المأوي والمأكل والمشرب قبل أن يطمح إلى الصحة والرفاهية . وللأسف الشديد فإن كثيراً من ابنائه يضيعون وقتا ثميناً في الكتابة والبحث في قضايا انصرافية والأمرُّ من ذلك أن يروج بجهل إلى ما هو ضار ، كالترويج للعادة الأفريقية المتخلفة وربطها بديننا الإسلامي والإساءة اليه بذلك .

    ? هل ياتري يمكن لعلماء الأزهر الشريف وعلماء الدين والمسؤولون الكرام بالدول الأسلامية ان يرجعوا الي صوابهم والي تعاليم ديننا الصحيحة ويتوبوا ويأخذوا بهذا الرأي السديد لهيئة علماء السودان ويخصصوا مستشفيات ضخمة تستوعب كل نسائهم ويزودونها بخبيرات وخبراء في فن الجزر والخياطة ومعهن ادواتهن من السودان ومصر بعقود مجزية ؟؟؟

    *اذا كان هؤلاء المدعون للمعرفة بالامور الدينية دعاة هذه العادة الذميمة يثقون في انفسهم وفي معلوماتهم الدينية فليطوفوا على الدول العربية وبالأخص الجزيرة العربية حيث بعث نبينا الكريم والتي لاتعرف هذه العادة الوحشية البشعة ويروجوا لها ويقنعونهم بأنها سنة علهم يتلقون الأجر ؟ يا تري هل انتم مستعدون لعمل مناظرة مع اي من علماء المسلمين في اي دولة وحتي في مصر منبع هذه العملية البشعة ؟؟؟
    ان المنطق يقول اذا كانت هذه العادة سنة فبالأحري ان تكون من بين ما قام به رسولنا الكريم وتكون منتشرة ومتجزرة في مكان بعثه !!!وليس في السودان والصومال ومصر وبعض الدول الافريقية التي لم يرها حتي ؟ وفي أمثال هؤلاء المدعون يقول القرآن الكريم ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهمم عذاب اليم بما كانوا يكذبون *10*واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون *11* الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون *12* ) البقرة ، صدق الله العظيم. اتقوا الله في اطفالنا ؟ أبعدوا عنهم أدوات جزركم القذرة ؟
    * أخيراً أقول لكم بكل ثقة لا يصح إلا الصحيح ولا يوجد في هذا الكون أصح من خلق الخالق جل جلاله ، ولايوجد أبلغ وأمضى وأقوى من قوله تعالى : ( لقد خلقنا الأنسان في أحسن تقويم ) صدق الله العظيم . سوف تضاف هذه العادة الذميمة الي كتب ظلامات تاريخ السودان ويكتب فنائها في كتب أشراقات السودان رضيتم أم أبيتم إن شاء الله ؟ والتحية لكل الذين يحاربون هذه العادة القبيحة المؤذية اللا إنسانية والتحية للاسرالمستنيرة التي تحافظ علي اطفالها الأناث وتجنبهم شرور هذه العملية الوحشية الهمجية التي لا يقرها علم ولا دين ولا ضمير إنساني؟؟؟
    من سوء حظ المرأة في السودان انه الي الآن لم يحظي السودان منذ استقلاله بحكومة رشيدة أو قائد له رؤية ثاقبة لتطوير السودان ليضعه بين الدول التي علي الأقل تنتج غذائها بنفسها قبل ان تلجأ الي الديون والشحتة المذلة والتسول والعيش علي اكتاف الآخرين!!! وحتي حاكمنا الذي درس في اوكسفورد لم يبت في أمر هذا العبث والتخلف المريع عندما تربع علي كرسي الحكم وبعد أن فقد السلطة بدأ يدعوا الي تحريمها وكان بأمكانه سن قانون بتجريمها وعندها كان سوف ينقذ عدة ملايين من اطفال السودان الأناث المقدور بهم وكان يمكن ترشيحه لجائزة نوبل وللأسف فاتت عليه الفرصة ثلاثة مرات وهو في كرسي الحكم وتضرر الكثيرين من اطفالنا الأناث ومات منهم من مات؟ وكذلك الذي درس في السوربون بباريس( ومثلنا السوداني يقول : القلم ما بزيل بلم ) !!! إن الذي يري الفيلات والسيارات الفاخرة وربطات العنق الحرير من بيوت الأزياء العالمية عند حكامنا منهم حاملي الشهادات العليا من دكتوراة وغيرها وغيرهم يعتقد ان المخ مليان وفي الواقع مليان ملاح ويكة من صنع الضهاري !!! اذا كانوا هم من مؤيدي هذه العملية المتخلفة وكان الله في عون بناتهم ؟؟؟ رئيس سنغافورة عندما كان طالباً بباريس أساءه ان يسمع قول الأوروبيين بأن الأسيويين قذرين لا يفضل السكن معهم ؟ فحدث نفسه وقال لو قدر لي أن أكون رئيساً لجعلت سنغافورة انظف بلد في العالم ؟ وتحقق حلمه واصبح رئيساً وأصبحت علي يده سنغافورة أنظف بلد في العالم ؟
    انني أدعوأصحاب الضمائر الحيية والمستنيريين من علماء الدين والأطباء والأخصائيين وعلماء النفس من التصدي والقيام بحملة قوية ومضادة لإيقاف هذا العبث وأدانته وأنقاذ ما يمكن انقاذه إن شاء الله .
    ? التحية لآل بدري الكرام وجامعة الأحفاد منارة التعليم والحضارة والثقافة والدفاع عن حقوق المرأة ومحاربتهم لهذه الجريمة البشعة .
    ? التحية لسكان جزيرة توتي ونهنيهم بالأنجاز الكبير وشعارهم القوي الجميل ( توتي خالية من هذه الجريمة البشعة )

    . * التحية لشقيقتي / سعاد عبدالحفيظ حمد الملك التي أنعم الله عليها بثقافة دينية وطبية ونفسية عالية مكنتها من محاربة هذه العادة الذميمة من قبل اكثر من أربعين عاماً أمد الله في عمرها ؟ وعلي يدها تم
    انقاذ كم كبيرمن الأطفال الأناث من أيدي الجهلة والمجرمين أعداء الخالق الذين يتكسبون ويعبثون بخلقه جل جلاله !!! اعتقد انها تستحق الترشيح لجائزة نوبل ؟
    * لنسرد لكم حادثة جديرة بالأهتمام والتمعن توضح مستوي فهم بعض الأطباء حافظي المقررات ؟
    في جامعة الجزيرة بمدينة مدني وفي إحدي الندوات لمحاربة هذه العادة الذميمة ؟ أدلت الأخت سعاد بدلوها وتحدثت عن هذه العادة الذميمة ووجوب محاربتها ؟ وبعد انتهاء الندوة زارها طبيب وزوجته أخصائي أمراض نساْء وولادة في منزلها مستنكرين ومحتجين علي افكارها العجيبة !!! وقالوا لها ان الختان يسهم في الحفاظ علي عفة المرأة ؟؟؟ أجابتهم بأن التربية القويمة وعدم الحوجة المادية الماسة هي التي تجعل المرأة عفيفة وعالية الأخلاق محافظة علي شرفها ؟ قالوا لها ان الختان يخفض شهوة المرأة ؟ أجابتهم عليكم ان تراجعوا معلوماتكم الطبية !!! فشهوة المرأة تتركز في عقلها قبل ان تكون في أعضائهأ بعكس الرجل ! هكذا أراد لها الخالق جل جلاله حتي تكون عفيفة بالفطرة ؟؟؟ ان معرفة هذه المعلومات المتقدمة التي يجهلها متعلمون جامعيون وأطباْء اخصائيين !!! جعلتني أذهل وامتلىء زهواً وفخراً بشقيقتي التي لم تكمل تعليمها حيث درست مايسمي بالكتاب في ذلك الزمان لمدة 4 سنوات فقط ؟ الأ ان زوجها مهندس كبير يحرص علي شراء كل المجلات الموجودة في المكتبات روزاليوسف، صباح الخير، المختار، الهلال، العربي وغيرها بالأضافة للصحف اليومية فكانت تقرأهم جميعاً من الغلاف الي الغلاف وثقفت نفسها بثقافة عالية يندر ماتوجد لأمرأة في سنها في السودان ؟ بعد هذا ألاء ترون انها تستحق الترشيح لجائزة نوبل ؟

    عبد الله حمد الملك – معماري

  14. الى الجميع
    نريد تفسير دينى وعلمى حتى نستفيد أكثر لان موضوع الخفاض أو ( الطهارة الفرعونية ) مهم كثير فى كثير من الاسر محتارة ماذا تفعل . وارجو ان تكون التعليقات هادفة حتى يستفيد الكل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..